وعن ماله فيم أنفقه

فطر الله الإنسان على حب المال، فلا غرابة في أن يجهد نفسه في التفكير في كيفية الحصول عليه. قال الله تعالى: (المال والبنون زينة الحياة الدنيا) فالله تعالى قدم المال على البنين في الأهمية بالنظر لمتطلبات الناس الحياتية. ولمال أمانة من الله تعالى عندنا، لذا يجب علينا أن نرعاها حق رعايتها، وألا نسرف فيها أو نقتر وإنما نحسن استقبالها إذا جاءت ونحسن توديعها إذا انصرفت، فالإنسان يسأل يوم القيامة عن ماله من أين اكتسبته وفيم أنفقه. والتخطيط للمال مبكراً ينظم مصروفات الإنسان ويجعل عند الشخص أكثر من خيار للصرف قبل اتخاذ القرار بالإنفاق.



 

زمن التقاعد

 

فالتخطيط مطلوب وواجب وخصوصاً التخطيط للتقاعد، إن كثيراً من الأشخاص لا يخططون للتقاعد إلا عند تقاعدهم، وعندها لا يكون للتخطيط أثره الايجابي الفعال، ويكون المتقاعد أقل حماسة لأي مشروع يبدأ فيه من الصفر، ما لم يكن قد هيأ نفسه منذ زمن، ثم إن العوائق تكون كثيرة على اعتبار أن المشروع جديد ويحتاج إلى وقت طويل للسؤال والبحث عند من هم أكثر خبرة وتجربة وهذا كله يؤثر في نفسيته ويتعبها. فالتخطيط الصحيح للتقاعد يبدأ مع أول خطوة في طريق الحياة العملية، ولهذا فان من الخطأ أن يخطط الإنسان للتقاعد قبل فترة تقاعده بسنة أو سنتين.

 

 

ماذا أفعل؟

 

قال لي أحد الأصدقاء قبل أن يتقاعد بسنتين: لقد بدأت في العمل الوظيفي منذ 18 سنة وعمري الآن 48 سنة، وبقي لي سنتان على التقاعد ولا أعرف ماذا أعمل؟! هل أبحث عن وظيفة أخرى؟ أم أمتهن أعمالا حرة؟ أم أتطوع للعمل الخيري؟! أم أجلس غير منتج؟! ثم قال: لكنني سأبدأ في مشروع تجاري. فهل سأنجح؟ وكيف احصل على رأس المال؟! وما المشروع الذي سأبدأ به؟!

 

أسئلة كثيرة، وعندي أكثر منها ولكنها محيرة ماذا أفعل؟! لا أدري!! هل أكتفي بما يأتيني من التأمينات، وأضع وديعة في البنك وأعيش على الأرباح لكن هذه هي حياة الكسالى، ولو عشتها لقتلت نفسي فتسكن الأمراض جسمي فماذا أعمل؟

 

 

التخطيط للتقاعد

 

لا شك في أن معاناة مثل هذه يعانيها كل شخص مقبل على التقاعد ولم يخطط لحياة ما بعد الأربعين أو الخمسين. والمشكلة في الإنسان عندنا أنه يجب أن يعيش يومه ولا يفكر في غده، وإنني أقترح على المقبلين على حياة التقاعد جدولا يساعدهم كثيرا في التخطيط للتقاعد وأخص بالذكر الذين يعملون في الدوائر الحكومية أو الشركات الخاصة لغيرهم.

 

 

كيفية الاستعمال

 

ويبدأ المخطط في أول بند فيكتب الأهداف المستقبلية التي يود إنجازها فمثلا (شراء عقار في دولة خارجية أو افتتاح مشروع تجاري للملابس، أو تأليف كتاب في موضوع معين أو السياحة والسفر في قارة أوروبا أو تملك عمارة في الكويت واستثمارها... ألخ) ثم في البند الثاني يكتب سنة الإنجاز التي يتوقعها حسب تقديره، وحسب هدفه، فبعض الأهداف يتوقع إنجازها قبل التقاعد فيكتب السنة في البند الثاني وإذا كانت بعد التقاعد يكتب السنة في البند الثالث وهكذا.


أما البند الرابع فيكتب فيه المبلغ المطلوب توفيره لتحقيق الهدف وقد اخترنا هدف شراء عقار في دولة خارجية، حدد الدولة وتبين أن تكلفة العقار 200 ألف دينار أو كتب: هدف افتتاح مشروع تجاري، واجري دراسة للمشروع، وتبين أنه يحتاج إلى مبلغ 75 ألف دينار، وسيحتاج هذا المبلغ بعد تقاعده، أي بعد 15 سنة أو 20 سنة..


عندها ينتقل للبند الخامس وهو (كيف سيحقق هذا الهدف) ويبدأ بالتفكير جديا في نظام مالي وأفكار عملية يستطيع من خلالها أن يحقق أهدافه وعند ذلك يكون قد خطط للتقاعد.

 


التخطيط للحصول على الثروة

 

في دراسة أعدتها إحدى جامعات بوسطن على عدة أشخاص أغنياء ويملكون ثروات ضخمة تبين من خلال الدراسة أن 80% تقريباً. ممن يملكون ثروة كبيرة يكون مرد الأموال لديهم عائداً إلى:

 

1-     الحماسة للهدف الذي يرغب صاحبه في أن يحققه.

2-     التخطيط للوصول إلى الهدف.


الأهداف المستقبلية

سنة التحقيق

المبلغ المطلوب لانجازها

كيف ستحقق هذا الهدف

قبل التقاعد

بعد التقاعد

 

بقلم: د. جاسم المطوع

 

 

موقع الأسرة السعيدة