"هرول دماغك" تقدح فيه شرارة الإبداع!

هل اتفق لك ذات مرة أن تفتق ذهنك عن فكرة عبقرية صالحة لأن تكون موضوع قصة مبتكرة أثناء ممارستك الرياضة الهرولة مثلاً؟إذا صدف أن أتفق لك ذلك، فتأكد أنك لست أول إنسان يقع له ذلك، وأنك لست أول من تدور في رأسه عجلة الإبداع أثناء ممارسة الرياضة البدنية، فشواهد التاريخ حافلة بأسماء عباقرة أسهموا في حضارة العالم أثناء ممارستهم أنواعاً من الرياضة كالمشي أو الجري أو الهرولة، أو أثناء ركوب الدراجة أو السباحة.



أكثر مما يخطر ببالك

واليوم أثبت العلم أن لحظات (وجدتها) التي يصل إليها الكثيرة أثناء ممارستهم الرياضة، هذه اللحظات هي أكثر عددياً مما يظن الناس، بل إن أحد المختصين في هذا الباب يدعى أن مجرد جلسة واحدة من الرياضة الحيهوائية (في الهواء الطلق) كافية لأن تطلق شرارة دماغية تنشط ذهن الإنسان وأن تبقيه نشطاً طوال سويعات بعد ممارسة هذه الرياضة. 

ولكي تدوم هذه الفائدة الذهنية، فإن الأمر يتطلب أن تشفع الرياضة العقلية، بلياقة بدنية _ أي مزيد من الرياضة.  وللتأكد من ذلك، سل جماعة من العائدين، كلاً على انفراد، تجد أن أنشغال أذهانهم بأفكار إبداعية أثناء الرياضة، هو من الأمور المألوفة التي يحملونها على محمل الواقع.

الإبداع يحدث على مرحلتين

يقول عالم النفس كيث سوبر من جامعة واشنطن إن الإبداع يكون نتيجة لعمليتين:

تكون المرحلة الأولى في ذلك هي جمع المعلومات التي يسعى الشخص جاهداً لأن يكسو بها الهيكل العام الذي يفكر فيه ويقصد منه حل مشكلة من المشاكل.  ولكن لحظة البصيرة تقع عندما يخفف الشخص من جهده بعد أدائه عملاً شاقاً، ويحدث تبديلاً على سرعة خطوه.

وربما كان ذلك راجعاً إلى كون الذهن أثناء مرحلة الاعداد، مركزاً انتباهه تركيزاً ضيقاً جداً، إلى الحد الذي يجعله يتجاهل الرؤية العشوائية للارتباطات الآخذة في التصفية عبر العقل اللاواعي.

ومع ذلك فإن الإبداع، من حيث التعريف اللفظي، هو عبارة عن عملية القيام بفقزات غير متوقعة.

أهي من حالات التأمل؟

هذا ما يقوله عالم النفس الرياضي جيف سايمونز من جامعة ولاية كاليفورنيا، مضيفاً أن هذا الرأي هو من قبيل المقارنة بالحالة التأملية للذهن، فهي من حيث الجوهر عبارة عن وسيلة لوقف عمل الفص الدماغي التحليلي الأيسر، وإعطاء الأولية للفحص الأيمن الإدراكي الحسي.

وعلى المدى القصير فإن الرياضة تفتح باب الإبداع، ولكنها على المدى البعيد، تتجاوز ذلك بكثير.  وقد فسر أحدهم ذلك بقوله:  (لم أحتج إلى وقت طويل، أثناء ممارستي الرياضة، كي أدرك أن رياضة الجري قد عملت على ضخ ما يكفي من الدم إلى دماغي، وهو ما مكنني من التركيز الذهني وزاد من كفاءاتي التعليمية).

والحقيقة هي أن ذلك يمكن أن يكون على هذا القدر من البساطة، إذ إن الدماغ يحتاج إلى مقادير كبيرة من الطاقة.  وقد أكدت الاختبارات التي أجريت على الدماغ عن طريق استخدام أجهزة التصوير الحديثة، أكدت هذه الاختبارات ان الرياضة تغرق الدماغ بسيل من الدم والأكسجين، كما أنها تزيد من نشاط الفحص الجبهي من الدماغ، وهو القسم من الدماغ المعني بالمقاضاة والانتباه.

من الناحية البيوكيمائية

النشاط الرياضي، من هذه الناحية، يعمل على تنشيط إنتاج المواد الكيميائية الدماغية الهامة، مثل عامل الضمور العصبي الدماغي المنشأ.  وهو العامل الذي يشجع على نمو وصلات دماغية جديدة، وبمعنى آخر فإن الرياضة تحافظ على شباب الدماغ.

وقد يكون في هذه الحقيقة تفسير لقلة إصابة الرياضيين نسبياً، بحالات من داء الخرف ألزايمر، أو الشكل الرعاشي.

 

عقول عظيمة في أجسام سليمة

بييركوري وزوجته ماري كوري

الحائزان على جائزة نوبل، ابتاعا بالأموال التي أعطياها كهدية زواجهما، ابتاعا دراجتين هوائيتين كانا يقومان عليهما بنزهات طويلة.

ألبير آينشتاين، كان يحب التجوال المتعرج سيراً على الآقدام في مدينة ميونيخ، وبعد ذلك انتقل إلى ممارسة رياضة القوارب الشراعية.  وعند سكون الريح كان يستخرج مذكراته الرياضية ويقوم بمراجعتها.

بطل الشطرنج العالمي غاري كاسباروف، دعم لياقته الجسمانية بعبقريته الشطرنجية.

بنيامين فرانكلين أثناء وجوده في لندن كان يمارس السباحة يومياً في مياه نهر التايمز، وكان يدهش الماره بمهارته في هذه الرياضة.

 

المصدر: بوابة المرأة