نفس عن همومك

ان تراكم الاحباطات هو من أخطر العوامل التي تسبب الأزمات النفسية، وأن كبت ردود الفعل ازاء المواقف المختلفة هو بداية الانفجار النفسي الاكبر، فهذه الاحباطات المتراكمة في نفس الإنسان من جراء احتكاكه بالاسرة والمجتمع والاصدقاء وتلك المواقف التي تمر على إنسان فتجرح كبرياءه أو تمس كرامته فيكبتها، يجب أن لا يتصور بأنها سوف تختفي بمجرد فعله هذا، لأنها تشكل من جانب آخر جبلا من الانفعالات والترسبات يهدد بأن يفجر بركانه في أي لحظة.



ان معظم من يصابون بأزمات نفسية لا يتذكرون ما هو السبب المباشر لهذه الأزمة والقلق والخوف يفرز العديد من الافرازات كي يتمكن الإنسان من التكيف مع هذه المواقف.

بل حتى من الناحية الفسيولوجية يقال أن جسم الإنساني في حالات الانفعال والقلق والخوف يفرز العديد من الافرازات كي يتمكن الإنسان من التكيف مع هذه المواقف.

ولكن الإنسان عندما يكبت هذه الانفعالات فان الافرازات تترسب في جسمه لتسبب مرضا عضويا.

وهذا يعني أننا يمكن أن نمنع البركان النفسي من الانفجار والترسبات والانفعالات من أن تكون جبلا يهدد بالخطر، لو نفسنا عن انفسنا.

أن ازالة الاثار النفسية التي تترسب على أثر الاحباطات والمعاناة المختلفة هو جوهر الحفاظ على استقرار النفس.

لماذا جعل الله البكاء عند الإنسان، اليس لكي يفرغ من خلاله جزءا مما يحزنه أو يقلقه؟

قد يتصور الإنسان أنه في حالة بكائه سيكون ضعيفا، ولكنه الضعف الذي تعقبه القوة، وهو على كل حال أفضل من التظاهر بالقوة لكي تترسب هذه الرواسب ومن ثم تسبب انهياره.

ومن العوامل الرئيسية لازلة هذه الاثار هو الصديق.

فمن يبث همومه وآلامه إلى من يشاركه اهدافه وآلامه يقوم بعملية طرد كبيرة لتلك الرواسب، لا تتصور أن صديقك غير قادر على حل مشكلتك، لانك غالبا تنظر إلى نفسك من زاوية واحدة ولكن الآخرون ينظرون إليك من جميع الزوايا، لذلك جاء في الحديث "أحب اصدقائي من اهدى إلى عيوبي".