3 أسباب تساعدك على تحقيق الأهداف بعيدة المنال

لقد كتبت في مقالين سابقين عن رغبتي في أن أعيش حياةً رقميةً بالكامل؛ إذ يقتضي نمط الحياة الرقمي ألا يعتمد مصدر دخلك على موقع عيشك، ويُفضل أن يكون ذلك بالعمل في شركةٍ على الإنترنت. وعلى الرَّغم من أنَّ العمل الحر وبعض الوظائف تسمح لك أيضاً بعيش حياةٍ رقمية، فإنَّ هذا يمكِّنك من العيش في أيِّ مكان في العالم، والعمل وقتما تشاء ويعطيك حريةً كبيرة.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب سكوت إتش يونغ (Scott H Young)، ويُحدِّثنا فيه عن سعيه إلى تحقيق هدفه بعيد المنال في عيش حياة رقمية بالكامل.

غني عن القول أنَّ معظم الناس لا يعيشون حياةً رقمية، فحتى إذا تمكنت من كسب دخل ثابت لا يتعلق بموقع سكنك، وهو بحد ذاته ليس أمراً سهلاً، فستظل بحاجة إلى امتلاك المهارة والعزيمة الكافية للاستفادة من هذه الحرية الجديدة، فكم من الناس يمتلكون الإصرار والقدرة على العيش في مكان غريب دون معرفة لغته أو ثقافته؟

يبدو من منظور خارجي أنَّ أسلوب الحياة الرقمي هو هدف بعيد المنال بالتأكيد ليس مستحيلاً، وهناك أناس يعيشونه اليوم، ولكنَّه بالتأكيد أصعب بكثير من العمل في وظيفة مستقرة، والعيش في مكان ثابت لسنوات متعددة .

قد يكون من الصعب الحفاظ على الدافع لتحقيق هذه الأهداف الصعبة، ولكنَّ أسلوب الحياة الرقمي ليس الهدف الوحيد الصعب الذي يمكنك تحقيقه، وإذا كنت تعاني البدانة وفشلت في اتباع نظام غذائي صحي من قبل، فكيف تجد الدافع لفقدان الوزن الإضافي؟ وإذا كنت ترغب في تأسيس شركةٍ جديدة، فمن المحتمل أنَّك سمعت أنَّ 80% منها تفشل في السنوات الخمس الأولى، فكيف تتغلب على تلك الصعاب؟

تحفيز أقل وتفكيرٌ أكثر:

لا يتطلب تحقيق هذه الأهداف اللجوء إلى تقنيات التحفيز المؤقتة، فخداع نفسك يجب ألا يكون شرطاً أساسياً لتحسين الذات، وبدلاً من ذلك عليك أن تسعى جاهداً إلى إيجاد أسباب منطقية تماماً تجعل أهدافك التي تبدو صعبة المنال تستحق حماستك.

توجد ثلاثة أسباب رئيسة تجعل معظم الأهداف الصعبة تستحق الاهتمام الكامل بها، ويمكنك إذا فهمت هذه الأسباب أن تحلم بتحقيق أيِّ هدف دون أن تكون متهوراً، وهذه الأسباب هي:

1. تستحق أهدافك العناء وإن لم تتحقق بالكامل:

لا تحتاج دائماً إلى بلوغ كلِّ هدفٍ تسعى إليه؛ فالعديد من الأهداف الصعبة تستحق العناء حتى لو لم تتمكن من تحقيقها بالكامل، وبالعودة إلى المثال الأول عن الحياة الرقمية، حتى لو كنت ما تزال بحاجة إلى وظيفة، فإنَّ العمل بدوام جزئي قد يوفر لك مزيداً من المرونة المالية بينما تتحول إلى حياةٍ رقمية بالكامل، بالنسبة إلي، لم أبلغ بعد هذه الحياة الرقمية، ولكنَّني ما زلت أستمتع بالفوائد التي جنيتها من العمل في التدوين بالإنترنت.

لن تنجح في كثير من الأحيان في تحقيق جميع أهدافك على الأقل على الأمد القصير، لكن ما يزال بإمكانك الاستفادة من أيِّ نجاح جزئي حققته في سعيك إليه؛ فأي تقدُّم صغير تُحرزه قد يعود عليك بمكافآت كثيرة؛ لذلك من المنطقي أن تتابع سعيك مهما بدت أهدافك بعيدة المنال.

حالتك الصحية ووضعك المالي وحتى عاداتك اليومية هي جميعها مجالات قد تستفيد من أي تحسيناتٍ بسيطة؛ لذا ذكِّر نفسك دائماً بالمكاسب الصغيرة؛ لأنَّ ذلك قد يمنحك الدافع لمواصلة السعي إلى تحقيق المكاسب الأكبر.

شاهد بالفيديو: 8 عوامل لقياس تحقيق الأهداف

2. ليست الاحتمالات ضدك حقاً:

عليك تجاهل الآراء السلبية المتعلقة بمدى احتمالية تحقيق الهدف؛ فإذا أخبرك شخص ما أنَّ 0.1% فقط من السكان لديهم حزام أسود في الكاراتيه، فهل هذا يعني أن لديك فرصة 1/1000 في أن تبلغ ذلك؟ بالطبع لا، فمعظم الناس لم يمارسوا رياضة الكاراتيه مطلقاً، وتصبح بمجرد التسجيل في دورةٍ تدريبية عضواً ضمن أقلية صغيرة من الناس الذين مارسوا هذه الرياضة بالفعل.

لا تُعطِ أهميةً للاحتمالات التي لا تأخذ حماستك وإصرارك بالحسبان، وبدلاً من موازنة نفسك بالجميع، وازن احتمالات نجاحك بأشخاصٍ يمتلكون العزيمة نفسها التي تمتلكها؛ فكل شخص لديه دوافع مختلفة، ومعظم الناس ليس لديهم أهداف واضحة أصلاً، ولا تنظر إلى هؤلاء الأشخاص بوصفهم معياراً للموازنة.

لكنَّ الاحتمالات لا تكذب دائماً، فأن تُصبح محترفاً في رياضةٍ ما هو حقاً هدف بعيد المنال لأنَّ معظم الطامحين يمتلكون التصميم والعزيمة الكافية، فعندما تكون الاحتمالات ضدك، حاول البحث عن حلول إبداعية تُميزك عن الآخرين.

إقرأ أيضاً: كيف تحدد الأهداف بفاعلية وتستمر في التطور؟

3. الفشل هو مجرد حافز آخر:

إذا كانت نجاحاتك الصغيرة بلا أي قيمة، وكانت الاحتمالات جميعها ضدك، استثمر الفشل نفسه لتحفيزك على السعي قدماً؛ فالإخفاق ليس السيناريو الأسوأ، والسعي الجاد نحو هدف بعيد المنال ثمَّ الفشل في تحقيقه، يجب أن يمنحك قوةً ذهنيةً يمكنك استخدامها لبلوغ أهدافك الأخرى.

قررت عندما أنشأت هذه المدونة أنَّ يكون هدفي هو جعل مدونتي واحدةً من أفضل 100 مدونة؛ وهو هدفٌ لم يبلغه سوى 0.003% من الناس، ومن المؤكد أنَّ هذا الاحتمال ضئيل جداً، حتى لو استبعدت المدونين غير المهتمين سوى بإنشاء حسابات مجانية؛ وأعلم إذاً أنَّ نجاحي هو أمرٌ شبه مستحيل.

لكن حتى لو نظرت إلى الأمر بهذا التشاؤم، فما يزال بإمكاني أن أُحفز نفسي، لقد علَّمتني إدارة هذه المدونة الكثير حتى لو لم تحقق نجاحاً هائلاً بعد، فلقد تعلمت مهارات العمل، والكتابة، والتواصل، والمهارات الشخصية؛ فكلُّ هذه الأشياء يمكنني أن أستفيد منها في أيِّ تحدٍّ أواجهه لاحقاً.

إقرأ أيضاً: كيف تصنع من فشلك طريقاً نحو النجاح؟

في الختام:

المثير للدهشة هو أنَّ الأمر لا يتطلب كثيراً من الحظ لتُصبح واحداً من أفضل الناس في الأشياء التي تهتم بها حقاً؛ فعندما تجد الدافع الكافي للعمل الجاد نحو هدف بعيد المنال، يزداد احتمال النجاح من تلقاء نفسه.

المصدر




مقالات مرتبطة