3 طرق غير مألوفة تغير بها حياتك

يشعر الجميع في أول يوم في السنة بحماسة كبيرة وطموحٍ عالٍ لتحقيق الأهداف، ويضعون نيات عظيمة للسنة الجديدة، إنَّها حماسة البدايات، ولكن مع منتصف الشهر الأول يبدأ الشعور بالإرهاق والتعب ويعود الجميع إلى أسلوب حياتهم السابق، وهذه نتيجة منطقية؛ إذ لا يمكن لأحد أن يحقِّق أهدافاً كبيرة وجديدة بالعقلية القديمة نفسها.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتبة "إرين فالكونر" (Erin Falconer)، وتروي لنا فيه تجربتها مع تغيير نمط حياتها.

لقد عانيت هذه المشكلة لسنوات عديدة إلى أن اكتشفت ثلاث طرائق غير تقليدية ساعدتني على تجنُّب هذه المشكلة، وهي:

  1. الحلم بشغف.
  2. خَفض المعايير والشروط.
  3. تقمُّص الشخصية التي تريدها.

باستخدام الطرائق الثلاث السابقة تمكَّنت مع زوجي من بيع كل ما نملك والسفر حول العالم خلال خمس سنوات متواصلة، وهأنا اليوم أكتب هذا المقال من أجواء تايلاند المشمسة؛ فنحن نقيم هنا منذ ثلاثة أشهر ونعمل على تأليف كتابنا الثاني بعد أن كنا منذ سنوات قليلة بالكاد نستطيع أخذ إجازة لمدة أسبوع.

3 طرائق غير مألوفة تغير بها حياتك:

إليك 3 طرائق غير مألوفة تغير بها حياتك:

1. الحلم بشغف:

عندما تشاهد فيلماً ستلاحظ أنَّ مشاهد أحلام اليقظة ضبابية بعض الشيء؛ لأنَّها ليست حقيقية؛ فتجد البطلة تتوق إلى تحقيق أحلامها بالحصول على الحب والثروة والسعادة دون أن تبذل أي جهد وفجأة يظهر فارس غني يأتي ليجعلها سعيدة ويحقِّق لها كل ما تريده؛ لكنَّ الحياة الواقعية ليست كذلك؛ لأنَّك بحاجة إلى شيء أكثر وضوحاً ليحفِّزك على العمل، ويجب أن تحدِّد تفاصيل حلمك بكل دقَّة كأنَّك تعيشه في الحقيقة، اختر الصور واللوحات أو أي شيء مرئي يعبِّر عن حلمك بأفضل ما يمكن، واختر الشموع والأزهار والروائح والأطعمة التي تضعك في أجواء حلمك، والموسيقى التي تأخذك إلى الحالة التي تحلم بها، واختر الأطعمة التي ستتناولها في مكانك المفضَّل أو التي ستقدِّمها في مطعمك أو العصير التي ستنتجه مزرعة أحلامك.

2. خَفْض معايير العمل وشروطه:

لا بد أنَّك رأيت ملصقات تحفيزية مُعلَّقة على جدران المكان الذي تعمل به، في الغالب تكون صوراً مُبالغ بها لرجل يتسلَّق الجبال أو يقود طائرة أو لبطل رياضي مُرفقة مع عبارات تحفيزية لك.

لطالما كرهت تلك الملصقات؛ فليس من المنطقي أن تطلب من موظف يعمل في مكتب صغير ثمان ساعات متواصلة كلَّ يوم أن يكون متفوِّقاً وناجحاً مثل البطل في الصورة الذي يختلف عمله كلياً عن ذلك الموظف.

تُختَار هذه الملصقات عادة من قسم الموارد البشرية؛ لأنَّها تبعث على الشعور بالارتياح لدى الموظفين؛ لكنَّها في الحقيقة ليست حافزاً حقيقياً لتحقيق نجاح على المستوى الشخصي؛ لأنَّها تقدِّم صورة مبالغ بها عن الطموح والأهداف وبطريقة لا يمكن اعتمادها من الشخص الذي يعمل بمهنة عادية وروتينية.

إنَّ الطريقة الفاعلة لتحقيق نجاح على الأمد الطويل هي خفض معايير العمل وشروطه إلى حدٍّ كبير، إلى الحد الذي يمكنك البدء بتنفيذه دون أن تشعر بالإرهاق؛ فمثلاً لا تحسب أنَّك تستطيع الإقلاع عن التدخين فجأة وتماماً، بدلاً من ذلك حاول أن تدخِّن مرة واحدة قبل الغذاء وعندما تعتاد ذلك حاول ألَّا تدخن حتى يحين موعد الغذاء، وهكذا حتى تتخلَّص تماماً من عادة التدخين بحيث تجعل في كل يوم تحدياً صغيراً يمكن إنجازه وليس وضع أهداف بعيدة المنال لا يمكن تحقيقها في الوقت الحالي، فتحقيق نجاحاتٍ صغيرة متتالية يعطيك دافعاً أكبر وأكثر تأثيراً من محاولة استجماع كل قوتك في البداية ولمدة طويلة؛ لأنَّ هذا لن ينجح بالتأكيد.

شاهد بالفيديو: كيف تغير حياتك؟

3. تقمُّص الشخصية التي تريدها:

إنَّ شخصيتك بعد أن تحقِّق هدفك ستكون مختلفة تماماً عما أنت عليه في الوقت الحاضر، وهذا ما يجعلك ترى هدفك صعب المنال؛ لأنَّك تحاول الخروج من شخصيتك القديمة إلى الجديدة فتشعر بالخوف والشك وعدم القدرة على رؤية الأمور بوضوح، والطريقة الوحيدة لتخفِّف عنك القلق والعبء هي التظاهر بأنَّك شخص جديد بالفعل وتقمُّص الشخصية التي تطمح لها سواء أكانت طالب جامعة أم رجل أعمال أم كاتباً أم مخترعاً أم مسؤولاً سياسياً أم ناشطاً اجتماعياً أم أي شيء آخر ترغب فيه، وهذا سيساعدك كثيراً على اكتساب عادات الشخصية الجديدة بسهولة.

مثلاً ربما تكون حالياً تعاني الخمول وقلة الحركة؛ لكنَّ الشخص المهووس بصحته سيكون نشيطاً من دون أي عناء، وأيضاً الكاتب يكتب كل يوم والفنان يرسم والمخترع يبتكر أشياء جديدة؛ وهكذا فإنَّ تغيير الهوية الفكرية سيجعل رحلة التغيير أكثر سهولة ونجاحاً بدلاً من أن تبقى تنظر إلى السلوك الجديد على أنَّه يخص الآخرين، ومع مرور الوقت سوف تطابق أفكارك أفعالك وستصبح الشخص الجديد الذي تريده.

إقرأ أيضاً: 10 نصائح من شأنها تغيير حياتك على الفور

في الختام:

إنَّ امتلاك العقلية الصحيحة إلى جانب الإصرار في العمل سيعطيك أفضل النتائج وتجربتنا كانت خير دليل؛ ففي البداية اخترنا رمزاً يعبر عن حلمنا الكبير؛ وهو خريطة العالم، وبدأنا بالتخلي تدريجياً عن ممتلكات غير ضرورية، ثمَّ بدأنا نرى أنفسنا كأنَّنا رحالة على الأمد الطويل ليسهل علينا امتلاك عقلية الرضى بالقليل وتمكِّننا من التخلي عن كل ما اعتدناه لسنين طويلة، وفي النهاية نجح الأمر، وهأنا أكتب هذا المقال من تايلاند بعد مرور 15 شهراً من جولتنا حول العالم.




مقالات مرتبطة