3 قواعد لاكتساب عادات جديدة

منذ أكثر من عقدٍ من الزمن كنتُ وزوجتي نكافح بشدة لتخطي الفترة الأكثر إيلاماً في حياتنا حتَّى هذه اللحظة والتغلُّب عليها، وقد شملَت فقدان اثنين من أحبائنا بسبب الانتحار والمرض، والخيانة العائلية، وخسارة وظائفنا وعدم الاستقرار المالي وغيرها كثير، وقد حدَثت جميع تلك المصائب بسرعة كبيرة وبصورة متتالية أيضاً، وقد أدَّى الألمُ المرافق لتلك المرحلة من حياتنا إلى تدميرنا بشدة لبضع سنوات متتالية.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب "مارك كرنوف" (MARC CHERNOFF)، ويُحدِّثنا فيه عن أفضل الطرائق لإدخال عادات جديدة إلى حياتنا في سبيل زيادة خبرتنا وتحقيق أهدافنا. 

لقد شعرنا أحياناً أنَّه لم يتبقَّ لدينا أيُّ طاقةٍ للمضي قدماً في حياتنا، وهو ما دفعَنا لإنشاء مُدوَّنة والبدء بالكتابة فيها؛ فحين كنَّا نمرُّ بأسوأ مرحلةٍ في حياتنا لجأنا إلى استخدام تلك المُدوَّنة وسيلة تعبيرٍ عامة للتنفيس عن مشاعرنا وهمومنا وسجلٍّ يوميٍّ لمحاسبة أنفسنا؛ فقد كتبنا فيها عن آلامنا وخساراتنا، وعن الدروس والعِبَر التي كنَّا نتعلمها من تلك الفترة العصيبة، وعن الأفعال والتصرُّفات التي كنَّا نعلم بضرورة تحمُّل مسؤوليتها إن أردنا أن نُخرِج أنفسنا من تلك المحنة.

فيما كنَّا نعيشُ واقعنا الجديد يوماً بيوم ونكتب المقالات في مُدوَّنتنا واحداً تلو الآخر في محاولةٍ منَّا لمواجهة الألم واستكشافه بدلاً من صرف انتباهنا عنه اكتشفنا بالمصادفة براعمَ من القوة والحكمة التي بدأنا بتحصيلها وبنائها بأنفسنا، وتعلمنا تدريجياً كيفيةَ ضبط أنفسنا في حالات الاضطراب العاطفيِّ السلبية حتَّى نستطيعَ التغلُّب على المشاعر والأحاسيس التي أرهقَتنا وأنهكَت قوانا سابقاً.

كما أجبرنا أنفسَنا حرفياً بكل ما أُوتينا من قوة على اتخاذ خطواتٍ عمليةٍ واحدةً تلو الأخرى كإجراء محادثة واحدةٍ بصدق وصراحة أو ممارسة التمرينات الرياضية أو التأمُّل لمرة واحدة لمدة خمس دقائق، ومن ثمَّ الكتابة عن ذلك؛ وعلى الرَّغم من أنَّ ذلك لم يكُن سهلاً أبداً إلَّا أنَّ الإجراءات البسيطة والأعمال الصغيرة كانت سهلة التنفيذ والتحكم، كما أنَّ الطقوس اليومية التي اتبعناها بالكتابة عنها ساعدَتنا على استعادة نشاطنا ووضعنا السوي.

في النهاية تلك الفترة الأليمة التي عشناها هي التي غيَّرت مسار حياتنا ومهَّدَت لنا الطريق تدريجياً نحو عملنا الناجح الذي نمارسه اليومَ من كتابة وتدريب على التنمية الشخصية؛ فقد غيَّر الألم والمعاناة من عاداتنا وإجراءاتنا وروتيننا اليوم، كما جعلَ منَّا انتظامُنا في اتباع عاداتنا وثباتُنا عليها خبراء في مسارات عملنا على مرِّ الوقت.

شاهد بالفيديو: 10 عادات تقودك إلى النجاح

النصائح التي يمكن تقديمُها:

طُرحَت علينا العشرات من الأسئلة عن النصائح التي يمكننا إعطاؤها، ومُعظَم الناس الذين يطرحون هذه الأسئلة هم من أصدقائنا وأقراننا ممَّن يماثلوننا في العمل بوصفنا مدربين وكُتَّاب مساعدة ذاتية؛ وذلك بسبب إطلاقنا أخيراً لكتابٍ جديد اسمُه "العودة إلى السعادة: غيِّر أفكارَك وواقعك، وحوِّل محنك إلى انتصارات"  الذي صنَّفته صحيفة "نيويورك تايمز" (New York Times) بسرعةٍ ضمن قائمة أكثر الكتب مبيعاً، كما يُعَدُّ إنجازاً غيَّر فجأةً العديد من وجهات نظر الأشخاص المذكورين أعلاه وآرائهم عن مستوى خبرتنا.

بسبب عدم وجود نصائح تناسب الجميع وتنطبق عليهم لتقديمها؛ أستطيع القول إنَّ الكتابة بشأن موضوعٍ ما بثباتٍ وبصورة يومية طوال 10 سنواتٍ متتالية في السراء والضراء هي إحدى العادات الرئيسة التي مكَّنَتنا من تأليف كتابنا الأكثر مبيعاً، فمُعظَم أصدقاؤنا وأقراننا لا يمارسون الكتابة بصورة يومية؛ وذلك لأنَّ مُعظَم البشر غير مُعتادين فعل الأشياء بصورة ثابتة دون انقطاع، وهو ما نعلمُه جيداً من خبرتنا وتجاربنا فقد كنَّا مثلَهم في الماضي أيضاً؛ لكنَّنا منذ ذلك الحين تعلمنا بداعي الضرورة أنَّ الانتظام والثبات هو أساسُ كل شيء.

هنا عليك أن تسأل نفسَك عن استعدادك لقضاء بعض الوقت يومياً على عكس مُعظَم الأشخاص؛ كي تتمكن من عيشِ الجزء الأفضل من حياتك بالطريقة التي يعجزُ عنها مُعظَمهم، ويجدُر بك وضعُ ذلك في الحسبان طوالَ طريقك نحو اكتساب الخبرات وتحقيق الأهداف، ومن ثمَّ أخذ وقت للتفكير بذلك السؤال جيداً ومنح نفسك الوقت الكافي لاستيعابه وفهمه؛ لأنَّك ستصبح في النهاية خبيراً بما تفعله مراراً وتكراراً في حياتك.

لا بدَّ أنَّ قوة العادات اليومية والروتين تتمثل بأنَّه من الغريب أنَّ لا شيءَ يتغير بالتدريج بين اليوم والآخر؛ لكنَّك ستجد كلَّ شيءٍ مختلفاً حين تنظر إلى الوراء يوماً ما؛ لذا فقد حان الوقت كي تفكر بعاداتك التي تتَّبعها وروتينك اليوميِّ والأشياء البسيطة التي تفعلها يومياً وتستولي على انتباهك وطاقتك؛ لأنَّ تلك الأشياء البسيطة تعرِّفك وتحدد هويتك بطرائق عديدة، وتنشأ منها كذلك العديد من الإنجازات والنتائج الأكثر أهمية التي تحققها في حياتك كالجوائز والأوسمة وعلاقاتك مع الآخرين والحب في حياتك والعِبَر والدروس التي تستقيها من تجاربك.

بصرف النظر عن مواهبك الفريدة ومعرفتك وظروف حياتك أو تعريفك الشخصي للنجاح فإنَّك لا تصبح شخصاً ناجحاً فجأة؛ بل تتحول إلى شخصٍ ناجحٍ وتكتسب الخبرات تدريجياً مع مرور الوقت بناءً على عاداتك وروتينك اليومي الذي تتَّبعه؛ لذا عليك أن تنسِّقَ عاداتك اليومية وتنظِّمَها فعلاً، وتنسجم مع الأمور المفيدة لك وتلتزم بها؛ لأنَّ الفشل يحدث بالطريقة ذاتِها.

إذ تتَّحد جميعُ محاولاتك الفاشلة اليومية الصغيرة التي لا تتعلَّم منها أو تستثمرها في التطور والتقدُّم وتجتمع معاً لتدفعَك إلى الفشل، فلنفكِّر مثلاً فيما يرتبط بإدارة الأعمال؛ فإن كنتَ تستمرُّ بالإخفاق في التحقُّق من السجلات أو إجراء المكالمات الهاتفية الضرورية أو الإصغاء إلى مُلاحظات زبائنك أو فعل الأشياء البسيطة التي يجب عليك فعلُها، أو تفشل دوماً في الابتكار؛ فإنَّك ستستيقظ يوماً ما لتجدَ أنَّ عملك التجاري أو شركتك قد أخفقَت، وقد كان السبب في ذلك عاداتك أو جميع الأمور البسيطة التي فعلتَها أو لم تفعلها بصورة يومية، وليس مُجرَّد حدثٍ كارثيٍّ واحد لا يمكن تعليله، وسأذكرك هنا مرة أخرى بالتفكير بكيفية ارتباط ما سبق بحياتك الخاصة.

حياتُك أمرٌ يخصُّك ويعنيك وحدك فقط:

كثيراً ما يبالغ الناس في تقدير أهمية إحدى الأحداث الكبيرة الحاسمة في الحياة ويعطونَها قيمةً أكبر بكثير مما تستحقه، في حين يستهينون بقيمة اتخاذ قراراتٍ جيدة على نحوٍ يومي ويقللون من أهمية ذلك، فلا تكُن واحداً من هؤلاء الأشخاص، وذكِّر نفسَك بأنَّ الأغلبية الساحقة من النتائج والإنجازات الإيجابية والسلبية على حدٍّ سواء في حياتك هي نتيجةٌ للعديد من القرارات الصغيرة التي اتخذتَها تدريجياً على مرِّ الوقت، فعاداتك اليومية وروتينك هو ما يقرر نجاحك أو فشلك بكلِّ ما للكلمة من معنى وذلك على نحوٍ تدريجي؛ لذا تُعَدُّ عاداتك اليومية نقطة تركيز وانتباه رئيسة لكتابنا المذكور آنفاً.

ما عليك تذكُّره قبل كل شيء هو أنَّه لا شيءَ سيتغير بمسارك في هذه الحياة أو لن تشهد سوى قليلاً من التقدُّم والتطوُّر ما لم تصنع لنفسك عادات يومية تعزز ما تأمل بتحقيقه، ويجدُر بك تصديق كلامي هذا؛ فقد عملتُ وزوجتي بنجاحٍ على مدار العقد الماضي مع المئات من المتدربين والأشخاص الذين حضروا مؤتمرَنا من جميع أنحاء العالم الذي كان بعنوان "فكِّر أفضل، وعِش حياةً أفضل" (Think Better, Live Better) الذين كانوا يجاهدون لتحقيق الأهداف في حياتهم؛ بمعنى أنَّ استراتيجية الانتظام والثبات مُجرَّبة جيداً وقد حققت نتائج مذهلة في حياتهم.

إن لم تكُن مستعداً لاتباع عادات يومية روتينية في حياتك فأنت لا تملك إذاً رغبةً حقيقية بتحقيق ذلك الهدف العظيم في حياتك - كهدفِنا بتأليف الكتاب الأكثر مبيعاً - بقدر ما تقول إنَّك تريد ذلك؛ بل أنت مُجرَّد شخص يحب فكرة أن يكون ناجحاً أو خبيراً في مجالٍ ما؛ لكنَّك لا تريد في الحقيقة تنفيذَ تلك الفكرة يومياً.

أمَّا إن كنتَ ترغبُ في النجاح فعلاً بقدر تعبيرك عن ذلك، فقد حان الوقت إذاً لإنشاء عادات يومية مناسبة في حياتك والبدء بالالتزام بها ابتداءً من اليوم.

نقطةُ البدء:

لا بدَّ أنَّك تفكر الآن بعد اتخاذ قرارك بالنقطة التي ستبدأ منها وكيفية الالتزام بروتينٍ أو عادة جديدة قررت إضافتها إلى حياتك، وسأشاركك فيما يأتي بعضَ قواعد بناء العادات التي تُعَدُّ بسيطةً إلى حد ما؛ لكنَّك ستجدُها ناجحة ولا يشوبُها أي خطأ إجمالاً إن التزمتَ بها بجدٍّ واجتهاد.

تُعَدُّ القواعد الثلاث الآتية بالغة الأهمية وتتعلق بجعل عاداتك سهلة الإدارة والتحكُّم، وتتمثَّل بالبدء بإضافة طقسٍ روتيني واحد فقط وجعله صغيراً وبسيطاً والمحافظة عليه لمدة 60 يوماً على الأقل، وهي:

1. التركيز على تغييرٍ إيجابي واحد فقط في كلِّ مرة:

يمكنك كسرُ هذه القاعدة كمُعظَم الناس للأسف، ولكن لا تتفاجأ إن فشلتَ نتيجةً لذلك؛ فإن حاولتَ فعلَ كثير من الأشياء دفعةً واحدة لن تنجزَ كثيراً منها بطريقة صحيحة؛ لذا عليك اعتماد تغييرٍ إيجابي واحد فقط في حياتك ووضعه حيز التنفيذ كروتينٍ لمدة شهر أولاً قبل أن تفكر بإضافة التعديلات عليه أو اعتماد تغيير آخر إلى جانبه، ولا تبنِ شيئاً على أساس روتينك الجديد إلَّا حين تكون ناجحاً به، وإلَّا فعليك الاستمرار به إلى أن يُصبح أمراً فطرياً يلازمك دون أي مجهود منك في حياتك.

إقرأ أيضاً: 8 عادات يومية تشعرك بالسعادة الدائمة

2. الحرص على البدء بعادات بسيطة وسهلة التنفيذ:

لا بدَّ أنَّك سمعتَ هذه النصيحة من قبل، ومع ذلك فإنَّ مُعظَم الناس لا يطبقونها للأسف، وتتمثل هذه النصيحة بالبدء بروتين أو عادة يومية تستمر لمدة عشر دقائق أو أقل من ذلك؛ وإن شعرتَ بمقاومة وصعوبة كبيرة في الاستمرار به لمدة عشر دقائق وفشلت في ذلك، عليك تخفيض مدَّته إلى خمس أو ثلاث دقائق حتَّى، ومن ثمَّ الاستمرار به على هذا المنوال لمدة شهر كامل قبل زيادة مدَّة ممارسته من جديد.

شاهد بالفيديو: أسهل طريقة للتخلص من عادة سيئة يقدمها لنا الطبيب النفسي وعالم الأعصاب جودسن بروير

3. التذكُّر الدائم بأنَّ بناء العادات والروتين يتطلب وقتاً:

دوماً ما نخبر عملاءنا بأنَّهم يحتاجون ستين يوماً كي تصبح العادة أو الروتين الجديد الذي يتَّبعونه جزءاً من حياتهم؛ إذ يتمكنون من ربط أنفسهم به واعتياده بحلول ذلك الوقت، ويُعَدُّ هذا التغيُّر في المنظور تجاه الحياة هاماً جداً؛ إذ يبدأ الناس من خلاله برؤية التغيير الإيجابي الذي طبَّقوه في حياتهم، كما يشعرون بالرضى كأنَّهم حصلوا على مكافأة ما في أثناء ملاحظتهم بأنَّ هذا التغيير يُعيد صياغة حياتهم ويحولهم لأشخاصٍ أفضل وأكثر هدوءاً.

أمَّا بالنسبة إلي وإلى زوجتي فمنذ أن عادَ إلينا روتيننا أو عادتنا الأولى التي اتَّبعناها بفوائد جمَّة ساعدَتنا على التغلُّب على تلك الفترة العصيبة والمؤلمة جداً من حياتنا التي ذكرتُها في وقتٍ سابق، وضعنا فعلياً العشرات من العادات الأخرى - التي غيَّرت حياتنا - حيِّزَ التنفيذ على مرِّ السنوات كممارسة التمرينات الرياضية أو التأمل أو تدوين المُذكَّرات بصورة يومية، وقد جمعنا هذه العادات أو الروتينات واعتمدناها في حياتنا من خلال تطبيقها الواحدة تلوَ الأخرى، فقد كنَّا نختار عادة واحدة جديدة في كل مرة، ونبدأ بممارستها بأبسط صورها شيئاً فشيئاً لمدَّة خمس دقائق فقط يومياً في أغلب الحالات.

لقد بدأنا المسؤولية الاجتماعية والتحفيز عبرَ تطبيق "فيسبوك" (Facebook) وطلبنا من عائلتنا وأصدقائنا أن يتواصلوا معنا بصورة يومية للاطمئنان علينا والتأكد من استمرارنا على خطتنا وأنَّنا في طريقنا لاستعادة وضعنا السوي، كما رتَّبنا أموراً بسيطة لتحفيز عاداتنا تلك كالسير على الأقدام للتوجه إلى منزلنا بعد العمل، ومن ثمَّ كنَّا ننفِّذ عادتنا الجديدة تنفيذاً مدروساً بعد كلّ مرةٍ تحدث فيها تلك الأمور المحفِّزة.

لقد تتبَّعنا الخطوات الصغيرةَ حتَّى مع التقدُّم الذي كنَّا نحرزه يومياً من خلال وضع علامةٍ على التقويم بجانب كل يومٍ نتمكن فيه من إتمام عادتنا اليوميَّة على أكمل وجه، وقد كان هدفُنا آنذاك ألَّا نكسر السلسلة اليومية لعادة ما على ذلك التقويم.

بمُجرَّد ارتياحنا لتنفيذ ذلك الروتين أو العادة الجديدة لمدة خمس دقائق يومياً وبعد 60 يوماً من اتباعه تقريباً، كنَّا نزيد مدَّته إلى 7 دقائق يومياً عندَها، ومن ثمَّ 10 دقائق وهكذا دواليك، وهذا حقاً كلُّ ما في الأمر، وهو ما يمثل على الأقل الأساسَ المرجعي المُبسَّط عن كيفية اكتساب خبرةٍ واسعة في الأمور الهامة في حياتك التي لستَ جيداً في تنفيذها بعد ابتداءً من التغلُّب على تحديات الحياة المؤلمة وعقباتها الصعبة وصولاً لتحقيق أحلامك العُظمى والحصول على ما ترغب به حقاً من هذه الحياة في النهاية.

إقرأ أيضاً: 10 عادات يوميّة بسيطة تجعلك أكثر ذكاءً

في الختام:

إنَّ تجديد ثقتك بنفسك هو دون شك أهم فائدة خفية لممارسة الروتينات أو العادات اليومية بصورة ثابتة، وفي الواقع فإنَّ ما كنتُ أفتقرُ إليه وزوجتي قبل أن نتعلم تنفيذ هذا النوع من الروتينات اليومية هو الثقةُ بقدرتنا الفعلية على تحقيق الإنجازات والنتائج الإيجابية التي نرغبُها في حياتنا؛ فقد دفعَنا فشلُنا في العديد من المرات في الماضي ويأسُنا وفقدانُنا للهمة في داخلنا إلى البدء لا شعورياً باختيار التسويف وتفضيله على المُحاوَلات المستقبلية لتلبية الوعود التي قطعناها على أنفسنا من وعودٍ بالشفاء من جميع الصعوبات والآلام التي مررنا بها والتطوُّر والازدهار في مُختلَف المجالات.

لقد فقدنا ثقتَنا بقدراتنا وأنفسنا أساساً، فالأمر أشبهُ بشخصٍ آخر يكذب عليك باستمرار؛ ممَّا سيُفقِدُك الثقة به في النهاية؛ إذ يصحُّ الأمر ذاته بالنسبة إلى الوعود البسيطة التي تقطعُها على نفسك دوماً والتي دوماً ما تنتهي بخيبة أمل كبيرة لتتوقف عن الثقة بنفسك في النهاية، ويكون الحل في النهاية متشابهاً في معظم الحالات.

إذ سيتحتم عليك إعادة تجديد ثقتك بنفسك تدريجياً من خلال قطع وعود صغيرة لنفسك تستطيع الإيفاء بها والسير بخطوات صغيرة تتمثل بعاداتك اليومية نحو تحقيق أهدافك وتحقيق انتصارات صغيرة، وأذكرك مُجدَّداً بأنَّ هذه العملية تتطلب وقتاً؛ لكنَّك ستصل إلى مُبتغاك بصورة سريعة نسبياً إن التزمتَ بها، وهي دون أدنى شك واحدةٌ من أهم الأشياء التي تغير حياتك التي بإمكانك تقديمُها لنفسك.




مقالات مرتبطة