نور المنزل وبركته

المسنون, هم آباؤنا, هم أمهاتنا, يوماً ما سنكون مثلهم, ليتخيل كل واحد منا أن عمره 70 عاماً, ليتخيل تلك الأحاسيس, تلك الآلام والتي عادة تخرج ولكننا لا نراها, ولا يحس بها غيرهم, المسنون لهم الفضل بعد الله في تربيتنا وتنشئتنا التنشئة الصحيحة السليمة, هؤلاء الكبار هم الذين خاضوا متاعب الحياة، وحملوا أبناءهم على أكتافهم حتى أوصلوهم إلى شاطئ النجاة, لكن بعضنا لا يحسن التصرف معهم, فهل يقبل العقل البشري أن يكون دار العجزة هو الجزاء للوالدين الذين أفنوا عمرهم من أجل فلذة كبدهم.



يطلق على الشخص كبير سن عادة عندما يتجاوز الخامسة والستين من عمره, هذه المرحلة من العمر يكون المرء فيها قد جمع من الخبرات والتجارب في حياته الشيء الكثير وهو يقف على أعتاب فترة من الانحدار البدني أو الفكري أو كلاهما معاً.

والإسلام ولاشك دين إنساني، يحترم الإنسان ويصون كرامته كبيرا وصغيرا. ولقد كرم الله بني آدم وجعله خليفته في الأرض لعمارتها,وحرص الإسلام على تنظيم العلاقات الأسرية والاجتماعية على أساس من العدل, والتعاون, والإخاء, والحرمة, والعطف, والتضامن, والتكافل.

وإذا كان الإسلام قد حرص على صون كرامة الإنسان في كل مراحل عمره، فقد عني عناية خاصة بتوقير الكبار واحترامهم والعطف عليهم والإحسان إليهم وخاصة الوالدين. فحث على بر الوالدين والإحسان إليهما في كل مراحل العمر وضرورة رعايتهم خاصة عندما يكبرون، حيث يصبحون أكثر حاجة للرعاية والعناية بعد أن أدوا الرسالة تجاه أبنائهم وأوطانهم

إن المسن يحتاج للحنان والرعاية والعطف مثل الصغير تمامًا ويجب أن لا نبخل عليه بذلك, كما يجب علينا تجنب الاصطدام مع المسن في رأي معين لأن موافقته وقتيًا ومن ثم العودة مرة أخرى لمحاولة إقناعه تأتي غالبًا بما نرغب من النتائج.

وعند وجود هذه الفئة الغالية في المنزل يجب علينا التعامل معهم كما أمر ديننا الحنيف، باتباع مجموعة من الفنون التي تساعد بحول الله على إسعادهم وهي:

                    تعليمهم القرآن إن كانوا لا يعرفون.

                    عدم إحراجهم في الأمور التي لا يعرفونها مثل القراءة والكتابة والحاسب وغيرها.

                    مراعاة واعتبار رأيهم حيث إنهم أكثر خبرة منا في الحياة.

                    عدم مهاجمة وانتقاد ما اعتادوا عليه من التقاليد التي لا تخالف الشرع.

                    إشعارهم بأن لهم منزلة رفيعة وذلك بإضـافة بعض الألقاب مـثل يا عم/ يا والد وكذلك بتقبيل رأسـهم والإفـساح لهم فـي المجلـس.

                    إحسان الأدب والتزام الحكمة خاصة عند أمرهم بالمعروف ونهيهم عـن المنكر.

                    يجب أن ندرك أن المسن يستمتع بـالحديث عن الماضي السحيق لأنه يتذكره أكثر من الأحداث القريبة ولأنه يسعد بـاستعراض تجاربه وخبراته، فـعلينا أن لا نحرمه من ذلك بل نظهر له التفاعل والإعجاب.

                    من المعروف أن قصور السمع والبصر لدى المسن يجعله يبتعد شيئاً فشيئاً عن أحداث الواقع ولذلك يجب علينا التحدث بـصوت مسموع ومحاولة جذب المسن للواقع بـإخباره بما يدور من حوله وأخذ رأيه ومداعبته.

                    الرعاية الصحية بالفحص الطبي والدوري للكشف عن أي مشكلات صحية في بدايتها وذلك لنقص وضعف المقاومة عند المسنين.

 

 

 موقع الأسرة السعيدة