هل يمكن أن يتسبَّب انتقادك للشريك في تدمير حياتك العاطفية؟

من خلال تجربتك هل ترى أنَّنا نميل إلى تسليط الضوء على الأشياء الإيجابية أم السلبية؟ في الواقع دعونا نجعل هذا السؤال العام أكثر تحديداً، ودعونا نركز على العلاقات العاطفية.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدون "ألتون ووكر" (Alton Walker)، ويُحدِّثنا فيه عن تجربته مع دور المرء في إخفاق علاقاته.

الآن هل تظنُّ أنَّ الإشارة إلى الأخطاء التي يرتكبها الشريك أسهل، أم أنَّ الإشارة إلى الأشياء الصحيحة التي يفعلها أهم بكثير؟

فكر للحظة في جميع الكلمات التي تلقيتها على مر السنين من شريكك العاطفي، ولكن قم أيضاً بتحليل العديد من الكلمات التي تلفظت بها أيضاً؛ إذاً ما هو الجواب؟

أود منك عندما تنتهي من قراءة هذا المقال أن تفهم موقفي من هذا الموضوع، فمن وجهة نظري أرى أنَّ لدينا اعتقاداً لا واعياً يتشكل لدينا مثلما تتشكل الأُحجية - أو البازل - التي نراها صورةً مكتملة حينما نفتح علبتها أول مرة، وفي الواقع نحن جميعاً قيد التكوين.

التركيز على النقد أكثر من الثناء:

لسوء الحظ نظراً لأنَّنا نُعِدُّ أنَّ كل الأشخاص هم ألغاز مكتملة؛ فإنَّنا قد نقضي مزيداً من الوقت في الإشارة أو مجرد التعرف إلى الأشياء التي لا نحبها في شخص ما؛ على سبيل المثال أود منك أن تتخيل مقالاً في أحد المواقع مكوناً ممَّا يقرب من خمسة آلاف كلمة، ومن خلال هذا المنشور يقوم مدون مشهور بتوضيح سبب بقائه مغرماً بزوجته.

نظراً لأنَّ الزوجان يشاركان علاقتهما مع جمهورهما بشفافية فإنَّ هذا المنشور بالذات سيمر ببساطة، لكن لو انحرفت جملة واحدة فقط عن مديح الزوجة وعلاقته بها فلا بد أن يكون هناك رد فعل مثير للاهتمام.

كما ترى نظراً لأنَّنا نميل إلى إيلاء اهتمام أكبر للأفكار السلبية فإنَّ زوجته سترفض دون قصد آلاف النصوص التي تمدح العلاقة، وستوجه انتباهها إلى تلك الجملة الوحيدة، فعندما يتعلق الأمر بالتغذية الراجعة ينشأ رد الفعل هذا؛ لأنَّنا نميل إلى التركيز على النقد أكثر من الثناء.

كما لو أنَّنا لا ندرك أنَّ عيوبنا - مهما بلغت - لا تمثل شخصياتنا، على النقيض من ذلك فإنَّ تركيزنا ينصب في بعض الأحيان على الأخطاء التي ارتكبها شريكنا، أو ما يجب على شريكنا تحسينه أكثر من التركيز على ما نحن مغرمون به.

أخبرني كم مرة سمعك شريكك تقول: "أنا ممتن لأنَّك (ضع مثالاً عن شيء تقدره فيه)" مع وضع ذلك في الحسبان كم مرة سمعت شريكك يقول: "لا يمكنني أن أنسى كم كنت رائعاً في (ضع مثالاً لشيء تقوم به بشكل جيد)".

لأنَّنا بشر يجب ألَّا نتفاجأ بعيوبنا، ومع ذلك في حين أنَّه من المنطقي أن نعالج عيوبنا في هذه العلاقة، هل نقاط قوتك في هذه العلاقة واضحة؟ على سبيل المثال قد تكون لديك قدرة استثنائية على التواصل.

شاهد بالفيديو: 5 علامات تدلّ على أنك وجدت شريك العمر

الاعتراف بصفات الشريك الإيجابية:

في الأساس حتى عندما تكون لديك خلافات ضمن العلاقة ستجد دائماً طريقة للاختلاف بصورة متحضرة؛ إذاً هل سبق لك وسمعت شريكك يقول: "لقد اعتدت الخلافات المسمومة لدرجة أنَّني لم أدرك ذلك حتى التقينا؛ لذلك أريد أن أشكرك على مساعدتي في تعلم كيفية التواصل باحترام؟".

وبالمثل ربَّما كان قد اقترح عليك شريكك روتيناً يومياً جديداً حيث يخصص كلاكما 30 دقيقة لبعضكما تتضمن الخطة، وخلال هذا الوقت الاستماع إلى الموسيقى الهادئة دون التحدث والاستمتاع بصحبة بعضكما، كم من مرة قلت لشريكك عندما يقوم بفعل شيء من هذا: "أقدر الوقت الذي تخصصه لنا باستمرار"؟

إقرأ أيضاً: 4 مؤشرات تدل على أنك فاشل في العلاقات العاطفية

لذا هل تظنُّ أنَّه من الأسهل بالنسبة إلينا أن نشير إلى الأخطاء التي يقوم بها شركاؤنا، أم تظنُّ أنَّ علينا إبراز صفاتهم الإيجابية في العلاقة؟

من خلال ما لاحظته فإنَّ بعضاً منَّا حريص جداً على الإشارة إلى أشياء لا نحبها عن شركائنا في العلاقات، ومن ثمَّ فإنَّنا نقضي وقتاً أقل في تقدير الفوائد العديدة التي يقدمونها لنا.

لا ينبغي علينا أن نتفاجأ من احتمالية عدم نجاح العلاقة عندما نرفض تقديم التعزيز الإيجابي، وعندما ينصب تركيزنا على توجيه النقد السلبي.

إقرأ أيضاً: سيكولوجيا إدمان العلاقات العاطفية وأسبابها

في الختام:

فكِّر في الـ 90 يوماً القادمة في أن تخبر شريكك بشيء إيجابي واحد فيه يحظى بتقديرك، قد تكون الطريقة التي عامل بها شريكُك النادلَ، أو أسلوبه في إعداد الوجبات في المنزل؛ أياً كان خيارك؛ فالأمر متروك لك.




مقالات مرتبطة