3 سمات تشير إلى أنَّ الشخص يمكن أن يصبح ناجحاً

لقد عثرت قبل أيام على هذا السؤال في الموقع الاجتماعي للأسئلة والأجوبة كورا (Quora): "ما هو أفضل مؤشر للنجاح؟"، وما هي مؤشرات النجاح التي يجب أن نتبناها لتحقيق النجاح في الحياة؟



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب داريوس فوروكس (Darius Foroux)، ويخبرنا فيه عن تعريفه للنجاح.

إذا كنت تعرف مقومات النجاح والمؤشرات التي تدلُّ عليه، فيمكنك ببساطة اعتمادها، لكن توجد مشكلة واحدة، وهي تعريف ما هو النجاح بالضبط؟ إذ يلتبس هذا الأمر على كثير من الناس.

الشخص الناجح بالنسبة إلي، هو ببساطة الشخص الذي يحقق ما يخطط للقيام به؛ لقد كان هدف والدتي أن تصبح أماً جيدة، وكان هدف والدي هو امتلاك شركة؛ فكلاهما ناجح بطريقةٍ ما لأنَّهما حققا ما خططا وشرعا للقيام به.

كتبت عن هذا الموضوع كثيراً؛ لأنَّه ما زال يسحرني؛ إذ تظهر الأبحاث أنَّ الطموح والجهد من أهم مؤشرات النجاح الوظيفي، لكن ماذا عن الحياة بشكل عام؟ يوجد نهج واحد لذلك، وهو تجنُّب أن تصبح فاشلاً، لكن هذا النهج يشير إلى الأشياء السلبية فقط.

أشارك في هذا المقال ثلاث سمات إيجابية لاحظتها في أنواع الأشخاص الناجحين جميعهم، بصرف النظر عن تعريف النجاح، وبالتأكيد جميعها سماتٌ واضحة، وهذا هو بالضبط سبب أهميتها:

1. المثابرة:

كان صديقي ومنتوري الذي أجَّرني شقة قبل 9 سنوات وأصبحنا بعدها أصدقاء شخصاً ناجحاً على مستويات مختلفة؛ فلديه المال والعائلة المثالية الجميلة ومنزلٌ كبير وهوايات، ولا ينقصه شيء تقريباً.

سألته ذات مرة عمَّا إذا كان يعتقد أنَّه شخصٌ ناجح، ففكر قليلاً وقال: "أنا راضٍ عن حياتي، لذا فإنَّ جوابي هو نعم"، فتابعت بالسؤال التالي: ما الذي تعتقد أنَّه كان سبب نجاحك؟ لا أستطيع تذكُّر الكلمات بالضبط؛ لكنَّه قال شيئاً كهذا: "اذهب إلى فراشك وأنت تفكر في هدفك الرئيسي في الحياة، واستيقظ وأنت تفكر في هدفك الرئيسي، فعندما تفكر دائماً بالشيء الذي تريده وترغب في تحقيقه، ستنجح مهما كان الأمر".

أعتقد أنَّ هذا صحيح؛ فالمشكلة هي أنَّ معظمنا يسعى خلف الأشياء الخاطئة، فعندما تفكر فقط في المال، قد ينتهي بك الأمر بتحقيق الكثير من الثروة النقدية؛ لكنَّك قد تدفع ثمناً باهظاً؛ لذلك مفتاح النجاح هو التفكير في هدفٍ سامٍ ونبيل، شيء يكون تحت سيطرتك وقادر على التحكم فيه على سبيل المثال، أنا أسعى لأصبح كاتباً ومعلماً أفضل، فأنا لا أهدف إلى جمع المال؛ بل أهدف إلى التعلم.

لكن التعلم أيضاً صعب للغاية، وهذا هو سبب أهمية المثابرة؛ إذ لا يمكنك التخلي عن أهدافك؛ لذا اسعَ دائماً وتابع حتى تنجح، وبعد ذلك حاول الوصول إلى مستوى أعلى وهدف أسمى.

2. الذكاء العاطفي:

بصرف النظر عن كيفية تعريفك للنجاح، لا يمكنك أبداً أن تصبح ناجحاً وحدك؛ إذ إنَّنا جميعاً جزء من نظام بيئي متكامل، فكلُّ الأشياء وكلُّ الناس مرتبطين بعضهم ببعض؛ لذا فكِّر في هدفك.

هل تريد البدء بإنشاء عمل خاص؟ أو الحصول على وظيفة جديدة؟ أو فقدان الوزن؟ أو بناء العضلات؟ أو البحث عن شريك؟ أو تكوين صداقات جديدة؟

كلُّ شيء مرتبط بالآخرين، فحين تفكر بمظهرك ورغبتك بفقدان الوزن وبناء بنية عضلية سليمة ولافتة، تسعى بذلك لأن تظهر بمظهر جيد أمام الآخرين، ولا أعتقد أنَّ هذا أمرٌ سيئ بالضرورة، لكن جميع الأهداف المذكورة أعلاه تصبح سيئة فقط عندما نسعى خلفها إلى أقصى الحدود؛ فالهوس بالمظهر أمرٌ مدمر، وهكذا هو السعي الجشع للمال أيضاً.

كيف نجد التوازن إذاً؟ ربما من خلال الذكاء العاطفي، لكن لسوء الحظ، إنَّها ليست مهارة يمكن للمرء تبنيها بسهولة؛ لأنَّك تحتاج إلى النظر داخل نفسك؛ فالذكاء العاطفي يعني أن تفهم نفسك والأشخاص الذين تعمل معهم.

شاهد بالفيديو: 7 مهارات عملية لتحسين الذكاء العاطفي من دانييل جولمان

3. التواضع:

واحدة من أكثر السمات ضرراً في الحياة هي عدم الرغبة في التعلم، فإذا كنت تعتقد أنَّك تعرف كلَّ شيء، ولا تصغِ إلى التغذية الراجعة، وكنت شخصاً عنيداً، لا أعتقد أنَّك تستطيع أن تكون شخصاً ناجحاً حقاً، وإذا كنت تسير على هذا النحو، ستجعل الحياة صعبة للغاية على نفسك؛ لأنَّك ستضع العراقل في طريقك، وتتجاهل وجهة نظر الطرف الآخر.

يقف كلُّ شخص ناجح على أكتاف الأشخاص الناجحين الآخرين، فكما كتب العالم إسحاق نيوتن (Sir Isaac Newton) في رسالةٍ مشهورة: "إذا كان لديَّ علم واسع، فذلك بسبب الوقوف على أكتاف العمالقة".

إنَّها علامة على التواضع؛ لذا تبنِّي هذه العقلية، يُظهر أنَّ للمرء دافعٌ للتعلُّم، وبالنسبة إلي كان هذا هو الجانب الرئيسي في تطوري بوصفي كاتباً ومفكراً وشخصاً.

نحن جميعاً نتعلم من بعضنا بعضاً، فعندما يكون لديك ذلك الاستعداد والتواضع للتعلُّم من الآخرين، لن تتعلم أسرع فقط؛ بل ستصبح أيضاً شخصاً أفضل؛ فهذه هي الطريقة التي يجب أن تعمل بموجبها الأجيال.

يجب أن يكون الجيل الحالي أفضل من الجيل السابق، قد لا يكون هذا صحيحاً دائماً في جميع أنحاء العالم، لكن على المستوى الشخصي، يجب أن نتطلع جميعاً إلى أن نكون أفضل ممن سبقنا، ليس لأنَّنا نريد التغلب عليهم، لكن لأنَّنا نحترمهم.

إقرأ أيضاً: فن التواضع في الثقة

ركِّز على تعريفك الخاص للنجاح:

توجد عدة مؤشرات تدلُّ على النجاح، ليس تلك السمات الثلاثة المذكورة أعلاه فقط، لكن ليس الهدف من هذا المقال إنشاء قائمة نهائية بالتنبؤ بمؤشرات النجاح، ولا أعتقد أنَّ مثل هذا الشيء موجودٌ أصلاً؛ فذلك يبقى موضوعاً شخصياً.

لكنَّه أمرٌ غير معقد؛ إذ إنَّنا نجعل النجاح معقداً عندما نقارن أنفسنا بالآخرين، بدلاً من اتباع تعريفنا الخاص للنجاح، ونعيش وفقاً لكيفية تعريف الآخرين له، ومن ثَمَّ يعتقد الناس في النهاية بأنَّهم فاشلون.

إقرأ أيضاً: كيف تبدأ رحلة النجاح؟ 8 خطوات تضمن لك بداية رائعة

في الختام:

يجب ألا تكون قاسياً على نفسك، ببساطة اطمح إلى أن تكون راضياً عن حياتك الخاصة، وهذا هدفٌ كبير بالفعل لأنَّ معظم الناس بائسون، وأين المشكلة إذا لم تستطع الحصول على كلِّ شيء؛ ففي نهاية المطاف، ستكون سعيداً وهذا أكثر ما يهم.




مقالات مرتبطة