10 أمور تذكرك بقضاء وقت أكثر مع الأشخاص المناسبين

أخبرتني أمي عندما كنت صغيراً أنَّ: "شخصية الإنسان تتأثَّر بمن يقضي معهم وقته، فاحترم ذلك، واحترم نفسك"، لكن لم أُدرك تماماً ما كانت تحاول قوله لي إلَّا في أوائل العشرينيات من عمري، فقد عرفت بصعوبة أنَّ الأشخاص الذين تحيط نفسك بهم إمَّا أن يدفعوك لتصبح أفضل أو يثبِّطوا عزيمتك، وإما أن يزيدوا من حماستك أو يستنزفوا طاقتك، وإمَّا أن يقدموا لك الدعم أو يستمروا في انتقادك دائماً، وإمَّا أن يجعلوك تبتسم أو يسبِّبوا لك الحزن.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب "مارك كرنوف" (MARC CHERNOFF)، ويُخبرنا فيه عن أهم الرسائل التي تذكِّرك بقضاء الوقت مع الأشخاص المناسبين في حياتك.

سواء سمَّيت من يحيطون بك قبيلة، أم شبكة علاقات، أم مجموعة، أم أصدقاء، فأنت تحتاج إلى مجموعة صغيرة من الأشخاص تحيط بك وتقدِّم لك الدعم وتدفعك لتصبح شخصاً أفضل.

تقول الكاتبة الفرنسية - الأمريكية "أناييس نين" (Anaïs Nin): " كل صديق يمثِّل لنا عالماً كاملاً، عالماً ربما لم يولد حتى التقيناه، ومن خلال هذا اللقاء فقط يولد عالم جديد".

لذا حاول أن تقضي مزيداً من وقتك مع أشخاصٍ يتمتَّعون بقدرٍ كافٍ من اللطف والذكاء والقدرة على التحفيز، ومتقاربين معك في التفكير، واجعله هدفاً بالنسبة إليك، وتذكَّر أنَّ العلاقات يجب أن تساعدك لا أن تؤذيك، وأحِط نفسك بأشخاص يعكسون الشخص الذي تريد أن تكونه، واختر الأصدقاء الذين تفخر بمعرفتهم وتُكِنُّ لهم الاحترام، وأن يبادلوك هم أيضاً نفس الشعور، الأشخاص الذين يجعلون يومك أكثر إشراقاً بمجرد أن يكونوا معك؛ إذ يصنع الأشخاص في حياتك كل الفرق في شخصيتك.

الحياة أقصر من أن تقضي الوقت مع أشخاصٍ يمتصون سعادتك وطاقتك، وعندما تحرِّر نفسك من هؤلاء الأشخاص السلبيين، أو ببساطة الأشخاص الخطأ، فأنت تحرِّر نفسك لتكون أنت على طبيعتك، والتصرف على طبيعتك هو الطريقة الوحيدة للعيش حقاً.

10 أمور تذكِّرك بقضاء الوقت مع الأشخاص المناسبين:

  1. يمكن في بعض الأحيان تحويل أكثر الأشياء العادية إلى أشياء مميَّزة، فقط من خلال القيام بها مع الأشخاص المناسبين.
  2. أفضل شيء يمكنك القيام به هو التخلِّي عمَّا لا يمكنك التحكُّم به، والتركيز على الأشياء التي يمكنك التحكُّم بها، مثل اختيار الأشخاص الذين ترغب في أن يكونوا قريبين منك.
  3. أنت تنمو فكرياً لتكون مثل الأشخاص القلائل الذين تقضي معظم وقتك معهم؛ لذا أحِط نفسك بأولئك الذين سيرفعونك إلى مستوىً أعلى.
  4. الأشخاص المناسبون لك هم أولئك الذين يلهمونك لتكون مثلما رغبت دائماً؛ لذا تذكَّر دائماً أنَّ أي شخص يساعدك على تحويل محاولاتك البسيطة وقليلة الحماسة إلى محاولاتٍ جادة وأكثر حماسة من خلال اللطف والالتزام والعمل الجماعي، فهو شخص رائع بمواصفات جيدة يمكنك بناء علاقة جيدة معه.
  5. لن تتطلَّب منك العلاقة السليمة أبداً التضحية بسعادتك أو بعلاقاتك الهامَّة الأخرى أو بأحلامك أو كرامتك.
  6. لا تستمع إلى أولئك الذين يقولون لك بالضبط ما يجب القيام به، بل استمع إلى هؤلاء القلائل الذين يشجِّعونك على فعل ما تعرف مسبقاً في داخلك أنَّه صحيح.
  7. العلاقات السليمة لا تنشأ بسهولة، فهي تستغرق وقتاً وصبراً وشخصين يرغبان حقاً في العمل معاً لتحقيق شيء هادف ودائم.
  8. ما تعطيه لشخص آخر هو ما تمنحه لنفسك، فعندما تعامِل الأشخاص الذين تهتم لأمرهم بالحب، سيبادلونك الحب نفسه ويعاملونك بالطريقة نفسها.
  9. قد يكون الأشخاص المتاحون اليوم هم الوحيدون الذين تحتاج إليهم غداً؛ لذا لا تنشغل وتقلق كثيراً بتخصيص وقت لمن يهمك أمره فقط.
  10. انتبه للتفاصيل الصغيرة؛ لأنَّك عندما تفتقد شخصاً ما، فأنت تفتقد للأشياء والتفاصيل الصغيرة التي كانت تجمعكما معاً أكثر من غيرها، كلحظات المرح والضحك بينكما.

شاهد بالفيديو: 7 أنواع من الأشخاص تحتاج إليهم في حياتك!

استراتيجيات رعاية العلاقات السليمة:

إذا شعرت أنَّ علاقاتك ضعيفة، أو كنت تأمل في بناء علاقات سليمة جديدة، تابع القراءة.

لقد أمضيت أنا وزوجتي "آنجل" (Angel) أكثر من عقد من الزمن في العمل مع الأفراد والأزواج من خلال الدورات التدريبية والكوتشينغ، وقد غيَّرت الاستراتيجيات الثلاث التي تم تناولها بإيجاز أدناه حياتنا رأساً على عقب؛ لذا أنا أشجِّعك على تطبيقها تدريجياً في حياتك واحدةً تلو الأخرى:

1. الاستمتاع بصحبتك الخاصة مع ذاتك:

من المفارقات أنَّ الشرط الأساسي لبناء علاقات سليمة هو أن تكون مرتاحاً عندما تكون وحيداً تماماً، فإذا كنت تبدأ من جديد مع عدد قليل من الأصدقاء في محيطك المباشر، فإنَّ السبب في ذلك واضح، وهو أنَّ قضاء الوقت بمفردك هو خيارك الوحيد، وأيضاً إذا كان لديك أصدقاء يحاولون إحباطك ويؤثرون سلباً في حياتك، فمن المحتمل أن يتطلَّب التخلِّي عنهم والبدء من جديد مزيداً من الوقت تقضيه بمفردك.

يبدأ تقدير العزلة بالإدراك الواعي للحرية التي تقدمها، فعندما تستمتع بصحبتك الخاصة مع ذاتك، لن تحتاج إلى الآخرين من باب وجودهم حولك فقط، بل يمكنك أن تكون مرناً بشأن من تختار قضاء الوقت معهم، بدلاً من ترك خوفك من أن تكون وحيداً يدفعك إلى مواقف وعلاقاتٍ اجتماعية لا تناسبك.

إقرأ أيضاً: 7 أمور مذهلة تحدث عندما تمضي وقتك وحيداً

2. تخصيص الوقت للأشخاص الفاعلين في حياتك:

تتكوَّن العلاقات السليمة من شخصين يعرفان عن كثب آخر المستجدات في حياتيهما؛ إذ يوفر هؤلاء الأشخاص كثيراً من المساحة العاطفية لعلاقتهم، وهذا يعني أنَّهم يستمعون بصدق لبعضهم بعضاً، ويتذكرون الأحداث الرئيسة التي مروا بها، ويبقون على اطلاعٍ دائم مع تغيُّر الحقائق والمشاعر الخاصة بواقع كل واحد منهم.

الشيء الأساسي الذي يجب تذكُّره هو أنَّه لا يوجد ما تقدمه أكثر قيمة وتقديراً من اهتمامك المخلص والمركَّز وحضورك الكامل؛ فكونك مع شخص ما، والإصغاء إليه دون الاهتمام بالوقت، ودون توقع الحدث التالي، هو فعل ينمُّ عن احترام كبير؛ إذ إنَّها أكثر لفتة قيمة يمكنك تقديمها له؛ إذ تزودك بالمعلومات التي تحتاج إليها للتعرف إليه حقاً ودعمه على الأمد الطويل.

إقرأ أيضاً: ماذا يحدث عندما تحيط نفسك بأشخاص إيجابيين؟

3. التعاون لتحقيق إنجازات هامَّة:

إذا كان هناك شخص أو أكثر تعرفهم مسبقاً وترغب في تقوية علاقتك بهم، فحاول إيجاد طريقة للتعاون معاً على عملٍ يثير اهتمامكم، ففي إمكانكم زراعة حديقة مشتركة معاً، أو الاجتماع مرة واحدة في الأسبوع لإكمال المشاريع غير المكتملة، مثل الكتابة، أو الرسم، أو مشروع تصميم موقع ويب؛ إذ يمكن أن يساعدك العمل مع الآخرين في مشاريع هادفة على تقوية روابطك معهم، كما أنَّ حضور مؤتمر لتحسين الحياة معاً (مباشر أو عبر الإنترنت)، ثمَّ تجريب مقترحاته ومناقشتها بعناية، هو فرصة أخرى هامة للعمل معاً على شيء له معنى.




مقالات مرتبطة