هل لكل عواطفي قصد إيجابي؟

كل واحد منا مر بأوقات كانت حينها عواطفه مليئة بالمتعة أو بالألم.


لما كنا نشعر بالمتعة كنا نتمنى لو تستمر و كان الجسم و العقل متناغمان، لكن لما كنا نشعر بالألم (بسبب عواطف سلبية) كنا نرسل إشارة إلى أذهاننا للبحث عن سبل لتقليل ذلك الألم، فإما نقوم بتجنب العاطفة المسببة للألم (كالحزن أو الغضب مثلاً...) أو كنا نقوم بنفيها، أو نلجأ إلى منافستها، لكن قليلا ما كنا نختار التعلم منها و استخدامها باعتبارها إشارة من أذهاننا للقيام بما يتوجب فعله. فالعواطف ما هي إلا إشارات للفعل، و هي كالرسائل التي يصدرها جهازنا العصبي لما نضع أيدينا على النار. فالشعور بالألم جراء الحرارة المفرطة للنار ما هو إلا رسالة لحماية أعضائنا من التلف و الشعور بالغضب ما هو إلا رسالة مفادها أن قاعدة من قواعد حياتنا قد تم خرقها من طرف أشخاص آخرين و هي دعوة لحسن فهم الوضعية التي أشعلت غضبنا و دعوة لمراجعة قواعدنا و طرق تعبيرنا عن تصرفاتنا. و نفس الشيء ينطبق على العواطف الأخرى كالانزعاج، الخوف، الإحباط، و الشعور بالوحدة...فكلها لها قصد إيجابي. و في سياق حسن استغلال عواطفنا يقول أنطوني روبنز في كتابه "أيقظ قواك الخفية": عليك أن تدرك بأن العواطف التي تنتابك في هذه اللحظة بالذات إنما هي هبة و مؤشر، و نظام مساند، و دعوة للفعل. فإذا كبت عواطفك و حاولت أن تنفيها من حياتك، أو إذا كبرتها و سمحت لها بأن تحتل كل جوانب حياتك فإنك تبعثر أحد أثمن مصادر حياتك." و هذا ما تمت الإشارة إليه في القران الكريم قرونا مضت في قوله تعالى: "وعسى أن تكرهوا شيئا و هو خير لكم". لكن كيف بإمكاننا أن نحسن استغلال عواطفنا التي كنا نعتبرها سلبية فيما مضى؟ إن أول شيء يتعين القيام به لكي نستغل عواطفنا هو أن نحدد فعلا ما نشعر به، ثم بعد ذلك نحاول أن نتفهمها و نعتبرها سندا لنا، ثم نكتشف الرسالة التي ترسلها لنا تلك العاطفة، ثم نتسلح بالعزم على أنه بالإمكان معالجة الأمر، و أخيرا نندفع للقيام بالصواب.