هل دلوك ممتلئ؟

 

هل دلوك ممتلئ؟

المؤلفان : «توم راث» و«دونالد كليفتون»

 دار النشر : «جالوب بريس»

عدد الصفحات : 128

تؤثر التعاملات المباشرة في مجتمع العمل سواء أكانت سلبية أو إيجابية على العلاقات بين الأفراد وحجم إنتاجهم بل وصحتهم الشخصية أيضا. ويستخدم «توم راث» - الذي حقق أفضل مبيعات لـ «نيويورك تايمز» - والكاتب البارز «دونالد كليفتون» استعارة مبتكرة لدلو يمثل قدرات كل فرد الخاصة ومغرفة يتم عن طريقها ملء أو تفريغ هذا الدلو في كتابهما : (هل دلوك ممتلئ؟) في محاولة منهما لدراسة تأثير المشاعر الإيجابية والسلبية على الفرد.
 



وقد ذهب المؤلفان إلى القول بأنه لكل فرد دلو غير مرئي يتم ملؤه أو تفريغه بناء على ما يقوله للآخرين أو ما يقال له. ويكون الفرد في أفضل حالاته عندما يكون دلوه ممتلئا والعكس بالعكس. وأما المغرفة فتمثل نتاج كل تعامل مع الآخرين والذي قد يؤدي إلى تفريغ هذا الدلو أو ملئه. فحينما يتعامل الفرد مع الآخرين بسلبية فكأنما يعمد إلى دلائهم ليفرغها من محتوياتها ويقلل من مظهرهم الإيجابي، وعند التعامل مع الآخرين بإيجابية فإننا نساعد في تحسين صورهم أمامنا وأمام الآخرين وبالتالي ملء دلائهم ودلائنا في نفس الوقت.
وقد أثبتت دراسة أجراها د. ويليام ماير - رئيس الأطباء النفسيين السابق بالجيش الأمريكي إبان حرب فيتنام – أن السبب الأكبر لوفاة الكثيرين من أسرى الحرب الأمريكيين - في سجون الكوريين بنسبة تصل إلى 38% وهي النسبة الأعلى في تاريخ الجيش الأمريكي - لا يرجع إلى التعذيب الجسماني بقدر ما يرجع إلى استسلامهم النفسي بسبب غياب الدعم المعنوي والذي يتولد من العلاقات الشخصية المتبادلة، حيث أخضع الكوريون الشماليون هؤلاء الجنود إلى نوع من العزل العاطفي والنفسي مما أدى إلى شعورهم باليأس. وتعتبر هذه الدراسة دليلا صارخا على الآثار المدمرة للمشاعر السلبية والتي قد تنقص من عمر الإنسان أو تؤدي إلى الوفاة.


وتوصل «كليفتون» في بدايات خمسينيات القرن المنصرم إلى أن الدراسات النفسية ركزت بشكل كبير حتى هذا التاريخ على محاولة علاج الجوانب النفسية السيئة في الشخصية مما وقف كعائق كبير في طريق هذا العلم، ولذا بدأ «كليفتون» في التفكير بالتركيز على الجوانب الإيجابية في الشخصية وتأثير هذه الجوانب على الفرد إضافة إلى محاولة دعمها وهو ما يطلق عليه في يومنا هذا مصطلح «التمتين»®.
وبينما نواجه يوميا مئات المواقف التي قد تشكل نقاط تحول في حياتنا، فإن معظم هذه النقاط يمر دون ملاحظته أو التفاعل معه إلا مع أقل القليل الذي يجبرنا على التوقف أمامه ومحاولة زيادة المشاعر الإيجابية مع عدم إغفال نقاط الضعف السلبية وبالتالي تعلم الطريقة المثلى للتعامل مع المواقف الصعبة مع محاولة ملء دلائك ودلاء الآخرين والتي ستشكل درعا واقية ضد السلبية.


ويعرض المؤلفان خمس استراتيجيات لزيادة المشاعر الإيجابية والتي توصلا إليها بعد إجراء ما يزيد على 4000 مقابلة :
الاستراتيجية الأولى : أوقف التسرب في دلوك :
قبل البدء في ملء دلوك حاول إيقاف أي تسرب فيه يحدث نتيجة المغرفة التي تخرج نتيجة المشاعر السلبية بأن تراقب ما تقوله للآخرين. وعلى الجانب الآخر، حاول إقناع الآخرين بأن السلبية ستؤدي إلى زيادة الموقف سوءا وإذا لم يفلح هذا الأسلوب، حاول تجنب هؤلاء الأشخاص بأقصى ما يمكنك.


الاستراتيجية الثانية : أظهر كل عمل في صالحك :
عندما تملأ دلاء الآخرين، سيملؤون دلاءك بالتبعية وعندها وجه الشكر لهم لتظهر بأنك تقدر معروفهم وأنك جاهز لمشاركة الآخرين بطاقتك الإيجابية.


الاستراتيجية الثالثة : كون صداقات حميمة :
من الأفضل عدم التقيد بصديق واحد حميم حيث يفيدك تعدد الأصدقاء في العمل والمنزل والعلاقات الاجتماعية الأخرى.


الاستراتيجية الرابعة : فاجئ الآخرين بالهدايا :
دائما ما تساعد هداياك غير المتوقعة على ملء دلاء الآخرين حيث يفضل الأغلبية العظمى الهدايا المفاجئة لما تحمله من مشاعر إيجابية.


الاستراتيجية الخامسة : اعكس القاعدة الذهبية :
حاول ملء دلاء الأقربين لما يحمله ذلك من معان أكبر ولأنه يساعد على بناء علاقات دائمة تساعد على تغيير حياة الآخرين.
ولذا حاول دائما استغلال كل فرصة ممكنة لزيادة المشاعر الإيجابية في حياتك وحياة المحيطين بك لما تسببه من فارق كبير في الحياة وقدراتها على تغيير شكل العالم بأكمله والقضاء على المشاعر السلبية وكل ما تحمله من تفاعلات تؤثر سلبا على صحة الفرد النفسية وقدرته على الإنتاج والإبداع.

 

المصدر:موقع اليوم الالكتروني