معلومات عن اليوم الوطني العُماني

تحتفل سلطنة عُمان في 18 نوفمبر/ تشرين الثاني من كلِّ عامٍ "بالعيد الوطني العُماني"، ويُشكِّل هذا العيد مُناسبةً هامَّةً لجميع العمانيين، حيث يقفون عنده للإشادة بمسيرة البناء والنهضة لوطنهم، والتي بدأت على يد السلطان "قابوس بن سعيد" حين تسلَّم حكم هذه البلاد، والذي استطاع أن يجعل منها دولةً عصريةً وحضاريَّةً ومُتقدِّمة.



تاريخ سلطنة عُمان:

تعرَّضت سلطنة عُمان خلال تاريخها إلى الاحتلال من قِبَل العديد من القوى الأجنبيَّة، وقد أنشأ العديد منها محميَّاتٍ أو مُستعمراتٍ داخل أراضي السلطنة، وكانت البرتغال أوَّل دولةٍ أوروبيةٍ تحتل سلطنة عُمان، وذلك في الفترة الممتدة بين عامي 1507-1650م، بعد اكتشافهم الطريق البري إلى الهند ورأس الرجاء الصالح؛ بالإضافة إلى رغبتهم في حماية ممرَّاتهم المائيّة، وقد طردهم الإمام "سلطان بن سيف" بمساعدة زعماء القبائل العُمانية في عام 1650.

شكَّل العُمانيون في بدايات القرن التاسع عشر قوَّةً اقتصاديةً لا يُستهَان بها، واستغلوا موقعهم على المحيط الهندي، وخبرتهم بالملاحة البحرية التي اكتسبوها من البرتغاليين للوصول إلى أراضٍ أجنبية، والسيطرة على بعض سواحل إيران وباكستان، بالإضافة إلى موانئ زنجبار وكينيا.

ظهرت المطامع البريطانية مع نهاية القرن التاسع عشر، وقد حاول البريطانيون السيطرة على "مسقط"، من خلال تحويلها إلى محميَّةٍ بريطانيةٍ من دون استخدام القوَّة؛ وقد ظهر خلال تلك الفترة تمرُّد من قِبَل أعضاء الطائفة الإباضية المُقيمة في المناطق الداخلية لعُمان، والتي تركَّزت حول بلدة نزوى، حيث سَعَت تلك الطائفة ليتسلَّم زعيمهم الديني مركز إمام سلطنة عُمان، وقد حُلَّ هذا النزاع بشكلٍ مؤقَّت بموجب معاهدة السيب في عام 1920، والتي مُنِحَ زعيمهم الديني من خلالها الحكم الذاتي في المناطق الداخلية من عُمان، مع الاعتراف بالسيادة الاسمية للسلطان.

تجدَّد النزاع مرَّةً أُخرى في عام 1954، نتيجةً لتمرُّد الإباضيين ضدَّ جهود السلطان "تيمور بن فيصل" لتوسيع الرقابة الحكومية في الداخل، وقد هُزِموا في عام 1959 بمساعدة بريطانيا، أُنهِيت على أثرها مُعاهدة السيب، وتوحَّدت عُمان ومسقط في دولةٍ واحدةٍ تحت اسم "سلطنة عُمان".

تسلَّم "قابوس بن سعيد آل سعيد" في عام 1970 الحكم، وشكَّل تاريخ تسلُّمه الحكم نقلةً نوعيةً للبلاد، حيث كانت تعاني من الفقر والبطالة والأمية؛ ولكنَّه استطاع رغم هذه التحدِّيات أن يُحسِّن الوضع الاقتصادي والاجتماعي للبلاد، وأن يحفاظ على سلميَّة العلاقات مع دول شبه الجزيرة العربية.

وضع قابوس دستوراً للبلاد في تشرين الثاني/ نوفمبر 1990، وقد عمل على الحفاظ على العلاقات الدبلوماسية والسياسية والعسكرية طويلة الأمد، مع كلٍّ من المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية.

إقرأ أيضاً: العيد الوطني للإمارات وتاريخ الاحتفال به

سبب الاحتفال بالعيد الوطني العُماني:

يعود سبب الاحتفال بالعيد الوطني العماني في 18 نوفمبر/ تشرين الثاني كلَّ عام إلى تخليد ذكرى استقلال سلطنة عُمان وطرد الاحتلال البرتغالي في عام 1650، كما يُصادِف عيد ميلاد السلطان "قابوس بن سعيد" في يوم 19 نوفمبر/ تشرين الثاني؛ وعليه يُحتفَل بهذين اليومين على التوالي من كلِّ سنة، حيث يُجدِّد العُمانيون ولاءهم لقائد بلادهم "السلطان قابوس"، الذي استطاع منذ وقت تسلُّمه زمام الحكم تحقيق نهضةٍ شاملةً وإنجازاتٍ هامَّةٍ على مُختلف الأصعدة، والوصول ببلاده إلى جوٍ سياسيٍّ وأمنيٍّ مستقر؛ واستطاع في الوقت ذاته الحفاظ على علاقاتٍ متوازنةٍ مع جميع الدول الإقليمية والدولية، وجعل سلطنة عُمان دولةً عصريةً لها دورها الحضاري في المنطقة والعالم.

مظاهر الاحتفال بالعيد الوطني العُماني:

الاحتفال بالعيد الوطني العماني

يُعدُّ العيد الوطني العُماني يوم عطلةٍ رسمي، ويحتفِل بهذه المناسبة الهامَّة جميع أطياف الشعب العُماني؛ كما تعُمُّ الاحتفالات كلَّ ولايات ومحافظات السلطنة، تعبيراً عن السعادة والبهجة بقدوم هذا اليوم.

من مظاهر الاحتفال بالعيد الوطني العُماني: تنظيم المسيرات، وعروض الألعاب النارية، وتنظيم سباقات الهجن في مُختلف أنحاء السلطنة؛ كما تُزيَّن الشوارع بأعلام السلطنة وصور السلطان قابوس؛ بالإضافة إلى العديد من الفعاليات الأخرى، وفي مُقدِّمتها: حضور السلطان قابوس العرض العسكري الذي يُقام بهذه المناسبة في ميدان الاستعراض العسكري في قاعدة سعيد بن سلطان البحرية، وتُشارِك في العرض وحداتٌ رمزيَّة بحضور كبار المسؤولين من عسكريين ومدنيين.

ولا تقتصر الاحتفالات داخل السلطنة فحسب، بل تتعدَّاها إلى عددٍ من الدول الخليجية التي تحتفل أيضاً بُمناسبة العيد الوطني العُماني، تعبيراً عن محبَّتها، وعن العلاقات الوطيدة والمتميِّزة التي تجمع البلدين.

 

المصادر: 1، 2، 3




مقالات مرتبطة