وسائل التدفئة: أضرارها وطرق الوقاية منها
خلال موجة البرد القارص التي تعصف بنا، والعواصف التي حلّت في جميع أصقاع الأرض حاملةً معها البرد الشّديد، لايسعنا إلّا أن نأخُذ بالأسباب ونُأمّن الوسائل المناسبة لتدفئة منازلنا وأماكن عملنا لكي نقي أنفسنا وأولادنا من هذا الصقيع.
والسّؤال الذي لم يتبادر إلى أذهاننا يوماً، هل طرق التّدفئة هذه صحيّةٌ تماماً؟ أم هناك مخاطر كثيرة جرّاء استخدامنا لها؟ فوسائل التدفئة متنوّعة وأضرارها كذلك، وبتغاضينا عنها قد نودي بحياتنا إلى الهلاك، في المقال التالي سنتعرف على أهم وسائل التدفئة والأخطار المرتبطة بها.
أنواع وسائل التدفئة في فصل الشتاء ومخاطرها:
وسائل التدفئة في فصل الشتاء للأطفال تعد أمرًا حيويًا للحفاظ على الدفء والراحة في المنازل والأماكن العامة. تتنوع وسائل التدفئة المستخدمة، وتشمل أنظمة التدفئة المركزية، والمدافئ الكهربائية، وأفران الغاز، وأجهزة التدفئة المحمولة. ومع ذلك، يجب أن نكون على علم بمخاطر وسائل التدفئة، خاصة عندما يتعلق الأمر بالأطفال.
1. المدفأة الكهربائيّة:
من أكثر وسائل التدفئة المنزلية شيوعاً في وقتنا هذا كونها الأرخص ثمناً، هي من أشدّ أدوات التّدفئة خطورةً لتنوّع المشكلات التي قد تتسبب بها داخل المنزل على وجه الخصوص، ففعاليتها عن قرب فقط أمّا عن بعد فليس لها فعاليّة تُذكَر، وقد تسبّب تماساً كهربائيّاً يؤدّي إلى الحريق، بالإضافة لخطورة وضع الملابس عليها بُغية التّجفيف مما قد يجعلها تحترق على المدفأة.
2. المدفأة التي تعمل على الفحم أو الحطب:
أخطارها أكثر من أن تعدّ أوتُحصى، فاستنشاق غاز أول أكسيد الكربون في مكان معزول عن الهواء بغية التدفئة يُسبّب الوفاة، فهو يستهلك الأوكسجين في الغرفة ويسبّب فقداناً للوعي.
3. مدفئة الغاز:
خطيرة كذلك، فتسّرب الغاز إذا لم يقتل الإنسان اختناقاً قد يسبب حريقاً من الصّعب إخماده، غير أنّ التسُّرب في الغاز قد يفجّر مصباح الكهرباء كذلك عند امتلاء الغرفة بالغاز المتسرّب.
4. مدفئة الهالوجين:
ليست بالخيار الأنسب أيضاً خصوصاً للمنازل الكبيرة أو الغرف الكبيرة فهي لاتؤمّن نظام التدفئة المركزيّة للمنزل بل تقوم بتدفئة غرفة وحيدة فقط وذلك لصغر حجمها وفعاليتها المنخفضة.
5. مدفئة الزّيت:
تُعتبر من أكثر وسائل التّدفئة أماناً على الإطلاق، رغم أنّها تعمل على الكهرباء، لكن ليس لها أيّة مخاطر على الأطفال أو على الصحّة.
طرق الوقاية من مخاطر التدفئة في فصل الشتاء:
• المدفأة الكهربائيّة:
- عدم وضع الملابس عليها بغرض التجفيف.
- ابعاد الأطفال عنها، وعدم تركها في وضعيّة التّشغيل أثناء النّوم.
- ابعادها عن المفروشات القابلة للاشتعال.
• المدفأة على الفحم:
هي من أكثر وسائل التدفئة ضرراً بالصحّة وهي سميّة أيضاً فلذلك ننصح باستخدام وسائل أُخرى غيرها، وإن لم نجد فعلينا إشعال الفحم خارجاً حتى لا يبقى الدُّخان متصاعداً ثمّ ندخلها للمكان المطلوب تدفئته مع ترك منفذ صغير لتجديد الهواء، وكذلك إبقاء الأطفال بعيدين عنها قدر الإمكان.
• مدفئة الغاز:
- التأكّد من عدم وجود تسرّب بالغاز وتركيب المدفأة بالشكل الصحيح.
- إبعاد المواد المشتعلة عنها.
- عدم استخدامها في مكان مغلق تماماً، وفتح منفذ صغير لتجديد هواء الغرفة.
مخاطر التدفئة المركزية:
على الرغم من الفوائد الكبير للتدفئة المركزية، إلا أنها تنطوي على بعض المخاطر منها:
1. مخاطر الحريق:
تعد سخانات التدفئة المركزية ذات حجم كبير، لذا فهي تحتاج إلى مساحة كافية تكون فيها بعيدة عن المواد القابلة للاشتعال، إضافة إلى ضرورة وضعها بطريقة صحيحة تجنباً للانقلاب كما يجب مراقبتها بشكل دائم حفاظاً على الأمان.
2. المخاطر الكهربائية:
يقوم نظام التدفئة المركزية على الربط بين الطاقة الكهربائية، والحرارية، لذا فإنَّ هناك خطراً كهربائياً من جراء اهتلاك الأسلاك وتلفها، الأمر الذي قد يؤدي إلى حدوث تماس كهربائي يشعل الوقود، وبالتالي وقوع خطر الحرائق.
3. تسرب الوقود:
يمكن أن تشكل أي معدات التدفئة المركزية التي تعمل بالغاز أو الزيت خطراً إن لم يتم صيانتها، إذ يمكن للأفران وسخانات التدفئة المركزية أن يصيبها تسريب من الغاز أو الزيت، ويمكن أن تؤدي شرارة صغيرة إلى حدوث حريق كبير، إضافة إلى أن أي تسرب للوقود يكون أكثر خطورة بشكل كبير في وجود عطل كهربائي.
4. التسمم بأول أكسيد الكربون:
تنتج سخانات التدفئة المركزية غاز أول أوكسيد الكربون الناتج عن الاحتراق، والذي يتم تصريفه من خلال الأنابيب الخارجية، إلا أنه وفي حال كان هناك تسريب ما، فإن ذلك يسبب خطر الاختناق.
5. الإصابة بأمراض الجفاف والحساسية:
خلال فترة الصيف تمتلئ أنابيب التدفئة المركزية بجزيئات الغبار، وعند تنشيطها تنفخ جزيئات الغبار في جميع أنحاء الغرفة والمنزل، وهذه الغبار قد تؤدي إلى الإصابة بأمراض الحساسية وأمراض الجفاف الجلدي، إضافة إلى أنَّ أنظمة التدفئة المركزية تعمل على تقليل الرطوبة الجوية في المنزل، لذا قد يعاني السكان من عطش إضافي أو جفاف الجلد.
في الختام:
إنّ وسائل التّدفئة مهمّة لكنّ مخاطرها على صحّتنا وسلامة أولادنا تجعلنا نتوخّى الحذر في تعامُلنا معها، رغم حاجتنا الماسّة إليها كي تَقينا برد الشّتاء القارص، لذا فعلينا استخدام الوسيلة الأقل ضرراً على صحّتنا والأسلم لأطفالنا كي ننعم بحياةٍ دافئة وآمنة في آنٍ معاً.