معطرات الجو والمبيدات الحشرية تسببان أمراضاً تنفسية

فهل من رابط بين ارتفاع عدد الإصابات بالأمراض التنفسية وزيادة نسبة الإقبال على استخدام المعطرات والمبيدات الحشرية؟ وهل تعتبر هاتان السلعتان من أسباب ارتفاع نسبة الإصابة بهذه الأمراض؟ 

للإحاطة بجوانب هذا الموضوع كان ل«الصحة أولاً»هذا التحقيق:مجرد مهيجات لا أعتقد أن لها سبباً مباشراً للإصابة بالأمراض التنفسية، بهذا أجاب محمد بدران عند سؤاله عما إذا كان يعلم عن العلاقة بين معطرات الجو والمبيدات الحشرية وتلك الأمراض. وتابع: لي صديق مصاب بالربو ولكنه يستخدم معطرات الجو في بيته بل ويهتم باختيارها بعناية، كنت ألاحظ عليه في بعض الأحيان أنه يسعل عند رش المعطر ولكن سرعان ما يستقر وضعه، وكذلك بالنسبة للمبيدات الحشرية المستخدمة في المنزل، فباعتقادي أن المعطرات والمبيدات قد تهيجان من يعاني من التحسس، ولكن ليس هما سبب الإصابة بالأمراض التنفسية.



الحد من الإصابة

  أما لقمان محمد وهو من المصابين بمرض الربو فيقول لقد نصحني الأطباء بالابتعاد عن عدة

  أشياء منها المعطرات والمبيدات الحشرية والعطور وغيرها، بالإضافة إلى إزالة الموكيت من مكان سكني والابتعاد قدر الإمكان عن الأماكن التي تكثر بها الأتربة والغبار، لقد تحسنت حالتي باتباع هذه النصائح واستخدام الأدوية، ولكن كما هو معروف أنه لا شفاء كاملا من هذا المرض ولكن محاولة تخفيف حدته والأعراض المؤلمة له هو ما أصبو إليه لذا أحاول قدر الإمكان الابتعاد عن تلك المواد.

  تحسس

عبد العزيز الخالدي يقول أنا أعاني من تحسس حاد، فبمجرد تعرضي لأي رائحة قوية تنتابني

  نوبات قوية من السعال، وأشعر بالاختناق ومن ضمن الأشياء التي نصحني بالابتعاد عنها

  الأطباء العطور بأنواعها وأي مواد كيميائية تستخدم عن طريق الرش. ومع أني مصاب بالحساسية إلا أنني أستخدم معطرات الجو في المنزل بكميات خفيفة بالرغم من شعوري بالتضايق منها في بعض الأحيان ولكن لا يمكن الاستغناء عنه نهائيا.

  لا شكاوى

  مصطفى مبارك موظف مبيعات في أحد محلات بيع الأدوات المنزلية قال عند سؤالنا له عن تأثير معطرات الجو والمبيدات الحشرية على الناس وهل من الممكن أن تكون سببا بالإصابة بمشاكل تنفسية: «إن العطور بريئة من تهمة التسبب بالإصابة بمشكلات تنفسية. وخلال تعاملي مع الكثير من الزبائن لم يشتك يوما أحد من تعرضه لأمراض التحسس جراء استخدامه معطرات الجو والمبيدات الحشرية، وفي الإمارات يكثر الإقبال على شراء تلك السلع بكافة أنواعها.

  قابلية الإصابة

  عن وجهة النظر الطبية بهذا الموضوع حدثنا الدكتور ناصر الصلاح طبيب الأمراض الصدرية والحساسية والربو وأمراض باطنية في مركز ناصر الاستشاري الطبي في دبي قائلا:

  تعد معطرات الجو والمبيدات الحشرية من المواد شائعة الاستعمال في معظم البيوت في الإمارات والعالم، وهي من أكثر المواد تخريشاً (إثارة) للغشاء المبطن للقصبات الهوائية داخل الرئتين، محدثة تشنجاً في القصبات الهوائية، مما يؤدي إلى ضيق في التنفس وسعال شديد وحدوث صفير في الصدر وتكون البلغم بكميات كبيرة، وعند حدوث هذه العوامل تكون الأعراض الناتجة هي أعراض الحساسية الصدرية، وبمعنى آخر أن أي شخص يعاني من حساسية صدرية قد يكون معرضاً لمثل هذه الأعراض عند تعرضه للمعطرات والمبيدات الحشرية.

  وأضاف د. ناصر إن معطرات الجو والمبيدات الحشرية كل ما كانت رائحتهما قوية ونفاذة يكون تأثيرهما أكبر، والذي يهيج بتلك المعطرات والمبيدات هي المواد المتطايرة والتي يتم استنشاقها وتدخل إلى الرئتين مباشرة. لذا ينصح من يعاني من مشكلات تنفسية إذا كان لابد من استخدامهم لها أن يستخدموا الأنواع الخفيفة والتي تزول رائحتها بعد فترة قليلة، والجميل أن العائلات التي لديها مصابون بأمراض تنفسية كالربو قد أصبحت عندهم المعرفة والوعي الكاملان، وباتوا يتفادون كل الأمور التي قد تزيد من أعراض المرض.

 

المصدر:مكتوب