3 نصائح تساعدك على تحويل الإخفاقات إلى نجاحات

أنا فاشل، ولا أستحي من قول ذلك؛ إذ أعني أنَّني أفشل في معظم محاولاتي للقيام بشيء ما، وقد عشت وحيداً لعدة سنوات؛ لأنَّني كنت أتعرَّض للرفض في كل مرة أحاول فيها العثور على شريكة عمري، وفشلت مئات المرات مع مئات العملاء قبل أن أتمكَّن من تقديم خدمة جيدة، واستغرقت عدَّة سنوات قبل أن أطرح كتابي الأول.

ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن "جوي بارنز" (Joe Barnes)، والذي يقدِّم فيه 3 نصائح لتحويل الإخفاقات إلى نجاحات.

مع كل هذه الصعوبات التي أواجهها في الحياة، فلا بدَّ أنَّ معدَّل نجاحاتي نسبةً إلى المحاولات لا يتعدى الـ 10%، ومع ذلك ما يزال لديَّ نجاحات أفتخر بها ولا يمكن أن أتخلَّى عن الإيمان بهذه الحقيقة.

الفشل أمر طبيعي:

ما دفعني لأكتب هذا المقال هو أنَّ معظم الناس يعيشون تجارب الفشل المتكرِّر، وقد تكون أنت واحداً منهم، فالأغلبية العُظمى من الناس لا يملكون مهارة النجاح بالفطرة، وعلى الرَّغم من الأمثلة العديدة لنجوم الرياضة والأشخاص اللامعين في مجال الإنترنت وغير ذلك، والذين يجنون الملايين بل والمليارات، إلا أنَّه من الصعب تقليد هؤلاء الأشخاص، والصعوبة تكمن في أنَّ معظمنا يشعر بالإحباط قبل أن نبدأ بإيصال فكرتنا أو إثبات مهارتنا للعالم.

إذا كان ما ذكرناه ينطبق عليك، ولديك هذا التصور عن كون تحقيق أهدافك سيكون أمراً مكلفاً، إذاً إليك هذه الحقيقة التي يجب أن تتذكَّرها: لا تحتاج إلى النجاح في كل مرة؛ بل أنت لا تحتاج حتى إلى أن تكون ناجحاً في معظم الأمور، كل ما تحتاج إليه هو بعض النجاحات الرئيسة.

إليك بعض الأمثلة التي تؤكِّد هذه الحقيقة:

1. "توشيجي فوكادا" (Toshiji Fokada):

"فوكادا" هو الفائز بجائزة مصور الحياة البرية لهذا العام لفئة الأنواع المهددة بالانقراض، وقد فاز بهذه الجائزة بسبب صورة مذهلة التقطها لنمر من نوع آمور في شمال شرق "روسيا" (Russia)، وكانت لقطة نادرة؛ لأنَّ النمر ظهر بالقرب من البحر، وعلى الرَّغم من روعة الصورة وبقدر ما يجب أن يكون "فوكادا" ناجحاً ليتمكَّن من التقاطها، إلا أنَّ معدل نجاحه انخفض في أثناء هذه الرحلة الاستكشافية بمقدار 1.3%.

لقد خيَّم في رحلة صيد صغيرة لمدة 74 يوماً، وعانى من البرد القارس والظروف الصعبة وكثير من الملل، كما كان عليه أن يواجه حقيقة أنَّه يفشل كل يوم في تحقيق ما جاء من أجله، وبصرف النظر عن المعلومات التي تشير إلى أنَّ النمور تكون في هذه المنطقة، فقد انقضت أيام وأسابيع وحتى أشهر حتى دون أن يلمح واحداً.

حصل في اليوم الخمسين على هذه اللقطة؛ إذ خرجت أنثى نمر آمور من الغابة إلى ضوء الشمس اللامع والتقط الصورة التي جعلته الرابح لهذه السنة، ومكث بعد التقاط صورته 24 يوماً دون أن يقصد مواقع أخرى، ومن ثمَّ عاد إلى المنزل.

إذا أردنا أن نقيس نجاح رحلته من خلال الإحصاءات، فستكون رحلته فاشلة بالتأكيد، فقد انقضى كثير من الوقت دون أن يتمكَّن من تحقيق هدفه، ومع ذلك فإنَّ الرأي السديد يشير إلى أنَّه حقَّق نجاحاً رائعاً، وكل ما احتاج إليه هو تلك اللقطة الرائعة على الرَّغم من كل ما مر به من صعوبات.

شاهد بالفيديو: الاخفاق سرّ النجاح... كيف تحول فشلك إلى نجاح؟

2. النمور:

بمناسبة الحديث عن النمور، من الطبيعي أن نفترض أنَّ النمر صياد ماهر جداً؛ وذلك بالنظر إلى أنَّه أكبر القطط على الإطلاق، لكن تبيَّن أنَّ النمور لا تنجح إلا فيما يقارب 10% من محاولات الصيد، على الرَّغم من كل قوتها وسرعتها وقدرتها على التَخفِّي، فإنَّها تفشل في 9 محاولات من أصل 10 لصيد فريسة.

3. "تيم فيريس" (Tim Ferriss):

يعرف معظمنا كتاب "اعمل أربع ساعات فقط في الأسبوع" (The Four Hour Work Week)، وقد بيعت منه 1.3 مليون نسخة وتبعه كتب أخرى مثل "تدرَّب أربع ساعات في الأسبوع" (The Four Hour Body)، و"أربع ساعات للطهي لكامل الأسبوع" (The Four Hour Chef)، كما يمتلك "تيم" على الإنترنت مدونة ناجحة جداً.

بالنظر إلى أنَّ "تيم" كاتب ناجح جداً لا بدَّ أن نتخيَّل بدايةً أنَّ دور النشر قد تنافست فيما بينها لتبرم معه صفقة، ومع أنَّ "تيم فيريس" الآن هو مثال رائع عن النجاح، فإنَّ وضعه لم يكن هكذا دائماً؛ إذ إنَّه مثال نموذجي عن الإخفاق المتكرِّر والذي يتوَّج أخيراً بنجاح رئيس يقلب الموازين لمصلحتك.

النسخة الأولية من كتابه "اعمل أربع ساعات فقط في الأسبوع" رُفِض من قبل 26 دار نشر من أصل 27 عُرِضَ عليهم الكتاب، وقد ذكر هذه الحقيقة في النسخة المنقحة من الكتاب، وهذا يعني أنَّ نسبة نجاح "فيريس" هي فقط 3.8%، لكن لا يعني هذا المعدَّل المنخفض أي شيء، لقد صبر وقتاً طويلاً حتى حقَّق نجاحه الرئيس، ومن ثمَّ أنشئ منصته على الإنترنت، ولم يهتم بإخفاقات الماضي أبداً.

3 نصائح من أجل تحقيق نجاحات رئيسة:

نأمل أنَّ الأمثلة التي قدَّمناها جعلتك تشعر بشيء من الراحة؛ لأنَّ معظمنا يعتقدون أنَّنا يجب أن نكون مثاليين كي نحقِّق النجاح، لكنَّ هذا ليس صحيحاً، فالأشخاص الناجحون بالفطرة هم قلة قليلة؛ بل لربما فكرة أن يولد الشخص ناجحاً هي أقرب للخيال، أمَّا الحقيقة فهي أنَّ الجميع يولدون ولديهم القدرة على تحقيق بعض النجاحات الرئيسة، والتي تمكِّنهم من الارتقاء بمسيرتهم المهنية إلى مستوى النجاح، والشعور بالمغزى من الحياة وحتى إيجاد الحب.

إليك ثلاث نصائح من أجل تحقيق النجاح:

1. حوِّل المثابرة إلى شغف وهوس:

يحاول معظم الناس عدة مرات قبل أن يستسلموا، ومع ذلك هذا ليس كافياً لتحقيق النجاح، فما يحقِّق النجاح ليس المثابرة الاعتيادية؛ بل درجة أعلى من المثابرة الحثيثة التي تصل إلى حدِّ الهوس.

يعني هذا أن تستمر بالمحاولة حتى تحقِّق النجاح، وتستأنف العمل دون كلل أو ملل، ففي أثناء عملك يجب أن تجرِّب إجراءات مختلفة، وتتعلَّم من الأخطاء السابقة، لكن دون أن تستسلم، وسواء فوكادا، أم فيريس، وحتى النمر، جميعهم يمتلكون هذه الخاصية، وهي أنَّهم أرادوا النجاح حقاً وهذا ما مكَّنهم من تجاوز الإخفاقات المتكررة.

2. اختر الفرص بحكمة:

ليس عليك أن تضع كل طاقتك في محاولة واحدة، فالفهد الصياد مثلاً، وهو من أمهر الصيادين، يتخلَّى عن مطاردة الفريسة عندما يدرك أنَّ فرص نجاحه ضئيلة.

يجب عليك تبنِّي هذه الاستراتيجية، وفِّر طاقتك من أجل أكثر الفرص أهميةً، وتجنَّب أن تصبح مهووساً بالنجاح، ففي بعض الأحيان قد يؤدي الجهد المبذول لتحقيق هدف أصغر إلى تقليل الطاقة اللازمة لتحقيق الهدف الأكبر.

3. ركِّز على التحسين وليس على النتائج:

من المؤكد أنَّ النجاح لن يكون حليفك في كل المحاولات، بل حتى أكثر من نصف المحاولات ستكون فاشلة؛ لذا يجب عندما تظهر فرصة لتحقيق نجاح هام أن تكون سريع البديهة.

لكي تحقِّق ذلك يجب أن تركِّز على التحسين وليس على النتائج؛ وذلك لأنَّ التركيز على النتائج سيجعلك محبطاً كونك ستفشل كثيراً كما سبق أن ذكرنا، في حين أنَّك عندما تركِّز على التحسين، فهذا سيمنحك الزخم والحماسة؛ لأنَّه أمر يمكنك النجاح فيه يومياً.

في الختام:

طبِّق هذه النصائح الثلاث وستتقن فن النجاح الحقيقي حتى لو كان لديك الكثير من الإخفاقات، وتذكَّر أنَّ مساهماتك هو ما يعوَّل عليه، ولا أهمية للإخفاقات التي مررت بها خلال محاولتك.