نصائح طبيعية لعلاج قرحة المعدة

تبدأ القصة بإحساس بحرقة في المنطقة الواقعة بين عظمة الصدر والسرة, وبألم في المعدة غالباً ما يشتد ليلاً. وقد يصاحب ذلك غثيان، تقيؤ، تجشؤ، نفخة، عسر هضم، ضعف الشهية ووجود دم في البراز.إنها القرحة, المرض الذي ينغص حياة الملايين.



ويقول المتخصص الأميركي الدكتور بول ميسكوفيتش، إن خطر الإصابة بقرحة المعدة يبلغ ذروته في الأشهر الثلاثة الأولى لتناول مسكنات الألم ومضادات الالتهابات هذه. ويتم عادة علاج هذه النوع من القرحة عن طريق تبديل نوعية هذه العقاقير.
ويؤكد المتخصصون أن العلاجات الطبيعية، التي يمكن اللجوء إليها تساعد على تعزيز فاعلية العلاج بالمضادات الحيوية، وتسرع عملية الشفاء، وتسهم في الوقاية من الإصابة بالقرحة. وهم يقدمون النصائح الطبيعية التالية:
1- الاستعانة بالأعشاب
تبين في العديد من الدراسات أن عرق السوس يتمتع بفاعلية كبيرة في مكافحة مرض القرحة. ويقول الدكتور نيل مينوشا، مدير مركز أمراض الجهاز الهضمي في جامعة ميسيسيبي الأميركية، إن عرق السوس يتمتع بخصائص مضادة للالتهابات، إضافة إلى خصائصه المضادة للجراثيم. وأفضل أنواعه ذلك الذي يحمل اسم: deglycyrrhizinated licorice) DGL)، الذي أزيل منه أحد الأحماض الذي يسبب ارتفاع ضغط الدم. وهو متوافر على شكل أقراص. وتنصح المتخصصة الأميركية في العلاجات الطبيعية مرسيدس وليامس، بتناول قرص يحتوي على 380 ملغ منه قبل الإفطار، وقرص آخر قبل العشاء.
ومن المفيد أيضاً تناول مغلى جذور عرق السوس. ويمكن تحضيره عن طريق غلي 50 غراماً من عرق السوس في ليتر من الماء مدة 10 دقائق، ثم تترك منقوعة لمدة 5 ساعات. يمكن احتساء 3 أكواب من هذا المغلى في اليوم، لمدة 3 أسابيع. ويمكن تجديد هذا العلاج بعد مرور 10 أيام. لكن يتوجب على كل من يعاني ارتفاع ضغط الدم الامتناع عن تناول هذا المغلى.
وتنفع عشبة الدردار (slippery elm) أيضاً في تغليف وحماية الجدران الداخلية للأمعاء، ما يعزز صحة الجهاز الهضمي بأكمله. وتنصح وليامس بتحضير هذه الوصفة البسيطة المضادة للقرحة: يوضع مقدار ملعقتي طعام من مسحوق لحاء الدردار في وعاء ويضاف إليه القليل من الماء حتى يتحول إلى ما يشبه العجينة الطرية، تمزج جيداً، ويضاف إليها القليل من العسل، ويتم تناولها بمعدل مرتين أو ثلاث مرات، بين الوجبات.
2- مكافحة الجراثيم المضرة
بالجراثيم الحميدة
أفادت الأبحاث أن الجراثيم الحميدة، البروبايوتيكس (Probiotics) يمكن أن تخفف من الآثار الجانبية، التي يخلفها استخدام المضادات الحيوية للقضاء على جرثومة H.pylori. وتتوافر البروبايوتيكس في بعض أنواع اللبن، غير أن مينوشا يقول إننا نحتاج إلى 10 مليارات جرثومة حية على الأقل في الحصة الواحدة، لذلك يستحسن تناول هذه الجراثيم الحميدة على شكل أقراص. وينصح المتخصص الأميركي في العلاج بالأعشاب اندروجاديرت بالتعويض عن الجراثيم الحميدة، التي تموت بفعل المضادات الحيوية عن طريق تناول البروبايوتيكس بعد الانتهاء من تناول المضادات الحيوية، وذلك لمدة يومين على الأقل مقابل كل يوم من تناول هذه الأخيرة.
3- تجنب الأطعمة التي تسبب التحسس
تقول وليامس إن عدم تحمل طعام ما، أو الحساسية تجاهه تسهم في الإصابة بالقرحة، خاصة لدى الأشخاص الذين توجد لديهم جرثومة H.pylori أو الذين يتناولون عقاقير مضادة للالتهابات. وتقول إننا عندما نتناول طعاماً يسبب لنا بشكل خاص، التهابات، فإن ذلك يؤدي إلى بعض الحت في غلاف المعدة الداخلي، ما يزيد تعرضها وانكشافها. وأكثر الأطعمة المسببة للتهيجات هي: الحليب ومشتقاته، القمح، الفراولة، الحمضيات، المكسرات، المحار، والصويا، الأطعمة الغنية بالبهارات، المشروبات المثلجة، الشوكولاتة، القهوة، والأطعمة الغنية بالأحماض.
وتلجأ وليامس إلى طريقتين للتعرف إلى الأطعمة التي قد تسبب التحسس: الأولى هي طريقة فحص الدم، والثانية هي طريقة الحذف التي يتم فيها تحديد جميع الأطعمة التي يشتبه في كونها مسؤولة عن التحسس، وحذفها من النظام الغذائي لفترة قصيرة. ثم يتم كل ثلاثة أيام إعادة إدخال واحد منها إلى الوجبات. فإذا لم يشعر الفرد بأي عوارض سلبية، يشطب هذا الطعام عن لائحة الأطعمة المسببة للتحسس. ثم ينتقل إلى إعادة إدخال طعام آخر إلى النظام الغذائي، وهكذا دواليك حتى يتعرف إلى الطعام الذي يسبب المشكلة. والواقع أن المتخصصين يؤكدون ضرورة تفادي تناول الكثير من السكر والدهون، بغض النظر عن كونها تسبب التحسس أم لا، فهي تسهم في زيادة إفراز الأحماض. وهم ينصحون أيضاً بتفادي كل الأطعمة المحضرة من الدقيق الأبيض، إضافة إلى الطماطم النيئة

المصدر: مكتوب