20 حقيقة يمكن أن تغيِّر حياة طفلك إن أخبرته بها

يكبر أطفالنا بسرعة، فيوماً يكونون صغاراً نرعاهم، ثمَّ سرعان ما يصبحون أفراداً ناضجين مستقلِّين، وما بأيدينا حينها سوى أن نأمل أنَّنا فعلنا ما يكفي لإعدادهم لكل شيء سيواجهونه.

عافية الأطفال وتعليمهم أهم بالنسبة إلى معظم الآباء من أي شيء آخر، من الرعاية الصحية، وتكلفة المعيشة، والسلامة العامَّة، وحتى عافيتهم الشخصية، لكن حتى الأشخاص الذين ليس لديهم أطفال يقولون إنَّهم قلقون بشأن عافية والنمو الفكري لشباب المجتمع؛ إذ يبدو أنَّ هذا القلق غير محدَّد بالجنس أو العِرق أو العمر أو الدخل أو الانتماء السياسي؛ لذا فالواقع هو أنَّنا جميعاً نهتم بأطفالنا، وهذا شيء جميل حقاً.



فيما يأتي 20 حقيقة بسيطة لكنَّها قوية، يمكنك التحدث مع أطفالك عنها، والتي ستغيِّر تدريجياً طريقة تفكيرهم في أنفسهم ومكانهم في العالم، وفي النهاية ستغيِّر الطريقة التي يعيشون بها حياتهم، تذكَّر أيضاً أنَّ الأوان لا يفوت أبداً لمناقشة هذه الحقائق، فهي هامَّة بالنسبة إلى الصغار والمراهقين وجميع الأطفال على حدٍّ سواء:

1. تعلُّم كيف أنَّ التفكير مفيد أكثر بكثير من تعلُّم ما يجب التفكير فيه:

يوجد جزء كبير من حياتك هو نتيجة مباشرة للقرارات التي تتخذها، فإذا كنت لا تحب حياتك لسبب ما، فقد حان الوقت لبدء إجراء تغييرات واتخاذ قرارات أفضل، وينطبق الشيء نفسه علينا جميعاً، بما في ذلك أطفالنا، فيجب أن ينمو أطفالنا ليفهموا أنَّهم يجب أن يتعلموا اتخاذ قرارات جيدة بأنفسهم.

يمكن للوالدين فقط أن يكونوا قدوة لهم، وأن يرشدوهم إلى الطريق الصحيح، لكنَّ شخصية الفرد وقصة حياته بين يديه؛ إذ يمكنك المشي بجانب طفلك لكن ليس عوضاً عنه، وفي يوم من الأيام، عندما لا تكون معه سيواجه مفترق طرق يجبره على التفكير بنفسه؛ لذا يجب تعليمه كيف يفكِّر، وليس ما يجب أن يتوصَّل إليه.

2. كل شيء صعب قبل أن يصبح سهلاً، ونصبح أفضل في أثناء تقدمنا:

ما يمكنك فعله لمصلحة طفلك في أثناء نموه هو تركه، والسماح له بالقيام بأشياء لنفسه، والسماح له بأن يكون قوياً ومسؤولاً، وبتجربة الأشياء بحرية، كركوب الحافلة أو القطار، والتعلُّم من الحياة مباشرة.

اسمح لأطفالك بأن يكونوا أشخاصاً أفضل، وبأن يكونوا واثقين بأنفسهم وأن يفعلوا مزيداً من الأشياء بأنفسهم، فاختبار الحياة بأنفسهم هو عملية تعلُّم يصبحون أقوى كلَّما تقدموا فيها، فالأمر أشبه بفتاة صغيرة تحاول أن تجد طريق العودة إلى المنزل من المدرسة دون مساعدة والديها؛ إذ سيكون القيام بذلك في المرات القليلة الأولى أمراً مخيفاً وصعباً عليها، لكن تعلُّمها الطريق على الأمد الطويل سيكون آمناً أكثر وأفضل لها.

3. تكون أكبر خيبات الأمل في الحياة نتيجة توقعات خاطئة:

عندما نكون صغاراً تكون توقعاتنا قليلة، لكن مع تقدُّمنا ​​في السن تصبح توقعاتنا أكبر مع مرور كل عام، فالمفتاح هو مساعدة طفلك على فهم أنَّ التخلي عن التوقعات غير الواقعية المتعلقة بكيف "يجب" أن يحصل كل شيء، يمكن أن يخفِّف من مشاعر التوتر والإحباط.

على الرَّغم من اتخاذ موقف إيجابي والتمتُّع بعقل منفتح، فغالباً ما نجد أنَّ الحياة ليست بالضرورة أسهل أو أصعب ممَّا كنَّا نعتقد، فكل ما في الأمر أنَّ مفهومي "السهل" و"الصعب" يختلفان عمَّا توقعناه، لكنَّ هذا ليس شيئاً سيئاً؛ بل هو ما يجعل الحياة ممتعة إذا كنَّا مستعدين لرؤيتها بهذه الطريقة.

4. القلق هو ألدُّ أعداء النمو الشخصي:

لا يفعل القلق شيئاً سوى أن يسلبك فرحتك ويبقيك مشغولاً جداً دون أن تنجز شيئاً، فعندما تقضي الوقت في القلق، فأنت ببساطة تتخيَّل أشياء لا تريدها، وكما يعرف كل طفل، ثمَّة طرائق أفضل بكثير لاستخدام المخيلة؛ لذا ابذل قصارى جهدك لتذكيرهم بهذا.

5. السلوك هو شيء بسيط يُحدِث فرقاً كبيراً:

إذا كنت تريد أن تكون فعَّالاً في الحياة، فلا يمكنك أن تسمح لما يحدث بتحديد سلوكك، بدلاً من ذلك، يجب أن تختار موقفك بحيث يدعم ويعبِّر عمَّا تريد أن يحدث، ولا يتعلَّق الأمر بتوقع حدوث الأفضل دائماً؛ بل بقبول كل ما يحدث، ثمَّ الاستفادة منه إلى أقصى حد، فمصدر معظم إحباطنا وتوترنا طويل الأمد هو الطريقة التي نستجيب بها ونتفاعل مع الظروف، وليس الظروف نفسها؛ لذا تعلَّم تعديل موقفك، وسترى كيف سيتشتَّت كل ذلك الإحباط والتوتر، وتدرَّب على هذا في حياتك كي يراك طفلك تفعل ذلك ويرى النتائج مباشرة.

شاهد بالفيديو: 10 طرق لتعزيز ثقة الطفل بنفسه

6. يجعلنا الامتنان أكثر سعادة وصحة:

للاحتفاظ بدفتر يوميات عن الامتنان فوائد قوية، وينطبق ذلك على الأطفال أيضاً، ففي أحد الأمثلة الشهيرة، طلب الدكتور "روبرت إيمونز" (Robert Emmons) من "جامعة كاليفورنيا" في "ديفيس" (UC Davis)، من الطلاب الاحتفاظ بدفتر يوميات للامتنان، وعلى مدار عشرة أسابيع، كتب الطلاب خمسة أشياء حدثت في الأسبوع السابق وكانوا ممتنين لها.

كانت النتائج قوية بصورة مذهلة؛ إذ كان الطلاب الذين احتفظوا بدفتر الامتنان أسعد بنسبة تصل إلى 25%، وأكثر تفاؤلاً بشأن مستقبلهم، وعانوا من أمراض أقل في أثناء مدة الدراسة، حتى إنَّهم مارسوا تمارين رياضية أكثر من المعتاد، فإنَّ الأطفال الذين يحتفظون بدفتر يوميات امتنان أسعد وأكثر تفاؤلاً وصحة؛ لذا بمجرد أن يبلغ طفلك العمر الكافي ليفعل ذلك ساعده على البدء بكتابة ما يشعر بالامتنان تجاهه.

7. السعي وراء السعادة طوال الحياة يقتصر على إيجاد الهدف:

لا يشبه السعي وراء السعادة الشعور بالسعادة، فالأخير شعور عابر يعتمد على الظروف اللحظية، ويحيِّرنا هذا الشيء عندما نكون صغاراً؛ لأنَّ اللحظات السعيدة رائعة وغالباً ما تكون مليئة بالمرح، لكنَّها تمرُّ وتنتهي دائماً لأنَّ الوقت يمر.

من ناحية أخرى، فإنَّ السعي وراء السعادة طوال الحياة صعب، ولا يستند إلى ظرف لحظي معيَّن؛ لأنَّ ما تسعى إليه حقاً هو الهدف؛ إذ يبدأ ذلك بطرح سؤال "لماذا"، فعندما يكون جوابك هاماً، إذاً تعيش حياتك كما تريد، ممَّا يجعل العقبات الحتمية التي ستواجهها أسهل بكثير والتغلُّب عليها أبسط؛ إذ ستبذل الجهد وتتقدَّم لأنَّ ذلك يضفي قيمة إلى حياتك؛ لذا ابذل قصارى جهدك لمساعدة طفلك في العثور على ذلك الهدف، وأخبره أنَّ لا بأس إذا تغير مع مرور الوقت.

8. الرحلة أهم من الوجهة:

أفضل جزء من أي تجربة ليس تحقيق شيء تريده، بل في السعي إليه، فما يهم هو الرحلة نحو أهداف تتقدَّم كلما اقتربت منها، ويتعلق الأمر بعملية مطاردة الهدف والسعي وما تتعلَّمه خلالها، فأهم سبب للانتقال من مكان إلى آخر هو معرفة ما يقبع بينهما، ففي هذا المكان الفاصل تعثر على الشغف وتكتسب القوة وتصنع الذكريات، لكن لا يمكنك الحصول على أي من ذلك دون عيشه بنفسك؛ بمعنى آخر، الرحلة أهم من الوجهة، تذكَّر هذه الحقيقة، وعش وفقاً لها، وكن قدوة لطفلك.

9. أكثر الطرائق فاعلية للابتعاد عن شيء لا تريده هي الاقتراب من شيء تريده:

حين تقول لنفسك: "لا تفكِّر في تناول كعكة الشوكولاتة هذه"، لن تتمكَّن من التفكير سوى في تناول كعكة الشوكولاتة تلك، وهكذا عندما نركِّز على عدم القيام بشيء ما، نجد أنفسنا نفكِّر فيه أكثر.

تنطبق الفلسفة نفسها على جميع نواحي الحياة، بصرف النظر عن عمرنا، فمن خلال محاولة الابتعاد عمَّا لا نريده باستمرار، نضطر دون قصد إلى التفكير فيه كثيراً لدرجة أنَّه في نهاية المطاف يُثقل كاهلنا أكثر، لكن إذا اخترنا بدلاً من ذلك تركيز طاقتنا على الاقتراب من شيء نريده، فإنَّنا نتخلَّص تلقائياً من كل ما هو سلبي ونمضي قدماً في حياتنا.

10. الأفعال أقوى من الكلمات:

قد لا يكون الأطفال ماهرين في الإصغاء إلى والديهم، لكنَّهم يسرعون دوماً إلى تقليدهم، تذكَّر هذا، ودع أطفالك يرونك قدوة كل يوم في كل ما تفعله، ثمَّ أكِّد على أفعالك بالتوجيه اللفظي؛ إذ يجب علينا جميعاً صغاراً كنَّا أم كباراً أن نتذكَّر أنَّ السبيل إلى ما نريده حقاً في الحياة هو ما نفعله في الحياة.

11. الاستعداد للقيام بأشياء صعبة يفتح أبواب فرص كبيرة أمامك:

واحدة من أهم القدرات التي يمكن أن تساعد الطفل على النمو في الحياة هي أن يتقبَّل مستوى معيَّن من عدم الراحة؛ لأنَّ أفضل الأشياء في الحياة غالباً ما يكون من الصعب الحصول عليها، وإذا كنت غير قادر على تحمُّل الصعوبات وعدم الراحة، ستفوتك فرصة الحصول عليها، فإتقان مهارة جديدة، وإنشاء شركة، وتأليف كتاب، والزواج، وتربية الأطفال، جميعها أمور صعبة، كما من الصعب الحفاظ على لياقتك، فكلها أشياء رائعة وتستحق بذل كل جهدك، وإذا اعتدت على القيام بأشياء صعبة، فيمكنك تحقيق أي شيء تقريباً تقرِّره.

12. لا مفر من عدم اليقين ويجب تقبُّله لتحقيق أي شيء له أهمية:

عندما نتصرَّف بناءً على مستوى معيَّن من عدم اليقين، فإنَّ عدم اليقين هذا غالباً ما يجبرنا على الخروج من منطقة راحتنا إلى حيث تنتظرنا الفرص، ومن ثمَّ فإنَّ تعلُّم تقبُّل عدم اليقين في وقت مبكِّر نسبياً من الحياة أمر ضروري؛ لأنَّنا إذا أصرَّينا على معرفة ماذا سيحصل في كل صغيرة وكبيرة فسوف نتجنَّب الإقدام على كثيرٍ من المشاريع والتغييرات المهنية والعلاقات وغيرها من الأشياء التي قد تغيِّر حياتنا، لكن إذا كنت خائفاً من عدم اليقين فستتجنَّبها.

إنَّ الخوف المستمر من عدم اليقين، يعني أنَّك لن تعرف أي شيء على وجه اليقين، ومن نواحٍ عديدة سيكون هذا الجهل أسوأ من اكتشاف أنَّ حدسك كان خاطئاً، فإذا كنت مخطئاً، يمكنك إجراء تعديلات والاستمرار في حياتك دون النظر إلى الوراء والتساؤل عمَّا كان يمكن أن يحصل.

13. يمنع عدم بذل الجهد الناس من التقدم أكثر من قلة الذكاء:

لا يهم إذا كنت عبقرياً، فلا يمكنك تغيير أي شيء أو إجراء أي نوع من التقدم في العالم دون بذل جهد دؤوب، فثمَّة فرق كبير بين معرفة كيفية فعل شيء ما وبين فعله في الواقع، فالمعرفة والذكاء كلاهما معدوما الفائدة لشخص غير مستعد لبذل الجهد واتخاذ الإجراءات.

تذكَّر هذا، وابذل قصارى جهدك لتثني على طفلك عند بذله الجهد وليس على ذكائه، فعندما تمدح جهود طفلك، فإنَّك تلفت انتباهه إلى شيء يمكنه التحكم به، وهو مقدار الوقت والطاقة اللذين يبذلهما في العمل، وهذا هام جداً لأنَّه يعلِّمه أن يستمر ببذل الجهد، وأنَّه يستطيع التقدم من خلال العمل الجاد، وهكذا سيفهم أنَّه قادر على التحكُّم بنجاحه في الحياة.

بخلاف ذلك، فإنَّ تقدير الذكاء الذي منحه إيَّاه الله يُشعِره أنَّ التقدم خارج عن سيطرته، ولا يتعلَّم الاستجابة للفشل، حتى إنَّه قد يبدأ في التفكير في أنَّه إن لم يتمتَّع بالذكاء الفطري فسينقصه شيء ما دائماً، ومن ثمَّ يتجاهل أهمية جهوده للتعلُّم والنمو.

14. لن يسير كل شيء كما هو مخطط له، لكن ما يزال في إمكاننا الاستعداد:

يوجد مقابل كل شاب ينجح في فعل ما خطَّط له بالضبط خلال الإطار الزمني الذي حدَّده للقيام به، عشرات من الآخرين الذين يبدؤون بقوة، لكن يطرأ شيء ما فلا يحقِّقون أهدافهم؛ لذا ساعد طفلك على فهم أنَّه إذا حدث ذلك له فهو ليس بالأمر السيِّئ.

قد تظهر عقبات غير متوقعة لتغيير وجهة نظرهم أو لتقوية عزيمتهم أو لتغيير اتجاههم نحو الأفضل، والوجهة التي سيقعون في حبها يوماً ما قد لا تكون موجودة الآن، على سبيل المثال، قبل بضع سنوات فقط لم تكن الوظائف المرموقة في شركات مثل "فيسبوك" (Facebook)، و"سنابشات" (Snapchat) موجودة؛ لذا إذا كان الطفل لا يستطيع التخطيط لمستقبله بالكامل، ساعده بأن يركِّز أقل على المستقبل وأكثر على ما يمكنه فعله الآن والذي سيفيده بصرف النظر عمَّا يحصل في المستقبل.

على سبيل المثال، أن يقرأ كتباً ملهمة، أو يكتب، أو يتعلَّم ويمارس المهارات المفيدة، أو يبني الأشياء، وأن يكون مغامراً ويسعى إلى عيش التجارب في العالم الحقيقي، وعلى مساعدة الناس وتكوين علاقات صحية؛ إذ ستساعده هذه الجهود في أي ظروف مستقبلية يواجهها.

شاهد بالفيديو: قواعد هامة في تربية الطفل الوحيد

15. حينما تخطو خطواتٍ صغيرة تستطيع قطع مسافاتٍ طويلة مع مرور الوقت:

يقضي معظم الناس أوقات فراغهم على أشياء لا تهمهم، مثل التلفزيون وألعاب الفيديو ووسائل التواصل الاجتماعي وما إلى ذلك، لكن بعد عام من ذلك، لن تكون قد أنجزت أي شيء، فإذا كنت ترسم كل يوم، أو تمارس مهاراتك في تصميم الويب، أو تكتب في مدونة، أو أنشأت قناة على موقع "يوتيوب" (YouTube) وتنشر عليها، أو بدأت في العمل على مشروع جانبي، أو تقضي وقتاً أطول في التواصل مع الأشخاص المناسبين، ففي نهاية العام ستكون قد أنجزت شيئاً مثيراً للاهتمام، وستحصل أيضاً على بعض التجارب الرائعة في الحياة، تجارب يمكنك الإشارة إليها وقول إنَّك صنعت وتعلَّمت شيئاً منها، وهو أمر للأسف لا يستطيع معظم الناس فعله.

يجب أيضاً الإشارة إلى أنَّنا جميعاً صغار وكبار نستطيع أن نتخذ خطوات صغيرة في الاتجاه الصحيح، يوماً بعد يوم، لبقية حياتنا.

16. الأهداف لا تُحدِث تغييرات إيجابية، بل العادات هي التي تفعل ذلك:

بصفتك والداً فإنَّ هدفك هو أن تكون قدوة لطفلك، بينما عاداتك هي الوقت والطاقة اللذين تلتزم بهما لتحقِّق ذلك له كل يوم، فإذا كنت رائد أعمال، فإنَّ هدفك هو تنمية شركة ناجحة، في حين أنَّ عاداتك هي أخلاقيات العمل التي تلتزم بها يومياً، إضافة إلى عمليات الإدارة والتسويق والمبيعات، وإذا كنت كاتباً، فهدفك هو كتابة رواية، في حين أنَّ عاداتك هي برنامج الكتابة الذي تتبعه كل يوم.

إذا تجاهلت أهدافك لفترة من الوقت وركَّزت فقط على عاداتك ستستمر في تحقيق نتائج إيجابية، على سبيل المثال، إذا كنت تحاول إنقاص وزنك وتجاهلت هدفك، وبدلاً من ذلك ركَّزت فقط على تناول طعام صحي وممارسة الرياضة كل يوم، ستستمر في خسارة الوزن تدريجياً، وستقترب أكثر فأكثر من هدفك دون التفكير فيه مرة أخرى، فكلما تعلَّمنا هذا أبكر في الحياة، تمكَّنا من الاستفادة من عاداتنا الإيجابية أبكر، لكنَّ أوان ذلك لا يفوت أبداً.

17. الجدارة بالثقة هي أساس التقدم:

المفتاح الأساسي بالنسبة إلينا جميعاً هو أن نكون جديرين بالثقة في علاقاتنا، فعندما يُمنَح شخص ما وظيفة أو فرصة عمل، فإنَّ الخوف الأكبر هو أن يتَّضح أنَّ هذا الشخص ليس جديراً بالثقة، في حين من المرجَّح أن يكون الشخص الذي اكتسب سمعة إيجابية على مرِّ السنين محطَّ ثقة أكبر، ومن المرجَّح أن يوصى به.

لذا من الأفضل أن تعلِّم طفلك أن يكون جديراً بالثقة، وذلك من خلال التحلي بالصدق، والاعتراف بأخطائك وإصلاحها، وتقديم أكثر ممَّا هو متوقع منك في جميع العلاقات الشخصية والمهنية، فعندما نلتزم بهذه الفلسفة، نكسب سمعة طيبة، ويقدِّرنا الناس، ويشيدون بنا علناً، وتلك أفضل طريقة للحصول على وظيفة أو مستثمر أو صديق جيد.

18. الحياة مليئة بالخير والشر، ويمكن للخير دائماً أن ينتصر على الشر:

قال مخرج الأفلام "والت ديزني" (Walt Disney): "الأطفال هم بشر، ويجب عليهم بذل الجهد للتعرف إلى الأشياء وفهمها، تماماً كما يجب على البالغين بذل الجهد إذا كانوا يريدون النمو ذهنياً، لكن يجب أيضاً أن نقرَّ بأنَّ الحياة فيها الخير والشر، وسوف نكون غير صادقين ومخادعين وكاذبين إذا حاولنا التظاهر بعدم وجود الشر في العالم، فمعظم الأشياء جيدة، وتلك أقوى الأشياء، لكن ثمَّة أشياء شريرة أيضاً، ولن تفيد طفلك بمحاولة حمايته من هذا الواقع؛ بل ما يهم هو تعليمه أنَّ الخير يمكن أن ينتصر دائماً على الشر".

إقرأ أيضاً: ماذا يخبرك به علم النفس عن الطفل: مدحه وتعنيفه والإجابة عن تساؤلاته

19. اختيار صحبتك بحكمة:

اقضِ وقتاً مع أشخاص لطيفين وأذكياء ومندفعين، ويشبهونك بطريقة التفكير؛ إذ يجب أن تفيدك علاقاتك لا أن تؤذيك؛ لذا أحط نفسك بأشخاص يعكسون من تريد أن تكون، واختر الأصدقاء الذين تفخر بمعرفتهم؛ أي الأشخاص الذين تحترمهم، والذين يحبونك ويحترمونك، والأشخاص الذين يجعلون يومك أفضل بمجرد وجودهم.

للأشخاص في حياتك تأثير حاسم في الشخص الذي تستطيع أن تصبح عليه، والحياة أقصر من أن تقضي الوقت مع الأشخاص الذين يثبِّطونك، فعندما تحرِّر نفسك من أولئك الأشخاص السلبيين، فإنَّك تكون على سجيتك، وكونك كذلك هو الطريقة الوحيدة للعيش بسعادة، وينطبق الشيء نفسه على طفلك.

إقرأ أيضاً: 4 أشياء يجب وضعها في الحسبان عند التحدث مع طفلك

20. سيظلمنا بعض الناس في حكمهم علينا مهما كنا رائعين:

تعني الحياة الجميلة قضاء وقتك بطريقة هادفة، وأن تكون راضياً بمن أنت عليه، وأن تردَّ الجميل، وعدم القلق بشأن أحكام الناس التافهة؛ وذلك لأنَّنا لا نحتاج إلى نيل استحسان الجميع لنكون سعداء أو لنعيش حياة جيدة، وتحدَّ طفلك ليتبع هذا المبدأ مدى الحياة، وشجِّعه على أن يكون محترماً، وعلى الدفاع عن نفسه واتباع حدسه عندما يصدر أي شخص حكماً على شيء يؤمن به أو شيء هو جزء من هويته؛ إذ سيكون هناك دائماً شخص سيقرِّر الحكم عليك سلباً في مرحلة ما، ولا بأس بذلك، لأنَّك أثرت في حياته، لكن لا تدعه يؤثر في حياتك.




مقالات مرتبطة