10 أسئلة تساعدك على اتخاذ القرارات الصحيحة

ذات مرة كان هناك حمار جائع جداً، لكنَّه كان أيضاً عطشاناً جداً؛ ولحسن الحظ، وُضع أمامه كومة من القش ودلو من الماء العذب؛ إلا أنَّ المشكلة بدأت عندما لم يستطع الحمار أن يقرر ماذا يفعل أولاً؛ إذ إنَّه لم يعرف ما إذا كان سيأكل أو يشرب أولاً، كان مرتبكاً ولا يعرف ماذا يختار، وغير قادر على الانتقاء من بين الخيارين، فمات من الجوع (أو العطش)، تُعرف هذه المفارقة باسم "حمار بوريدان" (Buridán's donkey)، وتشرح هذا المفهوم الافتراضي بين قرارين يجب الاختيار بينهما.



ونحن أيضاً نقع في هذا النوع من "الشلل التحليلي" (analysis paralysis)؛ حيث نفضِّل عدم اتخاذ أي خيار حتى نتأكد منه تماماً، وهذا الموقف شائع جداً، فنحن جميعاً قد شعرنا بعدم اليقين بشأن قرار ما، خاصةً إذا كان هذا القرار يشمل الكثير من الأشخاص الآخرين، أو إذا كان يغيِّر مسار مستقبلنا.

غالباً ما تسبب هذه القرارات نوعاً من الخوف: الخوف من الندم أو الفشل أو ببساطة الخوف من المجهول، لكن لحسن الحظ، حياتنا مليئة بالقرارات، الصغيرة منها والكبيرة، والخيارات الهامة والخيارات اليومية، بالإضافة إلى الخيارات الواعية وغير الواعية.

يخفف تذكُّر أنَّنا نتخذ القرارات دائماً من خوفنا قليلاً، ويصقل قدرتنا على اتخاذ القرارات دون أن نُصاب بالارتباك، ومع ذلك، فإنَّ أفضل طريقة لاتخاذ القرارات ببساطة أن تسأل الشخص المناسب بعض الأسئلة، وما الشخص المناسب إلا أنت نفسك.

صمَّمَتْ "سوسي مور" (Sussie More)، وهي كوتش خبيرة في هذا الموضوع، بعضاً من هذه الأسئلة، وكان الهدف منها أن تجيب عن كل سؤال من الأسئلة العشرة بكل صدق؛ وعند الانتهاء، ستكون قادراً على الوصول إلى أفضل نتيجة لك؛ وفي الوقت نفسه، ستدرِّب قدرتك على اتخاذ قرارات أفضل لاحقاً:

1. منذ متى وأنت تفكر في الأمر؟

ننشغل أحياناً بقرارات ليست بهذه الأهمية؛ لذا يُعد تقييم المدة التي فكرنا فيها في الأمر من إحدى الطرائق التي تساعدنا على تحديد هذه القرارات وتقليل الضغط الذي تنطوي عليه.

إقرأ أيضاً: نصائح للتخلُّص من التردد في اتخاذ القرارات

2. بماذا تشعر عندما تفكر في هذا الموضوع؟

هل تشعر بالخوف، أم بالمعاناة أم بالتوتر أم بالقلق؟ لا تنسَ أنَّ قراراتنا لها عواقب فيزيولوجية وعاطفية؛ لذلك يمكن أن يساعدك اكتشاف هذه الأحاسيس في الوقت المناسب على معرفة ما إذا كنت على الطريق الصحيح أم لا.

3. هل سيؤثر هذا القرار في حياتك بعد خمس سنوات؟

تصوَّر حياتك بعد بضع سنوات، وفكر فيما إذا كان هذا القرار سيغير خططك؛ فإذا كان له تأثير حقيقي في المستقبل، من الهام ألا تأخذ الأمر باستخفاف وأن تقيِّم بعمق أفكارك ودوافعك مع أخذ بقية الأسئلة بالحسبان.

4. إلى أي مدى أنت ملتزم بهذا التغيير؟

تؤدي القرارات الهامة إلى تغييرات هامة؛ وفي كثير من الأحيان، لا نلتزم بالتعامل معها، وفي هذا السؤال، أنصحك بتقييم التزامك على مقياس من 1 إلى 5 (حيث الرقم 5 هو أعلى مستوى من الالتزام).

إقرأ أيضاً: 7 طرق لإحداث تغيير مذهل في حياتك بشكلٍ فوري

5. ما الخيارات الأخرى المتاحة لديك؟

يعمي التفكير في فكرة معينة واحدة عينيك عن الخيارات الأخرى المتاحة من حولك؛ حيث يمكنك أن تتخيل بوضوح المزيد من الخيارات المتاحة فقط عندما تكتب كل الاحتمالات، ومن ثمَّ تقرر قراراً أفضل.

إذا وجدت المزيد من الخيارات للمعضلة التي تفكر فيها، فقد حان الوقت كي تزن مزايا وعيوب كل منها؛ فهي طريقة سهلة لانتقاء الخيارات التي تناسبك فقط وتجاهُل الباقي.

6. ما هو أسوأ شيء يمكن أن يحدث إذا لم تتخذ هذا القرار، أو إذا أخطأت في اتخاذه؟

يساعدك هذا السؤال على مواجهة الخوف؛ ففي بعض الأحيان، لا تكون الأمور خطيرة كما نعتقد، ويصبح حدوث أسوأ سيناريو أمراً غير واقعي أبداً؛ ولكن في أوقات أخرى، يساعدنا هذا السؤال على رفع مستوى أهمية القرار والبقاء متيقظين لاختيار أفضل الخيارات الممكنة؛ لذا تذكَّر أنَّ التوتر ليس أمراً سيئاً على الإطلاق، فهو يبقي جهازك العصبي "يقظاً" وجاهزاً للتصرف.

شاهد بالفديو: قرارات هامة لتغيير حياتك نحو الأفضل

7. هل هذا هو الوقت المناسب لاتخاذ القرار؟

للإجابة عن هذا السؤال، خذ نفساً عميقاً وركز على الحاضر، وانظر حولك وقيِّم حياتك في هذه اللحظة؛ فإذا كنت تعتقد أنَّ هذا الوقت المناسب لاتخاذ هذا القرار، فلن تندم عليه في المستقبل، أجب بصدق، خاصة لأنَّنا نعيش في كثير من الأحيان في انتظار اللحظة المثالية لكل شيء تقريباً؛ إذ نأمل أن تكون الظروف مثالية لاتخاذ الخطوة الأولى، ولكن تذكَّر أنَّ اللحظة المثالية غير موجودة، وأنَّ نمو الفرد يبدأ عندما لا نكون مستعدين تماماً لاتخاذ إي إجراء نحوه.

8. إذا لم يكن هذا هو الوقت المناسب، فمتى سيكون؟

كن موضوعياً وواقعياً للغاية مع هذا السؤال، وحاول أن تعطيه وقتاً وسياقاً محدَّدَين؛ فإجابات مثل: "عندما يخف توتري" أو "عندما يكون لدي مسؤوليات أقل" ليست الأفضل؛ وذلك لأنَّ المستقبل لا يمكن توقُّعه، ولأنَّها ستجعلك أكثر ارتباكاً.

وفي المقابل، فإنَّ إجابات مثل: "عندما أبدأ مشروعي التالي في عام 2017" أو "عندما أجمع قدراً أكبر من المال" هي إجابات تمنحك وجهة نظر جديدة وتجعلك تتخذ قرارك.

إقرأ أيضاً: 7 طرق هامة لإتقان عملية اتخاذ القرار

9. هل يمكن لأي تجربة سابقة أن تساعدك؟

دع تجربتك ترشدك لاتخاذ القرار الأفضل، وفكر فيما يلي: هل اتخذت قراراً مشابهاً من قبل؟ بماذا شعرت بعد اتخاذ ذلك القرار؟ وهل هناك أمر مختلف يمكن أن تفعله؟

10. بماذا ستشعر بعد اتخاذ القرار؟

هذه بلا شك واحدة من أهم الإجابات؛ إذ يجب أن تكون سعادتك وصحتك وسلامتك أولويةً؛ لذلك إذا لم يحقق قرارك كل ذلك، أو إذا تسبَّبت في نتائج سلبية لحياتك، فمن الأفضل أن تفكر في الأمر بعناية أكبر.

تذكر أنَّ اتخاذ القرارات ليس بالأمر المطلق؛ لذا تحتاج فقط إلى استثمار الوقت الكافي للبحث بعمق عن الإجابة الصحيحة.

سنتركك الآن مع عبارة لتتأملها: "يعني اختيار طريق ما التخلي عن الطرق الأخرى؛ لذا فإن كنت تنوي خوض جميع المسارات الممكنة؛ فسوف ينتهي بك الأمر بالوقوف ساكناً في مكانك" للكاتب باولو كويلو (Paulo Coelho).

المصدر




مقالات مرتبطة