نسبة الطلاق ترتفع في سنواتِ الـزواج الأولى

نسبة الطلاق ترتفع في سنواتِ الـزواج الأولى لعدم فهم كلا الزوجـين طباعَ الآخر.

الزوجة المسيطرة.. تبادل غير منطقي للأدوار

حيث أن المشكلة تتمثَّل في غياب التربية الأسرية الحقيقية للنشء عندنا، حيث لا يوجد منهج للإعداد للحياة الزوجية بما يوضِّح مسئوليةَ الزواج وأنه ليس نزهةً أو حياةً جديدةً فقط.

لذلك ترتفع نسبة الطلاق في سنواتِ الزواج الأولى لعدم فهم كلا الزوجين طباعَ الآخر ومعرفته بحقوق وواجبات شريك حياته، فالزوجة المسيطرة أو الزوج المسيطر يبحث كلً منهما عن حقِّه فقط، ولا يدري عن مسئوليته شيئًا.



وترجع أسباب سيطرة الزوجة على الأسرة إلى غياب الزوج المستمر في عمله، مما يجعل دفةَ الحياة في يدها، وقد تكون شخصيتُه ضعيفةً ليس له رأيٌ، مما يؤهِّل الزوجةَ أن تكونَ هي صاحبةَ الرأي والقرار في حياة الزوج والأبناء، وبذلك تكون هي المسيطرةُ على حياتِهم بشكلٍ واضح.

وقد تتسبَّب صعوبة الحياة ومشكلاتها المتواترة في وضع الزوج في مواقفَ حرجة كثيرة لم يعتد على مواجهتها، لذلك يفضل بعض الأزواج ترك القرارات داخل الأسرة للزوجة بحكم وجودها المستمر مع الأبناء.

وإن قيام الزوجة باتخاذ القرار داخل الأسرة يجعلها تتقمص شخصية الرجل، وتحاول أن تبدوَ شديدةً وتأخذ كل الأدوار، وتحمل بذلك نفسها أكثر مما تتحمل، وقد يجدها الزوج فرصةً ويريح نفسه من هذا العناء، ولا يواجه المشكلات بل يتجنبها لذلك نجد المرأة نفسها في مواجهة هذه المشكلات مع تنحي الزوج عن دوره في حلها لعدم تعوده على تحمل المسئولية ومواجهة المواقف، وشيئًا فشيئًا تعتاد الزوجة اتخاذ القرارات، ويعتاد الزوج ذلك والأبناء أيضًا.

ويشار إلى أن حلَّ هذه المشكلة إنما يعود إلى ضرورة التربية منذ الصغر وإعداد أجيال قادرة على تحمل المسئولية وواعية لدورها تجاه نفسها والآخرين، فالحياة الأسرية مشتركةٌ ليس فيها سيطرة لطرف دون الآخر، إنما تقوم على التعاون والمشاركة فيما يخص مصلحةَ جميع أفرادها، فحل أي مشكلة ينبغي أن يشارك فيه الزوجان، وعلى الزوجة أن تعيَ دورَها وأنها شريكة للرجل وليست مسيطرةً عليه ولا بد للرجل أن يدركَ مدى مسئوليتِه داخل الأسرة، ويجب أن يعلمَ أنه قائد السفينة وله مكانته وكلمته داخل الأسرة.

ويجب أن يعتاد الأبناء على المشاركة في بناء هذه الأسرة المشاركة في الحوار فيما يخص حياتهم والمشاركة في اتخاذ القرار، فلا سيطرة لطرف دون الآخر حتى تستمر الحياة ولا تتهدم الأسرة. حيث إن ثقافة السيطرة في مجتمعنا الشرقي مقبولة من طرف واحد فقط وهو الزوج, ظنًّا أنه الأقوى جسديًّا وفكريًّا، وأنه بذلك يحقق قوامته على المرأة.

ولكن أن تكون الزوجة مسيطرةً فهذا هو غير المعقول، وإذا فسرنا هذه المسألة لوجدنا لها عدة أبعاد، أولاً قد يكون سبب سيطرة الزوجة هو غياب الزوج في سفر أو عمل مستمر، فلا يكون له استقرار في البيت حتى يتفهم مشكلات أبنائه، فلا يكون لديه دراية بأن الزوجة تقوم بهذا الدور حتى تحافظ على استمرار حياتها وحياة أبنائها.

وقد تكون الزوجة ضحية قهر أبيها لأمها فتخرج معلنةً رفضَها التام لسيطرة الرجل على المرأة، لذلك تقرَّر في داخلِها أن تتمرَّدَ على طبيعتِها وعلى أنوثتها، وتكون لها الكلمة والسيطرة، فهذا رد فعل نفسي للإحساس والقهر ومحاولة لتعويض ذلك بأسلوب عكسي. وقد يرجع السبب إلى الزوج الذي تربى في جوٍّ اعتاد أن تسيطر فيه أمه على أبيه وعلى البيت كله فلم يستطع بعد الزواج أن تكون له الكلمة في البيت، فترك الأمر لزوجته كي تسير عليه كما سيطرت أمه على أبيه.

وقد يكون لدى المرأة اعتزازٌ شديدٌ بعقلِها وثقافتها وثقة شديدة في نفسها، فترى أنه لا يمكن لأحد أن يكون له رأي فوق رأيها، وقد تتزوج من هو أقل منها في ذلك، لهذا لا تقبل أبدًا بسيطرته عليها حتى لو كان زوجها. وغالبا ما يكون الطرف المسيطر الرجل، وأن النماذج القليلة تكون للمرأة، ونرى أن انعكاس الوضع وسيطرة الزوجة واتخاذها جميع القرارات في حياة الأسرة لا يجعل الحياة سليمةً, لأن الضغط المتزايد على المرأة المسيطرة يؤثِّر على صحتِها النفسيةِ والجسمانيةِ,لأنها تكون في حالة تفكير دائم وتركيز مستمر وقلق وضغوط أكثر مما تحتمل.

ومعها تفقد المرأة شيئًا من فطرتها وطبيعتها كأنثى تحتاج إلى حماية الرجل المادية والمعنوية وتحتاج إلى الشعور بقوة الرجل وقدرته على تحقيق الأمان والاستقرار لها ولأسرتها، وكذلك قدرته على اتخاذ القرار المناسب واستطاعته إدارةَ شئون بيتِه وأهله بما ينفعهم.

ولعودة الأمور إلى سياقها الطبيعي لا بد أن يتقبلَ كل إنسان دورَه في الحياة، وأن يرضى كلا الطرفين بحياته ويعرف حقوقه وواجباته، فلا تشعر الزوجة أنها أقل من الرجل لمجرد أنها امرأة، ولا يستغل الزوج مفهوم القوامة بشكل خاطئ فيسيطر على زوجته في كل شيء.

وعن استمرار هذا الزواج من عدمه أنه من الممكن أن يستمر الزواج إذا رضي الطرفان بهذا الوضع، وقد يفشل الزواج في سنواته الأولى لعدم تكيف الزوج مع هذا الأمر وينفجر رافضًا هذه السيطرة من الزوجة.
وقد يستمر الزواج سنوات ولكن في النهاية نجد الزوج- خاصةً إذا كان في مركز مرموق- قد يتزوج من خادمته أو من امرأةٍ بسيطةٍ لا تتناسب مع مكانته, لأنه أحس بفقده رجولته مع زوجته حتى في أدق الخصوصيات، لذلك يبحث عن امرأة تشعره أنه رجل له كلمة على زوجته ولتأكده من هذه الخادمة لن تتعالى عليه أو تسيطر عليه في يوم ما.

 

شقائق الرجال

ولا شك أن المرأة بطبيعتها وفطرتها هي التي تعطي العاطفة والحنان والاحتواء، فالأم دورها عظيم في حياة الأبناء، ووجودها مع أولادها وقتًا طويلاً شيء أساسي بل ضروري، خاصةً في سنوات عمرهم الأولى، وبالتالي تكون لها آراء وقرارات خاصة لهم بحكم خبرتها، ولكن ذلك لا ينفي رأي الأب وحكمته، فكل منهما له وجهة نظر تتكامل مع الآخر، ولا يمكن أن يكونَ مصير الأسرة سليمًا برأي أحدهما فقط. فعاطفة المرأة وفطرتها الوديعة الرقيقة تتنافى مع تقمصها دورَ الرجل وسيطرتها على مقاليد الأمور داخل الأسرة، بل إنه يحدث نوعٌ من الخلل النفسي والاجتماعي في حياة الأبناء، فلا يدري الابن مَن الرجل فيهما.

فالدفء الأسري والحياة المستقرة لن يتحققا إذا تخلقت الزوجة بطباع الرجال وغفلت عن فطرتها وأنوثتها وحاجتها إلى قرار الرجل وقوامته، وكذلك لا تهنأ الحياة إذا انسحب الرجل من حياة زوجته وأبنائه، وتركها تواجه مصير أسرتها وحدها، وجعلها تعاني من أمواج الحياة المتلاطمة، ثم يلقي عليها المسئولية كلها.

 

موقع الأسرة السعيدة