3 أنواع شائعة للطفح الجلدي الناجم عن الحساسية

توجد قائمة طويلة من المواد والأشياء التي قد تُحرِّض رد فعل تحسسي في جسمك؛ بما فيها القطط والكلاب، وبعض المجوهرات، وأنواع مختلفة من المنظفات، ونباتات معيَّنة، وجميعها قد تُسبب رد فعل مبالغ فيه من قبل جهازك المناعي، على شكل طفح جلدي أحياناً.



يتحرَّض رد الفعل التحسسي عندما يعتقد جسمك أنَّ مادةً ما غير ضارة، كبعض الأطعمة أو حبات الطلع أو وبر الحيوانات الأليفة؛ وهي تهديد له؛ ونتيجة لذلك يُبالغ جهاز المناعة في الاستجابة في محاولة منه للحفاظ على سلامتك من هذه المادة، على الرغم من أنَّها ليست ضارة.

لا تؤثر تفاعلات الحساسية في الجلد فحسب؛ بل قد تؤثر أيضاً في الأنف والبلعوم والرئتين والأذنين والجيوب الأنفية وبطانة المعدة؛ وذلك وفقاً للأكاديمية الأمريكية للحساسية والربو والمناعة (American Academy of Allergy, Asthma & Immunology).

لكنَّ الطفح الجلدي الناتج عن الحساسية قد يكون مزعجاً جداً وينصح الخبراء بعدم تجاهله، وستجد أدناه معلومات عن ثلاثة أنواع شائعة من الطفح الجلدي وهي: الأكزيما والتهاب الجلد التماسي والشرى؛ وخيارات العلاج المتوفرة وبعض النصائح عما يجب فعله إذا لم يختفِ الطفح الجلدي بعد علاجه.

إقرأ أيضاً: أسباب فطريات الأظافر وتقشر الجلد حول الأظافر، ووصفات طبيعية لعلاجها

1. التهاب الجلد التأتبي:

هو نوع من أنواع الأكزيما، ويُعَدُّ أكثر شيوعاً عند الأطفال من البالغين؛ إذ يصيب ما يصل إلى 20% من الأطفال ولكن فقط 1 إلى 3% من البالغين، ويعاني نصف المرضى المصابين بالأكزيما أيضاً من الحساسية الغذائية وحمى القش، ووفقاً لجمعية الأكزيما الوطنية الأمريكية (National Eczema Association ) تشمل الأعراض ما يأتي:

  • الحكة الجلدية.
  • فرط حساسية البشرة.
  • جفاف الجلد.
  • التهاب الجلد.
  • نقص تصبغ الجلد.
  • بقع جلدية خشنة أو متقشرة أو متحززة.
  • جلبات على الجلد.
  • النَّز والارتشاح الجلدي.
  • مناطق من الجلد المتورم.

يُعاني بعض المرضى المصابين بالأكزيما من جميع الأعراض المذكورة أعلاه، بينما يعاني بعضهم الآخر من واحد أو اثنين فقط، وتظهر الأكزيما عادةً على شكل طفح جلدي مستمر وشامل، وغالباً ما تنجم عن الحساسية تجاه الطعام، ولكنَّ الطعام ليس المحفز الوحيد، فقد تُفاقِم الحساسية الموسمية الأكزيما أيضاً.

يعتمد مكان حدوث الأكزيما بشكل أساسي على عمر المريض؛ حيث يظهر الطفح الجلدي عادةً على الركبتين والمرفقين والخدين وفروة الرأس عند الأطفال، ولكنَّه قد يحدث أيضاً على الوجه والمعصمين والرقبة عند البالغين، بالإضافة إلى المرفقين والركبتين.

إنَّ تجنُّب المحفزات هو أمر أساسي في منع تكرار نوبات الأكزيما، ويتوفر حالياً عدد من العلاجات لهؤلاء المرضى، وتشمل الخيارات الشائعة المرطبات الموضعية التي تقلل الحكة والستيروئيدات الموضعية؛ وهي أدوية مضادة للالتهاب يمكنها علاج الطفح الجلدي الناجم عن الأكزيما.

2. التهاب الجلد التماسي التحسسي:

هو طفح جلدي آخر ناجم عن آلية تحسسية، ولكن كما يوحي اسمه فإنَّه يتطلب تماساً مباشراً للجلد مع المواد المسببة للحساسية، وتشمل المحفزات الرئيسة لهذه الحالة الشامبو ومنتجات المكياج والمجوهرات المصنعة من النيكل، كما أنَّ نبات اللبلاب السام إلى جانب بعض العطور والمواد الحافظة قد يكون من الأسباب الشائعة أيضاً؛ وذلك وفقاً لمركز كليفلاند كلينيك (Cleveland Clinic).

قد لا يظهر الطفح الجلدي مباشرةً بعد ملامسة المنتج الذي يحتوي على مسببات الحساسية؛ وإنَّما قد يستغرق ظهوره عدة أيام بعد التعرض، وغالباً ما تنجم هذه الحالة عن ملامسة أشياء لن يخطر في بالك أبداً أنَّها قد تُسبب الحساسية؛ مثل بياضات السرير أو قطعة أثاث جديدة في المنزل أو زوج جديد من الأحذية، أو حتى المُنظف الذي تغسل به أطباقك.

لكن يوجد أيضاً شكل نادر من التهاب الجلد التماسي لا يتطلب ملامسة مباشرة للجلد لإحداث الطفح، ويُطلَق عليه التهاب الجلد التماسي المحمول بالهواء، ويحدث عندما تتطاير الراتنجات النباتية من بعض النباتات كعباد الشمس والرجيد (الدمسيسة) وزهرة العود الذهبي (goldenrod)؛ وقد تُسبب هذه الحالة طفحاً جلدياً على الوجه والرقبة والجفون.

إنَّ التهاب الجلد التماسي هو حالة شائعة، والمرضى الذين يعانون من مشكلات جلدية مزمنة مثل البشرة الحساسة؛ قد يكونون معرَّضين عرضةً أكبر إلى هذه الحالة.

تشمل أعراض التهاب الجلد التماسي:

  • طفحاً جلدياً أحمر اللون.
  • طفحاً جلدياً متقرِّحاً أو نازَّاً أو متورماً.
  • طفحاً جلدياً لاذعاً أو حارقاً.
  • طفحاً جلدياً مشابهاً للشرى.
  • طفحاً جلدياً مؤلماً.
  • طفحاً جلدياً حاكَّاً.

كما هو الحال في التهاب الجلد التأتبي؛ فإنَّ تجنب المحفزات إذا كان في إمكانك تحديدها هو الوسيلة الأساسية لضبط المرض، وتشمل العلاجات الأخرى الستيرويدات الموضعية والفموية، وفي الحالات الشديدة قد تُستخدَم الأدوية المثبطة للمناعة، والتي قد يوصى بها إذا لم تنجح المحاولات المتعددة للعلاج باستخدام الستيرويدات الفموية.

3. الشرى:

يظهر هذا الطفح على شكل بقع حمراء منتفخة قليلاً ومثيرة للحكة، وقد تنجم عن محسسات بيئية كوبر القطط والكلاب، عادةً ما تكون مؤقتة وتزول بزوال العامل المسبب، وبالإضافة إلى الحيوانات، فقد يحدث هذا الطفح كرد فعل تحسسي من قبل جسمك تجاه بعض الأطعمة والأدوية، وتشمل المحفزات المحتملة وفقاً لمجلة ميد لاين بلَس (MedlinePuls) ما يأتي: حبات الطلع ولدغات الحشرات والأدوية ووبر الحيوانات والمكسرات والبيض والحليب والأسماك والمحار وأطعمة أخرى، وقد ينجم الشرى عن أسباب غير تحسسية؛ بما في ذلك الإجهاد العاطفي والتعرق المفرط.

تشمل الأعراض:

  • بقعاً حاكة بلون الجلد أو حمراء اللون.
  • الابيضاض؛ إذ يبيَضُّ مركز الطفح عند الضغط عليه.

تشمل خيارات العلاج مضادات الهيستامين، والستيروئيدات، ومضاداً حيوياً يسمى الدابسون (Dapsone) الذي يمكنه أن يخفف التورم والاحمرار، ودواءً قابلاً للحقن يُسمى أوماليزوماب (omalizumab) الذي يعالج الحالات المزمنة من الشرى، والأدوية الأخرى المضادة للالتهابات؛ وذلك وفقاً للأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية (American Academy of Dermatology).

إذا كان في إمكانك تحديد العامل المسبب، فقد تستفيد من تناول أحد مضادات الهيستامين قبل التعرُّض إليه، ولكن يبقى تجنُّب المسببات حجر الأساس في المعالجة.

متى يجب عليك استشارة الطبيب؟

لحسن الحظ غالباً ما يمكن علاج الطفح الجلدي الناتج عن الحساسية في المنزل، وقد يختفي بمجرد إزالة مسببات الحساسية من بيئتك المحيطة، ولكن قد يتعيَّن عليك استشارة الطبيب إذا كان الطفح الجلدي لا يستجيب للعلاجات المعتادة؛ مثل الستيرويدات الموضعية أو مضادات الهيستامين، إضافةً إلى ذلك إذا لم تتمكن من معرفة سبب الطفح الجلدي، فقد يكون من الحكمة استشارة الطبيب لمعرفة ما الذي يحفز الحساسية حتى تتجنب تكرار الحالة في المستقبل.

إقرأ أيضاً: مرض الجرب الجلدي، وأهم النصائح للوقاية منه

في الختام:

قد يكون من الأفضل استشارة طبيب اختصاصي بالأمراض الجلدية بدلاً من زيارة غرفة الطوارئ؛ وذلك لأنَّ موظفي غرفة الطوارئ قد لا يعرفون دائماً خيارات العلاج الأفضل وقد يوصوك على سبيل المثال بتناول الستيرويدات الفموية على الفور، بينما تكون العلاجات الأخرى الأقل ضرراً كافية، ولكن إذا كنت تعاني من أي أعراض أكثر خطورة مثل ضيق التنفس، فعليك بالطبع طلب المساعدة في أسرع وقت ممكن، بدلاً من انتظار استشارة طبيب متخصص.

المصدر




مقالات مرتبطة