هل اختلفت دوافع الزواج الثاني في العصر الحالي؟

 

قديماً كانت الزوجة تتقبل أن يتزوج زوجها بأخرى.. أما الآن فلا يمكنها أن تغفر له وتسامحه على فعلته حتى وإن فعل لحاجة ماسة تتعلق بإنجاب أطفال يكونون له ولها سنداً في الكبر وعوناً عندما توهن الأجساد وتبلى القوى..



 

والأسباب في اختلاف الرؤى بين القبول قديما والرفض في العصر الحديث متباينة، بعضهنَّ تفسر أن الرجل قديماً حينما كان يفكر بالزواج مرة أخرى إنما لحكمة دينية والسترة والحفاظ على المرأة، أما الآن فدوافع الرجل للزواج تنصب على التباهي والتفاخر.

 ومهما كانت الأسباب والدوافع لدى الرجل للزواج من أخرى فإن المرأة لا تتقبلها؛ حتى أنها في عصر الانفتاح في العلاقات الاجتماعية باتت تفضل أن يكون لزوجها عشيقة بعيداً عن البيت والأولاد على أن يقدم زوجها على الزواج من أخرى في إطار الحلال الذي شرعه الله تعالى!

غير أن ذلك ليس قاعدة خاصة لدى المرأة الشرقية التي لا يمكن أن تقبل بهذا النوع من العلاقات غير المشروعة؛ ناهيك عن أنها تحرص على التمتع بالظهر الاجتماعي المتماسك أمام الناس، ولكن أيضاً لهذه القاعدة شواذ. "آسية" في التقرير التالي يرصد صعوبة تقبل الزوجة الأولى لفكرة الزوجة الثانية

تابع معنا.. في سنوات عمرها الأولى ارتبطت بشريك العمر قضت معه أجمل الأيام وأسعدها، إلا أنه غادرها بعد أن أنجبت ثلاثة من الأولاد كانوا لها قرة عين، بعد وفاة الزوج عادت إلى أهلها بالسعودية لكن أهل الزوج لم يرضوا ذلك أصروا عليها بالعودة والزواج من شقيق الزوج المتوفى، رفضت ثم قبلت لأسباب فقط هي من تعرفها، عاشت من الزوج الجديد الذي كن لها كل الحب والمودة وبادلته ذلك إلا أنها لم تملك أن تهبه طفلاً من رحمها لأسباب طبية بحتة بعد إرادة الله العزيز الكريم

لم يفكر الشقيق بالزواج من امرأة ثانية لتنجب له أولاداً يحملوا اسمه وظل محافظاً على حبها وحب أبنائها خاصة ابنها البكر كان له شقيق الروح والابن الذي لم ينجبه إلا أنه تركه أيضاً راحلاً إلى دار الخلد ملتحقاً بأبيه وبدأ الأهل يصرون عليه بضرورة الزواج.

ليرى ابناً من صلبه يحمل اسمه، في البداية رفض وأخيراً اقتنع بعد أن فشلت كافة المحاولات لينجب طفلاً من زوجته، الزوجة لم تتفهم ذلك كان لها كبرياؤها ورفضت الفكرة اتهمته بالخيانة والغدر، طالبته بالطلاق لكنه لم يفعل، يؤكد أنه لن يطلقها لتبقي تحت جناحه يعيلها وبنتيها إن مرضت ويحميها إن غدر بها أحد، وبين كبريائها ورغبته في إنجاب طفل كمنت المشكلة، هو تزوج وحقق حلمه بأن يكون له طفل من صلبه يحمل اسمه؛ بينما هي لم تستطع أن تغفر له وتتلمس حاجته الغريزية للأبوة ما زالت ترفضه

 ودافعها في ذلك أنها تنازلت من أجل أبنائها وتزوجت به ليكون لهم أباً بعد أبيهم الذي هو شقيقه بالأساس والآن يتركهم لينجب طفلاً يكون له أباً في رأيها هذه أقصى درجات الغدر والخيانة. تفهمت حاجته لكن لم تدعه يتزوج وإن الزوجة السابقة لم تستطع تفهم حاجات زوجها الثاني بأن يكون له ولد من صلبه ورفضت زواجه واعتبرته خائناً فهذه الزوجة "م.ي" تفهمت حاجات زوجها لكنها لم تدعه يتزوج بأخرى، تقول: "ابتلاني الله سبحانه وتعالى بمرض لم أستطع معه الحمل الطبيعي، ما أثمر لي ألماً كبيراً فأنا ككل أنثى أتوق لأشعر بمشاعر الأمومة يكون لي طفل أدللـه وأحنو عليه يناديني ماما" حاولت المرأة كثيراً لكنها فشلت وبدأ الأهل يلوحون لزوجها بضرورة الزواج من أخرى وإنجاب الأطفال قبل أن يجري قطار العمر لكنها كانت لمحاولاتهم بالمرصاد، ولا تخفي السيدة أنها أحياناً كانت تلين وتحاول تقبل فكرة زواجه من أخرى بدافع حبها له لكنها سرعان ما تنتفض رافضة الفكرة جملة وتفصيلاً خاصة أن الزوج يبادلها الحب والاحترام ولم تهن عليه عشرة السنوات الخمس بسهولة، تؤكد أنها التجأت إلى الله بالدعاء والمناجاة ليشفيها ويرزقها بالذرية الصالحة لتنقذ زواجها، وبالفعل بعد رحلة علاج طويلة مكللة بالصبر جاء طوق النجاة بإمكانية حمل الأنابيب لديها، لكن البداية كانت صعبة تشير أن أحداً من أهل الزوج لم يشجعها أرادوا إقناعها بضرورة الموافقة على زواج زوجها من امرأة ثانية تنجب له أطفالاً تربيهم معها وتكون لهم أماً لكنها رفضت تقول:

"كانوا يرون أن حملي بواسطة الزراعة لن تثمر إلا الفشل ومزيداً من الألم النفسي والإرهاق المادي لنا لكن أملي بالله كان كبيراً" خضعت وزوجها لعملية زراعة طفل أنابيب ورزقها الله بمن أقر عينها وعين زوجها.

 زوجة ثانية مرفوضة من الأولى (غ.ز) كانت الزوجة الثانية لرجل في الأربعينيات من العمر متزوج وله من الأبناء الذكور والإناث، تؤكد أن دوافعها للقبول بأن تكون الزوجة الثانية تتراوح بين تقدمها في العمر إذ بلغت منتصف الثلاثينيات ولم يطرق بابها فارس الأحلام المناسب، بالإضافة أنها باتت وحيدة بلا أنيس ولا جليس بعد أن فارقها الأب والأم وانشغل الأشقاء والشقيقات كلٌ بحياته الخاصة، وتضيف:

"لولا هذه الظروف لما قبلت بأن أكون زوجة ثانية".. قد تبدو دوافع الفتاة مقبولة لكن الزوجة الأولى لم تستوعب ذلك خاصة أن ليس لزوجها من وجهة نظرها دافعا أو حاجة ماسة؛ فقد أنجبت له الذكور والإناث وسهرت على راحته وكانت مثال المرأة المطيعة لزوجها لا تخالفه ولا تناقشه ولا تجادله في شيء تنفذ كل رغباته بطيب خاطر، أما من وجهة نظر الزوج الذي يعمل مَسّاح أراض يعمل في مجال بناء العقارات

 فكان الزواج من أخرى ضروري فهو بحاجة لمن تشاركه الرأي تناقشه وتدفعه للأمام لا تنفذ ما يريد فقط، يؤكد أنه يقدر زوجته الأولى لكن حاجته إلى أخرى أقوى من حبه لها، ويتابع: "أن الفكرة كانت تراوده كثيراً إلا أنه لم ينفذها إلا منذ وقت قريب حينما وجد ما يريده في زوجته الثاني (غ.ز) صارح زوجته الأولى بقراره الزواج وتزوج".

 الزوجة الأولى رفضت وهددته برفع دعوى طلاق وأخذ الأولاد لكنه لم تستطع أن تمنعه في البداية وكانت الكارثة بأن استعانت بأحد الدجالين ليخرب حياة زوجها مع زوجته الثانية ويعود إليها، وتؤكد الزوجة الثانية أنها نجحت في ذلك فقد جاءها الزوج في إحدى المرات شاكياً باكياً قال إنني بت محرمة عليه، ومن ثم بدأت معاملته تتغير ظلمني كثيراً وقسا عليَّ كثيراً لكني تحملت حتى لا أوصف بالمطلقة وأعود وحيدة ولكن دون جدوى.. لا تقبل بالزوجة الثانية وفقاً لطبيعتها وتكوينها النفسي والعاطفي لا تقبل المرأة بأي حال من الأحوال أن يشاركها في زوجها امرأة أخرى وإن أجبرتها الظروف أحياناً تقبل ذلك لحاجة الزوج الماسة للزواج من أخرى طلباً للذرية

إن تعذر عليها الإنجاب لعقم أصاب رحمها أو مرض أوهن جسدها ولم تعط زوجها حقه من الرعاية والاهتمام. "إسلام" في نهاية العشرينات من عمرها متزوجة ولديها من الأبناء ثلاثة تؤكد أنها لا تقبل بالزوجة الثانية مهما كانت أسباب ودوافع الرجل، وتؤكد إذا ما فكر زوجي بالزواج من أخرى فعليه أولاً أن يمنحني حريتي، مشيرة أنها على استعداد أن تتنازل عن جميع حقوقها مقابل الحصول على حريتها وعدم التعايش مع رجل بزوجتين والسبب أن قلبه سيكون مقسوماً على اثنين ولا يمكنها القبول بذلك.

 وتحمل ذات وجهة النظر "سمية" تشير أنها لا تقبل بأي حال من الأحوال أن يتزوج زوجها وهي ما زالت على ذمته فليطلقها أولاً ويسدي لها حقوقها ومن ثم يتزوج لأنه لن يكون عادلاً أبداً، مشيرة إلى أن الظاهرة في الآونة الأخيرة بدأت تطفو على السطح بكثرة نتيجة العنوسة والانفتاح في العلاقات بين الرجل والمرأة.

موقع الأسرة السعيدة