وقضوا على أصعب الأمراض!

أخبرها الطبيب بأنها مصابة بورم في الدماغ، لم يكن الأمر سهلا عليها في بادئ الأمر، لكنها استجمعت نفسها، وقررت إما أن تقضي على هذا المرض أو يقضي عليها، وجدت نفسها أمام تحد كبير وجهد عظيم من الطاقة كي تستعد لمواجهة أمر صعب كهذا، فأخذت تفكر كيف تستعيد صحتها وتعود لحياتها الطبيعية، ثم اتخذت قرارا فعليا بأن تقوم برسم شكل لدماغهاوموضع العلة به,



وتمسح كل يوم منه جزءا، ففعلت ذلك بقناعة تامة لفترة طويلة وهي متفائلة وواثقة بأنها في كل يوم تقضي على جزء من هذا المرض ويزول، وعندما انتهت من مسح هذا الورم من دماغها عبر الورقة، كشف عليها الطبيب واخبرها بالمفاجأة والتي أذهلتهما، بأنه لم يجد أي أثر لهذا المرض.

يقول أحد الأطباء: إن الكثير من الناس يعتقد أن بعض الأمراض مجرد الإصابة بها فإنها تعني هلاكه، بينما الكثير يشفى منها ويمكنه القضاء عليها، فالاستسلام للأفكار السلبية والأوهام القاتلة هو سبب تغلب المرض على الإنسان نفسه، بينما باستطاعة الإنسان من خلال القدرات التي وهبها الله له أن يعالج نفسه ويعيد توازنه ويشفى من أي أثر له.

ودكتورة أخرى استمعت لحكايتها مع عدد من فريقها الذي أنشأته بعد أن قضت على مرض السرطان الذي أصيبت به، بأن سبب شفائها بعد الله تعالى يعود إلى تغيير أفكارها ومشاعرها تجاه نفسها أولا وتجاه الآخرين، تقول: من خلال المراحل التي مررت بها في حياتي، كانت هناك مآس ومشاكل أكبر من حجم طاقتي، نسيت خلالها أن أنظر إلى ذاتي وألتمس لها العذر لأمور وأحداث خارجية لم تكن لي يد فيها، وأثرت عكسيا على مشاعري وأفكاري تجاه ذاتي والناس والحياة ككل، فقمت بمسامحة نفسي ومن حولي من أعماق قلبي، وبدأت العلاج من خلال ذلك أولا ثم اتباع نظام غذائي معين لأخرج السم من جسدي ومن مشاعري، ونجحت في أن أقضي على ذاك المرض وأعيش حياة سعيدة مملوءة بالخير والانجازات الكبيرة.

وأخرى تحدثت: انه بالإرادة والرغبة، استطعت أن أقضي على أصعب الأمراض، فقد قمت بتقبل جسدي ونسيان الماضي وبدء صفحة جديدة في حياتي مملوءة بالصفح والغفران، فأنا ممتنة لهذا المرض الذي أعطاني فرصة للانتباه إلى نفسي وأن أحبها وأتقبلها، وأملأ حياتي بالبهجة والسعادة.

خلاصة كل ما سبق: ان على الإنسان المبتلى بمرض مهما كبر اسمه أو حجمه، فإن السبيل إلى القضاء عليه بيد الخالق ثم بالعقل والقدرات التي أكرمنا الله بها لنسعى إلى الحفاظ على حياتنا لأنها تستحق، وان المرض ليس نهاية الحياة، فالأعمار بيد الله، بل ان قضاءنا على كل ما يقف في طريق عطائنا وتوازننا هو واجب نقدمه لأنفسنا التي تستغيث من الألم، اي ان اليأس ليس من صفات المؤمن، ورب ضارة نافعة، وأحيانا تصبح الحياة أجمل بعد البلاءات، نحن أولى بأن نثق بخالقنا ونثق بأنه سيشفينا ويسعدنا، لأنه قادر على ذلك، فقط حسن الظن في الله، ثم الإيمان بذواتنا ومسامحة النفس والآخرين من أعماق قلوبنا، وفتح باب للهواء النقي وطرد الأفكار السلبية، نستطيع بذلك كله أن نسعد بالنجاة والنجاح بإذن الله تعالى.