ممارسة وتطبيق الصلاحيات الإدارية

ممارسة وتطبيق الصلاحيات الإدارية


Keet.kenan

عدد الصفحات:60

الناشر: الدار العربية للعلوم

سلسلة اكتساب المهارات الادارية  

* فكرة الكتاب:

ان اثبات النفس هو الخطوة الأولى للتحكم في مجريات الأمور،والتصرف اللائق في المواقف المختلفة بفعالية،وهذا الكتاب سيعود بك الى أماق ذاتك وفهم المسائل الكامنة فيها لتطوير القدرة على التعامل مع الآخرين.



  

الفصل الأول

تحديد طبيعتك

تختلف طبائع الناس؛ فهي إما أن تكون سلبية أو عدائية وينتج عنها ردات فعل أولية.
فهم التصرف المغلوط
هناك نوعان من التصرف المغلوط وهما:
1- التصرف السلبي:
يميل الأشخاص السلبيين إلى قمع أفكارهم وآرائهم والخضوع لإدارة وإرادة الآخرين، ويحجمون عن التعبير عن رغباتهم الخاصة، وهم يفضلون تجنب المواقف المزعجة والجدال؛ خوفاً من المشاكل، ويعتقدون أن مواقف الحياد تجنبهم ضرورة اتخاذ القرارات، وكل ما هو غير أساسي لا يستحق عناء المعالجة، أما من يتعامل مع الأشخاص السلبيين؛ فإنه يجد صعوبة في تحديد حاجاتهم ورغباتهم.

2- التصرف العدائي:
يميل الأشخاص العدائيين إلى المواجهة مع الآخرين كلما خرجت الأمور عن المسار المحدد، مع أنهم يخفون وراء هذه العدائية عاطفة قوية، وهم يستمدون القوة والقدرة على تحقيق نتائج فعالة من عدائيتهم، مع أن هذه العدائية في أغلب الأحيان تكلفهم ثمناً باهظاً؛ لأنها تحبط عزيمة من حولهم، وتمنعهم التعاون معهم. أما من يتعامل مع الأشخاص العدائيين؛ فهو يعاني كثيراً لأنه قد لا يفهم أنهم لا يقصدون إيذاءه، وإنما تحقيق أهدافهم مها كانت، والأشخاص العدائيون يعتبرون كل أمر يستحق العناء، سواء كان أساسياً أم ثانوياً.

تغيير التصرف
يمكن تغيير التصرفات الفطرية سواء بالزيادة أو النقصان أو التخفيف بهدف الوصول إلى إثبات النفس.

تغلب الثقة بالنفس على السلبية
لا تعمل على مواجهة طبيعتك السلبية؛ بل زد واعمل على تعزيز قوتك، وترك الاهتمام المفرط بما يفكر به الآخرون، والحرص على التعبير عن رغباتك وحاجاتك وبدلاً من تجنب المسائل كن مواجهاً لها، وقدم الأفكار التي كنت تخفيها بالماضي لتحصل على ما تريد.

تغلب الثقة بالنفس على العدائية
أما هنا؛ فاعمد إلى تخفيف حدتك ومعالجة الأمور بالكثير من المرونة، وسينتج عن تخفيف عدائيتك تعاون الآخرين معك، وبالتالي تحقيق أهدافك، ولا يعني هذا كبت القوى الموجهة للعمل، ولكن الأمر يأتي متوسطاً بالتفكير قليلاً بالآخرين، وعدم تهميشهم مع إعطاء الفرصة لنفسك للتعبير عن آرائك ورغباتك.

منافع إثبات النفس
يؤمن إثبات النفس وسيلة للسيطرة على زمام الأمور في المواقف الصعبة أو الأشخاص العسيرين ومنها:
1- فرض رغبتك على الآخرين بصورة لائقة.
2- رفض طلبات الآخرين دون إحراجهم.
3- التعبير عن آرائك بطريقة مقبولة للآخرين.
4- تحسين علاقاتك الاجتماعية.
5- توجيه الإطراء أو تلقيه يعزز ثقتك بنفسك.
6- محادتك تكون لطيفة مع الآخرين.
7- التعبير عن مشاعرك الإيجابية للآخرين.
8- الاعتراف بالتقصير يعزز إثبات النفس وثقتك بنفسك.
9- يعطيك المرونة اللازمة لمعالجة المواقف المتنوعة وتحقيق نتائج مقبولة.
10- يساعدك على تحويل المزعج إلى مسلًّ والمسلَّي إلى رائع. 
 

الفصل الثاني

الاستعداد النفسي

تتألف عملية الاستعداد النفسي من مرحلتين:
1-الحقوق الأساسية الضرورية لإثبات النفس.
هناك عدة حقوق أساسية لإثبات النفس، والتي يتمتع بها كل البشر، ومن هذه الحقوق:
-يعيش كل إنسان حياته بأكبر قدر ممكن من السعادة
-يعيش على طبيعته وبانفتاح.
-يكون له الحق في التعبير عن آرائه.
-يظهر مشاعره وعواطفه.
-يرتكب الأخطاء فكلنا يخطئ.
-يرفض ما لا يرغبه دون الشعور بالذنب.
-يطلب ما يريد ويحتاج.
-يشعر بذاته وكيانه.
-يعامل بمعاملة لائقة.
-يكون له حق الاختيار في المواقف.
من خلال هذه الحقوق تستطيع أن تعرف وتحكم ما إذا كانت حقوقك الشخصية مهددة أو إذا كنت لا تحترم حقوق غيرك.

2- الاقتناع أو الاعتقاد بحق الجميع فيها:
نجد أن الشخص السلبي – الذي يسعى لإثبات نفسه- على استعداد دائم للتخلي عن حقوقه لصالح الآخرين، ولكن هل يحترم الآخرون حقوقه إذا كان هو نفسه لا يؤمن بها ويتخلى عنها بصورة فورية؟، وعلى النقيض نجد أن الشخص العدائي لن يتمكن من إثبات نفسه إلا إذا أظهر استعداداً لاحترام حقوق الآخرين.

ومن ذلك نحصل على نتيجتين هما:
-بالنسبة للشخص السلبي؛ كلما زادت قناعاته بتساوي حقه مع غيره من الناس ازدادت ثقته بنفسه، واستطاع أن يعبر عن آرائه ومشاعره، والوقوف بثبات أمام الآخرين واحترامهم له، والنتيجة: ازدياد احترامه لنفسه ووصوله إلى الراحة النفسية.

-أما الشخص العدائي؛ كلما زادت قناعاته بتساوي حقه مع حقوق الآخرين تمكن من السيطرة على نفسه، وتخفيف تجاهله، وتسفيهه لآراء ومشاعر وأفكار الآخرين، والنتيجة: كسب تعاون الجميع وشعور متزايد بالراحة النفسية.

إذاً يسهل عليك إذا أدركت أنه لديك -كما لغيرك- حقوق متنوعة؛ أن تحدد متى يمكن أن تنتهك هذه الحقوق، ولا شك أن بداية إدراك الحقوق بداية مشجعة للسيطرة على مواقفك سيطرة فعالة. 
 

الفصل الثالث

إتقان الصيغة الأساسية

إثبات النفس يمكن أن يصبح أمراً طبيعياً مع الممارسة والتقمص والمران.

الوصف والتعبير والتحديد
لإثبات النفس يقتضي تذكر ثلاث خطوات، والقيام بها في أي موقف يواجهك وهذه الخطوات هي:

1- وصف المشكلة:
أول خطوة نحو إثبات النفس هي التركيز على الواقع، وإخفاء المشاعر والآراء الفورية، مثل: لم يصل تقرير من وقت محدد أو تعطل جهاز الحاسب أثناء إعداد الميزانية ...، إذاً عليك أن تعترف بالواقع وتقر به، وهذا يجنبك الشجار أو الجدال الذي ينتج عن إظهار مشاعرك وآرائك.

2- التعبير عن أثرها عليك:
إثبات النفس لا يعطيك الحق في إظهار المشاعر؛ بل في التعبير عنها. قد تجد نفسك مضطراً لأن تخبر شخصاً ما بواقع المشكلة التي حدثت لك، أو ربما تحدث بها نفسك، وهذا لا يعطيك الحق في أن تستخدم التعابير القاسية والتهكم، أو تتخذ موقف الضحية . ابدأ حل المشكلة بكثير من الود والدبلوماسية، معتبراً أن النوايا جميعها حسنة، ولا تلجأ إلى الغضب إلا في الحالات القصوى، وراقب ردة فعل الناس باختيار الطريقة المناسبة للمشكلة أو الموقف.

3-تقمص الشخصية:
عليك أن تأخذ شكل الشخص الملائم الواثق من نفسه وتصرفاته؛ فإثبات النفس يحتاج إلى الهدوء ورباطة الجأش؛ لذا عليك:
-التحدث بلهجة محايدة:
إن لهجتك ونبرات صوتك تدل على طبيعتك، فبالتحدث بنعومة قد تبدو خجولاً أو غير مقنع، أما التحدث بصوت عالٍ فقد تبدو مزعجاً أو متصلباً لموقفك، أما إذا عمدت إلى الصوت المعتدل؛ فتعطي انطباعاً بأنك أكثر سيطرة وتحكم على الموقف.

-استخدام التعابير غير الاستفزازية.
إن تركيبة الجمل والكلمات الاستفزازية تبعد الآخرين عنك، فإذا كنت عدائياً؛ عليك التحدث بقليل من الأسى بدلاً من الغضب، وإن كنت سلبياً؛ فعليك أن تكون مباشراً وأنك تعني ما تقوله.

-النظر مباشرة في عيني من تتحدث إليه:
لأنك بذلك تجبره على المشاركة، وتعطيه انطباعاً بأنك صادقاً معه، وقريب منه ومستعد لقبول آرائه ومقترحاته. إن الانطباعات الأولى مهمة جداً، وهي تؤمن لك البداية المتينة. 

الفصل الرابع

توسيع الذخيرة

إذا كانت ردة فعلك مبالغ؛ فيها؛ كالتهرب إذا كنت سلبياً، أو تفجير الغضب إذا كنت عدائياً؛ فقد اخترت طريقة غير مناسبة لمعالجة الموقف، وهذا كله يتعارض مع إثبات النفس، بيد أن هناك عدة تقنيات تساعد على إثبات نفسك بحيث تصبح قادراً على استخدام كل تقنية للموقف الملائم لها، وهي:

1- تمثيل شخصية " السيد سبوك":
تساعدك هذه الطريقة - أو التقنية- على مواجهة الاتهامات العدائية، أو الآراء التي لا تعجبك، وهي تقتضي تهدئة الطرف الآخر، والتنفيس عنه بواسطة الأجوبة المنطقية، وكلما استمريت على هذا الأسلوب استطعت إضعاف الطرف الآخر، وأجبرته على استخدام أسلوبك نفسه، مثل قولك: " أمامنا على ما يبدو مشكلة تحتاج إلى حل".

2- قطع الطريق تماماً أمام الآخرين:
تساعدك هذه التقنية على تجنب فرض الآخرين لرغباتهم عليك، وذلك باختيار سبب منطقي لرفضك، وذلك بتكرار هذا الاختيار مما يعطيك الثبات ورضوخ الآخرين لك.

3- تقليد السرطان:
عندما يوجه إليك أحدهم ملاحظة انتقامية احذو حذو السرطان، فسر جانباً وتجاوزه، وتجنب التعليق؛ لأنك لا تملك الجواب المناسب، لذا انظر إلى عيني الشخص المهاجم مباشرة دون الرد عليه، تمكن قوة هذه الطريقة في أن لا أحد يستطيع أن يرد على الصمت، ولا أن يستمر في هجومه مهما كان قوياً.

4- لعبة ألـ "أنا":
تفيد هذه التقنية عندما تؤثر تصرفات الآخرين عليك، وهي تقضي عدم السماح لأي كان أن يؤثر في مشاعرك، فبدلاً من لوم الآخرين الغريزي يمكنك أن تعبر بهدوء عن تأثير كلام الشخص الآخر عليك مستخدماً الضمير "أنا"، والهدف من ذلك لفت نظر الشخص الآخر إلى أنه يؤثر سلباً على مشاعرك.

5- إظهار التعاطف:
هذه التقنية تستخدم عندما يؤدي تصرف أحدهم أو تقصيره إلى حدوث مشاكل كنت في غنى عنها، أَشعر الشخص الآخر أنك تتعاطف معه، وتدرك الصعوبات التي يواجهها؛ فكلما أظهرت تفهمك للضغوط والمصاعب التي يعاني منها الشخص الآخر وصلت إلى النتيجة التي تريدها، وحصلت منهم على التجاوب المطلوب. 

الفصل الخامس

تعلم مهارات اجتماعية جديدة

تعتبر العلاقات الاجتماعية جزءاً لا يتجزأ من إثبات النفس، فكلما كنت كالألماس متعدد الوجوه؛ استطعت الاختلاط بالناس وإثبات نفسك بينهم.

توجيه الإطراء وتقبله
يساهم إطراء الآخرين ومدحهم لنا في تعزيز ثقتنا بأنفسنا؛ فالناس يحبون الإطراء وإن اختلفت ردود أفعالهم عليه، وبطريقة لائقة. إن ميزة تعبير أفكارك الإيجابية المتعلقة بالآخرين تسعدهم وتعزز ثقتك بنفسك، وينطبق الأمر على تقبل الإطراء بلباقة وإشعار الطرف الآخر أنك تقدر ملاحظته وأفكاره وإطراءه.

تسهيل التحادث
يساعدك إثبات نفسك على التحادث بطلاقة والخروج من المواقف الصعبة، ويساعدك على معرفة متى تبدأ بالحديث ومتى تنتهي، والطريقة المناسبة لكل موقف.

التعبير عن المشاعر الإيجابية
إن إثبات النفس يفرض عليك التعابير عن المشاعر الإيجابية للآخرين، حتى ولو تكن موافقة لوجهة نظرك. إن التعبير عن الإعجاب بالآخرين طريقة بسيطة وفعالة لتوطيد العلاقات معهم، وتنتج عنها سعادتك قبل سعادة الآخرين.

الاعتراف بالتقصير
يعتقد بعض الناس أن اعترافهم بالخطأ يؤدي إلى إضعاف موقفهم ومخل لثبات أنفسهم، فنجد أن أغلبنا يشعر بالتقصير، لكننا نرفض الاعتراف به . إن إثبات النفس تقتضي الشجاعة الكافية للاعتراف بنقاط ضعفك، فتظهر للآخرين أنك إنسان عادي مثلهم، وتشجعهم على التصرف باطمئنان أكثر أمامك والتعامل معهم بانفتاح وشفافية. 

الفصل السادس

اتخاذ الموقف المناسب من إثبات النفس

يمدك إثبات النفس بالقدرة على الإمساك بزمام الأمور والتخلص من سيطرة الآخرين المستمرة، وقد يتطلب القسوة أو المرونة.

تقوية المعتقدات
إن إثبات النفس يحتم عليك تعزيز إيمانك الداخلي واعتقادك بحقوقك وحقوق الآخرين على حد سواء . عليك أن تعتقد سواء كنت سلبياً أو عدائياً أن لكل إنسان الحق في الحصول أو استخدام حقوقه دون التعدي على حقوق الآخرين، هذا ما يجب ألاّ تنساه أبداً.

السيطرة على ردات فعل الآخرين
إذا كنت سلبياً فقد اعتاد الآخرون على تجاهل أفكارك وحاجاتك، وعندما تتغير وتتحول إلى شخص قوي الشخصية ليثبت نفسه، هذا الآخر سوف يفاجئ من حولك، وثقتك المفاجئة بنفسك قد تستفز مشاعرهم؛ لذا قد يلجؤون إلى العدائية لاسترجاع سيطرتهم السابقة.

أما إذا كنت عدائياً سيربك الآخرين تحولك المفاجئ حتى ولو كان للأفضل، فقد اعتادوا على سيطرتك على الموقف مهمشاً لأفكار الآخرين؛ فإذا بك تتحول لتقدير وجهات نظر من حولك.

الاستمرارية
تعد عملية تغيير الشخص لتصرفاته مهمة شاقة تنجح بالتدريب والممارسة، تذكر أنك تعمل على أمر مهم للغاية ألا وهي نفسك، فإذا كنت سلبياً فقد تربك قدرتك على تحقيق رغباتك وحاجاتك، أما إذا كنت عدائياً فتحتاج إلى الكثير من الصبر لتكسب من حولك.

فوائد إثبات النفس
بالنسبة للشخص السلبي:
1-التخلص من معاملة الآخرين السيئة له.
2-القدرة على تكليف الآخرين بالمهام وإنجازها.
3-التحلي بالكثير من الثقة أثناء بناء العلاقات مع الآخرين.
4-سهولة التعبير عن الآراء وفرضها على الآخرين.
5-الراحة النفسية الناتجة عن الشعور بالكيان الشخصي.
6-القدرة على الرفض بجدية والإصرار رغم الضغوط.
7-زيادة ثقة السلبي بنفسه واحترامه لها.
أما بالنسبة للشخص العدائي:
1-إنجاز الأمور بطريقة هادئة.
2-استخدام القليل من الطاقة لتحقيق الهدف.
3-تخفيف الكبت.
4-احترام حقوق الآخرين والإفادة منهم.
5-احترام المزيد م الوقت لنفسه بدلاً من ملاحقة الآخرين.
6-التعلم المستمر عن طريق السماع لأفكار الآخرين.
7-تعاون الآخرين معه ومساعدته لتحقيق أهدافه.
إن إثبات النفس موهبة ليست غامضة؛ بل موقف متعقل يرافقه مجموعة من المهارات، ما إن تتعلمها حتى يسهل عليك تأدية نشاطاتك اليومية براحة نفسية.

 

المصدر:الاسلام اليوم.نوافـذ