3 أسباب تفسر قدرتك على افتتاح شركة بعد بلوغ سن الـ 40

ثمَّة اليوم الكثير من الضجة التي تُثار حول الشباب الصاعدين الذين يحققون نجاحاتٍ باهرة، إلى درجةٍ أصبح من السهل معها أن ننسى كم شخصاً حققوا نجاحاتٍ مميزة بعد أن بلغوا سن الكهولة أو بعد أن تجاوزوه بوقتٍ طويل. هناك أمثلةٌ لا حصر لها عن أشخاصٍ مشهورين أسسوا شركاتٍ ناجحةً في وقتٍ متأخرٍ من حياتهم.



ملاحظة: هذه المقالة مترجمة للرائدة الأعمال "ماريا هاغيرتي" مديرة شركة "دوكتوم ديستربيوشن".

إذا كنت تسعى إلى بدء فصلٍ جديدٍ في حياتك فإنَّ الدراسات تقف إلى جانبك، إذ وجدت دراسةٌ أجراها عام 2018 مكتب التعدادات (Census Bureau) وأستاذان يعملان في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أنَّ فرص رواد الأعمال الذين تبلغ أعمارهم 50 عاماً في تأسيس شركات ناجحة تماماً تبلغ ضعف فرص نظرائهم الذين يبلغون من العمر 30 عاماً. دعنا نتعرف فيما يلي إذاً على 3 أسباب تفسِّر قدرتك على افتتاح شركة بعد بلوغ سن الـ 40:

1- التأثير والمصداقية اللذَين تحظى بهما:

إذا قضيت ما يكفي من الوقت في عملٍ ما فقد اكتسبت سمعةً (نأمل أن تكون حسنة) تساعدك في إطلاق مشروعك الجديد. لقد بدأت أنا عملي محاسبةً في شركة محاسبة مهمة وهذا أتاح لي أن أصبح مديرةً ماليّةً في شركةٍ تنتج الفيديوهات، وتُصنِّعها، وتنشرها. بعد ذلك أثار اهتمامي وشغفي مجال النشر وأتقنته فعلاً بشكلٍ جيد.

حينما ظهرت التجارة الإلكترونية في أواخر التسعينات أدركت أنَّ هذه الخدمة ستُعمِّر طويلاً وأنَّها تتمتع بالقدرة على النموّ بشكلٍ متسارع. لم تكن البداية هيِّنة لكنَّ ما شفع لي كان السُمعة الحسنة التي حظيت بها خلال السنوات السابقة التي عملت فيها بنشر الفيديوهات، وبفضل تلك السمعة لجأ الأشخاص الذين كنت أعرفهم إلي.

إقرأ أيضاً: نصائح لتتمتّع بالثقة والنجاح في العمل

2- العلاقات الوثيقة التي تجمعك بالآخرين:

خلال كلّ تلك السنوات كانت لديك الفرصة لبناء علاقاتٍ مهنيّةٍ صمدت في وجه الزمن، والصعوبات ربما، لذلك أصبحت تعرف بمن تثق، وممَّن تطلب المساعدة، ومع مَن تبني علاقاتك.

لقد شغل أحد عملائي الحاليين مناصب رفيعةً في أبرز شركات العناية بالجمال قبل أن يطلق شركة عناية بالبشرة تركز الاهتمام على النساء اللواتي بلغن سن اليأس. لأنَّ هذا العميل قضى سنواتٍ في بناء علاقات مع أشخاصٍ يعملون في مجال العناية بالجَمال تمكَّن من عقد لقاءات مع كلّ محرري مجلات الجمال المهمة، ومن دون تلك العلاقات الوثيقة لكان قضى أوقاتاً عصيبةً في إيجاد طريقةٍ لعقد تلك الاجتماعات المهمة.

إقرأ أيضاً: كيف تكسب ثقة كل من يعمل معك في شركتك

3- خبراتك التي عززت ثقتك بنفسك:

يحتاج ترك المناصب الرفيعة والمريحة لإطلاق شركة تعمل في مجالٍ مجهولٍ لا عملاء فيه دون وجود المال إلى الشجاعة، والعزيمة، والالتزام. أنا أعرف عمَّا أتحدث لأنَّني فعلت ذلك، والسبب الرئيسي الذي جعلني قادرةً على الانطلاق هو أنَّني قضيتُ جزءاً كبيراً من حياتي المهنية في جمع الخبرات، والمعلومات، والأدوات التي كنت أعلم أنَّهي ستخدِمني جيداً في مشروعي الجديد. أتاح لي هذا أن أثق بنفسي وقدراتي ومنعني من الشك في نفسي، ولا أعتقد بأنَّ ثمَّة طريقةً لاكتساب ذلك المستوى من الثقة إلَّا الوقت والخبرة.

في النهاية قد يكون سنُّك مكسباً مهمَّاً لك لأنَّ سنوات الخبرة العديدة التي تمتلكها يمكن أن توفر لك وضوح الرؤيا، وخلال تلك السنوات ستتعرف إلى نفسك بشكلٍ أفضل، وستفهم كيف تعمل، وما الأمور التي تثير الشغف في نفسك، وما الأشياء التي تتقنها، وما أهدافك النهائية.

إذا كنت تعتقد إذاً بأنَّ الوقت ربما تأخر جدَّاً للبدء بإطلاق المشروع الذي طالما حلمت به أعِد التفكير في ذلك مرةً أخرى، انظر إلى الحقائق، وأسكِت ذلك الصوت الذي يخاطبك من الداخل ويثير الشك في نفسك، وضع خطةً لإنجاز ما تسعى إليه، وخذ هذه النصيحة من شخصٍ خبير: قد يكون هذا أفضل قرارٍ تتخذه في حياتك.

 

المصدر




مقالات مرتبطة