وصفة النجاح لأيام عملٍ أقصر، وموظفين أكثر سعادة، وأرباحٍ أكثر

يأخذ الموظفون في أمريكا أقل عدد أيام عطلة بالمقارنة مع أيِّ دولة متقدمة، ويعملون وسطياً لأكثر من 40 ساعة أسبوعياً، ويقضون 28% من الوقت في التعامل مع رسائل البريد الإلكتروني؛ الأمر الذي يؤدي إلى تناقص فرصة قضاء الوقت مع العائلة، أو الاستمتاع بأوقات الفراغ، وهذا يؤثر في الصحة والإنتاجية من جوانب عدة.



ولكن بما أنَّ شركة "براث" (Brath) السويدية المتخصصة في مجال تحسين محركات البحث (SEO) نجحت في شقَّ طريقها إلى العمل بعدد ساعات أقل، فلا بُدَّ أنَّنا جميعاً قادرون على أن نعمل في مدة وجيزة وننجز الكثير؛ فعلى مدى السنوات القليلة الماضية، أجرت شركة "براث" الصغرى التي تضم 20 موظفاً ومقرها في الدول الاسكندنافية تجربة في تقليص عدد ساعات العمل إلى ست ساعات، وتضاعفت أرباحها سنوياً منذ ذلك الحين.

فوائد جمَّة:

أوضح الرئيس التنفيذي لشركة "براث" في مدونة له أنَّ جهوده في التوفيق بين الموظفين وتغيير عادات العمل بتضافر جهود الجميع، لم تذهب أدراج الرياح ومكَّنَتهم من الحفاظ على إنتاجهم السابق وتجاوزه، مع مواكبة منافسيهم العاملين لثمان ساعات في اليوم. فضلاً عن:

  1. التفوق في عروض التوظيف: لا يمكن مقارنة عرض العمل لمدة ست ساعات بأيِّ مغريات أخرى، كمكان عملٍ ملهم أو غرف لعب أو صودا مجانية؛ إذ إنَّ مديرها يقول عن هذا: "نحن لسنا بحاجة إلى كتابة الإعلانات حتى".
  2. مشاركة الموظفين وازدياد الولاء: شهد الرئيس التنفيذي لشركة "براث" نتائجه بنفسه قائلاً: "بمجرد أن تعتاد قضاء مزيدٍ من الوقت مع العائلة، وأخذ الأطفال من رياض الأطفال، وقضاء الوقت في التدريب لسباق، أو بكل سهولة مجرد طهي الطعام الصحي في المنزل، فلن ترغب في فقد ذلك مرةً أخرى". وأضاف: "نعتقد أنَّ هذا سببٌ جيدٌ للبقاء معنا".
  3. زيادة إنتاجية الموظفين: يتفاعل موظفو شركة "براث" بنشاط وحيوية كونهم يحظون بساعات نوم كافية، ويرفهون عن أنفسهم بشكلٍ أفضل. كما أنَّهم تعلَّموا تركيز جهودهم كفريقٍ واحد، لإنتاج أكثر ممَّا تنتجه الشركات المماثلة في يوم عملٍ عادي. يضيف المدير التنفيذي للشركة: "نحن نؤمن بعدم كفاءة وإنتاجية أيِّ موظف لثمان ساعاتٍ متواصلة؛ إذ إنَّ العمل لست ساعاتٍ أمرٌ أكثر واقعية، ولا بُدَّ من الاستراحات القصيرة لتفقُّد إشعارات "الفيسبوك" (Facebook) وبعض الأخبار".
إقرأ أيضاً: هل من الأفضل للموظفين العمل 32 ساعة أسبوعياً؟

فُقدت معلومة هامة:

عندما نُشِرَت مدونة الرئيس التنفيذي لشركة "براث" أول مرة، فُقدت معلومة هامة أدت إلى اعتقاد العالم الخارجي بتحول السويد بأكملها إلى العمل لست ساعات؛ وهذا يبشِّر بعصرٍ جديد.

إلى أن قامت المُدوِّنة "ليليا تامينن" (Lilja Tamminen) بتوضيح الأمر في مدونتها قائلةً: "على الرغم من أنَّ شركة "براث" ليست الشركة السويدية الوحيدة التي تطبق جدول عمل الساعات الست (فقد تحولت مراكز خدمة شركة "تويوتا" السويدية منذ أكثر من عقد من الزمن إلى هذا النظام، ناهيك عن غيرها من شركات التكنولوجيا الصغرى في الآونة الأخيرة)، إلا أنَّ الداعم الوحيد لهذه الفكرة في البرلمان السويدي هو حزب اليسار للأقليات بنسبة 6%. على الرغم من كثرة الحديث عن الأمر إلا أنَّه قضية هامشية".

وهنا تظهر مبالغة كل من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة تجاه فكرة العمل بدوامٍ أقصر، ليأخذوا عبرةً في التفكير بواقعية تجاه الأمور في المرات القادمة، ويتأكدوا من مصدر الخبر. ولكن بصرف النظر عن ذلك، فقد أظهرت هذه الواقعة كيف أنَّ الجميع يفكرون في تقليص عدد ساعات العمل اليومي.

شاهد بالفيديو: 10 طرق لزيادة الإنتاجية في العمل

البدء بتطبيق نظام العمل لفترة أقصر:

ومع ذلك، فإنَّ الخيال يتحول ببطء إلى حقيقة واقعة؛ فلا شك في أنَّ فوائد تقليص جداول العمل مغرية؛ على الأقل بسبب تقليل التكاليف، وهناك العديد من الشركات الأمريكية تحاول تجربة هذا النظام.

تحولت شركة "تريهاوس" (Treehouse Inc)، وهي شركة تعليم عبر الإنترنت، إلى تقليص عدد أيام العمل في الأسبوع إلى مدة أربعة أيام، وشهدت زيادة في إيراداتها بنسبة 120%. كما تقوم مدارس ثانوية عامة عدة بتجربة تقليل عدد أيام التعلُّم خلال الأسبوع لفترة أربعة أيام؛ وذلك في محاولة لزيادة جودة الخدمة مع الحد من التكاليف في الوقت نفسه.

إقرأ أيضاً: تطبيق أسس عمل مرنة في المؤسسة

الفائدة الحقيقية:

قد لا تقوم السويد بتحولٍ جذري في عدد ساعات العمل على مستوى البلاد، لكنَّ الشركات السويدية القليلة قدَّمت لنا أنموذجاً ناجحاً وبيانات قيِّمة حول فاعلية تقليص ساعات العمل، وخلقت جدلاً واسعاً حول عدد الساعات التي نقضيها في العمل وتأثيرها الإيجابي أو السلبي فينا؛ لذا حان الوقت لتطبيق فكرة تقليل عدد ساعات العمل اليومي.

المصدر: 1




مقالات مرتبطة