10 أمور لن تهتمّ لأمرها كثيراً في السنين العشر القادمة

عندما نكون عالقينَ في خِضَمِّ حدثٍ مشحونٍ عاطفياً، تتمحور حياتنا حولَ هذا الشيء بعينه. وسواءً أَتعلَّقَ الأمر بعدم قُبولنا في وظيفةٍ كُنَّا نطمح إليها بشدّة، أم بتَعرُّضِنَا لرفضِ أحدهم لنا، أم بإدراكنا أنَّ ذلك المشروع الذي استثمرنا فيه وقتنا ومالنا لن يُحقق النتائج المرجوَّة منه؛ فقد مررنا جميعاً بتجارب قاسيةٍ تجعلنا نخشى أن تكون حياتنا دائماً بذلك السُّوء.



وفي حين أنَّ مثل تلك اللحظات تكون مؤلمة بحقّ، نُقَدِّمُ إليكَ الأخبار الجيدة: بأنّك سوف تتجاوز الأمر. والأفضل من ذلك هو أنَّ مثل هذه التجارب؛ سَتَقِلُّ أهميتها في حياتك مع مرور الوقت.

إذاً ما هي الأمور التي نهتم لأجلها أكثر مع مرور الوقت، والأمور التي سننساها؟ حسناً، سبقَ وأن أجبنا في مقال آخر بعنوان (10 أمورٍ ستهمُّك كثيراً في السنين العشر القادمة) هذا عن الشِّقِّ الأولِ من هذا السؤال، وسنُجيبُكَ في قادم سطور هذه المقالة عن الشِّقِّ الثاني منه

لذا إن كُنتَ تواجه يوماً سيئاً، فإليك 10 أشياء ستقل أهميتها كثيراً بالنسبة إليكَ بعد مُضي 10 سنوات:

1. إخفاقاتُكَ:

كثيرةٌ هي الحالات التي نُخَطِّط فيها لكلّ شيءٍ بعناية، ونتّخذ الاحتياطات اللازمة؛ لتكون حصيلةُ جهودنا عبارةً عن فشلٍ ذريعٍ في نهاية المطاف، ونشعر بالخجل من أنفسنا، أو نُصاب بالإحباط، أو بالإكتئاب.

ولكنَّ الحياة تمضي؛ ومثلنا مثلَ نهرٍ مُتدفّق، نتمكن من إيجادِ طريقةٍ أو أُخرى للتغلب على الصُعوبات والعقبات التي تعترض طريقنا، ويتحوَّل الإحراج الذي نشعر به في حينه، إلى مُجَرَّدِ ذكرى مُضحكةٍ بعد مُضِيِّ عدَّة سنوات.

وكلما عملتَ أكثر؛ فشلتَ أكثر، وتعلّمت من تجربتك أكثر. وفي النهاية، سوف تساعدك هذه الإخفاقات في أن تنموَ وتصبحَ شخصاً أفضل.

2. مخاوفكَ:

إنَّ عدم اليقين هو أصل القلق؛ فنحن عندما نقلق، نتخيَّل كُلَّ الأمورِ السَّلبية التي يمكن أن تتجلَّى أمامنا، مثلَ ما يقوله الآخرون عنَّا في غيابنا، أو ما قد يحدثُ إذا لم نحصل على الوظيفة التي نريدها، أو إن كُنَّا سنتجاوز أوقاتنا العصيبة أم لا.

عندما تكون عالقاً في مفترق طرق، يَقلَقُ عقلُكَ بشأنِ كيفية حدوث الأشياء، لكن ومع ذلك، فإنَّ الألمَ الفعليَّ الذي ستعيشه إن تحققت أفظع كوابيسك، ليس بأصعبَ من الألم النفسي الذي تشعر به حينما تتوقع حدوث أسوأ الاحتمالات؛ فغالباً ما لا يحدث ذلك مُطلقاً.

وستدرك بمرور الوقت، أنَّ القلق هو أمرٌ مُضنٍ يجعلكُ تُراوحُ في مكانك، وتتعلَّم كيف تنتظر إلى أن تتكشف الأمور مما يُمكّنك من التصدّي للمشكلات حالَ ظُهورِها.

إقرأ أيضاً: ما هو الخوف؟ وكيف تحوّله إلى حافز يدفعك للأمام؟

3. تقييم الآخرين لمدى نجاحك:

إنَّ مفهوم الفوز يُصبحُ أقلَّ أهميةً مع مرور الوقت، حيثُ يختارُ كُلَّ شخصٍ طريقه الخاص ليمضيَ فيه قُدُماً، ليُحرِزَ نجاحاتٍ وإخفاقاتٍ تخصُّه وحده دون سواه. ويصعب عند مرحلة معينة، تحديد من هو الأفضل؛ ذلك لأنَّ كلّ شخصٍ يكون قد كوَّنَ قِيَمَهُ الخاصّة، ونظرته المُتفرِّدَة لمفهوم النجاحِ والفشل.

لذا حدد قيمك واسعَ إلى تحقيقها، ولا تُبالِ بما يتوقعه الآخرون منك.

4. تحكُّمكَ بأموركَ:

إنَّ الطقس وتصرّفات الآخرين والظروف التي ولدنا فيها؛ ليست سوى غيضٍ من فيضِ أشياءَ خارجة عن نطاق سيطرتنا. وعلى الرغم من قدرتنا على اتخاذ القرارات في كل لحظة من لحظات يقظتنا، سيكون هناك دائماً بعض العوامل التي لا يمكننا التَّحكُّم فيها.

لذا لن تقدر على منع الأشياء من الحدوث في كثيرٍ من الأحيان؛ بيد أنَّكَ ستتعلّم لاحقاً كيف تُميِّز بين ما تقدرُ على تغييره فتتشبث به، وبين ما هو خارجٌ عن نطاق سيطرتك فتتأقلم معه.

5. حصولكَ على ما تُريد:

هل سبق وأن أردت شيئاً ما بشدة، وفعلت كُلَّ ما في وسعك في سبيل الظَّفرِ فيه، بيد أنَّك فشلتَ في ذلك؟ وهل تحطَّمت معنوياتك حينئذٍ، لتكتشفَ بعد مُضِيِّ سنين عدة، أنَّ الأمر كانَ لصالحك؟

إنَّ السَّبب الأكثر احتمالاً لتَغَيُّرِ تلك النظرة؛ هو أنَّ ما كنا نُرِيدُه قبلَ خمس أو عشر سنوات، يختلف عمَّا نريده اليوم. وبينما نَمُرّ بمراحلَ مختلفة من الحياة، تتغير أولوياتنا؛ لذا نتعافى من خيبات الأمل ونستمر في العيش.

6. الحفاظ على علاقاتك:

إنَّ وجودَ شخصٍ يدعمك، سواءً أَكانَ صديقاً أم شريكاً؛ يُسهِم كثيراً في تحسين نوعية حياتك. لذا تحمل العلاقات أهميّةً خاصّةً، والأهم منها هو نوعيّة وجودة هذه العلاقات.

في دراسة شملت الزيجات والصحة، وجد باحثون من جامعة هارفرد أنَّ الزيجات الجيّدة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بطول العمر، في حين أنَّ الزيجات السيئة يكون لها تأثيرٌ معاكس. وذلك لأنَّ انعدام وجودِ مثلِ تلك العلاقات القويّة يؤدي إلى زيادة في مستويات التوتر والضغوطات النفسية، وترَدِّي العادات الغذائية، والافتقار للدعم الاجتماعي؛ مما يزيد بدوره من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسرطان.

فالانخراطُ في علاقة سامة، أو الحفاظ على العلاقات من مبدأ الالتزام فقط؛ يُضعِفُكَ ويثيرُ فيكَ مشاعرَ سلبية. كما أنَّك أولاً وأخيراً؛ ستبقى على تواصلٍ -فقط- مع أولئك الذين تَهتَمُّ لأمرهم أكثر.

7. الطريقة التي يَنظُر بها الآخرون إليك:

هل تتذكر كيف كان القبول الاجتماعي أمراً حاسماً في المرحلةِ المدرسية؟ فقد توجب علينا جميعاً أن نتعاملَ مع معضلاتٍ يوميّةٍ مثل الطريقة التي نرتدي بها ثيابنا، وطريقة تصرفنا، وكيف نبدو في عيونِ الآخرين!

في حين تبقى نظرة الناس مهمّةً بالنسبة إلينا مع تقدمنا في السن؛ تتغير الطريقة التي نكترث بها لأجل ذلك بمرور الوقت؛ وذلك عكسَ ما كان عليه الحال في سنٍّ مبكرة، حيث سَعَينَا جاهدين للاندماج مع الآخرين، لذا كُنَّا نحاول قولبةَ أنفُسنا ضمن قالبٍ مقبولٍ اجتماعياً، وننجذب إلى من يشتركونَ معنا في القيمِ ذاتها.

وبغضِّ النظر عمَّا تفعله، فإنَّ بعض الناس سوف يصفقون لك، وبعضهم سوف ينتقدك؛ في حين لن يكترث معظمهم بأمرك. ومع مرور الوقت، سَيقلُّ اهتمامك بنظرة الآخرين إليك؛ وتقوم بما تجده يخدمك بصورةٍ أفضل؛ ذلك لأنَّكَ تُدرك إدراكاً كاملاً بأنَّ حياتك تخصك أنت وحدك، دوناً عن الآخرين.

8. الطريقة التي تنظر بها إلى الآخرين:

يتَّخذ بعضنا أحياناً قراراتٍ تبدو غريبةً أو غيرَ منطقيّة بالنسبة إلينا، فننظر إلى تصرفاتهم ونتساءل لم قد فعلوا هذا؛ بيد أنَّنا نجد أنَّ قراراتهم تلك تبدو منطقية أكثرَ، حينما نواجه مواقف مماثلة.

نحن نكتسب مزيداً من الخبرات مع تقدمنا في العمر، لنُمعِنَ التفكيرَ أكثرَ في الظروف التي يعيشها الآخرون، ونضع أنفسنا مكانهم، ونحاول إيجادَ عذرٍ مقنعٍ يُبَرِّر تصرّفاتهم، لنصبح رويداً رويداً، أقلَّ انتقاداً لهم.

9. مقتنياتُك المادية:

نحن نُحبُّ جميعاً اقتناء أغراضٍ جديدة؛ فذلك يُشعِرُنا بزيادةٍ مفاجئة في نسبة الأدرينالين في دمائنا. المشكلة هي أنَّ مشاعر الإثارة تلك تتلاشى تدريجياً، ليتحوّل ذلك الغرض الجديد إلى واحدٍ من مجموعة أغراضٍ أخرى نقتنيها.

لذا إذا كنت تشتري غرضاً معيناً لأنَّك تظن أنَّه سيسعدك اقتناؤه، فستجد أنَّ سعادتك تلك لن تُعمِّرَ طويلاً؛ مما يدفعكَ إلى شراءِ الأغراض الضرورية فقط. وكلما تقدمت في العمر أكثر، تبدأ بالتقليل من كميّة مُقتنياتِك أكثر.

إقرأ أيضاً: كيف تتخلّص من أغراضك غير الضرورية دون أن تشعر بالندم

10. هَوَسُكَ بإيجاد حلولٍ فورية:

لقد تعودنا في مجتمعاتنا السريعة الخُطى على الاتّكال على وسائل الراحة. فإذا كنت ترغب مثلاً في تناول الطعام أو الدردشة مع أحدهم أو الترفيه عن نفسك؛ فانَّكَ تلجأ إلى إحدى أجهزتك الإلكترونية من أجل القيامِ بذلك. وحينما يرغب أحدنا في الحصول على شيءٍ ما؛ فإنَّه يريده في التَّو واللحظة. لهذا نجد أنَّ الصبر قد أضحى خِصلَةً نادرةً في عصر السرعة الذي نعيش فيه.

قد يُفيدُكَ هذا النهج عندما تبحث عن حلول سريعة، لكنَّه لن يُجديكَ نفعاً إن أردتَ تحقيق أهدافٍ في الأمد البعيد؛ لأنَّ الأمور لا تؤتي ثمارها بسرعةٍ في غالبِ الأحيان. كما أنَّك حينما تحاول حلَّ مشكلةٍ طويلة الأمد بالاستعانة بحلولٍ عاجلة، ينتهي بك المطافُ إلى أن تفشل بذلك فشلاً ذريعاً.

غالباً ما يكشف لك الوقت عن أمورٍ وحلولٍ تبحث عنها، وكلما تقدَّمت في العمر؛ تعلمت أنَّ وضع خُطةٍ طويلة الأمد هو الخيارُ الأسلم والأسرع. وحينما تتبنى منهجية تَعَلُّمٍ قائمةٍ على التجربة واكتساب الخبرات، ستجد نفسكَ تخطو في طريق لم تتوقعه من قبل.

 

المصدر




مقالات مرتبطة