مفكرة صناع النجاح للطلاب والطالبات-جاسم محمد ملك

الكتاب : مفكرة صناع النجاح للطلاب والطالبات
المؤلف: جاسم محمد ملك
الناشر: شركة عالم المواهب
ـ الكويت سنة النشر :2005 ـ 2006 م

اقتصر اهتمام المفكرات الطلابية التي تنتشر في المكتبات التجارية وتوزّعها المدارس (مجانًا) على بعض من الأنشطة الفصلية والواجبات المنزلية, دون إشارات واضحة فيها تعين الطالب والطالبة على إدراك غاياتها القريبة فضلاً عن البعيدة، مما جعل منها عبئًا ثقيلاً على الطالب والمعلم، وحوّلها إلى تقليد مدرسي يوجب على الطالب ملأ الصفحات وعلى المعلم المتابعة وتسجيل الملحوظات!!



وخلافًا لمثل هذه المفكرات التي غيبت شمولية التعليم وتكامل المناشط وإرشادات التربويين صدرت «مفكرة صُنّاع النجاح» لمساعدة الطلاب والطالبات (في المرحلتين المتوسطة والثانوية) على اكتشاف قدراتهم ومواهبهم، وإعانتهم على تنظيم أفكارهم وتدوينها على نحو دقيق لتحقيق الأهداف والوصول إلى النجاح.

لغز الحياة
يتصدر المفكرة التي تقع في مئة وخمس وسبعين صفحة دليل إرشادي مصوّر من أربع صفحات يوجز بناءها العام ويقدم تطبيقًا مكتوبًا يمكن محاكاته في التعامل مع أجزائها الأربعة.
يلي هذا الدليل الإرشادي الجزء الأول من المفكرة الذي يطرح تساؤلات متنوعة تعين على بلورة الأفكار والطموحات والأمنيات وتشكيل الحياة. ويؤكد هذا الجزء من المفكرة العلاقة المطردة بين اكتشاف القدرات والمواهب والإمكانات من جهة والثقة بالنفس من جهة أخرى. كما يؤكد ضرورة تحديد رسالة الطالب في الحياة (ما يريده)، ورؤيته (أهدافه) من خلال طرح عدد من الأسئلة، مثل: ماذا تريد أن تتعلم؟ ماذا تريد أن تكون؟ ما المهارات التي تريد أن تتقنها؟ ما أعمال الخير التي تريد أن تفعلها؟ من الأصدقاء الذين تريد مصادقتهم؟ ماذا تعني الحياة لك؟ ما المخاوف التي تريد أن تتغلب عليها؟ وغيرها.
وتقدم المفكرة نموذجًا للطلاب والطالبات لكتابة سيرهم الذاتية (المتوقعة) بعد عشرين سنة، يحوي: الممتلكات، والمؤهلات العلمية، والمهارات، والخبرات، والهوايات، والدورات، ونقاط الضعف التي سيتغلبون عليها، ونقاط القوة التي سيعززونها، والآثار التي سيتركونها. وبشكل أكثر تركيز ووضوح تقدم المفكرة «هرم الأهداف» لتحديد الأهداف بأنواعها: البعيدة والمتوسطة والقريبة (الشكل1) والذي يأخذ ثلاث مبان تعبر فيه قاعدة الهرم عن خطة السنة الحالية، ويعبر فيه البناء التالي لها عن خطة الدراسة الجامعية الخمسية، والثالث عن الخطة العشرية المعنية بالزواج والدراسات العليا، أما رأس الهرم فيعبر عن الخطة العشرينية ومحصلة النضج المعرفي والمادي والغايات النهائية.
ويساند «هرم الأهداف» جدول «سجل الأهداف» لتمكين الطلاب والطالبات من وضع أهدافهم لعام واحد (العام الدراسي الحالي)، والذي يتكون من قائمتين متقابلتين يدون الطالب والطالبة تحت الأولى منهما الأهداف، وتحت الثانية موعد الانتهاء من تحقيق كل هدف. وتضع المفكرة تحت هاتين القائمتين بعضًا من الأسئلة المعينة على وضع الأهداف، مثل: ماطموحاتي؟ وكيف سأحققها؟ وما نوع العطاءات التي سأقوم بها؟ مع من سأتواصل؟ ما الطريقة التي سأعامل بها المعلمين؟ وكم ساعة أريد أن أدرس؟ وغيرها.

أهداف الأسبوع:
في تفصيل لأهداف السنة الدراسية تقدم المفكرة في جزئها الثاني نموذجًا لتحديد الأهداف الشهرية على هيئة جداول (شبيهة بجداول دفاتر التقويم السنوية) موزعة على أسابيع شهور السنة الميلادية، بدءًا من شهر سبتمبر (أول الشهور الدراسية). ويأخذ كل جدول منها لونًا خاصًا بدرجة هادئة مريحة للعين فالبنفسجي لشهر سبتمبر، والبرتقالي لشهر أكتوبر، والأخضر لنوفمبر، وهكذا. وتخصص المفكرة لكل أسبوع صفحتين متقابلتين (الشكل2) يعلوهما دعاء مأثور ومقولة تحفيزية من التراث العربي والعالمي وحديث نبوي توجيهي وتعريف بأحد أعلام المخترعين أو المكتشفين أو الناشطين في مختلف المجالات العلمية والإنسانية. وقد ذيلت صفحتا المفكرة برموز صغيرة تشير إلى جملة من مناشط (رياضية واجتماعية وروحية وعقلية وخيرية) قام بها الطالب والطالبة خلال الأسبوع، وببضعة أسطر للتعليقات.
ولربط «الجداول الشهرية» بقواعد النجاح على نحو عملي وبالمناسبات السنوية صدّرت المفكرة كل شهر من الشهور بصفحة توجّه إلى سلوكيات أو مهارات تكامل الشخصية وتميزها (الشكل3). وذلك على النحو التالي:
- «بناء الشخصية» الخاص بشهر سبتمبر (أول شهور السنة الدراسية) وفيه تحدد المفكرة ثلاث خطوات لبناء الشخصية، هي: تحليل الشخصية، معرفة الصفات الحسنة، التعرف على طرق التنمية.
- في «كيف نستقبل رمضان» الخاص بشهر أكتوبر تعريف بالصيام المثالي والجدول الرمضاني اليومي.
- «قل لي رؤيتك أقل لك مستقبلك» الخاص بشهر نوفمبر دعوة إلى تخيل الذات بعد عدة سنوات وقد حققت طموحاتها وأحلامها، وإلى التركيز على الحلول والبدائل بدلًا من المشكلات والعوائق.
- في الجزء الخاص بشهر ديسمبر «تجربة فريدة» لعلماء الاجتماع على مئة طالب تمّ اختيارهم من خريجي الثانوية العامة أظهرت نتائجها أن الدخولات الشهرية لمن كانت لهم أهداف مدونة زادت على من كانت لهم أهداف غير مدونة بمقدار سبعة أضعاف، وزادت بمقدار عشرة أضعاف على من لم يدونوا أهدافهم نهائيًا!
- في «الوعي بالذات» الخاص بشهر يناير بيان لمراحل هذا الوعي: تحليل الشعور الذاتي، والقرار الصائب، والمبادرة الإيجابية. كما فيه بعض من طرق تقوية الإرادة.
- ترصد المفكرة في «طبق سير العظماء» الخاص بشهر فبراير اثني عشر سلوكًا للعظماء كالمبادرة بالسلام، والابتسام، والتواضع، والرفق، وستر عيوب الآخرين، واللجوء إلى الله. مؤيدة كل سلوك بما يوافقه من أقوال المصطفى صلى الله عليه وسلم.
- «الحياة أخلاق ومنها الوفاء» توجيه تخصصه المفكرة لشهر مارس لخصلة الوفاء مع الله بشكر نعمه، وتنفيذ أوامره، واستغفاره ودعائه.
- «احترام الآخرين عندما نختلف» تدريب سلوكي لشهر إبريل يبيّن الأسباب الحقيقية لاحترام الآخرين وأهمية الاختلاف باعتباره سنة إلهية لا بد منها لتحقيق التكامل.
- في «الوطنية والمواطنة» الخاص بشهر مايو عدد من مؤشرات حب الوطن كإبلاغ السلطات عن أي تخريب، وتحمل معاناة الدراسة لخدمة الوطن، وعدم تجاوز القوانين واللوائح وغيرها.
- في تزامن مع إجازة الصيف تقدم المفكرة لشهر يونيو في «خطط لصيفك» توضيحًا لدور الشباب ونشاطاته وخياراته (في الإجازة) من المهارات المرغوب تعلمها والسلوكيات المرغوب تركها.
- تحلل المفكرة في «حب الآخرين لك سرّ القيادة» الخاص بشهر يوليو مكونات مراحل كسب حب الآخرين: التشخيص، والألفة، والتفاهم، والتكامل.
- «كبار السن لماذا نرعاهم؟» الخاص بشهر أغسطس يحمل تعريفات بالتغيرات البيولوجية والاجتماعية والنفسية التي يمرّ بها كبار السن (الوالدان) وبطرق إسعادهم كالتحدث معهم عن ذكرياتهم، والدخول في مجال اهتمامهم، والاستفادة من خبراتهم، وإشعارهم بدورهم بالحياة.

مهارات دراسية
تعزز المفكرة «الجداول الشهرية» التي استنفدت ثلاثة أرباع صفحاتها بـ«خمس خطوات للاستعداد للاختبار» وهي: وضع خطة زمنية للمراجعة، والاختبار المثالي، والتركيز على الملحوظات، وإنهاء المراجعة قبل الاختبار، واستغلال الساعات الأخيرة. وبــ«العادات السبع للطلبة المتفوقين»، وهي: تحضير الدروس ومراجعتها، والنوم مبكرًا والاستيقاظ مبكرًا، وحل جميع التمرينات، والتلخيص، والمناقشة، والاستفسار، والمثابرة والتفاؤل، وتناول وجبة الإفطار. وبـ«محتويات الأبحاث الجيدة والتقارير السليمة» كالعناوين، والمقدمة، والفهرس، والخاتمة، وتقدير الصفحات، والالتزام بموعد التسليم.
وتحاول المفكرة تحت هذا العنوان (مهارات دراسية) تبسيط مشكلة اختيار التخصص الدراسي والوظيفة في طريقتين: تعتمد الأولى منهما على خمسة أسس: الرغبة، وفرص العمل، والقدرة، والنفوذ والسلطة، والراتب. بينما تعتمد الطريقة الثانية على نظرية «الذكاء المتعدد» والتي تصنّف الذكاء إلى ثمانية أنواع: الذكاء اللغوي، الذكاء المنطقي، الذكاء البيئي، الذكاء الذاتي، الذكاء البصري، الذكاء الاجتماعي، الذكاء الإيقاعي، الذكاء الحركي، وتقدم المفكرة وصفًا لكل نوع من أنواع الذكاء ولقدرات صاحبه ولمسميات المهن المناسبة له. كما تقدّم عددًا من الطرق التي يتعلم أصحاب كل نوع من أنواع الذكاء من خلالها، وبعضًا من التمرينات المعينة على تقوية وتنشيط الذكاء (بمختلف أنواعه).

فعلى سبيل المثال:
- في «الذكاء اللغوي» تصف المفكرة من يمتازون فيه بأنهم محبّون للقراءة وسرد القصص وكتابتها، وأنهم مهتمون بتعلم اللغات والمناقشة وكتابة الأفكار. ويناسب هذا النوع من الذكاء جملة من المهن، مثل: المحاماة، والصحافة، والخطابة، والتأليف. كما أن لدى أصحاب هذا الذكاء القدرة على استخدام الكلمات (شفهيًا وكتابيًا) بكفاءة عالية. وتعتبر كتابة الأفكار والمذكرات والقراءة للتلخيص واستخراج كلمات جديدة من القاموس وألعاب الألفاظ والقوافي من التمارين المناسبة لهم.
- «الذكاء المنطقي» يمتاز أصحاب هذا النوع من الذكاء بحبّهم للرياضيات والعلوم والألغاز وتصنيف الأشياء، وبقدراتهم العالية في اكتشاف العلاقات بين الأعداد وفي تذكر الأرقام والإحصاءات. ويناسب هذا الذكاء العمل في المحاسبة، والبحث في الاستثمار، وتدريس الرياضيات والفيزياء والكيمياء وعلم الفلك، وبرمجة الكمبيوتر، والهندسة، وعلم النفس. ويتعلم أصحاب «الذكاء المنطقي» من خلال التجارب، والبحوث، والمشروعات، وأساليب حل المشكلات. ويمكن أن تكون التدريبات الحسابية، وزيارة المتاحف والمعارض ذات الصلة بالعلوم والرياضيات، وقراءة المجلات العلمية، وتخمين المسافات، وتعلم برامج حاسوبية جديدة - من التمارين المناسبة لتقوية الذكاء المنطقي.
- «الذكاء الاجتماعي» لدى أصحاب هذا النوع من الذكاء قدرة على تكوين الصداقات ومساعدة الآخرين بتشجيعهم وحل خلافاتهم، كما أن لديهم حبًّا للأنشطة واللقاءات الجماعية. وهم يتكلمون كثيرًا ويرحبون بالآخرين بحماس واحترام. وتناسب أصحاب هذا الذكاء مهن في الإدارة، والتدريب، والاستشارة، والمحاماة، والسياسة، والتربية، والعلاقات العامة، والتجارة، والتمريض. ويتعلم أصحاب «الذكاء الاجتماعي» من خلال التعاون، والمجموعات، والمقابلات، والألعاب الجماعية. ويعتبر تحليل مواقف الناس وأصواتهم وإيماءاتهم (في التلفاز مثلاً) وسؤال الناس عن خبراتهم والأعمال التطوعية من التمارين المناسبة لهم.
- «الذكاء الحركي» لأصحاب هذا النوع من الذكاء محبة ظاهرة للأنشطة الحركية والمهارات الرياضية والأعمال اليدوية، ولديهم قدرة على تقليد الآخرين بدقة. وتعد الجراحة، والخط، والتمثيل، والنجارة، والتدريب الرياضي، والعلاج الطبيعي، والميكانيكا، وقيادة المركبات من المهن المناسبة لهم. ويمكن لأصحاب هذا الذكاء أن يتعلموا من خلال التقليد والمحاكاة، والأنشطة العملية كألعاب التناسق بين العين واليد، ومشروعات الطين والورق، والتدرب على الخطوط، وفنون القتال.
وتلحق المفكرة وصفها لأنواع الذكاء بـ«مؤشر روجر للذكاء المتعدد» الذي يساعد على اكتشاف مستوى الذكاء واتجاهاته (مع احتمال أن يمتلك الطالب والطالبة أكثر من نوع من أنواع الذكاء الثمانية) والمكوّن من 56 سؤالًا (الشكل4) تدور في مجملها حول المهارات والميول والقدرات الشخصية في مختلف المجالات الإنسانية. ويقابل كل سؤال من هذه الأسئلة عدة مستويات للإجابة يختار الطالب والطالبة منها أقربها لصفاته وفق التدرج التالي:
- نادرًا 1.
- أحيانًا قليلة 2.
- أحيانًا 3.
- عادةً 4.
- دائمًا 5.
ومن خلال مفتاح الأجوبة المرفق بأسئلة «مؤشر روجر للذكاء المتعدد» يمكن للطالب والطالبة معرفة محصلة درجاته في كل نوع من أنواع الذكاء. وبالتالي تحديد أي نوع (أو نوعين) من الذكاء يمتاز به والتخصصات التي تناسبه والوظائف التي يمكنه أن يمتهنها.
ولأهمية تحديد «مناطق التميز» تُجمل المفكرة المبررات التي تستدعي التعرف عليها لدى كل طالب وطالبة، وهي: التركيز في الأنشطة، تحسّن المهارات، والإصرار، وزيادة التحفّز والحماس والثقة بالنفس والطاقة والعلاقات بالآخرين.

بانوراما
في هذا الجزء المكوّن من ثماني صفحات (هي خاتمة المفكرة) تعريف ببعض الأغذية الصحية للطالب، وبيان بضرورة القراءة، وملامح من سير الناجحين، ودعوة للبدء بمشروع صغير والتزام قواعد النجاح فيه (الجدية، ومناسبته للميول، والمعرفة بأساليب إداراته وإنتاجه وتسويقه)، كما أن فيه دعوة للعمل الخيري، وإجابة لسؤال عن «كيف تحاور الآخرين؟» تحوي تسعة مبادئ، منها: الإنصات، والاعتدال بالعرض، والاستعانة بطرف ثالث، والتركيز على نقاط الاتفاق، وتعداد الشواهد والأرقام، وغيرها. مع التنبيه على أن الفائز في النقاش هو من يحترم الرأي المخالف ويوفر له البيئة المشجعة للتحدث عن رأيه.
المفكرة إضافة لمحتواها المعرفي الإرشادي، امتازت بالإخراج الفني الجميل وبرسومات متنوعة وألوان متناسقة وطباعة فاخرة جعلت منها إصداراً جديراً بالإشادة والتوثيق.

المعرفة الأرشيفية

مفكرة طلابية « عملانية » تحدد خطوات النجاح اكتشف قدراتك ..حدد أهدافك ..تحقق طموحاتك