منهج مونتيسوري التعليمي وأهم ميّزاته

تقول ماريا مونتيسوري: "اكتشفنا أنَّ التعليم ليس شيئاً يصنعه المدرِّس، بل عملية طبيعية تنمو في الكائن البشري تلقائياً؛ ولا يُتوصَّل إليها عن طريق الإصغاء إلى الكلمات، بل بفضل الخبرات التي يكتسبها الطفل من خلال العمل في محيطه"؛ ولكن، كيف يمكن للطفل أن يكتسب هذه الخبرات؟ وما هو منهج مونتيسوري؟ وأي الأعمار يستهدف؟ وما هي مناطق/ فصول مونتيسوري؟



ما هو منهج مونتيسوري؟

كانت ماريا مونتيسوري ضد التعليم التقليدي الذي يعتمد على التلقين ويركز على الدرجات الجيدة التي يحصل عليها الطفل في الاختبارات، دون الاهتمام بمدى قدرته الاستيعابية ومدى فهمه، ويركز منهجها على القدرات العقلية للطفل ومدى فهمه واستيعابه وتقبله لتلقي المعلومات، وعلى أن يكشف التعليم القوى الداخلية الكامنة لدى الأطفال، أكثر من التركيز على دور المعلم في تلقين الطفل المعلومات، وهو يهدف إلى إعداد الأطفال منذ الولادة وحتى سن 18 ليصبحوا قادرين على اتخاذ قراراتهم وإدراة حياتهم دون أي تدخل من أي شخص في سن الـ 18.

يحقق منهج مونتيسوري للأطفال ما يأتي:

  1. التعليم الذاتي.
  2. تكرار النشاطات المختلفة حتى إتقانها.
  3. توفير أنشطة متنوعة وجذابة للطفل وتلائم ميوله، والحرص على أن يكون هو من اختارها بحرية، بحيث نستطيع التعرف على اهتماماته الشخصية.
  4. دعم حاجة الطفل إلى التركيز والنظام، حيث تتصف بيئة مونتيسوري بأنَّها بيئة آمنة وهادئة ومنظمة.

شاهد بالفيديو: 10 طرق لعلاج صعوبات التعلّم عند الطفل

ما هي المراحل العمرية التي يستهدفها منهج مونتيسوري؟

المرحلة الأولى، منذ الولادة حتى عمر الـ 6 سنوات:

وهي المرحلة التي يبدأ فيها الطفل بالاعتياد على البيئة التي يعيش فيها، وتتضمن 3 مراحل:

  1. مرحلة العقل المستوعب: تعدُّ هذه المرحلة هي الأساس في تعلم الطفل في المستقبل؛ حيث يتعلم الطفل فيها من محيطه، ويتأثر بالبيئة التي يعيش فيها.
  2. الفترات الحساسة: تُسمَّى هذه الفترة بـ "التعليم الذاتي"، حيث يكرر الطفل الأنشطة التي يتقنها.
  3. فترة الوعي الكامل: يُطبق الطفل في هذه الفترة كل ما تعلمه واكتسبه من خبرات في المرحلتين السابقتين، وتعتمد الأنشطة الملائمة في هذه المرحلة على توفير بيئة تُحفز التعليم الذاتي، وتحث على الاكتشاف، وتتميز بالحرية المنضبطة.

المرحلة الثانية، من عمر الـ 6 سنوات حتى عمر 12 سنة:

تتميز هذه المرحلة بحدوث الكثير من التغيرات الجسدية والنفسية لدى الأطفال، فمثلاً:

  • يبدأ الاستقلال الفكري لدى الأطفال بالتشكل، وتتطور لديه القدرة على التخيل.
  • التنظيم الاجتماعي.
  • الميل إلى العمل في مجموعات.
  • تطور الحس الأخلاقي والقدرات الإبداعية.

تعتمد البيئة الملائمة لهذه المرحلة على تطوير بيئة الفصول وتوفير جميع المواد الدراسية والطبيعية التي تتناسب مع تغييرات الأطفال.

المرحلة الثالثة، من عمر الـ 12 إلى 18 سنة:

تُسمَّى هذه المرحلة "مرحلة بناء الذات"، وتمتاز هذه المرحلة بالتغيرات الجسدية المرتبطة بعمر البلوغ، والتغيرات النفسية المرافقة لها "فترة المراهقة".

بالنسبة إلى الأنشطة التي تناسب هذه المرحلة، يجب أن تراعي خصوصيات هذه الفترة من العمر؛ حيث يتصف من يكون بهذا العمر بتعاظم شعور الاعتزاز بالنفس والكرامة، وعدم التركيز، والاستقرار النفسي.

المرحلة الرابعة، من عمر 18 إلى 24 سنة:

تُسمَّى "مرحلة النضج"، وتعتمد على منهج للتنمية الذاتية للأشخاص الذين درسوا منهج مونتيسوري، ولكن لم تُطوَّر أي أنشطة تعليمية خاصة بهذه المرحلة.

إقرأ أيضاً: المراهقة: مراحلها، خصائصها، أشكالها، وأهم النصائح للتعامل مع المراهقين

ما هي مناطق المونتيسوري؟

عبارة عن مناطق/ فصول تتطور بالاعتماد على تمرينات وأدوات معينة تُقدَّم للطفل تبعاً للمرحلة العمرية، وتُقسَم إلى 6 مناطق هي:

  1. منطقة الحياة العملية.
  2. منطقة الحواس.
  3. منطقة اللغة.
  4. منطقة الحساب.
  5. منطقة الفنون والأشغال اليدوية.
  6. منطقة الثقافة والعلوم والجغرافيا.

ما هي فلسفة ومبادئ منهج مونتيسوري التعليمي؟

يعتمد منهج مونتيسوري على تعليم الأطفال بطريقة مختلفة ومتجددة بعيداً عن رتابة التعليم التقليدي، خاصة أنَّ منهجها وطريقتها جاءت بنتائج جيدة جداً مع الأطفال المعاقين، فكيف لو اتُبِعَ هذا المنهج مع الأطفال الأسوياء؟

تقول مونتيسوري: "يرجع نجاح الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وقدرتهم على مناقشة الأطفال العاديين إلى عامل واحد فقط، وهو أنَّهم تعلموا بطريقة مختلفة".

ما هي ركائز منهج مونتيسوري التعليمي؟

  1. منح الأطفال حريتهم واستقلاليتهم، ولكن بالحدود والشروط المسموح بها؛ ويتضمن ذلك حرية الأطفال في اختيار الأنشطة والوسائل التي تناسب ميولهم ضمن مجموعة من الأنشطة التي حُدِّدت مُسبقاً.
  2. تقدير واحترام النمو النفسي للأطفال.
  3. احتواء الفصول الدراسية على أعمار مختلفة تتراوح من عمر 3 إلى 9 سنوات.
  4. اعتبار أنَّ الطفل من عمر 3 سنوات إلى 6 سنوات في مرحلة بناء الشخصية.
  5. يجب أن يكون التعليم موجهاً تبعاً لطبيعة الأطفال، وفعَّالاً، وداعماً.
  6. تنظيم الأطفال: إنَّ الأطفال بحاجة إلى التركيز والتنظيم، وهذا ما تستطيع فصول مونتيسوري تحقيقه للأطفال من خلال بيئة آمنة ومنظمة وهادئة.
  7. التعلم الذاتي للطفل.
  8. استخدام كلمات تعبر عن احترام الأطفال عند التواصل والتعامل معهم، منها: إذا سمحت، ومن فضلك، وشكراً لك.
  9. تقبُّل الاختلاف والفوارق بالقدرات بين الأطفال، وذلك من خلال احترام إمكانية وقدرة كل طفل.
  10. تحفيز الأطفال على تحمل المسؤولية، والسماح لهم بالمشاركة في الأعمال المنزلية المختلفة.

ما هو دور المعلم في طريقة مونتيسوري؟

لا يشبه دور المعلم في منهج مونتيسوري أبداً دوره في التعليم التقليدي، وسنذكر لكم بعضاً من مهماته:

  1. ملاحظة الأطفال بهدف تحديد ميول كل طفل واهتماماته.
  2. تجهيز وإعداد البيئة الملائمة والمناسبة لاحتياجات الأطفال.
  3. الانتباه جيداً إلى أن يكون كل ما يحيط بالطفل يناسب اهتماماته ويلبي جميع احتياجاته.
إقرأ أيضاً: دور المعلم في تنمية التفكير الإبداعي لدى الأطفال

كيف تُجهَّز فصول التدريس في طريقة مونتيسوري؟

لا تعتمد فصول مونتيسوري على السبورة أو الكتب، فالطفل هو المحور الأساسي في عملية التعليم وليس المعلم، ويتمتع بحرية التعبير وممارسة جميع نشاطاته التي يفضلها.

تركز بيئة التعلم في منهج مونتيسوري على 6 مبادئ، وتُجهَّز الفصول بالاعتماد عليها، وهي:

  1. الحرية.
  2. النظام.
  3. الواقعية (الطبيعة).
  4. الجمال.
  5. الجو العام.
  6. حياة المجتمع.

كما لا يعتمد منهج مونتسوري على العمر البيولوجي للأطفال، وإنَّما على العمر العقلي لهم؛ حيث يبدأ تعليم الأطفال ابتداءاً من عمر الثلاث سنوات، ويتعلم الطفل في هذا المنهج القراءة والكتابة والرياضيات والعلوم وفقاً للفصل الذي ينتمي إليه.

ما هي شروط اختيار ألعاب مونتيسوري؟

  1. يجب أن تلائم هذه الألعاب عمر الطفل.
  2. أن تكون الألعاب مصنوعة من مواد آمنة ولا تؤذي الأطفال.
  3. أن تحقق الألعاب الغاية المرجوة منها في تعزيز مهارات الأطفال من خلال اللعب والمرح.

مميزات منهج مونتيسوري:

1. الأطفال غير مجبرين على المشاركة في العمل غير المستعدين له:

تعدُّ الرغبة في التعلم في منهج مونتيسوري الحافز الرئيس لكل نشاط.

2. تعليم الفرد كما المجموعات:

يسمح التدريس بطريقة مونتيسوري للمدرس بتعليم الأطفال كلٌّ على حدة، ويسمح للأطفال الآخرين بمراقبة ومعرفة ما يحدث، والمعلومات التي تُعطَى في حال كانوا مهتمين بذلك.

3. تعليم الطفل من خلال العمل والتجريب أكثر من الحفظ والاستماع.

4. حرية الاختيار:

لدى الطفل حرية اختيار ما يلائمه تبعاً لاهتماماته ورغباته، حيث إنَّ كل شيء في بيئة مونتسوري مصمم ليفيد الأطفال ويُعلمهم.

5. الشمولية:

لا يشتمل منهج مونتيسوري التعليمي على تعليم الأساسيات فحسب، بل يطور:

  • استعمال اللغة (تطوير اللغة لدى الأطفال).
  • الوعي والإدراك والسيطرة على العواطف (التطوير العاطفي).
  • العزيمة (التطوير الإرادي).
  • التفكير (التطوير الإدراكي).
  • القدرة على السيطرة على الحركة.
  • القدرة على التمييز بين التصرفات الحسنة والسيئة (التطوير الأخلاقي).
  • تعليم الطفل كيفية اكتساب الأصدقاء، وكيف يصبح عضواً فعالاً في المجموعة (التطوير الاجتماعي).

بعض الألعاب التعليمية التي تتوافق مع طريقة مونتيسوري:

1. لعبة الأزرار الملونة:

هذه اللعبة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين السنتين ونصف إلى ثلاث سنوات، وهدفها تعليم الأطفال كيفية التمييز بين الألوان، وهي على وضع الطفل للأزرار ذات اللون الواحد في صحن خاص، ثم تعريف الطفل بأسماء هذه الألوان.

2. لعبة السير على الخط:

هذه اللعبة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 3 إلى 5 سنوات، والهدف منها تمرين الأطفال وتدريبهم على رشاقة الحركة وحفظ التوازن.

3. لعبة حمل الكرسي:

هذه اللعبة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 2 إلى 5 سنوات، وتعتمد على حمل الكرسي إلى مكان محدد وتجنب الاصطدام بأيٍّ من الأشياء أو الأشخاص الموجودين في المكان.

 

المصادر: 1، 2




مقالات مرتبطة