هل مساعدة الذّات تجعلنا نشعرُ بالسّوء؟

أليس من أهداف التنمية الذاتية أو مساعدة الذات إلهامنا على جعل حياتنا أفضل؟ من المُفترض أن تحثّنا على ذلك، لكن هل تقوم بذلك بالفعل؟ هذا السّؤال الذي أحياناً ما نواجهه في عمليّة تطوير الذات، حيث أنّ الفرق بين المكان الذي نحن فيه والمكان الذي نُريد أن نصل إليه يبدو أمراً معقّداً بعض الشيء، وقد ينتهي بخيبة أمل كبيرة.



هذا الشيء يشبهُ قليلاً موضوع صناعة الجمال، الذي يصوّر لنا الحياة المتكاملة والجسد المتكامل والأمور التي لا يمكن أن تتحقق في الواقع، لكنّنا نحاول تحقيقها بأيّ طريقة، لأنّ هذا ما نراهُ جليّاً أمامنا.

السُّؤال الآن هو: هل العمل الجاد والمُستمر نحو الأفضل يجعلُنا نقبل ذاتنا كما هي، وعلى أنّنا جيّدون بما فيه الكفاية؟

من المهمّ الفَهم أنّ تطوير الذّات ومساعدتها، لا تخدم الواقع عادةً، فهي في الغالب تتحدث عن الأشياء المثالية. كما أننا كثيراً ما نفقد أشياء في النهاية، فلا شيء يدوم للأبد. وللتعويض عن ذلك نهتمُّ بقراءة الكتب وحضور الدّورات، ونستثمر الأفكار التي نخرجُ بها من المجالِس، ونكرّر عباراتها في رؤوسنا.

إقرأ أيضاً: مفهوم تطوير الذات وأهم الأسرار لتطوير ذاتك وتنميتها

لكنّنا غالباً ما نتوقّف لنشكّك في المعلومات التي نحصل عليها. هذه هي الحقيقة، فنحن نتعلّم الكثير من المدرّسين والمُفكرين، والموعظة التي نحصل عليها من خلالهم لاتُقدّر بثمن. إلّا أننا نتعلّم رغم ذلك أن نفكّر بأنفسنا على أنّنا لسنا جيّدين بما فيه الكفاية، فنحن نستثمر الكثير من الوقت للتركيز على تحقيق الأهداف، وبشكل دائم نحاول تغيير ما نحن عليه فيما يتناسب مع نموذج الإنسان النّاجح، في حين من الأجدى أن نقوم بالعكس، والإستفادة القصوى مما نحنُ عليه في الوقت الحالي. 

إذا كنا نستطيع تقبُّل أنفسنا بما فيها من عيوب وتقصير، فأيُّ شيء غير ذلك سيكون جيّداً للغاية. لذا إليك عزيزي القارئ أربعة أفكار للاستفادة القصوى ممّا أنت عليه الآن.

1. اهتم بالنّظام الذي يقودك بدلاً من الإنضباط الذّاتي

انظُر للأمور بإيجابيّة وانضباط أكثر، جِد الحلول لجميع مشاكلك، وبدلاً من الاهتمام بالمشاكل اهتمّ في الأنظمة والعمليات الخاصة بك أوّلاً.

لنأخُذ توفير المال كمثال، فأغلب النّاس هُم مع فكرة توفير المال، لكنّ الكثيرين منهُم لا يوفّرون، لماذا هذا التناقُض؟ لأنّ الكثيرون منّا يُلقون اللّوم على عدم الانضباط.

أبقِ الهدف في قائمة المهام الخاصة بك، على أمل أن تحوّل سلوكك بشكل من الأشكال ومع الكثير من الخيال لتُصبح على الطريق الصّحيح. ربّما إذا وافقنا على أنّ حقيقة توفير المال صعبٌ للغاية، وأّننا نحتاجُ الأفضل، فإنّ عدم الانضباط يعتمدُ على أنظمة التوفير التلقائي، والتي سنفعل من خلالها الأفضل.

شاهد أيضاً: فديو: 9 التزامات للانضباط الذاتي

2. استخدم ما أنت عليه، وليس ما قد تكون عليه في المستقبل

بدلاً من أن تتخيّل الشّخص الذي تُريد أن تكون عليه في المُستقبل، جرّب كتابة قائمة بالصّفات التي لديك الآن، الجيّدة منها والسيّئة. ثمّ عاود قراءة السيّئة منها وحاوِل تخيُّلها مُجدّداً بشكلٍ أكثر إيجابيّة.

على سبيل المثال، إذا كُنت تعتبر نفسك ثرثاراً وتفكّر بأن تقلّل من كلامك بشكل أكثر سلبيّة، فبدلاً من ذلك، انظُر للموضوع بشكل أكثر صدق. توقّف عن التّفكير بأنّك مُحطّم، كُفّ عن القلق حيال ما تحتاجُ لإصلاحِه في شخصيّتك، وإبدأ التّركيز أكثر على الأشياء التي تعمل عليها لأجل نفسك. 

3. أدرك أنّ الشيء الرّئيسي الذي يسبب لك المشاكل هو أنّك تظنُّ بأنّ هناكَ خطبٌ ما

ليس هنالك أحد مُنضبط في كل حالة من حالات الحياة، نحنُ منحازون في انضباطنا للأشياء التي نراها ذات قيمة فقط. الشّيء الأكثر قيمةً في قوائمنا، هو الشّيء الأكثر لفتاً لانتباهنا والذي يتطلب منا الجهد الأكبر، وهذا ما يراهُ الآخرون انضباطاً. هذا تماماً ما يجعلُنا بشر، والذي يجب أن نتعلّمه ونعمل عليه لنتقبّل ذاتنا، إذا ما كنّا ننوي النجاح.

4. لا تهدف للوصول فقط... بل للتواصل أيضاً

ليست كل الأشياء مرتبطة بأهدافنا وطموحاتنا. ولكن هذا لا يعني أنه لايجب أن يكون لدينا أحلاماً كبيرة، بل يعني أنّهُ علينا ألّا ندع الأحلام الكبيرة تجعلُنا نرى أنفسنا صغاراً. لا يجب أن نجعل طموحاتنا المستقبليّة توقفُنا في الوقت الحاضر.
اليوم، الآن ومن هذه اللّحظة، نستطيعُ فعل شيءٍ ما يجعلُنا فخورُون بأنفسنا، حتّى ولو كان هذا الشيء صغيراً، من خلال إستخدام ما لدينا وما نحنُ عليه.

 

المصدر




مقالات مرتبطة