3 دروس في القيادة يعلمنا إياها طلاق بيل ومليندا غيتس

ما الذي يمكِن أن يتعلمه قادة مجال الأعمال من طلاق أحد أكثر الأزواج نفوذاً وشهرة في العالم؟



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب "بريس كونلان" (Bryce Conlan)، والذي يُحدِّثنا فيه عن نظرته إلى ثلاثة دروس من الممكن أن نتعلمها من طلاق بيل ومليندا غيتس.

أعلن كل من بيل ومليندا غيتس يوم الاثنين في تغريدة انتشرَت في جميع أنحاء العالم أنَّهما سينفصلان، فكان ذلك إعلاناً صادماً لأولئك الذين رأوا زواج بيل ومليندا من الخارج زواجاً متيناً ومنيعاً.

بيل ومليندا جيتس من أنجح الأزواج في التاريخ، فقد أنشآ شركة مايكروسوفت (Microsoft)، وأصبحا من أصحاب المليارات، وكانا فاعِلَي خير ويدعمان كل قضايا الخير في العالم، ومع كشف الستار عن أسرار قصتهما، ظهرت بعض دروس القيادة الثمينة التي يجب أن يفهمها أولئك الذين يتابعون قصة الثنائي.

على الصعيد الشخصي، أنا متردد بشكل لا يُصدَّق في كتابة هذا المقال لأنَّه يمكِن عَدَّه خطوةً انتهازية للاستفادة من مصيبة شخصٍ آخر، على الرغم من أنَّني لا أعرف غيتس شخصياً، إلا أنَّني وبصفتي صاحب عمل عدَدْتُه مثلاً أعلى لسنوات عديدة وأشعر بوجود صلة بيننا، فلا أكنُّ سوى الاحترام للعمل الذي قام به آل جيتس من خلال مؤسستهم، وأعلم أنَّه بغضِّ النظر عن مدى البساطة التي انتهى بها الزواج، إلا أنَّ القلوب تتألم الآن، وقلبي يتألم معهم.

إقرأ أيضاً: قصة نجاح بيل غيتس مؤسس شركة مايكروسوفت

1. تحديد النجاح:

عندما ينتهي الزواج، من السهل تصنيفه على أنَّه زواج فاشل؛ فبعد كل شيء، إذا لم ينجح، فلا بُدَّ أنَّه قد فشل، لكنَّ هذا تحليل كسول في أحسن الأحوال، فليس هنالك تعريف واحد للنجاح، وما قد يبدو نجاحاً بالنسبة إلى شخص ما قد يكون فشلاً ذريعاً بالنسبة إلى شخص آخر.

بالنسبة إلى بيل ومليندا غيتس، فإنَّ نجاح زواجهما هما وحدهما مَن يحدده، وربما يعني النجاح بناء منزل سعيدٍ ومستقرٍّ لأطفالهما الذين كبروا الآن، أو ربما يعني النجاح التمتع بالحرية في متابعة اهتماماتهم الخيرية كأسرة.

بغضِّ النظر عن الطريقة التي حددَ بها آل غيتس نجاح زواجهما، إذا تمكَّنا من إحراز تقدُّم نحو رغباتهما الشخصية، فقد نجحا، بغضِّ النظر عما يبدو عليه الأمر من الخارج.

من الأفضل أن يتعلم القادة هذا الدرس أيضاً، وفي أثناء بناءك لعملك، ستواجهك تقلباتٍ في العمل اليومي، وقد تواجه أشخاصاً يسارعون إلى وصفك بالفاشل، وإذا سمحتَ للآخرين بتحديد نجاحك (أو فشلك)، فتوقَّع أن تشعر بأنَّك في ذروة السعادة بسبب الثناء وبأنَّك في الحضيض بسبب الانتقاد.

من ناحية أخرى، إذا خصصتَ أنت وفريقك بعض الوقت لتحديد شكل النجاح الذي تريدونه، فستكون قادراً على تجاوز تلك التقلبات التي لا مفر منها بشعور من الثقة، بغضِّ النظر عن الكيفية التي قد تظهر بها الانتكاسات، ولا يُحدِّد الرأي العام النجاح، فهو إحراز تقدمٍ نحو هدفٍ قائمٍ على رؤيتك وقيمك.

إقرأ أيضاً: أفضل 10 مهارات على القائد الناجح اتقانها

2. الشراكات جميعها تتطور:

الحقيقة المرة هي أنَّ كل الشراكات تتطور بمرور الوقت، وفي بعض الأحيان، يؤدي هذا التطور إلى تقريب الناس من بعضهم بعضاً، ولكنَّه في أحيان أخرى يؤدي إلى قرار صعب للغاية بإنهاء الشراكة.

وفي بداية أيَّة شراكة كبيرة، يكون الهدف هو محور الاهتمام وهو سبب اجتماع شخصين أو منظمتين معاً في المقام الأول، ففي حالة العلاقات العاطفية، قد يكون هذا الهدف هو الحب، أو الالتزام، أو الرغبة في شراكة مدى الحياة، وفي حالة الأعمال التجارية، يمكِن أن يكون الهدف الجمع بين المهارات والخبرات التكميلية من أجل تحقيق شيء ليس من الممكن أن تُحقِّقه الشركة بمفردها.

بمجرد تشكيل الشراكة، نأمل منها أن تُقرِّب الأطراف المشتركة من أهدافها المشتركة، ومن المفارقات، وفي أثناء إحراز تقدُّم نحو تلك الأهداف الأصلية، من غير المُستغرَب اكتساب منظور جديد يثير في نفوسنا الرغبة في تحقيق أهدافٍ جديدةٍ أسمى، فتبدو فجأةً الشراكة التي وفَّرَت للوهلة الأولى قدراً من الرضا والإنجاز غير كافيةٍ الآن.

من الهام إدراك وقبول حقيقة تطوُّر جميع الشراكات، حيث شكَّل بيل ومليندا شراكةً لفترة من الزمن، ولكنَّهما قررا الآن أنَّهما ليسا مناسبين لبعضهما وهما يتطلعان إلى الفترة المقبلة.

من المؤكد أنَّ اتخاذ قرار الابتعاد عن شريك قديم سيكون صعباً، وقد يكون مؤلماً، ومع ذلك، عندما يحين الوقت المناسب، من الهام أن ندرك أنَّ الشراكات لها مواسمها، وفي بعض الأحيان يجب أن تنتهي من أجل مصلحة كِلا الطرفين.

إقرأ أيضاً: 3 دروس من الحياة ساعدتني على أن أصبح قائداً أفضل

3. الصدق هو المفتاح:

قد يكون من الصعب معرفة أنَّ الوقت قد حان لتخليص نفسك من شراكة ما، سواء أكان ذلك في مجال العمل أم الترفيه، ومن الهام أن يكون كِلا الشخصين صادقٌ، لكنَّ القدرة على إجراء محادثات صريحة حول العواطف والتوقعات لا تقل أهميةً.

هناك عبارة نسمعها كثيراً مفادها أنَّ الصدق والتواصل الواضح هما أفضل طريقة لبناء شراكة تجارية قوية، وهذا صحيح أيضاً في إنهاء العلاقات، فقد تشعر بالضعف والخوف من رد فعل الطرف الآخر، لكنَّك مدين له ولنفسك بإجراء هذه المحادثة بأمانة ووضوح، فستظهر الحقيقة عاجلاً أم آجلاً ومن الأفضل أن تتحكم بها وأن تكون صريحاً قدر الإمكان.

أسوأ نتيجة ممكن أن تحدث هي أن تصبح المحادثة عراكاً مستعراً بسبب جعلها شخصية وهجومية، وتبادل الاتهامات، ومن ناحية أخرى، فإنَّ التلاعب بالحقيقة لأنَّك لا تريد إيذاء الطرف الآخر أو الإساءة إليه يمكِن أن يكون ضاراً بالقدر نفسه، حيث تظهر الحقيقة دائماً، ومن الأفضل أن تكون صادقاً في أسرع وقت ممكن حتى لا تكون هناك مفاجآت لاحقاً.

أفضل حل هو معرفة ما تشعر به أولاً وتسميته الأمور بمسمياتها، وكن فضولياً واكتشِف السبب الحقيقي وراء هذا الشعور والظروف التي دفعتك للشعور بهذه الطريقة، ثمَّ حدِّد احتياجاتك بعد ذلك وأبلِغها بهدوء ووضوح لشريكك.

قد تجد أنَّ شريكك ببساطة لم يدرك أنَّ ما يزعجك كان مشكلةً، وقد تجده منفتحاً للنظر في احتياجاتك، وقد تجد أيضاً أنَّك بحاجة إلى إجراء بعض التغييرات حتى تعمل هذه الشراكة بشكل أفضل، أو أنَّك بحاجة إلى إنهاء العلاقة تماماً.

بغضِّ النظر عما سيحدث بعد ذلك، إذا كنتَ قادراً على التواصل بأمانة وصدق ووضوح، فستشعر بشعور أفضل بكثير من الذي كنتَ ستشعر به في حال الكذب، أو الصمت، أو التصرف بسلبية عدوانية.

كل منا لديه احتياجات وتفضيلات تتغير طوال حياتنا، لذلك فإنَّ الأشخاص الذين يساعدونك في تلبية هذه الاحتياجات يجب أن يتغيروا أحياناً أيضاً، وإذا لم يكن شريكك قادراً على تلبية تلك الاحتياجات الهامة بالنسبة إليك، فقد يكون الوقت قد حان للتغيير.

قلبي مع عائلة غيتس وهم في هذا الوقت الصعب ولا أتمنى لهم سوى السعادة والنجاح في الأيام المقبلة، مهما كان هذا النجاح في نظرهم.

المصدر




مقالات مرتبطة