3 حالات يكون فيها التفكير الإيجابي ضارَّاً

هل سمعت من قبل عن قانون مورفي؟ ببساطة يقول: "إن كان ثمة احتمال لحدوث خطأ ما، فسيحدث خطأ".

قد يجادل بعضهم بأنَّ هذا التفكير متشائم وسلبي، وأنَّنا يجب أن نكون إيجابيين ونفكر بإيجابية حتى نعيش حياةً سعيدةً؛ فقد ثَبُتَ أنَّ التفكير الإيجابي له فوائد عديدة.

في الواقع يجب عليك أحياناً التخلص من التفكير الإيجابي والإصغاء إلى قانون مورفي عندما يخبرك أنَّ الأمور ستسير بصورة خاطئة؛ فإذا لم تكن حريصاً بما فيه الكفاية فقد يكون التفكير الإيجابي أسوأ أمر تفعله في رحلتك لتحسين الذات.

لقد تحدَّث رجل الأعمال "جيم رون" (Jim Rohn) أحد أفضل المتحدِّثين على هذا الكوكب عن ذلك، واتضح أنَّه لم يكن مغرماً بالتفكير الإيجابي كثيراً؛ فهو يصف الأمر كأنَّك تذهب إلى حديقة منزلك وتقول: "لا يوجد أعشاب ضارة هنا"، في حين في الحقيقة توجد أعشاب ضارة وستظل دائماً موجودة ويجب عليك التخلص منها.

من المؤكد أنَّ جيم رون كان منتوراً للكاتب توني روبنز (Tony Robbins)، وكان توني يقول إنَّه يرى أنَّ التفكير الإيجابي هو مجرد ترَّهات، ويمكن أن يحدث خطأ بسبب التفكير الإيجابي، وقد يكون خطيراً للغاية.

الآن بعيداً عمَّا قاله جيم رون أو توني روبنز دعنا نتحقق من الواقع لنرى كيف يمكن أن يكون التفكير الإيجابي خاطئاً حقاً، لا يتعلق الأمر بـ "النقاط الثلاث" أدناه؛ بل يتعلق بالعقلية وراء التفكير الإيجابي وكيف يمكن أن يجعلنا بائسين بدلاً من أن يجعلنا سعداء ومتفائلين.

نقدم لك فيما يأتي 3 حالات يكون فيها التفكير الإيجابي ضارَّاً:

1. عندما يكون الألم أفضل حافز لك:

أحياناً يجب عليك أن تواجه السلبية، وتشعر بالألم حتى تغضب بما يكفي وتبدأ في التغيير، بدلاً من وضع أفضل سيناريو ممكن والتفكير بصورة إيجابية في النتائج يجب عليك أن تضع أسوأ سيناريو وتشعر فعلاً بالعواقب من أجل الخوف والقيام بأمر ما.

لا تفكر بإيجابية في حقيقة أنَّ ليس لديك وظيفة؛ فإنَّ القيام بذلك سيسمح لك بالتخلص من بعض الألم؛ لكنَّه الألم نفسه الذي تحتاج إليه لتكون صادقاً وتفعل شيئاً ما بشأن وضعك، فإنَّ مواجهة الحقيقة الأليمة هي الحل؛ لأنَّ الخوف هو الحافز الأكبر.

إذا كان اللصُّ يُخطِّطُ لسرقة منزلك فهل ستجلس هناك وتفكر بصورة إيجابية في أنَّ رجال الشرطة سيعالجون الأمر؟ ليست فكرة جيدة، من الأفضل أن تبدأ بتأمين منزلك وتكون جاهزاً.

شاهد بالفيديو: 7 طرق لتبنّي التفكير الإيجابي كمنهج حياة

2. عندما يكون التفكير الإيجابي مستحيلاً:

يمكنك التفكير بإيجابية في إفلاسك أو حتى تعاستك في الوقت الحالي؛ لكنَّ التفكير الإيجابي له حدود.

عندما تواجه مشكلات كبيرة في الحياة؛ بمعنى آخر عندما يكون الألم شديداً لدرجة أنَّك لا تستطيع حتى رؤية الجانب الإيجابي، فإنَّ محاولة التفكير بإيجابية خلال هذه الأوقات لن تنجح معك؛ بل يمكن أن تحدث نتائج مناقضة؛ إذ يبدو الأمر كما لو كنت تحاول التلاعب بعقلك، وأنت تحاول إقناع نفسك بأنَّه يوجد جانب إيجابي، ولكن لن يصدقك عقلك.

على سبيل المثال مشكلات الحياة الكبرى مثل الأزمات والمآسي، أو موت أحد الأحباء - لا قدر الله - يكاد يكون من المستحيل التفكير بصورة إيجابية فيها.

3. عندما يدمِّر العلاقة بينك وبين عقلك:

عقلك يراقبك دائماً ويراقب سلوكك، وأسوأ شيء يمكن أن تفعله هو ألَّا تكون صادقاً مع نفسك.

كما ذكرنا آنفاً، إنَّ محاولة التظاهر بأنَّ الألم ليس موجوداً في حين أنَّه موجود بالفعل ولا يمكن تحمله، سيؤدي إلى إغضاب عقلك؛ لأنَّ عقلك لديه مهمة فإنَّه يرغب في إدراك الألم لفعل شيء بشأن ذلك، وبالتفكير الإيجابي أنت لا ترغب حتى في رؤية الجانب السلبي الذي يحاول عقلك أن يجعلك على دراية به، ويمكن أن يؤدي هذا إلى صراع بينك وبين عقلك؛ ونتيجة لذلك يصبح عقلك غير قادر على الوثوق بقراراتك وأفعالك.

يمكن أن يحدث هذا مثل عندما يكذب شخصٌ ما ولا تثقُ به بعدَ الآن، إنَّه الأمرُ نفسُه؛ لكنَّه يحدث بينك وبين نفسك.

ماذا تفعل بدلاً من ذلك؟

إليك استراتيجية أفضل:

• كن صادقاً مع نفسك (انظر إلى الأمور كما هي وتحمَّل مسؤوليتها).
• الاجتهاد.
• المثابرة.
• المرونة.
• الإيمان.

هذه الاستراتيجية أفضل من التفكير الإيجابي؛ فهي تتعلق ببناء الشخصية وتطوير بعض أخلاقيات العمل.

في الختام:

يجب أن تكون في الأساس صريحاً مع نفسك بشأن وضعك، فلا تحاول إقناع نفسك أنَّك بخير من خلال التفكير بإيجابية؛ إذ يجب أن تشعر بالألم من أجل تحسين وضعك.

يجب أن تجتهد لجعل ما تريده حقيقةً واقعةً، ولا يجب أن تعمل لبعض الوقت وتتوقف؛ فالمثابرة هي المفتاح لتحقيق أي شيء؛ لذا يجب عليك المثابرة وامتلاك المرونة الكافية لتجربة أمور جديدة عندما تتعثر.

تحلَّ بالإيمان، بصرف النظر عن معتقداتك الدينية فإنَّ الإيمان بشيء يفوق قدراتك مطلوب لاتخاذ الخطوة الأولى والاستمرار عندما تصبح الأمور صعبةً.