نوبات، وعصاب الفزع Panic disorder

يعاني الكثيرون من نوبات الفزع، وهي حالة من الرعب شديدة في أغلب الأحيان مفاجئة وبدون أي مثير خارجي واضح spontaneous، وتصل لعنفوانها في حوالي بضعة دقائق قبل أن تبدأ في الانحسار تدريجياً. ولذلك تجد المصاب في حالة ترقب لنوبة جديدة وخاصة عند إحساسه بأي من الأعراض التي تصاحب النوبة. يتصور في خياله كل الأعراض المخيفة للنوبة ويتوقع حدوثها لا محالة فيكون ذلك في كثير من الأحيان كافياً لحدوث نوبة جديدة.



في بعض الأحيان تكون هذه النوبات نتيجة لمثير خارجي واضح تنطلق معه نوبة فزع جديدة كما في عصاب الرهاب triggered. وقد يمتد المثير ليشمل مثيرات أخري لها شبه بالمثير الأصلي قد لا يتبينه المريض. وفي بعض الأحيان يربط المصاب النوبة بحالة أو مكان أو مناسبة معينة حدثت النوبة أثناءها بالصدفة فمتى تعرض لهذه الأشياء مستقبلاً يكفي هذا لإطلاق نوبة جديدة. لذلك يحرص المصاب على تجنب هذه الأماكن باستمرار وحتى مجرد التفكير فيها.

الأعراض المصاحبة لنوبة الفزع هي نتيجة مباشرة لإثارة الجهاز العصبي اللاإرادي وإفراز هرمون الأدرينالين،كسرعة ضربات القلب، وتصبب العرق، والارتجاف، وألام الصدر، والشعور بالاختناق، والدوار، والخوف من فقدان السيطرة على النفس، أو الإغماء أو الجنون، أو الموت نتيجة لنوبة قلبية أو اختناقاً.

يعتقد المحللون النفسيون أن بعض نوبات الفزع التلقائية والمفاجئة قد تكون نتيجة لصراعات داخلية لرغبات أو نزعات أو غرائز مكبوتة تسبب صراعاً وتوتراً وقلقاً داخلياً. وبالتالي يكون التحليل النفسي لاكتشاف هذه الصراعات المكبوتة هو الحل الوحيد.

أما المعالجون السلوكيون فيعزونها إلى نظرية التعلم التي ترجع المشكلة إلى تجربة مبكرة سابقة مصاحبة بحالة فزع شديد يقوم العقل بتخزين والاحتفاظ بذاكرة لها عن طريق الارتباط الشرطي. فمتى تعرض الفرد لنفس التجربة أو تجربة مشابهة حتى ولو من بعيد، تنطلق كل هذه الاستجابات مرة واحدة من جديد.

ومن المعروف أن كل حالات العصاب المختلفة يمكن أن تصاحب ببعض أعراض الفزع أو بنوبة فزع كاملة. وفي أحيان كثيرة عندما يكون الفرد متعرضاً لحالة ضغوط نفسية شديدة تدوم طويلاً تنتهي بنوبة خوف أو نوبة الفزع

المصدر:الوزير