هل يستطيع العلماء معرفة وزن البحر

في إطار جهود اكتشاف كيفية تأثير كتلة المحيط على الألواح التكتونية"حركة الطبقات الصخرية لباطن الأرض"، قام فريق من العلماء الألمان بالشروع في واحدة من أكثر أدوات القياس صعوبة المتوفرة في الطبيعة وبالأخص لتحديد وزن البحر.



وخلافا للمتغيرات الحسابية لمستويات البحر والتي هي بسيطة نسبيا، فإن اكتشاف كتلة الماء أمر أكثر تعقيدا كما يساهم عدد كبير من العوامل في التغييرات في ذلك العدد. ونظرا لآن مستويات المحيطات ليست جامدة كما في النماذج المثالية لذا فإن الرقم يتغير بشكل ملحوظ على مدى أطر زمنية قصيرة.

ويقول العلماء في مركز الأبحاث الألماني للعلوم الجيولوجية "جي أف زد" بجمعية هيلمهولتز ومعهد ألفريد - فيجنر للعلوم القطبية والبحرية، إنهم حلوا اللغز بالوصول إلي وسائل حساب دقيقة بالقدر الكافي الذي يمكنهم من ملاحظة التقلبات قصيرة المدى في التوزيع المكاني للكتل المائية داخل كتلة الماء. 
وكتب الدكتور يورجين كوش "بالنسبة لدراستنا قمنا بمزج إجراءات مختلفة حتى نتمكن من الحكم على التغيرات في الكتلة". 
ويحتاج أي عالم إلي معرفة عنصرين أساسيين من أجل حساب كتلة المحيط هما طبوغرافيا القاع وأيضا ارتفاع مستوى البحر، إلا أن الأمر يتطلب توافر عوامل أخري لإنجاز هذا العمل مثل درجة الحرارة والمكون الملحي، فالماء يتمدد عند تسخينه، ومن ثم فإن وزن الماء الدافئ يكون أقل من الماء البارد.
وتمت الاستفادة في هذا الصدد المعلومات المستقاة من مهمة القمر الصناعي الألماني - الأمريكي "جراس" والمعلومات الخاصة بالظاهرة المعروفة باسم"تأثير ارفف الكتب" حيث ينثني قاع المحيط بشكل مشابه تماما للأرفف المكتظة بالكتب . 
ومن ثم فإن محطات القياس "جي بي أس" الثابتة على الأرض تنخفض حتى واحد سنتيمتر وتقترب من بعضها البعض بمقدار مليمترات قليلة، وكلما كان الماء أثقل كلما كانت الحركة أقوى.
وكتب كوش "إننا مزجنا تلك المعلومات مع النماذج الرقمية للمحيط. وبهذه الطريقة استطعنا أن نثبت ولأول مرة حدوث تقلبات للكتل المائية، وأن ذلك يحدث خلال فترة زمنية تمتد من أسبوع إلى أسبوعين". 
ويعد " يورجين كوش" واحدا من علماء الرياضيات التطبيقية "جيوديسيا" في جامعة بون ومؤلف مشارك لورقة بحث علمية جديدة تتناول بالتفصيل النتائج التي تظهر في الإصدار الأخير من مجلة الأبحاث الجيوفيزيقية المرموقة.
 

المصدر: موقع الوكالة العربية للأخبار العلمية