12 شيئاً ينبغي معرفتُه قبل الاستغناء عن أمرٍ ما

كثيراً ما يكون التخلي أو الاستغناء عن أمرٍ ما لا علاقةَ له بالضعف أو العجز؛ إنَّما يدلُّ على قوةٍ عظيمة داخل الإنسان والذي يلجأ أحياناً إلى إفلات قبضته عن بعض الأمور وتركها والابتعاد عنها بسبب إدراكه في نهاية المطاف لقيمته وأهميته وما يستحقه بالفعل، وليس بسبب رغبته في أن يدرك الآخرون أهميته وكفاءته.



يتناول هذا المقال القصير كيفيةَ إدراك قيمتك وأهميتك؛ ومن ثمَّ تسخير ذلك الإدراك لتحديد الأفكار والعادات والأشخاص السلبيين في حياتك ومعرفتهم والذين ينبغي لك تركُهم أو التخلص منهم.

وإليك بعضُ النقاط التي ينبغي أخذُها في الحسبان:

1. يمكن للعيش في الماضي أن يسرق حاضرك إن سمحتَ بذلك:

تستطيع أن تمضيَ أياماً أو أسابيع أو أشهراً أو سنواتٍ حتى وأنتَ تجلس وحيداً، وتُفرِط في تحليل أحد المواقف التي حدثَت لك في الماضي محاولاً وضعَ النقاط على الحروف واختلاق مبرِّرات لِما أمكن أن يحدث في ذلك الوقت أو ما كان يجدر بك فعلُه آنذاك.

تستطيع في المقابل أن تترك جميعَ تلك المواقف والأفكار في الماضي؛ إذ تنتمي وتركِّز على ما هو آتٍ، محاولاً المضيَّ قدُماً في حياتك وبناء مستقبل مُشرق لنفسك.

2. لا يُقدَّر لجميع الأشخاص أو الأشياء البقاءُ في حياتك:

توجد أشياءٌ لا ترغب فيها؛ لكنَّك تُضطَرُّ إلى تقبُّلها عند حدوثها في حياتك، ودروسٌ لا تريد معرفتها؛ لكنَّك تُجبَر على تعلُّمها من خلال بعض المواقف والظروف، وأشخاصٌ لا تستطيع العيشَ دونهم إلَّا أنَّك تُضطَرُّ إلى تركهم والتخلي عنهم.

يدخل بعضُ الأشخاص إلى حياتك كما تمرُّ ببعض الظروف والمواقف، بهدف دعمك وجعلك شخصاً أقوى كي تستطيع المُضي قدُماً في حياتك دونهم.

3. لا تعني السعادة عدمَ وجود مشكلاتٍ في حياتك؛ بل قدرتَك على حلِّها والتعامل معها:

تخيَّلْ كلَّ الأشياء العجيبة التي قد تجول في خاطرك لو لم يكُنْ عقلُك مشغولاً بشدةٍ بالتفكير في الصعوبات التي تواجهك وغارقاً في محاولة حلِّها؛ لذا يجب أن تنظرَ دوماً إلى الأشياء التي تمتلكها وتقدِّرَها جيداً، بدلاً من تذكُّر ما خسرتَه والشعور بالندم حياله، ليس من الهام ما تسلبُك إيَّاه الحياة؛ بل ما يهم فعلاً هو ما تستطيع تحقيقه بما تبقَّى لديك.

4. يجب أحياناً بذلُ قصارى جهدك والاستسلام لأقدارك:

لا تقسُ على نفسك كثيراً؛ إذ تكفيك القسوة والانتقادات التي تتعرض لها من أشخاص عديدين مُحيطين بك، وحاولْ دوماً أن تفعل أفضل ما في وسعك بكل ما تملكه من وسائل في اللحظة الراهنة التي تعيشُها.

ابذُلْ جُلَّ طاقتك وقدراتك لتحقيق كلَّ ما يُتوقَّع أن يفعله أي شخصٍ آخر في مكانك، وقدِّمِ الحبَّ لنفسك وكُنْ فخوراً بكل ما تفعله؛ إذ تستطيع حتى أن تشعر بالفخر تجاه أخطائك ومحاولاتك الفاشلة؛ لأنَّ ارتكابك لها يعني أنَّك تحاول وتبذل ما في وسعك دون تخاذلٍ أو استسلام.

شاهد بالفيديو: 5 طرق لتحمي نفسك من الأشخاص السلبيين

5. لستَ قادراً على التحكم وفرض سيطرتك إلَّا على نفسك فقط:

توجد طريقةٌ واحدة فقط لتشعر بالسعادة؛ وهي أن تتوقف عن القلق بشأن الأشياء الخارجة عن نطاق سيطرتك وإرادتك، ولا يعني التخلي عن علاقاتك بالأشخاص حولك والابتعاد عنهم أنَّك لم تعدْ تهتم لأمرهم؛ بل يعني ببساطةٍ إدراكَك بأنَّ الشخص الوحيد الذي تتحكم به حقاً هو نفسك.

6. قد تكون الأمور الملائمة بالنسبة إليك خاطئةً في نظر الآخرين، والنقيض بالنقيض:

فكِّرْ في نفسك واسمح للآخرين بذلك أيضاً؛ إذ يختلف البشرُ في أفكارهم وتصرفاتهم وردود فعلهم في المواقف المختلفة، بينما يوجد القليل من الأمور الصائبة والخاطئة الحتمية والمُؤكَّدة في هذا العالم، وينبغي لك أن تعيشَ حياتك بطريقتك الخاصة التي تراها مناسبةً لك وصحيحةً في نظرك.

7. رفضُ بعض الأشخاص تقبُّلك على حقيقتك:

يُفضَّلُ دوماً أن تكون حقيقياً وصادقاً مع نفسك حتى وإن عرَّضك ذلك لسخرية الآخرين واستهزائهم، بدلاً من أن تكون شخصاً مُزيَّفاً ومتصنِّعاً، وتسبَّبَ لنفسك الألم والحيرة والارتباك في أثناء تظاهُرك بأنَّك شخص آخر لإرضاء الآخرين.

لن يحبَّك جميعُ الناس في هذا العالم عندما تكون متصالحاً مع نفسك ومرتاحاً تجاه حقيقتك وطبيعتك، وهو أمرٌ مقبولٌ ولا بأس به في الواقع؛ لأنَّك إن كنتَ أصدق وأكرم إنسانٍ في هذا العالم وأكثرهم نزاهةً وتسامحاً، ستجدُ شخصاً ما في عالمنا هذا يكرهك ويكره كلَّ تلك الخصال الحميدة.

8. يمكن للعلاقات أن تُبنَى فقط على أساس صلبٍ من الصدق والحقيقة:

حينما يكون لديك خللٌ أو انهيار في إحدى علاقاتك الاجتماعية، يجب إجراء محادثةٍ صعبة مع أطرافها والتي قد لا تكون لطيفةً ولا تشعرك بالسعادة والارتياح؛ لكنَّها ستصبح أكثر انفتاحاً وسلاسةً إن كنتَ مستعدَّاً لقول الحقيقة والإصغاء لها من الطرف الآخر.

حين تبني علاقاتك على أساسٍ من الصدق والحقائق والأصالة، بدلاً من استنادها على الخداع والمكر والكذب والكمالية الزائفة، ستُشفَى تلك العلاقات من أي خللٍ أو ضرر يُصيبُها وستنمو وتزداد متانة.

9. يتغير العالمُ حولك حين تتغير أنتَ أولاً:

تدرَّبْ على الرؤية الحقيقية والعميقة لكلِّ ما تنظر إليه، فأنتَ اليومَ في المكان الذي ساقَتك إليه أفكارُك ووعيُك وإدراكك، وستكون غداً حيث تأخذك تلك الأفكار والإدراكات الواعية.

إن ملكت رغبةً صادقةً وفعليةً في تغيير حياتك، يجب أولاً أن تغيِّر عقليَّتك وطريقة تفكيرك؛ إذ يتغير العالمُ حولك حين تتغير أنتَ أولاً.

10. تستطيع اتخاذ القرارات أو اختلاق الحُجَج والأعذار:

تُعدُّ الحياة تدريباً مستمراً على حلِّ المشكلات بطريقة إبداعية ومُبتكَرة؛ إذ لا تتحول الأخطاء التي ترتكبُها إلى فشلٍ حتى ترفضَ أن تصححها، وتحدثُ مُعظَم الإخفاقات وحالات الفشل طويلة الأمد بصفتها نتيجة لأفعال الناس الذين يختارون اختلاق الحُجَج ووضع أعذارٍ لعدم تصحيح أخطائهم، بدلاً من اتخاذ قرارات جادة لتصحيحها وتفاديها مُستقبَلاً.

إقرأ أيضاً: تقنية "السماح بالرحيل" من أجل حياة أقل بؤساً

11. عادةً ما يتطلب الأمرُ بضعة تعليقاتٍ وملاحظاتٍ سلبية لقتل حلُم الإنسان:

لا تقتلْ أحلام الآخرين بكلماتك السلبية وتعليقاتك التشاؤمية، ولا توافقْ مَنْ يفعلون ذلك وتتحمَّلهم، وكذلك لا تسمحْ للآخرين بإيقافك وتعطيل جهدك وعملك لإخبارك بأنَّك لا تستطيع فعلَ شيءٍ ما.

إن كان لديك حلمٌ ترغبُ في تحقيقه كثيراً وتشعر بالشغف والحماسة تجاهه، يجب أن تحميه بكل ما أُوتِيت من قوة؛ إذ سيعمَدُ الآخرون إلى الكذب عليك، وإخبارك بأنَّك لن تستطيع فعل شيءٍ ما حين لا ينجحون في فعله بأنفسهم؛ إذ يتحدث هؤلاء الناس ببساطةٍ بناء على حدود قيودهم وعقباتهم الخاصة.

إقرأ أيضاً: لم يمنحنا التخلي عن الإفراط في التفكير السعادة المرجوة؟

12. أحياناً ما يكون الرحيل أو الابتعاد الطريقةَ الوحيدة للنجاح:

لا تضيِّعْ وقتَك إطلاقاً مُحاولاً تبرير تصرُّفاتك للأشخاص الذين أثبتوا لك أنَّهم مُصرُّون على إساءة فهمك وسوء الظن بك؛ وبعبارة أخرى لا تحدِّدْ مقدار ذكائك عن طريق عدد الجدالات والنقاشات التي كسبتَها؛ إنَّما بعدد المرات التي اخترتَ فيها الرحيل لأنَّك ترى أنَّ وقتَك أثمن من كل ذلك الهراء غير الضروري والكلام الذي لا معنى له.




مقالات مرتبطة