3 سيناريوهات مختلفة لتعامُل الناس مع الفشل

إذا أردنا أن نحدِّد مصدر أكثر الصعوبات التي يواجهها الناس في مختلف المجالات فسنجد أنَّه الخوف، وبالنسبة إلى معظمنا هو الخوف من الفشل، فما الذي يحدث إذا فشلت في الدراسة؟ وماذا لو فشلت في عملك؟ وماذا لو لم تنجح في الرياضة؟ وماذا لو فشلت في علاقاتك؟

يمكن تعداد ما لا حصر له من الأمثلة، لكن هل فكَّرت سابقاً بطريقة واقعية فيما يمكن أن يحدث إذا فشلت حقاً؟



فيما يأتي سنتخيل ثلاثة سيناريوهات، وسنناقش من خلالها الفشل:

1. الفشل يعني نهاية كلِّ شيء:

بمعنى أنَّك عندما تفشل في شيء ما فإنَّك فشلت في حياتك بالكامل، وعندما نذكر هذا السيناريو فإنَّنا لا نعني به حالةً وهميَّةً يتخيلها المراهقون فقط؛ بل يردد معظم الأشخاص الراشدين هذه العبارة.

قد تفقد وظيفتك وتعتقد نتيجة لذلك أنَّ مسيرتك المهنية انتهت، أو قد تحصل على درجات سيئة في الامتحانات وتعتقد أنَّ حياتك انتهت، أو قد تنفصل عن شريكك، وتعتقد أنَّك ستقضي ما تبقى من حياتك وحيداً.

ليس هذا فحسب؛ بل ستعتقد أيضاً لأنَّك فشلت فإنَّ الجميع مسؤول عن ذلك، وعلى الجميع أن يدفعوا الثمن، وقد لا تكون مدركاً لذلك، لكن اعتقادك بأنَّ مشكلات العالم بأسره تدور حولك ما هو إلا نوع من الأنانية، لكن هل فكَّرت سابقاً في أنَّك غير مسؤول عن أيِّ شيء يجري في العالم؛ بل أنت مسؤول فقط عن أفعالك.

بصراحة، لن ينتهي العالم إذا فشلت ولن ينقرض الجنس البشري؛ لذلك قدِّم لنفسك خدمة وتوقف عن التفكير في هذه الطريقة.

شاهد بالفيديو: دروس هامة يجب تعلمها عن الفشل

2. لا تأثير لفشلك في أيِّ شيء:

قد يعجبك سيناريو أنَّه لن يحدث شيء أكثر من السيناريو السابق، فكلُّ ما هنالك أنَّك جربت القيام بشيء وتوقعت نتيجة معينة؛ لكنَّها لم تحدث.

إذن ما هي النتيجة التي حصلت عليها؟ لا شيء، لقد فشلت في عملك، وأخبرك بعض الأشخاص أنَّك فاشل؛ لكنَّك لا تهتم بما يقوله الآخرون وتتجاهل ما حدث وتحاول من جديد، لكن لا يعني ذلك أن تتصرف بغباء وتقوم بالشيء نفسه وبالطريقة نفسها؛ بل يجب أن تحاول القيام به بطريقة مختلفة.

3. تحوُّل الفشل إلى فرصة:

في كتابه "الإتقان" (Mastery) يشرح المؤلف روبرت غرين (Robert Greene) فكرة أنَّ الناس يحبون اغتنام الفرص؛ إذ يؤكد أنَّ لدينا مهارة في اكتشاف الفرص في البيئة المحيطة واغتنامها؛ إذ صُمم دماغنا وجهازنا العصبي بالكامل ليبحث على أيِّ نوع من الفرص.

قد تقول لنفسك لا يمكن إيجاد الفرص أو الحلول دائماً، لكن أنا أقول لك أجبر إنساناً على القيام بشيء ما وستجده يبدع في ابتكار الحلول، قد تخفق، وقد تنجح، فلا يهم ما هي النتيجة، لكن تطلع دائماً إلى إيجاد الفرص واغتنامها؛ لذا حاول أن تجعل أيَّ وضع مهما كان سيئاً يصب في مصلحتك.

يضرب غرين مثالاً عن أسلافنا وكيف ابتكروا وسائل الصيد، ويقول: "لم يكن لدى أسلافنا القدامى جداً فكرة مسبقة عن ابتكار وسائل الصيد"؛ لكنَّهم فكروا في أنَّه من المتعذر عليهم صيد حيوان ضخم باستخدام أذرعهم القصيرة والضعيفة، ومن هذه الحاجة تولَّد اختراع الرمح البدائي من خلال ربط صخرة حادة بعصا، ومن ثَمَّ تصويبها نحو الحيوان؛ ففي نهاية المطاف الحاجة أو الاختراع.

بصرف النظر عن آلية حدوث ذلك بدقة؛ لكنَّ الفكرة أنَّ البشر كانوا على الدوام الجنس الذي يحاول إيجاد الفرصة؛ لذلك إذا أردت النجاح استثمر هذه الطبيعة البشرية التي استفاد منها أسلافك الأوائل.

إقرأ أيضاً: 18 طريقة لتعود أقوى بعد الفشل

في الختام: الفشل ليس كارثة

ينظر معظمنا إلى الفشل على أنَّه شيء مروع؛ لكنَّ ذلك في الحقيقة محض وهم، والفشل في نهاية المطاف ليس أكثر من نتيجة، وهذه النتيجة يجب ألا تمنعك من إعادة المحاولة إلا إذا أردت أن تعيش في الندم لباقي حياتك.

إقرأ أيضاً: 6 نصائح للتغلب على الخوف من الفشل

أفضل طريقة للتخلص من الخوف من الفشل هي أن تصبح واسع الحيلة، ابحث دائماً عن الفرص، وجرِّب أشياء جديدة؛ ففي المرة القادمة التي تفشل فيها أو ترى نفسك فيها في وضع لا تُحسَد عليه، حاول إيجاد طريقة لجعل هذا الوضع يصب في مصلحتك.




مقالات مرتبطة