مفهوم العنف الأسرى ضد الأطفال

 

العنف الأسرى ضد الأطفال

 



مقدمة :

عندما يدور الحديث عن الأطفال، فإن أول ما يتبادر إلى الذهن، طفولتهم البريئة وعفويتهم الصادقة. وفرحهم الذي يتجسد من خلال لعبهم وألعابهم المتنوعة التي يعبرون فيها عن دواتهم، والتي تنمي مداركهم العقلية والذهنية حيناً. وتبعث في نفوسهم الفرح والسعادة والضحك في أحيان أخرى كثيرة. وذلك حسب نوع اللعب وماهية الألعاب. ولأن الطفل فلذة كبد الأهل وإسعاده هي غايتهم وهدفهم الدائم. وهو مستقبل الأمة ومشروعها الحضاري الذي لا بد من الاستثمار فيه وحيث أن الأسرة الحضن الأول والأهم التي تستقبل الطفل ويفترض أن تقوم على رعايته رعاية شاملة متفهمة لحاجاته الأولية والنفسية.

التي إذا أشبعت بشكل طبيعي فان الطفل ينمو نمواً سليماً في كافة جوانب النمو الجسمية والعقلية والانفعالية والاجتماعية فالأطفال بحاجة ماسة إلى الاطمئنان النفسي والتقبل والاحترام والتقدير و الحب والحنان وغرس القيم والأخلاق الحميدة وكذلك هم بحاجة لمن يكتشف قدراتهم ويوجهها التوجيه السليم و لابد للأسرة أن تمنح الطفل الفرصة في التعبير عن نفسه ليثق بنفسه وبقدراته ويتمكن من عملية التفاعل الاجتماعي بشكل مناسب.

من خلال ما سبق يتضح دور الأسرة الطبيعي المناط بها ولكن لكل قاعدة شواذ فنجد أن بعض الأسر تتعامل مع الطفل من خلال أسلوب العنف الذي لا يمكن تبريره والتي تعزوه الأسرة لأسباب هي في حقيقتها ليست مبرر للعنف ضد الأطفال.

  • مفهوم العنف الأسري.
  • أسباب العنف الأسري.
  • أنماط العنف الأسري.
  • آثار العنف الأسري على الطفل.
  • توصيات.

 

مفهوم العنف:

ا على الرغم من الاتفاق على أن العنف ظاهرة توجد في كل المجتمعات الإنسانية إلا أن الذين اهتموا بدراستها اختلفوا في صياغة التعريفات وفقا لضيق أو اتساع الزاوية التي ينظر منها الباحث وتبعاً للنظرية التي يؤمن بها.

فقد عرف لغوياً " بأنه الخرق بالأمر وقلة الرفق به, وهو ضد الرفق, وأُعنف الشيء: أي أخذه بشدة, والتعنيف هو التقريع واللوم “.(ابن منظور 1956 , 257 )

أما اصطلاحاً وفلسفة: فقد جاء على لسان المناوي : بأنه صورة من الشدة التي تجانب الرفق و اللطف و هو طريق قد يدفع صاحبه إلى الأعمال الإجرامية الكبيرة كالقتل وغيره (القرني 2005 ,21) .

على الرغم من الاتفاق على أن ظاهرة العنف توجد في كل المجتمعات الانسانية , إلا أن الذين اهتموا بدراستها اختلفوا في صياغة التعريفات وفقاً لضيق أو اتساع الزاوية التي ينظر منها الباحث .

ومن هنا نجد أن التراث الأدبي حول تعريف ظاهرة العنف يحمل ثلاث اتجاهات فكرية الاتجاه الأول :

يتضمن تعريف العنف قانونياً باعتباره الاستعمال غير القانوني لوسائل القسر المادي والبدني ابتغاء تحقيق غايات شخصية أو جماعية . وعلى هذا فالعنف قانونياً يعني استخدام الضغط أو القوة استخداماً غير مشروع أو غير مطابق للقانون من شأنه التأثير على إرادة فرد ما (القرني , 2005 ,21) ويمكن القول أن العنف من الناحية القانونية يركز على تحديد المسؤولية الجنائية في العدوان

ومفهوم العنف من المنظور الاجتماعي : هو سلوك أو فعل يتسم بالعدوانية يصدر عن طرف قد يكون فرداً أو جماعة أو طبقة اجتماعية أو دولة بهدف استغلال أو إخضاع طرف أخر في أطار علاقة قوة غير متكافئة مما يتسبب في إحداث أضرار مادية أو معنوية أو نفسية لفرد أو جماعة أو طبقة اجتماعية أو دولة أخرى .

وهناك من يعرف العنف على أنه : أحد أنماط السلوك العدواني الذي ينتج من وجود علاقات غير متكافئة في إطار نظام تقسيم العمل بين الأفراد وما يترتب على ذلك من تحديد للأدوار و مكانة كل فرد وفقاً لما النظام الاجتماعي والاقتصادي السائد في المجتمع .

ومن وجهة نظر علماء النفس : فالعنف نمط من أنماط السلوك ينبع عن حالة من الإحباط نتيجة لصرا عات نفسية لا شعورية تنتاب الفرد و تعوقه عن تحقيق أهدافه ولذلك هو يلجأ إلى العنف للتنفيس عن قوى الإحباط الكامنة .

ويؤكد فرويد مؤسس مدرسة التحليل النفسي : أن العنف خاصة تمتد جذورها إلى الطبيعة البشرية وهي بذلك موجودة في وضع كمون وتثار إذا اعترض نشاط الفرد وعلى ذلك فالعنف استجابة طبيعية كغيرها من الاستجابات الطبيعية للفرد (القرني , 2005 ,22)

 

محددات العنف: (Aggression Determinants)

المحدداتالإجتماعية :

1 - الإحباط: ويعتبر هو أهم عامل منفرد فياستثارة العنف لدى الإنسان وليس معنى هذا أن كل إحباط يؤدي إلىالعنف، أو أن كل عنف هو نتيجة إحباطولكييؤدي الإحباط إلى العنف فلابد أن يتوفر عاملان أساسيان: أولاً : أن الإحباط يجب أن يكون شديداً.

وثانياً : أن الشخص يستقبل هذا الإحباط على إنه ظلم واقع عليه ولا يستحقه، أوأنه غير شرعي.

2 - الاستثارة المباشرة من الآخرين: وربماتكون هذه الاستثارة بسيطة في البداية كلفظ جارح أو مهين ولكنيمكن أن تتضاعف الاستثارات المتبادلة لتصل بالشخص إلى أقصى درجات العنف.

3 - التعرض لنماذج عنف: وهذا يحدث حين يشاهد الشخص نماذج للعنف في التليفزيون أو السينما، فإن ذلك يجعله أكثر ميلاللعنف من خلال آليات ثلاثة هي:

أ- التعلم بالملاحظةLearning)(Observational

حيث يتعلم الشخص من مشاهد العنف التي يراها طرقاً جديدة لإيذاءالآخرين لم يكن يعرفها من قبل ..

ب- الانفلات (Disinhibition):

بمعنى أن الضوابط والموانع التي تعتبر حاجزا بين الإنسان والعنفتضعف تدريجيا كلما تعرض لمشاهد عنف يمارسها الآخرون أمامه علىالشاشة.

ج- تقليل الحساسية (Desensitization):

حيث تقلحساسية الشخص للآثار المؤلمة للعنف وللمعاناة التي يعانيها ضحيةهذا العنف كلما تكررت عليه مشاهد العنف ، فيصبح بذلك أكثر إقداماعلى العنف دون الإحساس بالألم أو تأنيب الضمير.

-المحددات البيئية : (enviromental Determinants)

مثل تلوثا لهواء والضجيج والازدحام … إلخ.

 

المحددات الموقفيه (Situational-Determinants):1 - الاستشارة الفسيولوجية العالية: مثال لذلك المنافسة الشديدة فالمسابقات، أو التدريبات الرياضية العنيفة، أو التعرض لأفلامتحوي مشاهد مثيرة.

2 - الاستثارة الجنسية:

فقد وجد أن التعرضللاستثارة الجنسية العالية (كأن يرى الشخص فيلماً مليئا بالمشاهدالجنسية) يهئ الشخص لاستجابات العنف.

3 - الألم:

فحين يتعرضالإنسان للألم الجسدي يكون أكثر ميلا للعنف نحو أي شخص أمامه.

المحددات العضوية : (OrganicDeterminants)1 -الهرمونات والعقاقير: تعزو بعض الدراسات العنف إلى ارتفاع نسبةهرمون الأندورجين (الهرمون الذكري) في الدم، وإن كانت هذهالدراسات غير مؤكدة حتى الآن. ويؤدي استعمال العقاقير كالكحولوالباربتيورات والأفيونات إلى زيادة الاندفاع نحو العنف.

2 - الناقلات العصبية:

بشكل عام ترتبط زيادة الدوبامين ونقصالسيروتونين بالعنف، في حين أن زيادة السيروتونين والـ GABA تؤديإلى التقليل من السلوك العنيف.

3 - الصبغيات الوراثية:

أكدتدراسات التوائم زيادة نسبة السلوكيات العنيفة في توأم أحاديالبويضة إذا كان التوأم الآخر متسما بالعنف، وأكدت دراسات وراثيةأخرى زيادة العنف في الأشخاص ذوي الذكاء المنخفض، وفي أولئكالذين لديهم تاريخ عائلي للاضطرابات النفسية وهناك احتمال لميتأكد بشكل قاطع أن الأشخاص ذوي التركيب الكروموسومي ( XYY ) يميلونلأن يكونوا أكثر ميلا للعنف ( المهدي , 2006 , ص1 ) .

العنف الأسري :

خلفية تاريخية عن العنف الموجه للأطفال :

تعتبر ظاهرة الإساءة للأطفال من أخطر الظواهر التي تقف في وجه تقدم المجتمع و تهدد تماسكه من كونها تنشئة اجتماعية غير صحية و خاطئة لذلك توجهت الأنظار من أجل العمل على إيجاد نظام لحماية الأطفال خاصة و أن تاريخ الطفولة يعتبر مظلماً منذ قرون ، حيث سادت أشكال القتل و التعذيب تلك العصور .

من تلك الأشكال أن حدد في القرن السابع عشر قانون فرنسي يسمح للأب بقتل أولاده مما يدل على أن الطفل لم يكن موضوعاً ذا أهمية خاصة ، و إن إباحة القتل كانت تتعلق بالأطفال الشاذين أو المعاقين أو كثيري الصراخ ، كما كانت ظاهرة بيع الأطفال للأغنياء مقابل الحصول على ثمنهم منتشرة ، كذلك ظاهرة استغلال الأطفال في العمل.

بدأت محاولة التغيير في وضع الأطفال في نهاية القرن الثامن عشر و بداية القرن التاسع عشر و يظهر أوضح إنجاز عام 1899 عندما استطاع الاتحاد النسوي لسيدات ولاية ألينوى الأمريكية الحصول على موافقة الحكومة المحلية في إنشاء محكمة خاصة بالأحداث .

و رغم قدر الإساءة التي تعرض لها الأطفال عبر التاريخ ، إلا أن الاهتمام بهم وجد حديثاً حيث بدأ طبيب أخصائي أمريكي أخصائي أشعة يدعى كافيه عام 1964 بالتحدث عن الإساءة الجسدية للأطفال من خلال وصف حالات نزيف دماغي و كسور عظام كان يقوم بتصويرها أثناء عمله ( الشقيرات ، المصري 2001, ص 7 ) .

 

مفهوم العنف الأسري :

يعد العنف الأسري من أشد أنواع العنف خطورة على الفرد من الناحيتين النفسية والاجتماعية وتكمن خطورته في أن آثاره لا تقتصر فقط على نتائجه المباشرة بل تتعدى ذلك إلى ذلك إلى النتائج غير المباشرة المتمثلة في علاقات القوة غير المتكافئة داخل الأسرة والتي غالباً ما تحدث خللا في نسق القيم واهتزازا في نمط الشخصية خاصة عند الأطفال والمراهقين يتبعه إعادة إنتاج العنف سواءً داخل الأسرة أو خارجها .

ويعرف العنف الأسري : بأنه أحد أنماط السلوك العدواني الذي ينتج عن علاقات قوة غير متكافئة في إطار نظام تقسيم العمل بين المرأة والرجل داخل الأسرة , وما يترتب على ذلك من تحديد لأدوار ومكانة كل فرد من أفراد الأسرة , وفقاً لما يمليه النظام الاقتصادي الاجتماعي السائد في المجتمع . ( عبد الوهاب , 2000, 16 ) .

كما يرى غريب سيد أحمد (1999م) أن العنف الأسري هو أحد أنماط السلوك العدواني الذي ينتج عن وجود علاقات غير متكافئة داخل الأسرة مما يجعل الطرف الأقوى في الأسرة ينتهك بدنيا" أو لفظيا" حقوق الطرف الأضعف . (القرني , 2005 ,22)

كما يرى العاملون في الحقل الطبي بأن العنف الأسري هو حالات يمكن فيها تشخيص إصابة أو أذى , أونية من قبل الوالد أو المشرف لإحداث الأذى بالإضافة إلى سوء التغذية المتعمد . ( رمو 1997 , 51 )

والعنف الأسري في هذه الدراسة يقصد به كل فعل لفظي أو غير لفظي يتسم باستخدام القوة والسلطة من قبل طرف في الأسرة يلحق فيه ضررا" جسميا" أو نفسيا" بطرف آخر في الأسرة وهو الطفل .

دوافع العنف الأسري :

1- ما يرتبط بالبيئة، ففي بعض المجتمعات يعتبر العنف الأسري من قبيل إثبات شخصية ورجولة الإنسان، وتميزه عن المرأة.

2- ومنها ما يرتبط بالجانب الاقتصادي، فقد تدفع الظروف المعيشية السيئة، والضغوط التي يولدها الفقر في نفس الإنسان إلى أن يفرغ شحنة تلك الضغوط في محيط الأسرة.

3- ومن الدوافع ما يرتبط بفارق الوعي بين الرجل والمرأة، فاقتران الرجل بشريكة تفوقه من حيث المستوى العلمي والثقافي قد يدفع الرجل إلى الإحساس بالدونية، ما يدفعه إلى سد تعويض ذلك الإحساس بممارسة العنف.

هذا ويذكر أن العنف الأسري لا تنحصر ممارسته بالرجل، بل قد يمارس من قبل المرأة أيضاً. فقد أثبتت بعض الدراسات الميدانية التي أجريت في محيط المجتمعات العربية أن الرجل يعاني في بعض المجتمعات من العنف الأسري بنسبة أكبر من معاناة المرأة، إلا أن الغالب في المقام هو أن الرجل عادة ما يمارس العنف الأسري بناء على تركيبته الفسيولوجية. ( البصري , 2007 , 1 )

 

ينابيع العنف الأسري :

إن الحياة في زحام المدينة واشتداد المنافسة على فرص العمل وازدياد الاستهلاك مع ضعف الموارد وانخفاض الدخول وتراكم الديون على الأفراد وعجزهم عن تلبية متطلباتهم الأساسية وضعف الروابط الأسرية، كلها مجتمعة تعد المنبع الذي ينبع منه نهر العنف الأسري. والعنف داخل الأسرة -كما يصفه المهيزع- هو واحد من أشكال العنف التي توجه نحو واحد من أفراد الأسرة وإيقاع الأذى عليه بطريقة غير شرعية. ويتباين العنف الأسري في درجة الإيذاء النفسي والبدني ويراوح ما بين البسيط الذي يؤدي إلى غضب الضحية والشديد الذي قد يودي بها. ( المهيزع , 2003 , 4 )

 

العوامل المرتبطة بالعنف الأسري :

تشير نتائج الدراسات المبكرة أن سوء معاملة الأطفال قد وجدت جذورها في الاضطرابات النفسية لدى البالغين . وقد أشارت الدراسات الأولى أن البالغين الذين يسيئون معاملة أطفالهم أو يهملونهم يكون لديهم عادة تاريخاً في الإساءة عندما كانوا أطفالاً , ولديهم توقعات غير حقيقية بأن هؤلاء الأطفال يلبون احتياجاتهم الانفعالية بأنفسهم , والضبط الضعيف للإندفاعات العدوانية .

وللمساعدةفي فهم سوء معاملة الطفل , عاد الباحثون إلى نظرية الأنظمة البيئية , لقد اكتشفوا أن الإساءة للأطفال وإهمالهم تتأثران بكثير من المتغيرات المتداخلة في العائلة , المجتمع , المستويات الثقافية ,وكلما زادت مخاطر وجود عدد أكبر من هذه العوامل زادت احتمالية حدوث الإساءة( أبو رياش وآخرون 2006 , 51 )

 

العوامل المشجعة لممارسة العنف:

- التدريب الاجتماعي الخاطيء أو الناقص ويظهر في المجتمعات التي تتناقص فيها القيم والأهداف التربوية العامة وتتفكك فيها الأسرة بصورة ملحوظة .

- الجزاءات الضعيفة سواء بالنسبة للامتثال أو الانحراف تؤدي إلى خلق حالة متميعة عند الأفراد وكذلك ضعف الرقابة فقد يكون الجزاء شديد ولكن القائم على تنفيذه لا ينفذه بدقة .

- سهولة التبرير ويحدث هذا عندما تحاول جماعة التقليل من حدة الاعتداء على المعيار أو تلمس المعاذير ويتم هذا بشكل إرادي من بعض الأفراد بقصد التخريب الاجتماعي.

- عدم وضوح المعيار ويؤدي ذلك إلى بلبلة الأفكار والاتجاهات وخاصة عندما يعني المعيار بالنسبة لفردين أو أكثر شيئا مختلفا.

- قد تتناقض نواحي الضبط الاجتماعي فتتجمد القواعد القانونية ولا تساير التغير الاجتماعي والثقافي في الوقت الذي يتطور فيه المجتمع بصورة تعطل فاعلية هذه القواعد وتجعلها عقيمة من وجهة نظر الأفراد .

- بعض الجماعات الانحرافيه في المجتمعات تكون من القوة بحيث تضع لنفسها ثقافة خاصة تزين الانحراف وتخلق في نفس الأفراد مشاعر الولاء له . ( السنوسي , 2001 , 12 )

عوامل تكوين الشخصية العنيفة :

إن جريمة العنف العريضة وليدة خلل طاريء في التوازن بين الدافع والمانع، وتختلف جريمة العنف الصادرة عن رد فعل إجرامي أي خلل مستمر دائم في هذا التوازن لأن ذلك هو استعداد فردي وبديهي إن كثير من الأمراض العقلية مصدر لجرائم العنف والاعتداء على الأشخاص ومن أمثلة الحالات التي توضح كيف يؤدي الاستعداد الإجرامي إلى ارتكاب العنف عموما ما يلي :

1 - الانتقام:

هناك من الأفراد من لا يتورع عن ارتكاب أبشع الجرائم في سبيل إشباع الميل للانتقام وقد يتولد العنف فجأة كما يحدث بين الطلاب أثناء اليوم الدراسي، والميل للانتقام دليل ضآلة الشخصية ومما يفسر العنف أيضا التشبع بتقاليد سائدة في الوسط المحيط تجعل العنف أسلوب شجاعة يجعل الشباب يسيرون يحملون الخنجر أو المطواة الأمر الذي يعتبر نوع من الثقافة العنيفة ويتعارض مع ثقافة الغالب من الناس في المجتمع.

2 - فعل الأذى حباً في الأذى :

يتوافر ذلك في المراهقين لأنه يشعرهم بالارتياح والمتعة من إيذاء الآخرين

3 - الغيرة:

قد تتولد جريمة العنف من الغيرة والشعور بالغيرة مرتبط بالغريزة الجنسية من جهة وتعزيز الاقتناء من جهة أخرى، فالغيرة اشد خطرا حينما تنتاب فردا لديه تكوين إجرامي فتهيئ له فرصة العنف.

4 - الشعور بالنقص الجسماني أو النفسي:

قد يتولد العنف من مركب نقص لدى فرد يشعر انه اقل مستوى من الآخرين بعيب جسدي أو نفسي فيقابل بالعنف كل من يعتقد أنهم يوجهون له إهانة بسبب هذا العيب.

5- الغرور:

هناك بعض جرائم العنف ترتكب من أفراد يتميزون بالغرور يجعلهم شغوفين بممارسة العنف بأي أسلوب حيث أن الشخصية تتكون وتتشكل من تفاعل الوراثة البيولوجية للفرد مع البيئة المادية والاجتماعية مثل العوامل الجغرافية، الاجتماعية، وهي التي يتعرض لها الفرد بحكم مركزه في الأسرة كوفاة والده أو مرض ابتلي به أو وجوده مع زوجة أب أو غير ذلك من تفاعل هذه العوامل المختلفة تتكون الشخصيات المختلفة بعضها عن بعض. ( السنوسي , 2001 , 8 )

حجم انتشار ظاهرة العنف الأسري الموجه للأطفال :

يصعب تحديد حجم ظاهرة العنف الأسري الموجه للأطفال بشكل دقيق , نظراً لعدم وجود إحصاءات ودراسات كافية حول حجم هذه الظاهرة في بعض المجتمعات , بالإضافة إلى عدم دقة هذه الإحصاءات في حالة وجودها .

وذلك يعود إلى عدة أسباب , منها :

1 – أن العنف يقع على الأطفال , وهذه الفئة قد يصعب في كثير من الأحوال الإبلاغ عما تعرضت له , مما يجعل عملية حصر هذا العنف الواقع عليها أمراً صعباً 2 – أنه ليس كل حالات تعرض الطفل للعنف لها علامات أو مظاهر خارجية تدل عليها مثل بعض أشكال العنف كالعاطفي ( النفسي ) مثلاً .

3 – التستر على تعرض الطفل للعنف من قبل أسرة الطفل وخاصة إذا كان المعتدي واحداً منهم .

4 – من الصعب إثبات أن الحالة المصاب بها الطفل ناتجه عن تعرضه للعنف .

كما أن هناك من يرى أن الحالات التي يتم اكتشافها من الأطفال المتعرضين للعنف قد لا تمثل إلا جزءاً يسيراً من هذه الظاهرة التي يعد معظم حالاتها مستترة .( آل سعود , 2005 , 101 )

نتائج العنف الموجه ضد الطفل :

1- العواقب المباشرة :

أ – جسدياً : كسور , جروح , تردي الحالة الصحية , اخفاض فاعلية جهاز المناعة , أذيات وظيفية في الفاعليات الدماغية .

ب – انفعالياً : القلق والرعب , أو الاعتياد على العنف لدرجة فقدان الحساسية , وتدني مفهوم الذات ونقص الثقة بالنفس , وارتفاع معدلات الإصابة باضطرابات القلق والاكتئاب .

ج – اجتماعياً : العدوانية , فرط التشكك حيال الآخرين , ضعف مهارات التفاهم مع الآخرين .

2 - - العواقب غير المباشرة :

أ – أعراض اخفاض فاعلية جهاز المناعة : وزيادة معدلات الإصابة بالربو والحساسية , طول فترة النقاهة من الأمراض العادية المعدية كالرشح والحميات .

ب – نوبات الغضب والحزن والعصبية غير المضبوطة في الحياة الراشدة .

ج – نقل العنف إلى الجيل اللاحق , أي معاملة الأطفال بطريقة مشابهة .

 

د – سوء معاملة الوالدين المسنين أو على الأقل ضعف العلاقة الانفعالية معهما .

( بركات 2004 , 18 )

النظريات التي استفاد منها الباحثون في مشكلات العنف الأسري :

لعل قلة النظريات العلمية المعتمدة التي تقوم عليها دراسات العنف الأسري ،أفقد هذا الميدان الإطار المنظم للفرضيات والمسلمات والمفاهيم المستقرة التي تمهد للباحثين الطريق إلا أن وجود نظريات عامة حول العنف خفف من الصعوبات التي واجهت الباحثين الذين قاموا بالسير في اتجاهات لا تبتعد كثيرا عن نظريات علم الإجرام التي عالجت مشكلة الجريمة بصفة عامة . وفيما يلي نتناول بعضا من النظريات التي استفاد منها الباحثون في مشكلات العنف الأسري ومنها :

1- الاتجاه البنائي الوظيفي

استمدت نظرية الاتجاه البنائي الوظيفي من الفرضيات العامة للاتجاه العضوي الذي كان سائدا في النظريات الأولى لعلم الاجتماع . والقاعدة الأساسية التي تقوم عليها البنائية الوظيفية هي فكرة تكامل الأجزاء والاعتماد المتبادل بين العناصر المختلفة للمجتمع الواحد . واستنادا إلى الاتجاه الوظيفي قام البعض بصياغة نظرية لدراسة العنف الأسري أطلق عليها اسم (نموذج النسق للعنف داخل الأسرة ) ( عبد المحمود وآخرون 2005 , 21 )

2 - نظرية التفاعلية الرمزية ودراسة العنف الأسري

Symbolic Interaction Approach

وقد ظهرت مسلمات هذه النظرية في عام 1910 في كتاب (شارلز كولي )و(تارد) و(ميد) و(ماكس فيبر) . ويركز اتجاه التفاعلية على دراسة الأسرة من خلال عمليات أداء الدور ، مشكلات الاتصال ،عمليات التنشئة وعلاقات بناء القوة داخل الأسرة ، مما يحصر وحدة دراسة العنف في العلاقات السلبية بين الزوج والزوجة والأبناء ( المرجع السابق , 22 )

3 - نظرية التعلم الاجتماعي Social Learning Theory

تشير نظرية التعلم التي قدمها Albert Bandura إلى أن العنف سلوك متعلم يكتسب عن طريق الملاحظة والتدريب وأن التدعيم الذي يلي السلوك يزيد من احتمال تكرار هذا السلوك . ( القرني , 2005 ,23 )

وتفترض هذه النظرية أن الأشخاص يتعلمون العنف بنفس الطريقة التي يتعلمون بها أنماط السلوك الأخرى , ويتضمن سلوك التعلم مفهومين هما التدعيم والعقاب , ويزيد التدعيم من تكرار السلوك , بينما يقلل العقاب من تكراره . ( بن دريدي , 2007 , 53 ) ولهذه النظرية فرضيات أساسية هي :

العنف الأسري يتم تعلمه داخل الأسرة والمدرسة ، وعبر وسائل الإعلام

العديد من أعمال الآباء العنيفة تبدأ لمحاولة التأديب .

العلاقة المتبادلة بين الآباء والأبناء في مرحلة الطفولة تشكل شخصية الفرد

إساءة معاملة الطفل تؤدي إلى تعلم العدوانية .

أن أفراد الأسرة الضعفاء يصبحون أهدافا للاعتداء ( عبد المحمود وآخرون , 2005 , 22 )

4 - نظرية المصدر والتبادل Resource and Exchange theory

تفترض نظرية المصدر والتبادل أن سلطة اتخاذ القرار تنبع من المصادر التي من خلالها يستطيع الأفراد أن يوفوا باحتياجاتهم الأسرية والزوجية . ويلخص أنصار هذه النظرية أهم المصادر التي تزيد من سيطرة الزوج أو الزوجة في الوضع الاجتماعي ، مستوى التعليم ، عضوية المؤسسات ، التنشئة ودائرة حياة الأسرة والقهر البدني ( المرجع السابق , 22 )

5 - نظرية البناء الاجتماعيSocial Structure Theory

ويعتبر (جيللز) من أهم أنصار هذه النظرية الذين حاولوا تفسير الاحتمالات المتزايدة للعنف الأسري على أساس الطبقة الاجتماعية والاقتصادية المنخفضة ، حيث يصاب أفراد الأسرة بالإحباط من عجزهم عن توفير الاحتياجات اللازمة للحياة وافتقاد الموارد المادية التي تمكن الأسرة من تحمل المسئوليات الاجتماعية الحرجة . وقد تطورت هذه النظرية مؤخرا إلى منظور متكامل يضم أربع نماذج هي ؛النموذج البنائي ،نموذج التوتر ، نموذج الصراع النفسي ،ونموذج ديناميت العلاقات الأسرية باعتبارها متغيرات مستقلة يسهل قياسها . ( عبد المحمود وآخرون , 2005 , 23 )

6 - نظرية الصراع : Conflict Theory

من رأي أنصار هذه النظرية : أن العنف الذي يحدث في المجتمع هو ميراث للظلم التاريخي ومعاناة الأقليات والفئات الضعيفة في المجتمع . كما يرى أصحاب هذه النظرية في العنف وسيلة قوية في الحرب بين الجنسين ومشكلات التمييز التي سيطرت على العقول خلال حقبة طويلة من الزمان . ( المرجع السابق , 23 )

والمسلمة الأساسية لهذه النظرية تتمثل في اعتبار أن المجتمعات تتميز بالصراع أكثر من الإجماع القيمي وتتلخص مقولات هذه النظرية في مايلي :

- أحد أبرز خصائص المجتمع الصراع .

- أهم عناصر الصراع تتمثل في قلة الموارد المادية والاجتماعية من جهة وكثرة طلبها من جهة ثانية .

- يعبر القانون عن قيم المجموعات المسيطرة .

إذاً حسب هذه النظرية فإن أهم مميزات المجتمع تتمثل في الصراع بين الطبقات والفئات , والطبقة المسيطرة هي التي تصنع القانون وبالتالي تعتبر قيم الطبقة الأخرى التي لا تتلائم مع قيم الطبقة الأولى منحرفة . ( بن دريدي , 2007 , 53 )

7 - نظرية الاتجاه الفينو ميتو لوجي الظاهراني

استمد هذا الاتجاه أفكاره من فلسفة (هوسرل) و(شوتز) وتقوم هذه النظرية على قضايا عدة أهمها :

1 - القصد الموجه للسلوكيات .

2 - الخبرة الذاتية للفرد في علاقته مع الآخرين .

3 - التركيز على الخبرة الشعورية .

4 - ما يملكه الإنسان من مبادأة في العمل الاجتماعي .

5 - الاستعدادات الداخلية للفرد وغرائزه .

6 - إشباع حاجة السيطرة .

7 - عدم الاهتمام بدراسة أفعال الآخرين وتجاربهم .

وبناء على ذلك فإن الباحث الفينو ميتولوجي لا يؤمن بصحة الافتراضات السببية ويميل إلى الأخذ بتصور الحياة الاجتماعية من خلال تصورات الأفراد وأفكارهم .

8 - نظرية الأنومي :

استخدم دوركهايم هذا المصطلح للإشارة إلى حالة من الصراع بين الرغبة في إشباع الاحتياجات الأساسية للفرد وبين الوسائل المتاحة لإشباع تلك الاحتياجات .

وقد أشار دور كايم إلى حالة من اللامعيارية الأخلاقية باعتبارها أنومية فعندما يفتقر المجتمع إلى مجموعة من المعايير التي تحدد له الأنماط السلوكية الطبيعية والواجب إتباعها ، يصبح يعيش حالة من اللامعيارية الأخلاقية أي فقدان المعايير الأخلاقية .

يقول دوركهايم :

(يوجد داخل كل جماعة ميل جمعي إلى السلوك التوافقي ، وهذا الميل يخص الجماعة ككل ، ومصدره ميل كل فرد أكثر من كونه نتيجة له . ويتشكل هذا الميل الجماعي من تيارات الأنانية أو الغيرية ، أو الأنومي التي تنتشر في المجتمع . إن مثل هذه الاتجاهات في الكيان الجماعي تؤثر في الأفراد ، ومن ثم تدفعهم إلى الانتحار ) .

أما روبرت ميرتون فيرى (أن الصور المختلفة للسلوك المنحرف تنجم عن التفاوت أو عدم القدرة على تحقيق الأهداف بالوسائل المشروعة ) .

ويمكن تلخيص أهم مقولات هذه النظرية كما يلي :

معظم أفراد المجتمع يشاركون في نفق شائع من القيم .

هذا النسق العام من القيم يعلمنا ما هي الأشياء التي يجب أن نكافح من أجلها (الأهداف الثقافية ) وكذلك أكثر الطرق ملائمة ( الوسائل المجتمعية ) لتحقيق هذه الأهداف . ( بن دريدي , 2007 , 56 )

ورغم الأهمية التي يوليها الباحث للاجتهادات النظرية أنفة الذكر ، إلا أنه ينظر إلى ظاهرة العنف الأسري على أنها سلوكيات جانحة أو جرائم ضد الإنسان بمختلف صورها وأشكالها وأنماطها . ولا ينبغي التعامل معها بمعزل عن مختلف نظريات علم الإجرام وخاصة النظريات الاجتماعية والنفسية والصحية مع إضفاء صفة الخصوصية النابعة من العلاقات المتميزة بين الجناة والضحايا في جرائم العنف الأسري . والذي يعنينا في هذا البحث هو تسخير النظريات ذات العلاقة بالعنف الأسري في التعامل مع الفرضيات والمسلمات المستقرة حتى تكون تلك الفرضيات منطلقا للبحث عن مخارج جديدة ونتائج أكثر تقدما في طريق الحلول الناجعة لمواجهة ظاهرة العنف الأسري ، ويشترط في تعاملنا مع النظريات ومنهجياتها أن نأخذ في الاعتبار الثوابت الثقافية للأمة العربية ذات الموروث الإسلامي والمواجهات الدينية التي رسخت أسس بناء الأسرة وكفالة أمنها وسلامتها .

لقد ظلت مشكلة العنف الأسري ترتبط بالعديد من العوامل والمتغيرات الفردية والاجتماعية والاقتصادية والنفسية والبيئية ، الأمر الذي جعل من الصعب التعامل معها بنظرية منفردة ،ومن هنا لجأ بعض الباحثين إلى الجمع بين أكثر من نظرية لتفسير مشكلة العنف الأسري . ونخلص مما تقدم إلى القول بصعوبة الخروج بنظرية واحدة تحلل وتفسر جميع إشكالات العنف الأسري وربما يكون من الأصوب اللجوء إلى النهج التخصصي الذي بدأ يتجه إليه بعض علماء الاجتماع مؤخرا بالتركيز على دراسة كل نوع من أنماط العنف الأسري على حدة مثل العنف ضد المرأة ، أو إساءة معاملة الأطفال أو العنف ضد الزوج ، خاصة وقد نهجت المواثيق والصكوك الدولية على معالجة العنف بهذا التصنيف عندما تناولت حقوق المرأة وحقوق الطفل والعنف ضد المرأة في الحياة العامة والخاصة .

 

أسباب العنف الأسري

  • عدم إتباع أساليب التنشئة الاجتماعية السليمة والاتجاه إلي التربية التقليدية.
  • الوضع الاقتصادي أو الظروف الاقتصادية السيئة التي تعاني منا الأسرة
  • الوضع السياسي المتأزم مثل كثرة الحروب التي تعرض لها أبناء شعبنا الفلسطيني
  • التمييز بين الأطفال داخل البيت والمدرسة إذ يولد ذلك الحقد والكراهية بين الأطفال.
  • التقليد الأعمى للكبار.
  • عدم وجود مكان تربوي يتيح للطفل اللعب والترفيه وتفريغ العنف المتراكم بداخله وعدم احترام حقوق الطفل الاعتراف بها.

ويتفق الباحثون الاجتماعيون والنفسيون على وجود عوامل متشابكة لتبرير حدوث العنف الأسري نحو الطفل، ومنها: العوامل الاجتماعية (كالخلافات بين الأبوين وارتفاع عدد أفراد الأسرة وشيوع النموذج الأبوي المتسلط...)، والعوامل الاقتصادية (كالفقر وبطالة رب الأسرة...)، والعوامل القانونية (كتدني الوضع القانوني للمرأة والطفل، وانعدام الأهلية القانونية...)، والعوامل السياسية، والعوامل النفسية (كعدوانية الأطفال أنفسهم وإعاقتهم الذهنية والعقلية وتأخرهم الدراسي...)، ووسائل الإعلام (التي تنشر حالات العنف في المجتمع عن طريق التقليد أو النمذجة...).

أنماط العنف

وهناك أنواع رئيسة للعنف ضد الأطفال، منها:

  • العنف الجسدي (العقوبة البدنية)
  • الاعتداء الجنسي (استخدام الطفل لإشباع الرغبات الجنسية لبالغ أو مراهق أو تعريض الطفل لأي نشاط أو سلوك جنسي... إلخ)
  • الاعتداء العاطفي (السباب والترهيب والإذلال والتدليل المفرط والسخرية... إلخ) الإهمال (سوء المعاملة والفشل في توفير الرعاية المناسبة... إلخ).

الآثار والنتائج المترتبة علي استخدام العنف ضد الأطفال :

  • عدم استقرار الوضع النفسي للطفل فالطفل الذي يتعرض للعنف وكتم رأيه من البداية نجده في المستقبل إنسان ضعيف الشخصية * التشرد والضياع نتيجة العنف الذي يتعرض له الأطفال داخل الأسرة فأين يمكن لهذا الطفل أن يجد الأمن و الأمان إذ لم بجده داخل أسرته التي هي بالأصل منبع الأمن و الأمان لهذا الطفل
  • الكره والحقد بين الأطفال نجده دوما بين الأقران في الشارع ويكون هذا نتيجة العنف ولن يجد الطفل إلا أخيه أو صديقه الذي يلعب معه ليفرغ هذا العنف الذي بداخله اتجاهه
  • ظاهرة التسرب من المدرسة والتي بدورها تؤدي إلي ضعف التحصيل الدراسي فقد أصبحت المدرسة اليوم في نظر الطفل عبارة عن عصا في يد المدرس وذلك مما يلاقيه الطفل من إهانات وضرب داخل المدرسة
  • والقلق والاكتئاب* الشعور بالذنب*الخجل * اختلال الصورة الذاتية، *العزلة* وضعف الثقة بالنفس* واضطراب النوم*وضعف التركيز*الشعور بالعدوان المضاد، والتحول نحو الإجرام* وغيرها.

 

دعوة للبناء

بعد التعرف علي أهم الآثار والنتائج المترتبة علي استخدام العنف تجاه الأطفال ندعو إلي التكاتف معا يدا بيد للإسهام في القضاء علي هذه الظاهرة الخطيرة التي أصبحت تهدد أطفالنا ودعونا نقف سويا للنهوض بأطفالنا والوصول بهم إلي جيل قوي ولنعمل سويا من أجل أن يكون طفل اليوم رجل الغد الذي يكون عمادا وارتكازا لهذا الوطن العملاق فدعونا نبتعد عن شيء اسمه عنف ضد الطفل من أجل جيل اليوم رجال المستقبل وذلك من خلال مايلي :

  • الاستماع لرغبة الأطفال

في مرحلة الطفولة المبكرة يتساءل الطفل كثيرا عن كل ما يدور حوله فهو في هذه المرحلة محب للاستطلاع وأحيانا كثيرة يضيق صدر الأهل بهذه الأسئلة فيقوموا بقمع الطفل وإسكاته هذا ما جاء ذكره من خلال نشرة للمركز الفلسطيني ضد العنف حول طريقة التعامل مع الأطفال وتوضح النشرة بأن الطفل يمكن أن يقوم بالعبث بدولاب الملابس ويلقي بها علي الأرض وذلك يعود للرغبة الجامحة للطفل للاستطلاع والتعلم و أحيانا يتساءل الطفل عن أشياء تكون محرجة بالنسبة للأهل فلا يعرف الأهل كيف يردون علي تساؤلات أطفالهم وأحيانا يجيب الأهل بعبارات قصيرة مثل عيب وحرام وهذا يغضب الطفل لأنه لم يحصل علي المعلومات والإجابات التي يمكن أن تشبع نموه العقلي ونموه الاجتماعي والنفسي وبالتالي يجب أن نعطي إجابات منطقية تقنع عقلية الطفل وتتناسب مع سنه .

 

  • المشاكل العائلية

المشاكل العائلية تؤثر علي الطفل فالكثير من الآباء يخطئون عندما يظهرون خلافاتهم العائلية أمام الأطفال وأحيانا يقوم الزوج بضرب زوجته أمام الأولاد وكل هذه السلوكيات من شأنها أن تنعكس بشكل سلبي علي نفسية الأطفال وتجعله يهرب من جو الأسرة المشحون دائما ويقضي معظم وقته خارج البيت دون رقابة من الأهل عليه ومن هنا مهما كانت الخلافات العائلية يجب عدم إثارتها أمام الأطفال لأنهم في النهاية هم الذين سيدفعون الثمن غاليا .

 

  • التعامل السليم

إن سلوك الطفل دائما ينحصر في دائرة الصحة أو الخطأ والمحاولة والتجربة إذ لم يجد التوجيه الصحيح والمناسب من قبل الأهل وهو بذلك يعتمد علي ذاته للحصول علي المعلومات في اكتساب الخبرات وهذا يجعله يخطأ دائما وفي هذه الحالة عند إحداث الطفل لأي خطأ نجد الرد المباشر علي ذلك بالضرب ولكن الأولى توضيح السلوكيات المرغوبة وغير المرغوبة والتوجيه السليم قبل محاسبة الطفل

  • التوصيات

1- توفير جو أسري يسوده التفاهم والمحبة والاطمئنان والحنان لأطفالنا داخل الأسرة وهذا من شأنه أن يساهم بشكل كبير في بناء وخلق الثقة في نفوسهم ويولد لديهم الاعتزاز والثقة بالنفس .

2- يجب أن تتفهم الأسرة مشاكل أولادها وتحاول إشراكهم في حياتها اليومية ومراعاة ميولهم ورغباتهم وعدم اللجوء للعنف كوسيلة لحل المشكلات .

3- التوجيه الأسري من قبل المؤسسات التربوية والحقوقية حول كيفية التعامل بحكمة و سويه مع الأطفال بحيث تكون الأسرة قادرة على الاعتماد علي ذاتها في تربية الطفل وقادرة علي إكساب الطفل شخصية قوية نفسيا واجتماعيا وعقليا وقادرة علي التفاعل مع الآخرين بشكل جيد .

4- التنسيق بين المؤسسات العاملة في مجال تربية الطفل والأسرة من أجل وضع برامج التوعية الأسرية لمجابهة ظاهرة العنف الأسري ضد الأطفال .