هل يمكن أن يكون للإنسان شخصيتين متناقضتين في آن واحد؟

كثيراً ما تطالعنا الصحف بحوادث لأشخاص ارتكبوا أفعالاً مغايرةً تماماً لما يبدو على شخصياتهم، حتى أننا نتساءل كيف فعل هذا الشخص ذلك وهو ذو الشخصية المغايرة والمتناقضة تماماً مع من تصدر عنه هذه التصرفات!



بداية فإن أبسط تعريفات الشخصية هي ما يصدر عن الإنسان من سلوك وتصرفات وتعبيرات في المواقف المختلفة، وقد ذكر الفلاسفة قديماً أن الإنسان يتأثر إما بغرائزه أو عقله، وأيهما تكون له الغلبة علي الإنسان تتحدد طبقاً له شخصيته، واقترب من ذلك رائد مدرسة التحليل النفسي فرويد عندما ذكر أن الإنسان تؤثر عليه ثلاثة قوي هي (اللهو، والأنا، والأنا الأعلى) وتمثل اللهو الغرائز والرغبات المكبوتة والتي قد لا تتوافق مع المجتمع بينما تمثل الأنا الواقع الذي يعيش فيه الإنسان، وتمثل الأنا الأعلى القيم والمثل العليا، وتظل هذه القوى تتصارع فيما بينها للظهور والتأثير علي الإنسان.

وقد ذهب الخيال العلمي للتعبير عن ذلك من خلال القصة المعروفة دكتور جيكل ومستر هايد للكاتب الإنجليزي روبرت لويس تلك القصة التي لاقت رواجاً كبيراً عند طباعتها وذاعت شهرتها في كل العالم منذ صدورها عام 1886م والتي تناولت صراع الخير والشر داخل الإنسان وكيف أن للإنسان شخصيتين قد تكونا متناقضتين تماماً وهو ما يفسر لنا كيف يُتهم بعض الأشخاص بجرائم لا يتصور العقل أن يفكروا فيها!!

ويبين لنا ديننا الإسلامي أن علاج ذلك يكمن في البعد عن الشهوات يقول تعالى (ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن) سورة الأنعام آية 151 فالبعد عن الفواحش ومثيرات الشهوات هي السبيل الأمثل للتغلب على النفس وشهواتها فيجب علينا البعد عما يقربنا من كل ما يساعد على ظهور الشهوات.