نَجاحُكِ ومحبوبيتكِ مع صديقاتكِ

للصديقة دور كبير وخطير في حياة المرأة ولا يمكن لها أن تعيش من دون صديقات في دنيا الحياة بحسب المتعارف لأن الإنسان اجتماعي بطبعه فهي تسعى إلى تكوين صداقات مع عدد من النساء تجتمع بهن ويجتمعن بها تزورهن ويزرنها. تشاركهن همومهن ويشاركنها همومها، تساعدهن ويساعدنها وتستشيرهن في أمورها العائلية والبيتية ويستشرنها كذلك... وعن أمير المؤمنين (ع) قال: "أعجز الناس من عجز عن اكتساب الإخوان وأعجز منه من ضيع من ظفر به منهم".



صفات الصداقة الصالحة

الدين الإسلامي بأصوله وتشريعاته هو دين الفطرة وهذا أمر معروف منه لا يحتاج إلى إثبات والصداقة والعشرة قد جبل عليهما الإنسان تكوينيا، فهو دين العشرة وليس دين العزلة والرهنة لأن خالق الإنسان وطبيعته هو نفسه المشرع الحكيم الذي لا يناقض نفسه. فلا بد أن يكون تشريعه لنظام حياة الإنسان منسجما مع تكوينه له. فالصديق والصديقة هم أخوان في الله وبالذات المؤمنين الذين هم كالجسد الواحد وقد عنى الإسلام كثيراً بعلاقات الأصدقاء والأصحاب والإخوان، بل هو يدعو إلى التآخي والتواد والتراحم.

قال الرسول الله (ص): "إن المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا".

وقد بين الدين الإسلامي الحنيف أصناف الأصدقاء ومن تجوز صحبتهم وصداقتهم ومن لا تجوز، وبين فوائد ومنافع هؤلاء وأضرار ومفاسد هؤلاء ووضع قواعد وطرقاً لاتخاذ الأصدقاء، فمن يعمل بها ينجح بعلاقته وصداقته، ومن عمل بعكسها فسوف يفشل بعلاقته مع أصدقائه ولو بعد حين.

ولذا كان من أهم عوامل نجاح الصداقة والأخوة أن تهتم المرأة بصفات من تريد مصاحبتها وبناء علاقة أخوة معها. فالصديقة إما أن تكون صالحة فتنتفع بها من تصادقها وتؤدي صداقتها إلى ما فيه خير للمرأة في الدنيا والآخرة وتكون سببا لدخول الجنة.

وإما أن تكون فاسدة فتتضرر من صداقتها وتؤدي إلى ما فيه شر للمرأة في الدنيا والآخرة، وتكون سببا في دخول النار وإن كانت هي في نظر نفسها أو نظر صديقاتها صالحة مخلصة تريد المصلحة لهم.

وللصحبة والعشرة تأثير ملموس وبالغ في سلوك المتصادقين، فالأخلاق والعادات والأفعال المكتسبة كثيرا ما تحصل بتأثير الصحبة حسنها وسيئها وإن اكتسابها كثيراً ما يكون غير إرادي وغير شعوري.

 

موقع الأسرة السعيدة