مهارة حل المشكلات وخطواتها

حل المشكلات مهارة تقوم على تحفيز الفرد على التحليل والتفكير لاستخلاص البدائل أو الفرضيات التي تساعد على حل المشكلة، وتعتبر مهارة حل المشكلات من المهارات الهامة وأصبحت الآن تدرس في جميع أنحاء العالم، ونظراً لأهمية مهارة حل المشكلات سنقدم لك 6 نصائح لاكتساب هذه المهارة.



مقدمة عن حل المشكلات:

القدرة على حل المشكلات هي مهارة حياتية أساسية، وهي ضرورية لحياتنا اليومية، في المنزل والمدرسة والعمل. نحل المشكلات كل يوم من دون التفكير حقًا في كيفية حلها. على سبيل المثال:

تمطر وتحتاج إلى الذهاب إلى المتجر. ماذا تفعل؟ هناك الكثير من الحلول الممكنة. خذ مظلتك وامشي. إذا كنت لا ترغب في البلل، فيمكنك القيادة أو ركوب الحافلة. قد تقرر الاتصال بصديق في رحلة، أو قد تقرر الذهاب إلى المتجر يومًا آخر. لا توجد طريقة صحيحة واحدة لحل هذه المشكلة وسيحلها أشخاص مختلفون بشكل مختلف.

حل المشكلات هو عملية تحديد المشكلة، وتطوير مسارات الحل الممكنة، واتخاذ المسار المناسب للعمل.

لماذا حل المشكلات مهم؟

تمكنك مهارات حل المشكلات الجيدة ليس فقط في حياتك الشخصية، ولكنها حاسمة في حياتك المهنية.

وخاصة في الاقتصاد العالمي الحالي سريع التغير، غالبًا ما يعتبر أصحابٌ العمل حل المشكلات اليومية أمرًا بالغ الأهمية لنجاح منظماتهم. بالنسبة للموظفين، يمكن استخدام حل المشكلات لتطوير حلول عملية وخلاقة، وإظهار الاستقلال والمبادرة لأصحاب العمل.

وكذلك في العلاقة الأسرية، فامتلاك مهارة حل المشكلات يعني القضاء على كثير من تحديات الحياة اليومية التي يمكن أن تمر بها الأسرة.

تعريف حل المشكلات:

حل المشكلات هي الطريقة التي يُسخِّر فيها الفرد جميع المعارف التي سبق له تعلمها والخبرات والمهارات التي اكتسبها بهدف الاستجابة لحدث غير متوقع أو عائق، أو موقف غير معتاد وغير مألوفٍ للشخص، والسيطرة عليه والوصول إلى حلٍ مناسب، أي أنَّ أسلوب حل المشكلة هو أسلوب يضع الفرد في موقف حقيقي يجبره على التفكير فيعمل ذهنه بهدف الوصول إلى اتخّاذ قرار معين وحلّ المشكلة، كما يمكن اعتبار أنَّ حل المشكلات ما هو إلا طريقة بحث منهجية مؤلفة من عدد من الإجراءات التي يتم القيام بها للوصول لهدفٍ معين، كما أنها تتضمن نوعين من التفكير أحدهما الاختلاف: ويتم ذلك عن طريق إيجاد عدد من الحلول المتنوعة البديلة للمشكلة، والآخر التقارب: ويتم ذلك عن طريق تضييق الإمكانيات المتعددة لإيجاد أفضل طريقة لحل المشكلة.

إقرأ أيضاً: مهارات حل المشكلات: ما هي؟ وكيف نطورها؟

خطوات حل المشكلات:

هناك عدد من الخطوات التي يمكن اتباعها لإيجاد الحل المناسب لأي مشكلة، وهي:

1- حدّد المشكلة بوضوح:

يجب التعرّف على المشكلة وتحديدها بشكلٍ واضح، فالتعميم والغموض يُبطىء عملية البحث عن حلٍ مناسبٍ لأي مشكلة.

2- اجمع المعلومات والبيانات وكامل المعطيات عن المشكلة:

من أجل زيادة توضيح المشكلة وجميع الأمور المتعلقة بها، يجب جمع البيانات والمعلومات عنها بشكلٍ كافٍ، ويمكن أن تحصل على ذلك من خلال الإجابة عن بعض الأسئلة تبعاً لنوع المشكلة، وأهم الأسئلة التي يمكن أن توجهها لنفسك تلك التي تبدأ بـ هل سيحدث ذلك؟ أو أين حدث ذلك؟ أو ما هي النتيجة المترتبة عن ذلك.

إقرأ أيضاً: كيف تحدد جذور أي مشكلة من خلال 5 أسئلة بسيطة؟

3- حدّد أسباب المشكلة الممكنة:

ضع قائمة بالأسباب المحتملة والممكنة للمشكلة، ومن الجدير بالذكر هنا أنَّ هذه القائمة يجب أن تكون طويلة قدر الإمكان، وبعد ذلك يمكنك استبعاد الأسباب الغير محتملة منها فيما بعد، أي بعد الإجابة عن الأسئلة التي يجب أن ترتكز على التغييرات التي يمكن أن تحدث.

4- فرز الحلول الممكنة:

إنَّ إيجاد الحلول البديلة من العدم يعتبر مضيعةً للوقت، لذا يجب القيام بالخطوة الثالثة المذكورة آنفاً واستبعاد الأسباب الغير محتملة، وبعد ذلك قُم بمراجعة الإجراءات والسياسات التي تهدف وتؤدي إلى إيجاد حل مناسب للمشكلة، حيث يمكنك الحصول على مُقترحات وأفكار من مرؤوسيك، أو زملائك، أو الأشخاص الذين مروا بنفس هذه المشكلة وتمكنوا من حلها.

5- قيّم الحلول البديلة:

في هذه الخطوة يتم تقييم محاسن ومساوئ كل حل بديل تقييماً موضوعياً ومعظم الأحيان يتم التقييم بطريقةٍ حسابية، حيث أنّ هذه التقييمات يمكن القيام بها بشكلٍ موثوقٍ أكثر وبسرعةٍ أكبر في حال توفرت الأمور التالية:

  • المعلومات والبيانات المتعلقة بكل حلٍ بديل: من أهم العوامل المساعدة لتقييم محاسن ومساوىء البديل هي المعلومات التي تم جمعها لتحديد المشكلة، مثل: (المعطيات التي يمكن الحصول عليها من مصادر المعلومات المختلفة).
  • تحديد المعايير التي يتم من خلالها التقييم والحكم: قبل البدء بالحكم وتقييم الحلول البديلة يجب وضع وتعيين جميع المقاييس المختلفة والجوانب التي يجب أن يتضمنها الحل، مثل: (الطاقات، و التكلفة، والتوقيت، أماكن وطرق التسليم).

6- اختر من بين الحلول البديلة حلاً مناسباً واتخذ القرار:

بعد قيامك بتقييم الحلول البديلة والخيارات المطروحة يجب أن تختار الحل المناسب وتتخذ القرار الصحيح، ويجب أن تكون عملية اتخاذ القرار معتمدة على العقلانية والمنهجية، ويمكنك الاستعانة قليلاً بحدسك المهني.  

7- تنفيذ القرار:

عندما تتوصل للقرار الصحيح والمناسب لحل المشكلة، يجب أن تقوم بتنفيذه بشكلٍ مباشر ودون أي تأخير.

8- مراقبة التقدم في تنفيذ القرار:

وفي هذه الخطوة يجب مراقبة مجريات العمل وسيره والتحقق من الوصول إلى الأهداف المطلوبة، وذلك لإعادة تقييم النتائج والعمل على البحث عن استيراتيجياتٍ جديدة خلال سير العمل.  

9- تقييم النتائج:

بعد تنفيذ الحل المناسب يجب العمل على تقييم النتائج والتأكد من صحة الحل المُتخذ.

إقرأ أيضاً: 16 طريقة لصقل مهاراتك في حل المشكلات

استراتيجية حل المشكلات:

يوجد العديد من الاستراتيجيات التي يمكن من خلال استخدامها والاعتماد عليها حل المشكلات المختلفة، ومن هذه الاستراتيجيات نذكر لكم:

1- الخوارزميات:

إنَّ استراتيجية الخوارزميات يستغرق تطبيقها وقتاً طويلاً دائماً، ولكنها تتمتع بعدة ميزات نذكر لكم منها:

  • غالباً ما تعطي الإجابات الصحيحة والدقيقة.
  • يجب العمل فيها خطوةً خطوة لإنتاج حل صحيح دائماً. 

2- التجربة والخطأ أو (استراتيجية المحاولة):

إنَّ هذه الاستراتيجية تتضمن تجربة عدد من الحلول المختلفة، واستبعاد وحذف الحلول الغير مناسبة والتي لا جدوى منها، وعادةً ما تكون هذه الاستراتيجية مفيدة وفعالة عند وجود عدد معين من الخيارات الممكنة، وذلك في محاولة لتضييق الاحتمالات المختلفة.

وتعتمد هذه الاستراتيجية على عددٍ من الخطوات، هي:

  • وضع قائمة بجميع الاحتمالات والحلول المقترحة لحل المشكلة.
  • التأكد من مدى قدرة كل احتمال في الوصول إلى الحل المناسب، وذلك من خلال إجراء اختبارات مبدئية لكل احتمال.
  • حصر الحلول التي يمكن أن تنجح في عدد معين.
  • توقع الحل الذي سوف يتم التوصل إليه.

3- الاستدلال والتبسيط:

إنَّ هذه الاستراتيجية تعتمد على الحكم العقلي، فهي تقوم على تبسيط المشكلات المعقدة، فكلما تم تبسيط المشكلة وتقسيمها إلى أقسام بسيطة كلما تمكنت من فهم المشكلة والوصول إلى الحل الصحيح، كما أنها تعتمد على تقليل عدد الحلول المقترحة، ويمكن تطبيق هذه الاستراتيجية باتباع عدد من الخطوات، هي:

  • تحديد عوامل حدوث المشكلة بعد التفكير الدقيق بها.
  • حل الأقسام البسيطة من المشكلة، من خلال متابعتها عند بداية حدوث المشكلة.
  • بعد التحقق من حل جزء من المشكلة يمكن استكمال حل المشكلة بشكلٍ كامل.
  • إمكانية الوصول إلى الحل الصحيح بسهولة وبساطة.

4- البصيرة:

تعتبر هذه الاستراتيجية رؤية عقلية خارج الوعي، ويمكن أن تحدث بصورةٍ مفاجئة لأنها تشبه شيئاً ما أو مشكلة تم التعامل معها في وقتٍ سابق.

شاهد: 7 نصائح تساعدك على حل مشاكلك والعيش باستقرار

نصائح لاكتساب مهارات حل المشكلات:

1- حدّد المشكلة التي تريد حلها:

أول ما يجب أن تقوم به حتى تتقن مهارة حل المشكلات أن تحدد المشكلة التي تريد أن تحلها، وبعد أن تتعرف على المشكلة قم بتحديد الأسباب التي أدت إلى حدوثها، واحرص على التفكير بالمشكلة بشكل منطقي لا أن تضخّم حجمها، فكّر بها ولا تؤجل حلها حتى لا تتفاقم أكثر ويصبح من الصعب حلها.

2- ادرس أبعاد المشكلة:

إن التفكير العميق أحد أهم الطرق التي تساعد على اكتساب مهارة حل المشكلات، لذلك احرص على دراسة المشكلة بشكل تفصيلي، أي دراسة المشكلة من جميع جوانبها وأبعادها، فإذا نجحت في اكتشاف الرابط بين جميع الجوانب، وعرفت العواقب وأبعادها، ستنجح بالتأكيد في حل هذه المشكلة مهما كانت كبيرة.

إقرأ أيضاً: 7 نصائح تساعدك على حل مشاكلك والعيش باستقرار

3- اطلب المساعدة:

الإنسان بحاجة لأخيه الإنسان، لذا فإن التعاون مع الآخرين يسهل حل المشكلات بشكل جذري، فإذا لم تستطع الوصول لحل لمشكلتك لا تتردد في طلب المساعدة من أصدقائك أو أقربائك، اشرح لهم المشكلة بالتفصيل فقد يكون لديهم رؤية مختلفة عن المشكلة قد تساعدك على إيجاد الحل لها.

4- قيّم الحلول قبل تنفيذها:

إذا نجحت في التوصل لأكثر من حل للمشكلة فعليك أن تقيِّم كل حل بشكل منفصل لتتعرف على نتائج كل حل، ولتتعرف أيضاً على الانعكاسات الإيجابية والسلبية التي قد تنتج عن الحل، فإذا كان الحل يضمن نتائج إيجابية يتم اختياره وعلى أساسه يكون هذا الخيار هو الحل المناسب الذي سيتم الاعتماد عليه لحل المشكلة.

إقرأ أيضاً: العصف الذهني وأهميته في إيجاد الحلول لمشاكلك

5- نفّذ الحل دون مماطلة:

بعد اختيار الحل المناسب يتم وضع الحل حيز التنفيذ، احذر في هذه المرحلة من المماطلة لأن أي تأجيل قد ينعكس سلبياً عليك وقد يصبح الحل لا يتماشى مع الظروف الجديدة، لذا نفّذ الحل مباشرة وتأكد من حسن تطبيقه، وتوقع دائماً أن تتعرض لعقبات أثناء تنفيذه، لذا كن مستعداً لمعالجة هذه العقبات بسرعة.

نتوصل مما تقدّم أن مهارة حل المشكلات من أهم المهارات فاحرص على الأخذ بالنصائح التي قدمناها لك عند التعرض لأي مشكلة، وشاركنا تجاربك في حال وجود أي حلول مفيدة أخرى.

المصادر: 1، 2




مقالات مرتبطة