ملح الطعام يزيد حدة نوبات الحساسية

أثبتت الأبحاث الحديثة وجود علاقة وثيقة بين حساسية الصدر والسمنة‏,‏ فقد وجد أن نسبة الحساسية بين مرضي الحساسية الذين يعانون السمنة أكثر منها بين أصحاب الأوزان العادية‏,‏ وهذه الظاهرة ـ كما أوضحت الدكتورة مايسة شرف الدين أستاذ ورئيس قسم الأمراض الصدرية بقصر العيني أمام مؤتمر جمعية الإسكندرية للحساسية ـ تتضح أكثر تحت سن‏12‏ سنة‏,‏ ولوحظ أن إنقاص الوزن في هؤلاء المرضي يؤدي إلي اختفاء الأعراض ويقلل عدد العقاقير المستخدمة في العلاج وعدد مرات تناول الأدوية وعدد مرات الأزمات الحادة‏,‏ كما لوحظ أن السمنة في مرضي الحساسية الربوية تتسبب في ضعف الاستجابة للأدوية مثل استنشاق موسعات الشعب واستنشاق الكورتيزون‏.‏



وحول مصداقية قياس الالتهاب الشعبي ومستقبل العلاج الحديث لحساسية الصدر‏,‏ أوضح الدكتور سمير خضر أستاذ الحساسية ورئيس الجمعية والمؤتمر أن قياس شدة الالتهاب بجدار الشعب الهوائية يهدف إلي استخدام أقل كمية من مضادات الالتهابات‏'‏ الكورتيزون الموضعي‏'‏ لتعطي أكبر قدر من التحسن في حالة المريض علي المدي الطويل‏,‏ ويتميز ذلك بطريقتين‏,‏ قياس الخلايا الالتهابية بالبصاق وقياس أكسيد النيتريك في هواء الزفير‏,‏ وبالطريقة الأولي يمكننا تمييز نوع الالتهاب الشعبي المصحوب بازدياد خلايا الإيزونوفيل والذي يستجيب تماما لمشتقات الكورتيزون عن الالتهاب بخلايا النيتروفيل والتي لاتتأثر مطلقا بمشتقات الكورتيزون أو النوعين معا أو عدم وجود خلايا التهابية من أصله‏,‏ وذلك يحدد نوعية وكمية العلاج المطلوبة من موسعات شعب هوائية أو مشتقات الكورتيزون أو المضادات الحيوية أو كل هؤلاء‏,‏ وأيضا بالتقليل من الآثار الجانبية للاستخدام الطويل للعلاج الوقائي لحساسية الصدر‏,‏ أما قياس أكسيد النيتريك في هواء الزفير فيؤكد تشخيص حالة حساسية الصدر حيث يرتفع المقياس مع ارتفاع شدة الالتهاب ويقل مع انخفاضها‏,‏ كما يتم توقع حدوث الانتكاسة الصدرية قبل وقوعها بزيادة الخلايا الالتهابية بالبصاق‏.‏

ويقول الدكتور ثروت غنيم أستاذ الصدر بطب الإسكندرية‏:‏ أوضحت الأبحاث العلاقة بين استهلاك الملح واحتمالات تطور حساسية الصدر‏,‏ فقد ظهر أن الأماكن التي يتناول فيها الأفراد كميات أكبر من ملح الطعام تكون مصحوبة بزيادة حدة الأزمات الصدرية وبالتالي كلما كان استهلاك الأغذية المحتوية علي كميات من الملح أقل قلت حدة الأزمات الصدرية في الكبار والصغار‏.‏

وتنفي الأبحاث الحديثة ـ وفقا لما عرضه الدكتور ماجد رفعت أستاذ الباطنة والمناعة بطب عين شمس ـ وجود أثر كبير علي المدي البعيد لاستئصال اللوزتين أو اللحمية في حدوث حساسية الصدر‏,‏ وأن إزالتهما في مريض حساسية الصدر لاتؤدي إلي تأخر الحالة بل يمكن أن تؤدي إلي تحسنها‏!.‏

أمل جديد وإن ظل بعيد المدي لعلاج الربو والسدة الرئوية المزمنة بالخلايا الجذعية بشرت به الدكتورة فوزية حسن أبوعلي أستاذ الباطنة والحساسية بطب عين شمس‏,‏ حيث لاحظ العلماء‏'‏ في الخارج‏'‏ أن الحالات التي أجريت لها عملية زرع نخاع وكانت تعاني من حساسية وربو قبل الجراحة شفيت تماما من الربو والحساسية‏,‏ واستنتج العلماء أن زرع النخاع يعيد بناء الخلايا المناعية وبالتالي تتعامل بصورة صحية مع مسببات الحساسية فيتعافي الجسم من الحساسية‏,‏ مما يفتح بابا جديدا في المستقبل لاستخدام الخلايا الجذعية في التغلب علي الحساسية والأمراض المناعية وأمراض الرئة‏.‏

الدكتور عبدالمنعم ربيع أستاذ الصدر بطب الإسكندرية حذر من أن التدخين يسبب الانسداد الشعبي المزمن عن طريق تهيج مزمن للغشاء المخاطي للشعب الهوائية والغدة المفرزة للمخاط ويسبب التهابا مزمنا في جدار الشعب الهوائية علي مدي سنوات طويلة‏,‏ ومعظم المرضي يطلقون عليها خطأ أنها‏'‏ كحة السجائر‏'‏ إلي أن تسبب لهم انسدادا شعبيا مزمنا مع فشل تنفسي كامل يعجز معه المريض عن بذل أي مجهود‏

 

المصدر: بستان الوردة