نصائح الجمعية البريطانية لمرضى السكري- 1

السكري هو حالة صحية ترتفع فيها كمية سكر الدم في جسمك ارتفاعاً كبيراً، ويحدث هذا إذا لم تُنتِج البنكرياس لديك الأنسولين، أو إذا لم تُنتِج ما يكفي منه لمساعدة سكر الدم على الدخول إلى خلايا جسمك، أو إذا لم يعمل الأنسولين الذي تنتجه بشكلٍ مناسب.

والأنسولين هو الهرمون الذي تنتجه البنكرياس والذي يتيح لسكر الدم الدخول إلى خلايا الجسم، حيث يُستخدم بوصفه وقوداً للحصول على الطاقة بحيث نستطيع العمل، واللعب، وأن نعيش حياتنا بشكلٍ عام. فهو يُعَدُّ جوهريَّاً للحياة.

يأتي سكر الدم من هضم الكربوهيدرات وينتجه الكبد كذلك. أما إذا كنت تعاني من مرض السكري فإنَّ جسدك لا يستطيع استعمال هذا الوقود بشكلٍ مناسب لذا فإنَّه يتجمَّع في الدم وهو الأمر الذي يمكن أن يكون خطيراً.



أولاً- ثمَّة نوعين من مرض السكري:

النوع الأول:

  • يكون النوع الأول حين لا يكون الجسم قادراً على إنتاج الأنسولين الذي نحتاج إليه للحصول على سكر الدم (الطاقة) من الطعام الذي نتناوله ومن السوائل التي نشربها.
  • لا يُعرَف على وجه الدقة ما هو سببه، ولكن من المعروف ألَّا علاقة له بالسمنة، فلا يمكنك الوقاية من النوع الأول من مرض السكري.
  • يُشخَّص عادةً عند الأطفال أو الشباب، على الرغم من أنَّه يمكن أن يحدث عند البالغين الأكبر سنَّاً كذلك.
  • 10% تقريباً من المصابين بمرض السكري مصابون بالنوع الأول.

النوع الثاني:

  • يتطوّر النوع الثاني من السكري عندما لا يستطيع الجسم إنتاج ما يكفي من الأنسولين، أو عندما لا يعمل الأنسولين الذي يتم إنتاجه بشكلٍ مناسب.
  • تؤثِّر العوامل الوراثية، والسن، والخلفية العرقية في تطوِّر هذا النوع من السكري عندك، وتكون أكثر عُرضةً للإصابة به إذا كنت تعاني من السُمنة.
  • يبدأ بشكلٍ تدريجي في مراحل متقدمة من العمر غالباً، ولأنَّ أعراضه قد لا تكون واضحةً للغاية فقد تَمضي سنواتٌ قبل أن تعرف أنَّك مصابٌ به.
  • إذا لم يتم اكتشافه فإنَّه يمكن أن يؤدي إلى حالاتٍ تهدد الحياة بشكلٍ جدي.
  • 90% من الأشخاص المصابين بمرض السكري مصابون بالنوع الثاني منه.
إقرأ أيضاً: أهم المعلومات عن مرض السكري بنوعيه الأول والثاني

ثانياً- رمضان ومرض السكري: 

إذا كنت تعاني من مرض السكري فإنَّك بحاجة إلى الاستعداد لشهر رمضان، وهو الذي يأتي في هذا العام في شهر الصيف، ممَّا يعني ساعات صيامٍ طويلة تتجاوز الـ 17 ساعة، فحينما تعاني من مرض السكري يمكن للصيام أن يكون خطيراً وأن يُسبّب مشاكل لصحتك لا سيما إذا مع ساعات الصيام الطويلة هذه.

إذا كنت ترغب في الصيام في أثناء شهر رمضان فتأكَّد من أن تتحدَّث إلى فريقك الطبي بحيث يستطيع مساعدتك على اتخاذ قرار حول إذا ما كان من الآمن أن تقوم بذلك أم لا، وإذا كان الفريق راضٍ عن صيامك فإنَّه سيكون قادراً على مساعدتك على التحكُّم بمرض السكري الذي تعاني منه خلال شهر رمضان.

إقرأ أيضاً: التعامل مع مرض السكري في شهر رمضان

ما الذي يحدث لجسدي عندما أكون صائماً؟ 

عندما نصوم لحوالي ثماني ساعات بعد آخِر وجباتنا فإنَّ أجسادنا تبدأ باستخدام مخزونات الطاقة للحفاظ على مستويات سكر الدم ضمن حدودها الطبيعية، وهو أمر غير مؤذي بالنسبة إلى معظم الناس.

أما إذا كنت تعاني من مرض السكري فأنت مُعرَّضٌ للإصابة بنقص سكر الدم لا سيما إذا كنت تأخذ أدوية معينة أو تأخذ الأنسولين، ومع ساعات الصيام الطويلة في هذا العام ترتفع مخاطر الإصابة بنقص سكر الدم والجفاف. ومن المشاكل الأخرى التي يمكن أن تحدث ارتفاع مستويات سكر الدم في الفترة التي تلي الوجبات الكبيرة التي تتناولها قبل الصيام وبعده على السحور والإفطار. ويمكن لنقص سكر الدم وارتفاع مستويات سكر الدم والجفاف أن تشكِّل خطراً على الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري.

إذا كنتُ أعاني من مرض السكري فهل يمكنني الصيام؟ 

بالنسبة إلى بعض الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري يمكن للصيام أن يكون خطيراً أو أن يسبب مشاكل للصحة، فالأشخاص الذين لديهم ظروف صحية مُعيَّنة كمرض السكري معفيُّون من الصيام لا سيما إذا ما كانوا يستعملون الأنسولين أو أيَّة أدوية معينة أخرى. والأمر نفسه ينطبق على أيِّ شخصٍ يعاني من ضعفٍ في التحكُّم في مستويات سكر الدم أو من مضاعفاتٍ يسببها مرض السكري كالمشاكل المرتبطة بالقَدَم أو الأذى الذي يصيب الكلى أو العيون. فإذا أردت الصيام تأكَّد من أن تتحدَّث إلى طبيبك قبل بداية شهر رمضان.

يمكن للأشخاص أن يكونوا معفيين كذلك من صيام شهر رمضان إذا كانوا:

  • أطفالاً (دون سن البلوغ).
  • مرضى أو لديهم ظروف صحية معينة.
  • نساءاً حاملاتٍ، أو مرضعاتٍ، أو حائضات.

إذا كنت لا تستطيع الصيام: 

إذا كنت غير قادرٍ على الصيام تستطيع إتمام واجباتك من خلال التبرع بالصدقات أو تقديم الطعام للفقراء. وإذا كنت غير قادرٍ على الصيام في هذا الشهر قد تكون قادراً على تعويض الصيام في موعدٍ لاحق في فصل الشتاء ربما.

راقب دمك في أثناء الصيام: 

من المهم أن تفحص مستويات السكر في دمك بحيث تستطيع التأكُّد من أنَّك في وضعٍ آمن، وهو أمرٌ لا يفسد صيامك.

هل من الضروري أن أستيقظ على السحور؟ 

تزيد ساعات الصوم الطويلة من مخاطر الإصابة بنقص سكر الدم، وسيكون من الأسهل تحقيق التوازن في مستويات سكر الدم لديك إذا ما تناولت وجبةً على السحور قبل شروق الشمس تماماً لا في منتصف الليل.

ما أنواع الأطعمة التي يجب أن أتناولها على السحور؟ 

يجب أن تتناول الكربوهيدرات النشوية التي تُحرّر الطاقة بشكل بطيء كالخبز المصنوع من عدة أنواع من الحبوب، والأغذية التي يدخل في تركيبها الشوفان، والرز إلى جانب الفاصولياء، والعدس، والبقوليات بأنواعها، والفواكه، والخضروات. ومن ضمن الأطعمة الأخرى التي تحافظ على استقرار مستويات سكر الدم لديك في أثناء الصيام الخبز العربي، والخبز الهندي أو الشباتي، والسميد. ومع جميع هذه الوجبات كُلْ باعتدال، ولا تُسرِف في الأكل، وتذكَّر أن تشرب كمية كافية من الماء.

إقرأ أيضاً: السحور في رمضان: فوائده، وأهم النصائح لضمان سحور صحي

ما أنواع الأطعمة التي يجب أن أتناولها على الإفطار؟ 

تذكَّر أن تأكل باعتدال وبشكلٍ صحي ليس في شهر رمضان فقط  بل على مدار العام كذلك، فتناوُل الكثير من الأطعمة المقلية والأطعمة التي تحتوي على نسبة كبيرة من الدهون والسكريات سيزيد وزنك وسيرفع من مستويات سكر الدم لديك، وسيجعل من الصعب التحكُّم بها لذا حاول أن تأكل بكميات معتدلة، وتذكَّر أن شهر رمضان هو شهر التحكم بالذات والانضباط كذلك.

إذا كنت تعاني من مرض السكري تستطيع أن تطلب رؤية خبير حمية فهو سيكون قادراً على تقديم مزيد من النصائح إليك حول الطعام الصحي.

ما أنواع المشروبات التي يمكن أن أشربها؟ 

يمكن للصيام أن يجعلك عُرضةً لخطر الإصابة بالجفاف مع ساعات الصيام الطويلة وفي حال ارتفاع مستويات سكر الدم كذلك، فاشرب كمياتٍ كافية من السوائل الخالية من السكر ولا سيما الماء على السحور وبعد الإفطار.

هل يمكنني أن أصلّي التراويح؟

يمكن للتراويح أن تكون نشاطاً متعباً وقد تُصاب بالجفاف وتكون عُرضةً لخطر الإصابة بانخفاض سكر الدم.

ولتجنُّب المشاكل في أثناء صلاة التراويح تأكَّد من:

  • تناوُل الأطعمة النشوية على الإفطار حيث أنَّها تُهضَم ببطء.
  • شرب كمية كافية من الماء بعد الإفطار.
  • اصطحاب زجاجة ماء ودواء الجلوجوز معك إلى صلاة التراويح.

لتبقى في مأمن: 

  • احمل دواء الجلوكوز معك دائماً.
  • فليكن لديك دائماً أدوات للكشف عن مرض السكري كالسوار الطبي.
  • افحص دمك بشكلٍ منتظم لمراقبة مستويات سكر الدم لديك، فهذا لن يفسد صيامك.
  • افحص مستوى سكر الدم لديك إذا شعرت بتوعُّكٍ في أثناء الصيام.
  • إذا كان مستوى سكر الدم مرتفعا أو منخفضاً فإنَّك يجب أن تعالج ذلك.
  • إذا كان تركيز سكر الدم لديك أقل من 4.0 mmol/l فأنهِ صيامك في الحال وعالج مستوى سكر الدم المنخفض.
  • إذا كان مستوى سكر الدم لديك أقل من 4.0 mmol/l في بداية الصيام وكنت تأخذ الأنسولين أو السلفونيليوريا (أو أي دواء آخر يمكن أن يسبب تركه انخفاض سكر الدم) فلا تصم وعالج انخفاض نسبة سكر الدم لديك في الحال.
  • إذا كانت نسبة سكر الدم لديك أعلى من 16.7 mmol/l فأنهِ صيامك في الحال.
  • إذا أُصبتَ بالجفاف فأنهِ صيامك في الحال واشرب زجاجةً من الماء.
  • إذا بدأت تشعر بالتوعُّك، أو التشوُّش، أو الإرباك، أو إذا أُصبت بالانهيار والوهن فأوقف صيامك واشرب زجاجةً من الماء أو من أي سائل آخر.
  • لا يجب أن تتوقف أبداً عن أخذ الأنسولين، ولكن يجب عليك أن تتحدَّث إلى طبيبك لأنَّك قد تحتاج إلى تغيير الجرعة وأوقات حُقَن الأنسولين.
  • إذا حدث معك أي من هذه الأمور تحدَّث إلى طبيبك قبل أن تصوم مجدداً.

نصائح سريعة: 

  • تحدَّث إلى طبيب السكري الخاص بك إذا كنت تخطط للصيام.
  • افحص مستويات سكَّر الدم لديك بشكلٍ متكرر.
  • جرِّب أن تصوم يومين في الشهر الذي يسبق شهر رمضان لترى إذا ما كنت قادراً على الصيام من دون حدوث مضاعفات.
  • اتبع نظاماً غذائيَّاً منوَّعاً وصحيَّاً.
  • تناول مزيداً من الكربوهيدرات النشوية والأطعمة التي تُمتَص ببطء.
  • حاول ألَّا تتناول الكثير من الأطعمة السكرية والدهنية.
  • عند الإفطار تأكَّد من أن تشرب كمية كافية من المشروبات الخالية من السكر والكافيين لتجنُّب الإصابة بالجفاف.

 

المصدر: موقع الجمعية البريطانية لمرضى السكري




مقالات مرتبطة