10 طرق لتعيش الحياة بلا ندم

أرسل إليَّ قارئٌ في مدونتي رسالةً يطلب فيها نصيحتي في أمر حيَّره، قائلاً: "أبلغُ من العمر 38 عاماً، وقد تركتُ الجامعة وكان حلم طفولتي أن أصبح طبيباً نفسيَّاً مثل جدِّي، أنا أعمل حاليَّاً أمين مكتبة، وأعمل كوتش حياة في مهنة إضافية، أستمتع بعملي اليومي في المكتبة؛ لكنَّ وظيفة كوتشينغ الحياة هي ما تدفعني إلى الأمام حقَّاً؛ فهي تمنحني فرصة العمل في الإرشاد النفسيِّ بصورة غير مباشرة.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدون "مارك كرنوف" (Marc Chernoff)، ويُحدِّثنا فيه عن 10 طرائق لتعيش حياة دون ندم.

لقد جذبت وظيفتي الجانبية هذه الانتباه، وقد أخبرني العديد من عملائي الجدد بأنَّني سأكون طبيباً نفسيَّاً رائعاً، ولكن إذا عدتُ إلى الكليَّة وحصلت على الشهادة، ثُمَّ انتقلت إلى الدِّراسات العليا، ثمَّ أكملت فترة تدريبي والأطروحة، وأخيراً بدأت عملي الخاص في الطِّبِّ النفسيِّ سيستغرق هذا نحو ثماني سنوات من عمري، وبعد ثماني سنوات سأبلغ من العمر ستَّةً وأربعين سنةً، إنَّني أحاول أن أقرِّر ما أودُّ فعله، فهل لديك أيَّة أفكار أو نصائح لأجلي؟".

فأرسلتُ إليه الردَّ الآتي:

"في بعضِ الأحيانِ يكون طرحُ السؤالِ الصحيحِ هو الإجابةُ؛ لذلك لدينا سؤال لك: في غضون ثماني سنوات من اليوم، كم ستبلغ من العمر إذا لم تقم بفعل ما تريده؟".

قال الكاتب الأمريكي "كورت فونيجت" (Kurt Vonnegut) ذات مرَّة: "من بين جميع الكلمات التي عرفتها البشريَّة لا يوجد أكثر حُزناً من "كان من الممكن أن يكون…".

انسَ الماضي، وانسَ سنَّك؛ فاليوم هو أوَّل يوم ممَّا تبقَّى من حياتك فاجعل نهايته خالية من الأعذار، والتفسيرات، والنَّدم، وإليكَ 10 طرائق لتفعل ذلك:

1. الحفاظ على حقيقتك:

إن كنت تحافظ على شخصيَّتك وتظلُّ صادقاً مع نفسك ومع الدوافع التي تحركك، فلا يهمُّ عدد الوظائف التي تحصل أو لا تحصل عليها، وكم عدد الأخطاء التي تقترفها، أو عدد المرات التي يتعيَّن عليك فيها أخذ منحىً آخر.

لا يهمُّ أيٌّ من هذا؛ بل ما يهمُّ هو أنَّك تعيش على حقيقتك، فسيجدك الأشخاص الذين يحتاجون إليك في النهاية بشخصيتك الحقيقية، وستجد من تحتاج إليهم أيضاً، وستجد الإجابات التي تحتاج إليها؛ لكنَّ الأكثر أهميَّة هو أنَّك ستجد أسئلة لم تفكر في طرحها سابقاً.

2. أخذ الوقت قبل فوات الأوان:

قبل أن تدرك الأمر سوف تتساءل: "كيف فات الأوان بهذه السرعة؟"، خذ الوقت الكافي لتكتشف نفسك، وتُدرك ما الذي تريده، وتخاطر، وخذ الوقت لتحِبَّ، وتضحك، وتبكي، وتسامح.

الحياة أقصر ممَّا تبدو عليه في الغالب؛ فخُذ وقتَك قبل فوات الأوان، وانظر إلى الأمام ووافق على جميع الفرص التي تأتيك؛ فالسَّعادة والنجاح لا يأتيان إليك وأنت تنتظر؛ بل يجب عليكَ أن تنطلق، وتغتنم الفرص، وتعمل على تحقيق أحلامك.

شاهد بالفيديو: 10 أسباب وراء شعورك بالندم

3. قيادة رحلتك بنفسك:

معظم الأشخاص ذوي القدرة لا يسعون وراء أحلامهم وأهدافهم؛ لأنَّهم يسمحون لمخاوفهم وللآخرين بإيقافهم عن ذلك، إنَّهم يستسلمون حتَّى قبل المحاولة، وبكلِّ بساطة يسمحون لمجرى الحياة بسحبهم إلى الأسفل، فاختر أن تكون أقوى من ذلك، واختر أن تجري عكس التيار عندما يتعيَّن عليك ذلك، وأن تفعل الأشياء التي تثير شغفك في الحياة.

دَعِ الآخرين يعيشون حياةً تافهةً، ويتجادلون في أمورٍ تافهة، ويبكون على الجروح الصغيرة، ويتركون مستقبلهم في أيدي شخصٍ آخر، ولكن لا تفعل أنت ذلك.

4. أخذ المخاطر المحسوبة:

ليس لديك أيُّ عذرٍ لتبقى مبتدئاً إلى الأبد؛ فالحياة قصيرة، وتجري الأيام بسرعة، وخطر بقائك عالقاً في مكانك أكبر ضرراً من مخاطر الانطلاق؛ لذا حلِّق وافرد جناحيك، وابدأ الآن، فكم سيكون مُخجلاً أن تتقدَّم بالعمر من دون أن ترى جمال إمكاناتك وقوتها.

5. تغيير أفكارك:

الأفكار قوَّة؛ فهي تبني وتهدم، كما أنَّ كلَّ شيء ممكن، وما تقوم به يعود إليك، فانظر من حولك وستدرك بأنَّ حياتك بأكملها تقريباً بُنيت من أفكارك، أدرِك هذا، واعمل على أساسه؛ فتستطيع تغيير رأيك في أيِّ لحظة؛ لذا قم بهذا الآن.

6. الاعتقاد بأنَّك تستطيع:

إن لم يكن الأمر تحدِّياً فلا يمكنه تغييرك، والتغيير يؤدِّي إلى النضج؛ لذا عندما يبدو الهدف كبيراً والخطَّة تبدو صعبة فقط ابدأ واستمر به لبعض الوقت، وسرعان ما سيبدو الأمر التَّالي ممكناً؛ فخطوة بخطوة بإمكانك تجاوز أيِّ شيء، هذه هي الحقيقة وعليك تصديقها، وفي النهاية ستنجح لأنَّك متحمس بما يكفي لتعتقد بأنَّك تستطيع ذلك.

7. التركيز على كونك أفضل نسخة منك:

تُصبح السلبيَّة عادةً تُغيِّرُ الحياةَ تماماً مثل الإيجابيَّة، الفارق هو كمُّ الإيمان الذي تملكه في نفسك، وكيف تستخدم هذا الإيمان لتغذية نموِّك، فلا تفكِّر أبداً بأنَّ ما لديك لتقدِّمه غير هامٍّ؛ فعندما يحين الوقت ستجد مَن هو بحاجة إلى ما لديك تماماً؛ لذا اصمد، وكن إيجابيَّاً، وتذكَّر بأنَّ العلاقات التي تبحث عنها في الحياة تظهر عندما تعمل بجدٍّ لتُخرِج أفضل ما لديك، وليس عند البحث عنها.

8. الانتباه إلى الحياة التي تعيشها:

أدرِك أنَّ الحياة ببساطة عبارة عن فرص صغيرة للسَّعادة تعيشها كل ثانية بثانية، وأنَّك يجب أن تقضي جزءاً من يومك في ملاحظة الجمال في المساحة الكامنة بين الأحداث الكبيرة، لا يمكن أن يكون هناك أفضل من لحظات الحلم وغروب الشمس والنسمات المنعشة؛ لكنَّ الأهم من هذا كلِّه هو إدراك أنَّ الحياة تكمن في لحظات الحاضر، والاستماع دون ترقُّب الوقت وتوقُّع ما هو آتٍ في كلِّ لحظة، وأحياناً في الأيام الجيِّدة لترك هذه اللحظات الصغيرة تملأ قلبك بالحب والعاطفة.

إقرأ أيضاً: 4 نصائح فعّالة للتخلص من مشاعر الندم

9. مشاركة حبِّك بصراحة وصدق مع من تُحب:

مهما حدث ستخسر أشخاصاً في حياتك، فلتدرك أنَّه بصرف النظر عن مقدار الوقت الذي تقضيه مع شخص ما، أو مدى تقديرك له، في بعض الأحيان سيبدو أنَّك لم تحظَ بوقتٍ كافٍ معه.

لا تنتظر خسارة أي أحد والتألم حتَّى تتعلَّم هذا الدرس، عبِّر عن حبِّك، وأخبر النَّاس ما عليك إخبارهم به، ولا تخجل من المحادثات الهامَّة لأنَّك تشعر بالحرج أو عدم الرَّاحة؛ فأنتَ لا تعلم أبداً متى قد تفقد فرصتك.

إقرأ أيضاً: 21 طريقة للتَّعامل مع النَّدم

10. التخلي عن بعض الأمور في حياتك لتفسح المجال لغيرها:

في الحياة الوداع يُعَدُّ هديَّة؛ فعندما يبتعد بعض الأشخاص عنك، وتغلق بعض الفرص أبوابها في وجهك فلا داعي للتمسُّك بها أو تمني إبقاء هؤلاء الأشخاص في حياتك.

فإن تخلى عنك أحدٌ، أو لم تحظَ بفرصةٍ ما، فانظر إلى ذلك بوصفه مؤشراً مباشراً على أنَّ هؤلاء الأشخاص، والظروف، والفرص ليست جزءاً من الخطوة التالية في حياتك، إنَّها إشارة على أنَّ تطورك الشخصي يتطلب شخصاً مختلفاً وشيئاً أكبر، والحياة ببساطة تُفسح لك المجال لذلك.




مقالات مرتبطة