3 فوائد يمنحها الإيثار للمديرين مستوحاة من البحرية الأمريكية

لا يستطيع أي شخص فيما عدا القائد غير الأناني كسب الثقة الضرورية لنجاح الفِرق الصغيرة. يجمع الاختصار (JJ DID TIE BUCKLE) باللغة الإنكليزية مبادئ القيادة لدى مشاة البحرية الأميركية.



حيث يشير كل حرف فيها إلى الحروف الأُولى من الكلمات الآتية:

  • العدالة: Justice.
  • الحكم: Judgment.
  • الموثوقية: Dependability.
  • المبادرة: Initiative.
  • الحزم: Decisiveness.
  • اللباقة: Tact.
  • النزاهة: Integrity.
  • الصمود: Endurance.
  • التحمُّل: Bearing.
  • الإيثار: Unselfishness.
  • الشجاعة: Courage.
  • المعرفة: Knowledge.
  • الولاء: Loyalty.
  • الحماس: Enthusiasm.

أحد هذه المبادئ الأربعة عشر هو الإيثار، وربما يكون هذا هو أهم مبدأ يجب أن تتعلَّمه لكي تصبح قائداً عظيماً، وكما يَنطبق الأمر على الجيوش، فالأمر قابل للتطبيق على المشاريع الصغيرة؛ حيث تُعدُّ قيادة فريق داخل شركة صغيرة واحدةً من أصعب المهام التي يمكن أن يواجهها الموظف العادي.

يرجع السبب في ذلك إلى عدم وجود اختلاف كبير في القدرات بينك وبين موظفيك؛ ففي كثير من الحالات، تكون المؤسَّسة لم تعرف النجاح قط، أو حتى لم تحظَ ببنية يمكن الاعتماد عليها. وغالباً ما يتمتع موظفوك بقدر مماثل من الخبرة في المجال مثلك؛ لذا يُعدُّ مبدأ الإيثار أداةً مضمونةً لتجاوز عمليات التواصل المتعثرة التي تحدث نتيجة عوامل كهذه.

هذه هي حقيقة الأمر، لن تصبح قائداً محترماً في شركة صغيرة إلا بشق الأنفس.

سنوضح في مقالنا هذا كيف يمكن لرجال الأعمال، وأصحاب المشاريع الصغيرة على وجه الخصوص تسخير قوة الإيثار العظيمة كي يُصبحوا قادةً عظماء:

1. اكتساب ثقة الزملاء من خلال الإيثار:

يُعدُّ تقديم التغذية الراجعة الصريحة أحد أصعب وأهم جوانب إدارة الفريق اللازمة لتحقيق أهداف كبيرة، خاصةً عند قائد الشركة الذي يعتمد اعتماداً كبيراً على الفِرَق الصغيرة.

يتحاشى المديرون تقديم التغذية الراجعة؛ وذلك لأنهَّم يخشون أن تتسبَّب المواجهة في إلحاق الضرر بأنفسهم وفريقهم؛ لكنَّ هذه محض أنانية.

في الوقت نفسه، تكون مشاركة التغذية الراجعة ذات قيمة فقط إذا استخدمها الطرف الآخر لتحسين نفسه مهنياً؛ حيث تستطيع جعل المحادثة وديةً مع التأكد أيضاً من أن يتقبلها موظفك عندما تكسب ثقته.

من الأسهل مشاركة التغذية الراجعة الصادقة عندما يثق الزملاء في أنَّك تراعي مصالحهم في كل ما تفعله، ومن خلال ممارسة القيادة غير الأنانية، ستتمكن من كسب ثقتهم ومن ثم مشاركة التغذية الراجعة البنَّاءة معهم في المواقف التي قد تكون صعبةً أحياناً.

يعبِّر مصطلح "القيادة الخدمية" عن القيادة المؤثِرة، وهو مصطلح صاغه خبير إداري في شركة الهاتف والتلغراف الأمريكية (AT&T)، والتي تُعدُّ الآن ممارسةً يستخدمها بعض أنجح قادة العالم؛ حيث تتطلب القيادة الخدمية أن يضع المديرون مصلحة موظفيهم أولاً، وأن يقدِّموا التضحيات للتأكد من أنَّ الجميع في أفضل وضع بغية تحقيق النجاح، وأن يعزوا الفضل إلى فريقهم دون أن تغلبهم الأنانية عندما تسير الأمور على ما يرام.

عليك أن تفهم أنَّ مهمتك كقائد هي خدمة أعضاء فريقك، وليس العكس؛ لذا إن رغبت بكسب ثقتهم من خلال التصرف بإيثار، فعليك تكريس الوقت الكافي لفهم نفسية كل شخص في فريقك.

حدد موعداً أسبوعياً لعقد اجتماعات فردية مع كل عضو في الفريق، وتحقَّق من أنَّ الموظفين يدركون أنَّ الاجتماع مخصص لمساعدتهم على النجاح؛ حيث يمكنهم أن يلجؤوا إليك لتساعدهم على التعامل مع مشكلاتهم، وعليك بالمقابل توظيف خبرتك لتدريبهم على تحقيق نتائج مبهِرة.

انسُب الفضل إلى فريقك بمجرد أن تحققوا النجاح، وسيعرف كبار المديرين أنَّك لعبت دوراً في بلوغهم هذا النجاح، وبذلك ينعكس نجاحهم عليك، وبذلك أيضاً سيتعلَّم فريقك تقدير مساعدتك وسيعدُّها عملاً يَنُمُّ عن الإيثار من جانبك سيشكرونك عليه على الدوام.

إقرأ أيضاً: سمات فريق العمل الناجح ومراحل إدارته

2. تعزيز تأثيرك لدى كبار المديرين:

يعلِّمنا الكاتب الأمريكي وضابط البحرية المتقاعد جوكو ويلينك (Jocko Willink)، بعض الدروس عن القيادة؛ حيث صرَّح ويلينك (Willink) أنَّه عندما كان يلتقي بانتظام مع كبار القادة، كان يرفض طلب الإمدادات الإضافية ما لم تكن شديدة الأهمية؛ ولهذا السبب وثق كبار الضباط في أنَّه عندما يطلب التجهيزات، فلا بد أنَّ فريقه حقاً في حاجة ماسَّة إلى الموارد، نظراً لسمعته الحسنة التي اكتسبها، ولأنَّه كان يمتنع عن طلب التجهيزات كي تتمكن باقي الفِرَق مِن الاستفادة منها وقت الحاجة؛ بنى ويلينك (Willink) نفوذاً داخل مؤسسته أكسبه احترام أعلى الأشخاص رتبةً.

في الوقت الذي يكون من غير المستحسَن أبداً رفض طلب المساعدة من حيث المبدأ، يجب على المحترفين الاقتداء بـ ويلينك (Willink)؛ فلا تطلب تجهيزات إضافيةً إلا إذا كانت ضروريةً للغاية لتحقيق الأهداف الرئيسة لفريقك، ولن تساعدك هذه الممارسة على تقسيم المشاريع إلى عناصر أساسيَّةٍ فحسب؛ بل سيساعد مديريك أيضاً على تقديم خدمة أفضل لك ولفريقك ولبقية الفِرق في المنظمة.

شاهد بالفديو: المبادئ 12 لتحقيق أهداف النجاح

3. خلق بيئة خالية من الأنانية:

يُعدُّ اتِّباع سياسات العمل الصارمة سبباً في انعدام الكفاءة، فإذا كنت تدير مشروعاً تجارياً صغيراً، فحذارِ من عدم الكفاءة، خاصةً عندما يكون السبب هو الغرور والخلافات التافهة، فلا شيء ينقذ سياسة العمل داخل أية مؤسَّسة مثل الإيثار.

يُعدُّ الإيثار في كثير من النواحي نقيضاً للتكبر والغرور؛ لذا أثبت أنَّك على استعداد لبذل الوقت والجهد وتجاوز مسألة الكبرياء للتعامل مع تحديات العمل صغيرةً كانت أم كبيرةً؛ فإذا رأى الموظفون زميلاً محترَماً ينظف ثلاجة المكتب، أو يبقى لوقت متأخر لمساعدة زميل في إنجاز عمله، فسوف يحذون حذوه في نهاية المطاف.

القيادة التي تنحِّي الأنانية هي نهج تتبنَّاه الأكاديميات العسكرية ومؤسسات الأعمال الناجحة؛ فعندما تكون أفعالك بعيدةً عن الأنانية، ستثبت لفريقك أنَّك تريد مصلحتهم بحق، وأنَّك مستعد لكسر الحواجز الدفاعية التي قد تجعل تقديم التغذية الراجعة الصادقة أمراً صعباً.

سيُبهر الإيثار كبار القادة داخل مؤسستك، فضلاً عن منع المواقف الأنانية في مكان العمل، ومَن يعلم، ربما يقود اتِّباعك لهذا النهج بصورة أساسية حياتك المهنية أو شركتك إلى تحقيق نجاح باهر.

 

المصدر




مقالات مرتبطة