أتقن روح الدعابة لإيقاف دفق الأفكار السَّلبية

غالباً ما يُطلب مني أن أتحدث عن الصحّة والضغط النفسي وقوّة التفكير الإيجابي. وبغضِّ النظر عن الجمهور، دائماً ما أحثُّ الحاضرين على إطلاق العنان لشيءٍ أدعوه "روح الدعابة - Humor Being".



بصفتي كوميدي، إنَّه سرِّيَ للنجاح في هذه الحياة، إنَّه سرٌّ تستحق أن تكون على درايةٍ به. وأنا هنا لأخبرك عن قوته، أو أذكرك بها إنَّ كنتَ تعلم ذلك مسبقاً. لكن وقبل أن نبدأ، ما هو حسُّ الدعابة، وما الذي يجعله أمراً مُمَيَّزاً؟

يقول القاموس عن معنى كلمة "حِسّْ - sense" بأنَّه: الإدراك (perception) أو الوعي (awareness)، والتَّفكير المنطقي السَّليم، أو الحُكم السَّليم. أمَّا كلمة "فكاهة - humor" فتعني: (تغيير / تحويل طريقة التَّفكير)؛ بمعنى أن تُهَدِّئَ من طبعك أو مزاجك الحالي. أو قد تعني كما نعلم جميعاً: الخصائص الذهنية التي يَنتُجُ عنها أفكاراً بهيجة وغريبة.

إذاً وبحسبِ التَّعريف، فإنَّ روح الدعابة هي إدراكك للخصائص الذهنية التي يمكن أن تُحوِّل أو تغيِّرَ عقليتك أو طريقة تفكيرك بطريقة غير اعتيادية، أو هي عبارةٌ عن حاجتك إلى إنتاجِ أفكارٍ بهيجة وغريبة من شأنها أن تهدئ كيانك بشكلٍ مطلق. لكنَّ البراعة والتلقائية اللذان تستخدم بهما روح الدعابة لديك، تنبعان ممَّا أسميه "روح الدعابة الوجودي - Humor Being".

إنَّ حِسَّ الدعابة هو جزءٌ من أفضل نسخةٍ عن نفسك. إنَّه الجزء الذي يوفر الاستقرار العاطفي وراحة البال ويبرز جانبك الأفضل عند الشدائد. وعندما تتعود أن تستعين به، ستصبح أكثرَ سعادة وتمتلك نظرةً أكثر إشراقاً. فبدلاً من أن تسمح للأوضاع المؤسفة والظروف المشؤومة والأشخاص الكريهين بأن يسلبوك كامل طاقتك؛ إلجأ إلى الفكاهة من أجل أن تمنح نفسك فرصة للاستمتاع.

إقرأ أيضاً: خفة الظل أثناء الخطابة والإلقاء: محاذير وتنبيهات

ومن خلال العيش في وئام مع حِسَّ الدعابة الوجودي لديك، ستتمكن من تبني التَّغيير بسهولةٍ أكبر، ورؤية الجانب المشرق من أي حالةٍ سلبية، مع اتخاذِ خياراتٍ واعية لإمتاعِ نفسك. وبغضِّ النظر عن عمرك أو موقفك من الحياة، فعندما تقوم بذلك التَّحول من أجل إيجاد البسمة وسطَ أيِّ موقفٍ مرهقٍ أو مليء بالتَّحديات، سوف تُعِيدُ لنفسكَ زمامَ السَّيطرة. إذ أنَّكَ عندما تقوم بذلك التَّحول إلى الفكاهة، لن يقوم عقلك بتسجيل الأفكار السلبية التي تسبب لك الغضب. بل في الواقع، سوف يغير من عزيمته ويركِّز بدلاً من ذلك على أي شيء يجعلك تضحك. حتى وإن بدأ عقلك بالتفكير مجدداً فيما قد سبب لك التوتر، فلن تشعر بأنَّ ذلك التوتر يطغى عليك كما كانَ في السابق. لمَ يحدُثُ ذلك؟

لأنَّه إضافةً إلى الإشارة لنفسك بأنَّ مشكلتك تبعث على الضَّحك، فأنت تكون قد أوقفت أيضاً فيضَ الأفكار السلبيَّة. إذ أنَّك تكون قد هدَّأت جهازكَ العصبي، والآن أصبح بإمكانك أن تفكر بوضوح وتعيد تقييم الموقف وتتغلب على الأمر وتستعيد السَّيطرة على أفكارك. ذلكَ ما أدعوه بالقوَّة!

 

المصدر




مقالات مرتبطة