هل هناك حدٌّ لتنظيم حياتك وتحسينها؟
كان والدي راوياً جيداً وغالباً ما علمني دروساً باستخدام الأمثلة، وأخبرني ذات مرة أنَّك إذا وقفت في بداية الغرفة ومشيت منتصف المسافة نحو الحائط ثم منتصف المسافة مرة أخرى ثم واصلت التحرك في منتصف كلِّ مسافة تليها، فلن تصل أبداً إلى الحائط.
ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدون "كريس جيلبو" (Chris Guillebeau)، ويُحدِّثنا فيه عن مساوئ الاعتماد التام على القوائم لتنظيم حياتك وتحسينها.
من الناحية العملية، بعد بضع مرات قد لا تتمكن من أخذ خطوات صغيرة بما يكفي لمواصلة سير منتصف المسافة، ولكن من الناحية التقنية إذا تحركت منتصف المسافة فقط، ففعلاً لن تصل أبداً إلى وجهتك.
عندما كنت في العاشرة من عمري أذهلتني تلك الفكرة بأنَّني لن أصل إلى الطرف الآخر من الغرفة أبداً إذا مشيت منتصف المسافة فقط حتى لو أمضيت 1000 عام في المشي مراراً وتكراراً، إضافة إلى ذلك تصبح الإنجازات أقصر، فبمجرد أن تقطع أول مسافة كبيرة تصبح كلُّ مسافة بعدها جزءاً أصغر فأصغر، ففي المرة الأولى التي تسير إلى منتصف الغرفة تكون قد أحرزت تقدماً كبيراً، ولكن بحلول المرة العاشرة سيكون بالكاد ملحوظاً.
شاهد: 7 خطوات من أجل تنظيم ناجح
أهمية قوائم المهام:
تذكرت هذه القصة عندما فكرت في قوائمي، أنا شخص يحب كتابة القوائم، فعندما أكون في مكتبي تكون أمامي شاشتان؛ شاشة الكمبيوتر الذي أعمل عليه وشاشة منفصلة بجانبه تعرض قائمة مهامي فقط ولا شيء آخر. إنَّ استخدام القوائم هي طريقة كلاسيكية لزيادة الإنتاجية.
تساعدني القوائم على تأليف الكتب؛ إذ أنظم أفكاري باستخدام تطبيقات الملاحظات، وساعدتني كتابة قائمة على زيارة 193 دولة حين قررت زيارة 100 دولة قبل أن أموت، قد يبدو ذلك مستحيلاً؛ ولكنَّه كان في الواقع سهلاً للغاية، ثم أدى السعي وراء هذا الهدف إلى هدف آخر يمثل تحدياً حقيقياً وهو زيارة البلدان جميعها.
في الختام:
ترتبط القوائم مباشرة بالإنتاجية ولكن توجد أيضاً مشكلة واضحة في تنظيم حياتك وتحسينها وهي أنَّ لها حدوداً، فإذا كنت تتحسن دائماً في فعل الأشياء، قد تعتقد أنَّ ذلك يعني أنَّك تستطيع فعل مزيد منها، وذلك صحيح لفترة من الوقت، ولكن في النهاية ستصل إلى طريق مسدود وهذا ليس أسوأ جزء؛ إذ يكمن الخطر في تحسين حياتك إلى أقصى حد في أنَّك لن تكون قادراً على القيام بالأشياء التي يجب عليك فعلها حقاً، وتصبح مقيداً بالأشياء التي نظمتها وأضفتها إلى قوائمك.