15 شيئاً يتجنبه الأشخاص السعداء

بعض الناس بائسون، ولكن إذا كان لديهم مزيد من الوقت أو المال للقيام بالأمور التي يستمتعون بها فسيكونون سعداء؛ لكنَّ هذا لن يحدث أبداً.



السعادة مخصَّصة لأشخاص معيَّنين؛ إذ يقول الجميع إنَّهم يريدون أن يكونوا سعداء؛ لكن لا أحد يفهم حقاً ما هي السعادة، وقد أُسِيء تفسير السعادة على أنَّها فرحة لا نهاية لها، كما يخبرك المجتمع: "اشترِ هذا" أو "افعَلْ ذلك" وستكون سعيداً، أو أنت بحاجة إلى امتلاك منزل أكبر أو سيارة جديدة، وغير ذلك؛ لكنَّ السعادة لا ترتبط بامتلاك مقتنيات جديدة أو فعل مزيد من الأمور؛ وإنَّما القيام بعمل أقل، حتى تتمكن من زيادة ما يجعلك سعيداً حقاً.

ليس ما يفعله الأشخاص السعداء هو ما يجعلهم مختلفين تماماً؛ وإنَّما ما يختارون عدم فعله هو ما يجلب لهم السعادة؛ فمن خلال تجنب البيئات السلبية والعادات السيئة وأنماط الحياة السيئة يبتكر الأشخاص السعداء مساحة في حياتهم تفسح المجال للسعادة، وفي هذا المقال ستعرف بالضبط الأمور التي قد تعوق سعادتك وطريقة التخلص منها.

إليك 15 شيئاً يتجنبه الأشخاص السعداء:

1. الأشخاص السامون:

ربَّما سمعت عن قاعدة الخمسة (The Rule of 5) التي تنصُّ على أنَّ الأشخاص الخمسة الذين تقضي معظم وقتك معهم يكون لهم أكبر تأثير في شخصيتك.

يستهلك قضاء الوقت مع الأشخاص السلبيين الذين يحبطون أحلامك كثيراً من الطاقة، ويقضي على مستوى سعادتك، ومع أنَّ إبعاد نفسك عن الأشخاص السلبيين يتطلب شجاعةً؛ لكنَّ تكريس وقتك الثمين للأشخاص الذين يجعلونك بائساً لا يستحق أن تفقد السعادة.

2. العجلة أو التسويف:

إنَّ الإفراط في النوم والاستيقاظ متأخراً يجعل نهارك سيئاً منذ البداية؛ فعندما تتسرع في إنجاز عملك أو تماطل، فإنَّك تفقد الوقت الإضافي كله في حالة حدوث خطأ، وبالتأكيد هذا أمر لا مفرَّ منه أحياناً؛ ففي هذه الحالة نستغرق وقتاً أطول للقيام بشيء ممَّا كان مخططاً له، ويجب علينا الإسراع في إنجاز المهمة؛ لذا فإنَّ تجنُّب عادة التسويف يمنعك من الشعور بالتوتر غير الضروري، كما يُعَدُّ حلَّاً بسيطاً يسمح لك بإنجاز عملك ببطء والاستمتاع بما تفعله.

3. العادات غير الصحية:

عادةً ما يكون التدخين أول أمر يتبادر إلى الذهن، ولكن حتى العادات الأخرى مثل عدم قضاء يوم دون احتساء القهوة، أو مشاهدة التلفاز لمدة 3 ساعات ليلاً يمكن أن تؤثر في سعادتك، وهذا لا يعني أنَّ القهوة أو التلفاز مضران لك؛ لكنَّه من غير الصحي إدمان أي شيء، ويمكنك اختبار نفسك؛ من خلال مراقبة ما إذا كان بإمكانك البقاء لمدة 48 ساعة كاملة من دون كافيين، ويمكنك تجريب ذلك في عطلة نهاية الأسبوع أو عندما لا يكون لديك عمل.

تفيدك تجربة التوقف عن ممارسة عادات معينة في معرفة مقدار وقت الفراغ الذي ستحصل عليه عندما تكف عن مشاهدة التلفاز، وفي إدراك أنَّك لا تحتاج إلى الكافيين لبدء يومك.

4. وسائل الإعلام:

يبتعد كثيرٌ من الناس عن الأخبار ووسائل الإعلام تماماً لتجنب السلبية؛ إذ إنَّهم يثقون في أنَّه إذا كان ثمَّة شيء يحتاجون إلى معرفته فسيخبرهم الآخرون به، وينجح هذا الأمر جيداً مع كثيرين منهم، ولكن يوجد كثيرٌ من الأشخاص يرغبون في معرفة ما يحدث في العالم من حولهم؛ لذا يمكنك:

  • الاستماع إلى الأخبار خلال فترة ما بعد الظهر؛ فلست بحاجة إلى أن تبدأ يومَك بالاستماع إلى مآسي العالم؛ إذ يمكنك الانتظار حتى تصل إلى المنزل.
  • تخصيص مهلة زمنية بحيث يمكنك معرفة كل ما تريده خلال مدة تتراوح من (15-30) دقيقةً من المشاهدة؛ ولا تحتاج إلى مواصلة المشاهدة لمعرفة ما إذا فاتك أي شيء.

5. كبت العواطف:

أكبر اعتقاد خاطئ عن السعادة هو أنَّ الأشخاص السعداء يشعرون بالحيوية المطلقة ولا يواجهون أبداً أي عواطف أخرى غير الفرح، والحقيقة هي أنَّهم يختبرون المشاعر كلها تماماً مثل أي شخص آخر، والفرق هو أنَّهم يعبِّرون بحرية عن مشاعرهم ويسمحون لها بالظهور بصورة طبيعية؛ وبعبارة أخرى عندما يكونون مستاءين لا يخفون ذلك؛ إذ إنَّهم يسمحون لعواطفهم بالظهور ويثقون في أنَّه من خلال التعبير عن هذا الشعور سيمر.

تأتي المشاعر من غرائزنا الطبيعية؛ لذلك عندما تحاول إخفاء عاطفة مثل الحزن فإنَّها لن تختفي، كما أنَّ التعبير عن نفسك يُطلِق المشاعر ويسمح لمستويات السعادة بالعودة إلى وضعها الطبيعي.

شاهد بالفيديو: 10 طرق لخلق سعادة حقيقية في حياتك

6. عدم الخروج من المنزل:

"انظر بعمق في الطبيعة، وبعد ذلك ستفهم كل شيء بصور أفضل". ألبرت أينشتاين (Albert Einstein).

معظم الأشخاص السعداء يحبون الاستكشاف في الهواء الطلق، سواء من خلال السير على الأقدام أم الرحلات البرية أم إقامة حفلات الشواء العائلية، وكلما طالت مدة بقائك محبوساً في المنزل طوال اليوم سيصبح من الصعب الحصول على الحافز للخروج منه؛ ما يؤثر في طريقة تفاعلك مع الناس.

7. الاستحقاق الذاتي:

يوجد جزءٌ هامٌّ للسعادة يجب على الناس التخلي عنه، وهو شعورهم بالاستحقاق الذاتي.

لا أحد يدين لنا بشيء؛ فنحن محظوظون بما يكفي لوجودنا في هذه الحياة، ويمنحك التخلي عن الاستحقاق الذاتي القدرة على تقدير كل الأمور المدهشة التي لديك بالفعل في حياتك.

8. كثرة التوقعات:

عندما يرفع الناس سقف توقعاتهم يصبح من السهل جداً الشعور بالخذلان؛ إذ لا يمكنك أن تتوقع من الجميع أن يفعلوا الأمور كما ترغب؛ فبعض الناس ينظرون إلى العالم بصورة مختلفة، وبالمثل لا يمكنك دائماً توقع أن تسير الأمور كما تريد، ولا يعني التخلي عن التوقعات أن نتوقع أن تكون الأمور مخيفة؛ وإنَّما يعني ترك كل شيء يسير كما هو مقدَّر له.

9. البقاء في عملٍ لا يحبونه:

من الصعب أن تكون سعيداً عندما تقضي أكثر من 40 ساعةً في الأسبوع في وظيفة لا يمكنك تحملها، ومن الطبيعي تماماً أن تكره وظيفتك كما يفعل كثيرون، ومن المحتمل أنَّك لست في وضع يسمح لك بترك عملك والبحث عن عمل جديد أيضاً، ولكن إذا كنت تكره وظيفتك فيمكنك البدء باتخاذ إجراءات لتغيير الوظيفة أو المهنة من خلال توفير المال من أجل التغيير ووضع خطة لترك عملك، ومن الأفضل أن تكره عملك الآن بدلاً من أن تكرهه بعد 20 عاماً من الآن وأنت في المكان نفسه.

10. الإفراط في الشكوى:

"يمكن لأي أحمق أن ينتقد ويدين ويشكو، ومعظم الحمقى يفعلون ذلك" - مؤسس الولايات المتحدة بنجامين فرانكلين (Benjamin Franklin).

أحياناً تكون الشكوى مقبولة تماماً وصحية؛ فقد يكون من الجيد التخلص من هذا التوتر كله والتعبير عن استيائك؛ لكنَّ كثرة الشكوى تؤثر سلباً في نظرتك إلى الحياة.

11. الفوضى العارمة:

تعوق كثرة الفوضى حياتك؛ ما يجعل من الصعب عليك الشعور براحة البال؛ فإذا فكرت يوماً في الانتقال من المنزل ثمَّ عدلت عن قرارك بسبب كثرة مقتنياتك فأنت ضحية للفوضى؛ إذ يجب شراء الأشياء المادية فقط التي تفيدنا، ولا ينبغي أن تكون أشياء تمنعنا من القيام بشيء نريد القيام به؛ لذا اتخِذ إجراءً من خلال التخلص من الفوضى التي لا تحتاج إليها حتى تتمكن حقاً من تقدير الأشياء التي تجعل حياتك أفضل.

12. التقليل من قدر الآخرين:

السبب الرئيس الذي يجعلنا نقلل من قدر الآخرين هو رغبتنا في الشعور بتحسن تجاه أنفسنا؛ بعبارة أخرى نحن لا نحب شخصياتنا؛ لذلك نُفضِّل إهانة شخص آخر حتى لا نبدو سيئين، فيوفر تقليل قدر شخص ما حافزاً قصير الأمد، وهذا هو سبب قيامنا بذلك، ولكن على الأمد الطويل نبقى الأشخاص أنفسهم ولكن نبدو أغبياء أكثر؛ لذا عندما لا يكون لديك سبب لإحباط شخص آخر، أو إبعاده عن أحلامه، فهذه إشارة جيدة لإظهار مدى سعادتك.

13. الضغائن:

من أسوأ العادات التي يمكنك اتباعها هي الشعور بالضغينة بعد انتهاء أي جدال، فيجبرك الحقد على الكراهية وعدم المسامحة؛ ومن ثمَّ لن تتمكن من تجاوز المواقف؛ فعندما تحمل ضغينة بداخلك فإنَّها ستغير جزءاً من شخصيتك، وستبقى غاضباً من شخص ارتكب خطأه بالفعل ولا يوجد ما يمكنه فعله لتغيير ما فعله.

التمسك بمشاعر الضغينة يؤذيك فقط، وكلما تعجَّلت في مسامحة الآخرين تمكَّنتَ من العودة للاستمتاع ببقية حياتك.

14. القلق بشأن المستقبل:

عندما نركز اهتمامنا كله على المستقبل ينتهي بنا الأمر بنسيان ما نحن فيه في الوقت الحالي وعدم إحراز أي تقدم أبداً.

من الجيد التفكير في المستقبل لتحسين حياتك، ولكن لا يمكنك التحكم في كل ما سيحدث؛ إذ يمكنك تغيير أجزاء معينة من المستقبل؛ لكنَّ معظم الأمور ستكون خارج سيطرتك، ولا يوجد تأثير إيجابي للقلق بشأن المستقبل؛ فكل ما يمكنك فعله هو الاستمتاع بحياتك وحسن الظن.

إقرأ أيضاً: الخوف من المجهول وشبح المستقبل

15. أخذ الحياة على محمل الجد:

لن نعيش الحياة سوى مرةً واحدةً، فإذا فعلت الأشياء بطريقة صحيحة ستستمتع كثيراً؛ هذه هي الحياة الحقيقية، فتُمثِّل مكاناً لنا للاستراحة وتجربة بعض الأمور المدهشة.

نحن نجعل الأمور أكثر تعقيداً ممَّا يجب أن تكون عليه، ونحن من يضع القواعد، وعندما تتخلى عن مشاعر الجدية كلها ينتهي شعورك بالضغط.

إقرأ أيضاً: أهمية تجنب التعامل بجديَّةٍ مع الحياة

في الختام:

السعادة ليست وجهة أو رحلة؛ لكنَّها نهرٌ لا نهاية له يتدفق عبر الحياة، وليس عليك البحث عنه؛ فهو موجود بالفعل، وكل ما عليك فعله هو إفساح المجال لذلك، ولاحظ كيف ستتدفق السعادة وتملأ حياتك، كما أنَّه لا يوجد بحث رائع عن السعادة؛ فهي وفيرة بالفعل في الحياة، وكل ما عليك فعله هو أن تدعها تدخل إلى حياتك




مقالات مرتبطة