10 دروسٍ تساعدك على عيش حياة جيدة

نطمحُ جميعاً في أعماقنا لأن نحظى بحياة رغيدة، فلم ألتقِ في حياتي شخصاً واحداً يحبُّ أن يكون تعيساً؛ إذ ليس من الممكن حدوث ذلك، وحتَّى إن وجدْنا شخصاً ما يتمنى البؤس والتعاسة، علينا إخبارُه بأن يفتح عينَيه جيداً ليرى مدى جمال الحياة، وبأنَّنا نحنُ مَن يصرُّ أحياناً على جعلها سيئة باتخاذ القرارات الخاطئة.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب "داريوس فوروكس" (Darius Foroux)، ويُحدِّثنا فيه عن أهم العِبَر والدروس التي تساعدنا على تحسين حياتنا للأفضل.

أنت تملك القدرةَ والقوةَ على فعل أيِّ شيءٍ ترغب فيه في حياتك؛ وإن كانت حياتُك الحالية سيئةً وغير مُرضية، فهذا لا يعبِّر عنك أبداً؛ وإنَّما يعني ربَّما وجودَ خللٍ في طريقة تفكيرك التي لا تساعدك أو تفيدك على الإطلاق؛ وهذا واحدٌ من الدروس الأساسية التي تعلَّمتُها عن عيشِ حياةٍ جيدة؛ إذ يتعلَّق الأمرُ كلُّه بالإدراك وبُعد النظر، وتحدد الطريقةُ التي تنظرُ بها إلى الحياة أفعالَك وتصرُّفاتك، وحياتُك في النهاية ما هي إلَّا مُلخَّصٌ لأفعالك.

لذا إن كنتَ ترغب في تغيير أفعالك؛ ومن ثَمَّ حياتك، غيِّرْ نظرتَك إلى الحياة بكلِّ بساطة، وفيما يأتي عشرة دروسٍ ساعدتني على فعل ذلك، والتي آملُ أن تساعدكَ بقدر ما ساعدتني:

1. التركيز على ما ترغب فيه وتريده وليس على الأمور التي لا ترغبُ فيها:

توقَّفْ عن التركيز على الأمور التي لا ترغب فيها كأن تأمَل ألَّا تمرضَ أو ألَّا تفقد وظيفتك أو ألَّا يبتعد عنك أحباؤك أو ألَّا تخسر أموالك؛ بل ركِّزْ على الأمور التي ترغب في فعلها حقاً، ممَّا سيضعُك في الإطار الذهني الصحيح لتحسين حياتك.

2. تنفيذ الأفكار التي لدينا واتخاذ الإجراءات اللازمة لتحقيقها:

لا يمكننا فقط التفكير في شيءٍ ما؛ بل علينا أن نتخذ إجراءاتٍ حيالَه؛ فحتَّى إن كنتَ ترغب مثلاً في ممارسة التأمُّل يومياً، والذي هو في الواقع عبارة عن عدم فعل أيِّ شيءٍ على الإطلاق لعدة دقائق، فما يزال يجب عليك القيام به، إذاً، لا يمكنك فقط التفكير في أفكار جيدة مفترضاً بأنَّ حياتك ستصبح أفضل؛ بل ينبغي عليك أن تنفِّذ أفكارك وتحقق الإنجازات دائماً.

3. إظهار روح المُبادَرة:

يُعدُّ البشر كائناتٍ سلبية جداً إلى درجة أنَّ ذلك يسبب لي الصداع أحياناً، فأجد نفسي أنظرُ إلى أمرٍ ما بدلاً من التصرُّف واتخاذ إجراءٍ ما حيالَه؛ فعلى سبيل المثال تدخَّلْ حين يحدُث صراعٌ ما في حضورك وكُنْ قدوةً، وكُنْ أيضاً أولَ من يفعل شيئاً بخصوصه بصرف النظر عن ماهية ذلك الشيء، ولا تختبئْ خلفَ الآخرين، وابتكِرْ أفكاراً جديدة، وقدِّم الاقتراحات دائماً، وجرِّبْ أشياء جديدة، وخُذْ زمامَ المبادرة، وكُنْ شخصاً مُبدعاً وليس تابعاً.

4. إظهار التميُّز:

كُن متفرِّداً في تصرُّفاتك وأفعالك حين تبتكرُ شيئاً ما، ممَّا يعني غالباً حاجتك إلى أن تكون شخصاً متميزاً يتمتع برأيه الخاص بمعزل عن آراء الآخرين؛ وإن لم تكُنْ كذلك، ستُصبِح ببساطة مُبدِعاً أو قائداً أو رائد أعمال يسير مع التيَّار؛ إذ يقع معظم الفنَّانين والمُبدِعين في هذا الفخ، فيظنُّون أنَّهم مبتكرون وخلَّاقون؛ لكنَّهم في الواقع مُجرَّد تابعين.

شاهد بالفديو: 8 طرق تمكنك من عيش حياة سعيدة وهانئة

5. الحضور دائماً والظهور في جميع الظروف:

الحياةُ صعبةٌ؛ لذا أفضِّل أحياناً أن أختبئ في منزلي لعدَّة أيام في سبيل الاستراحة من كلِّ شيء، لكن لعيشِ حياة جيدة، لا يمكن للمرء الاختباء من أيِّ شيء؛ بل عليه أن يظهر ويكون حاضراً مهما كانت الظروف؛ سواء عند هطول الأمطار أم في الجو المُشمِس، أم حتى لو كنت ستلتقي بأشخاصٍ جيدين أم سيئين، أم عند تعرُّضك للضغوطات أو الاتهامات أو المديح والثَّناء أو الانتقادات، وسواء كان الموقف سيسبِّب لك المتعة أم الألم؛ إذاً، عليك أن تقبلَ بكلِّ ما تقدِّمه الحياة لك وتواجهه دون الاختباء والخوف منه.

6. التوقُّف عن فعل الأشياء غير المفيدة مع الاستمرار بالتجربة دائماً وعدم الاستسلام:

لا تُنصِتْ إلى كلام الأشخاص الذين يظنُّون بأنَّك يجب ألا تتوقف عن فعل شيءٍ يضرُّك أو لا تستفيد منه إطلاقاً، واسترْخِ وتوقَّفْ عن التصرف بجدية طوال الوقت؛ إذ ينبغي عليك أن تتخلَّى عن الأشياء غير النافعة دائماً إن كنتَ ترغب في عيش حياةٍ جيدة؛ فإن كنتَ تجرِّب شيئاً فاشلاً، لا فائدة من محاولة التكيُّف معه وفرض التغييرات القاسية على نفسك، ممَّا سيستنزف طاقة التحمُّل لديك؛ بل عليكَ تركُه فقط والاستمرار بالبحث عن بدائل أفضل لنفسك، لكنْ لا تكفَّ عن محاولة تذليل العوائق واجتياز الصعوبات التي تعترضُ طريقك مهما حدث، وطوِّرْ من مهاراتك وقدراتك في سبيل ذلك.

إقرأ أيضاً: كيف تتخلى عن فكرة الاستسلام وتحافظ على دوافعك؟

7. الحفاظ على اللياقة البدينة:

أحبُّ المُلاكمة وفنون القتال المُختلَطة، ويوجد نوعان من المُقاتلين؛ فالنوع الأول من المقاتلين يذهبون إلى معسكرٍ ما لتحضير أنفسهم للقتال، ويأكلون الطعام الصحي، ويمارسون التمرينات مراتٍ عديدة يومياً، ويشاهدون أفلاماً لخصمهم الذي سيواجهونه لمعرفة حركاته وتوقُّعها طوالَ ثلاثة أشهرٍ متواصلة؛ ومن ثمَّ يوجد بعض المقاتلين الذين يعدُّون أنفسهم في المعسكر طوال الوقت، ولا يحتاجون إلى تحضير أنفسهم إطلاقاً فهم دائماً على استعداد؛ لذا أنصحُك بعيشِ حياتك مثل النوع الثاني، والاستعداد دائماً والمحافظة على قوَّتك كي تتمكن من مواجهة أيِّ تحدٍّ.

8. الإكثار من فترات الاستراحة التي تعطيها لنفسك:

لا يمكنك استخدامُ طاقتك بالكامل طوال الوقت؛ لذا يجب عليك أن ترتاح كي يتمكن جسدُك من التعافي واستجماع طاقته وقوَّته من جديد في سبيل المحافظة على لياقتك البدنية، فما من شخصٍ قادرٍ على التدرُّب أو العمل لمدة 18 ساعة يومياً، وهو ما عليك أن تقنعَ نفسَك به بعيداً عن ثقافة العجَلة والنشاط المُفرِط والصَّخَب، وأنصحك أيضاً بوضع خطة مدروسة فيما يخصُّ قضاء بعض الوقت في الراحة؛ إذ يمكنك أخذُ فترات استراحة قصيرة خلال النهار، مع أخذ فترات استراحةٍ أطول طوال العام.

9. تجاهُل الأشخاص المتشائمين:

يوجد دائماً أشخاصٌ متشائمون ورافضون لتصرُّفاتك ستجدهم حيثُما تذهب، وغالباً ما يكونون من الأصدقاء أو العائلة أو حتى الزوج أو الزوجة؛ وطالما أنَّهم جاهلون وليسوا على درايةٍ بشيء يخصُّك، أنصحك بتجاهلهم بصورة انتقائية، وليس بالضرورة أن يكون الشخصُ المتشائم إنساناً سيئاً.

10. تذكير نفسك في رغباتك وطموحاتك:

نحنُ - بوصفنا بشراً - كائناتٌ مُهمِلةٌ وكثيرة النسيان؛ إذ يمكنك أن تفعلَ كلَّ الأشياء الصحيحة لمدةِ أشهرٍ لتستيقظ فجأةً ذاتَ صباحٍ وتفكِّرَ فيما ينبغي أن تفعلَه في حياتك؛ لذا يجبُ عليك تذكير نفسك في أغلب الأحيان بما تبدو عليه الحياة الجيدة بالنسبة إليك، كما يمكنك أيضاً أن تحيط نفسَك بأشخاصٍ على الإنترنت أو من الحياة الواقعية يذكِّرونك بالأشياء الهامة في الحياة، ولهذا السبب أكتبُ رسالةً كلَّ أسبوع لتذكير نفسي وجميعِ المشتركين فيها بأن يُحافظوا على مسارهم في هذه الحياة.

إقرأ أيضاً: ما هو الطموح؟ وكيف تحقق طموحاتك؟

في الختام:

إن نظرتَ إلى الأمر بأمانة وشفافية، ستجدُ أنَّ عيشَ حياة جيدة أمرٌ بسيط وسهلٌ للغاية؛ لكنَّه صعبُ التطبيق، مثل معظم الأمور البسيطة الأخرى؛ إذ إنَّني أحبُّ مقولةَ: (القولُ أسهل من الفعل)؛ فهي تعبِّر عمَّا أقصده بالضبط وتشير إلى أمرٍ واضح وجليٍّ؛ فتطبيق أيِّ شيء في الحياة على أرض الواقع أسهل من الحديث عنه؛ لذا لا تقُلْه أو تقرأْه فقط؛ بل افعلْه أيضاً.




مقالات مرتبطة