10 نصائح لاختيار السعادة

عندما سألني الناس ماذا أريد أن أصبح في المستقبل في أثناء طفولتي، أجبتهم بأنَّني أريد أن أكون سعيداً، إلَّا أنَّ إجابتي لم تكن مُرضية بالنسبة إليهم، فكانوا يكررون السؤال، ويستفهمون فيما إذا أردت أن أصبح طبيباً أو محامياً أو ما إلى ذلك، ومع ذلك لم تتغير إجابتي بأن أكون سعيداً، فقد بدت منطقية بالكامل بالنسبة إلي.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المؤلف داين هير (Dain Heer)، ويُشاركنا فيه تجربته في البحث عن السعادة.

حين كبرت قمت بكل الأشياء التي يزعم الناس أنَّها تجلب السعادة من خطيبة فاتنة إلى مهنة ناجحة ومنزل فخم، وفي النهاية لبَّيت كل متطلبات السعادة المزعومة وكنت تعيساً؛ أي إنَّ السعادة ليست النتيجة الطبيعية لتحقيق أهداف معينة شائعة بين الناس، وهنا يبرز التساؤل المنطقي عن ماهية السعادة وكيفية إيجادها.

بعد قضائي سنيناً طويلة في السفر حول العالم لتنسيق الدورات التدريبية ومقابلة معظم الناس السعداء والبؤساء، توصَّلت إلى فكرة أنَّ السعادة أو التعاسة هي ببساطة خيار؛ أي عندما يتعلق الأمر بالسعادة وعيش حياة مُرضية، فإنَّك تختار السعادة أو ترفضها بصرف النظر عن قصة حياتك وظروفك القاسية.

إذا كنت تعتمد على الأقدار في الحصول على حياة رغيدة مثالية، أو الفوز باليانصيب أو حدوث معجزة تغيِّر وتصوِّب حياتك حتى تصبح سعيداً، فإنَّ السعادة ستكون دائماً في المستقبل، بيد أنَّ التسليم بكون السعادة خياراً متاحاً في هذه اللحظة بصرف النظر عن الظروف الحالية يجعل منها واقعاً أبديَّاً.

إليك أفضل 10 نصائح تساعدك على اختيار السعادة الآن:

1. كن واضحاً ودقيقاً في تحديد رغباتك:

يتعلق اختيار السعادة إلى حدٍّ بعيد بتوضيح وفهم ما يناسبك بوصفك فرداً والحياة التي ترغب في عيشها، والتفاصيل المسليَّة بالنسبة إليك، وتجاهل آراء الجميع المتعلقة بخياراتك، والشخص الذي يجب أن تكون عليه والحياة التي ينبغي أن تعيشها؛ لأنَّ قدراً كبيراً من التعاسة يكمن في محاولة العيش في قالب جاهز لحياة شخص آخر ظنَّاً منا أنَّنا لا نملك خياراً؛ لكنَّنا نملك خياراً بوسعه تغيير كل شيء.

2. أعدَّ قائمة عمل، بدلاً من قائمة أمنيات:

يدوِّن معظم الناس الأشياء التي يتمنون حدوثها في حياتهم ضمن "قائمة أمنيات"، وتكمن مشكلة هذه القوائم في أنَّها تبقيك في حالة مستمرة من الانتظار والترقب بدلاً من العمل والابتكار، ومن هذا المنطلق ننصح باستبدال قائمة الأمنيات بقائمة العمل.

عليك أن تتفكَّر كل صباح بالأعمال التي يمكنك فعلها لتحقق رغباتك، وبهذه الطريقة تحوِّل قائمة الأمنيات إلى قائمة عمل وتصبح قادراً على تحقيق رغباتك.

شاهد بالفيديو: 8 نصائح بسيطة لحياة أكثر سعادة

3. لا تأخذ تعاسة الناس من حولك:

تقوم إحدى الأدوات الفعالة المستخدمة للتخلص من الحزن على مبدأ الرجوع لمصدر الشعور الأساسي؛ أي إلى الشخص الذي ينتمي إليه هذا الإحساس بالقلق؛ لأنَّ 98% من الأفكار والمشاعر والعواطف التي نختبرها لا تنتمي فعلياً إلينا؛ فنحن نستشعر تعاسة الآخرين ونلتقطها، ثم ما نلبث أن نصدِّق أنَّنا بؤساء في دورنا؛ ولذلك عندما تشعر بالحزن اطرح على نفسك السؤال الآتي: "إلى من ينتمي هذا الحزن؟"، فإذا شعرت ببشائر الراحة والانفراج فعندها أنت لست الشخص الحزين؛ لذا اخلع عنك عباءة التعاسة هذه، واكتشف سعادتك الخاصة.

4. غيِّر عقليتك:

يمكن للأفكار والمشاعر والعواطف أن تتغير، وليس من الصواب أن تتشبث بفكرة إيجاد شريك حياتك أو الحصول على مقدار معيَّن من المال، أو أن يعم الوفاق بين أفراد عائلتك، فكلما خطرت لك فكرة مشابهة اكتفِ بعدِّها مجرد وجهة نظر، وبهذه الطريقة يتحوَّل تقييمك وحكمك على ذاتك والظروف حولك من حقائق واقعة إلى وجهات نظر بسيطة، وعندما تجد شيئاً مثيراً للاهتمام غيِّره.

عندما لا تكوِّن آراء مسبقة عن الكيفية التي يفترض أن تسير بها العطلة أو طبيعة الروابط العائلية وغيرها، فعندها ستمضي وقتاً ممتعاً؛ وبالنتيجة يُحدِث تغيير نمط تفكيرك فارقاً في تجربتك الحياتية.

5. حرِّك جسدك:

تؤثِّر الحركة في فيزيولوجية الجسم؛ إذ إنَّها تنشط إفراز الإندروفين، وتغيِّر ماهية شعورك تغييراً كبيراً؛ لذا عليك أن تتحرك أو ترقص أو تركض أو تمشي لمدة 20-30 دقيقة أو حتى 10 دقائق يومياً.

6. ابدأ يومك بطرح الأسئلة:

عندما تستيقظ معكَّر المزاج صباحاً، اطرح الأسئلة على نفسك، فهذا الأسلوب بوسعه مساعدتك على تغيير الكثير.

إليك بعض الأسئلة التي يمكنك مناقشتها:

  • ماذا يمكن أن أفعل اليوم لأتجاوز هذا الحزن؟
  • كيف يمكنني أن أصبح بحال أفضل؟
  • أيُّها الكون العظيم، هل يمكنك أن تتفضل عليَّ بمعجزاتك البديعة اليوم؟
  • ما هي الاحتمالات والإمكانات التي لم آخذها في الحسبان؟

7. توقَّف عن محاولة إصلاح نفسك:

اعتدنا أن ننتقد ونحكم على أنفسنا وأجسادنا طوال الوقت ظنَّاً منا أنَّنا مخطئون دائماً، لكن علينا أن نوقف هذا السلوك ونعيد النظر بموضوع الفشل الذي قررنا نسبه إلى حياتنا، ثم محاولة البحث في الجوانب الجيدة المتعلقة بنا والغائبة عن إدراكنا يومياً، وعندها لن تصدق مقدار الراحة والحرية التي ستشعر بها عندما تتوقف عن محاكمة نفسك.

8. دوِّن امتنانك:

تتعاظم الهبات التي نعترف ونسلِّم بوجودها، وعندما نبدأ بالتركيز على جوانب الامتنان في حياتنا، فإنَّ الكون سيهبنا المزيد منها، ولكي نحيط بإدراكنا بجميع هذه العطايا النفيسة في حياتنا يمكننا تدوينها ضمن مفكرة امتنان يومية؛ لذا اكتب 3-5 أمور تشعر بالامتنان تجاهها في حياتك وفي نفسك.

9. ابحث في الأمور التي يمكنك إضافتها إلى حياتك لإثرائها:

ابحث في الأمور التي يمكن إضافتها إلى حياتك عندما تبدأ بالشعور بالملل أو عدم الرضى بوصفها مؤشرات على أنَّك ترغب في المزيد، وأعدَّ قائمة بالأمور التي تبهجك وتضيف المرح إلى حياتك كالرسم أو الطبخ أو التنزه أو غيرها، ثم مارسها يومياً، وإن لوقت قصير؛ إنَّها حياتك، فابدأ باختيار الأمور الممتعة بالنسبة إليك.

إقرأ أيضاً: 6 نصائح لتحقيق الامتنان في حياتك

10. مارِس السعادة:

من الرائع ممارسة السعادة وإن لمدة 10 ثواني في المرة الواحدة وبعدد المرات الذي تراه مناسباً، لنقل إنَّه تبقى لك 10 ثواني في حياتك، وأنَّك في هذه الثواني الأخيرة تودُّ أن تكون سعيداً فعلاً، فلتختر السعادة لأنَّ الحياة انتهت.

إذا كانت لديك عشر ثوان إضافية فقط من حياتك، فهل كنت لتختار السعادة؟ بالتأكيد تستطيع ذلك؛ لذا اختر السعادة كل عشر ثواني، وكلما شعرت بالحزن، اخترها مجدداً.

إقرأ أيضاً: نصائح مهمة لتكون أكثر سعادة في الحياة

في الختام:

ليست السعادة حكراً على أحد، فعليك أن تختارها، ويمكنك في كل مرة تختار فيها التعاسة أن تغير خيارك إلى السعادة، وكلَّما استخدمت النصائح المذكورة آنفاً سيصبح من الأسهل عليك اختيار السعادة.

يمكنك أن تحظى بحياة الراحة والمرح والمغامرة التي تحلم بها، وهذا كلُّه رهن اختيارك؛ لأنَّ طريقة عيشك عائدة كلياً إليك.




مقالات مرتبطة