معاملة الأطفال في الغرب !!

سأحكي لكم اليوم قصة ليست من التراث الصيني ولا من التراث الهندي، إنها قصة من حاضر الحضارة الغربية, وقعت إحداثها أمامي قبيل عشر سنوات، حينما كنت انهي مرحلة الدكتوراة مع زوجي في الولايات المتحدة الأمريكية .. ابتدأت القصة عندما زارتني قريبتي سارة، فخرجت معها إلى إحدى المتنزهات القريبة، وجلسنا معا على كرسي قريب من ملاعب الأطفال لنرمقهم من بعيد ونتجاذب أطراف الحديث ...



كانت قريبتي معجبة جدا بطريقة الأمهات الأمريكيات في العناية بأطفالهن والتفرغ لتعليمهم وتسليتهم وتثقيفهم بانفسهن، دون الاتكال على الخادمة او السائق كما هي الحال عندنا، وكانت تدلل على كلامها بأم ثلاثينية كنا نشاهدها من بعيد وهي جالسة على كرسي الحديقة، وفي يدها اليمنى كتاب تقرأه، ويدها اليسرى مشغولة بفرك ظهر كلبها الذي شاطرها ذلك الكرسي، وترعى من بعيد طفلها الذي لم يتعد سنته الخامسة ...

كانت قريبتي تتحدث وانا اكتفي بالسماع لها، واكرر عليها كلمة (لا تنخدعي بالمظاهر )، انشغل ذهني بمراقبة تلك ( الامريكية المثال)، فرأيتها من بعيد وهي تربت على كلبها أكثر مما تربت على طفلها، وتمسح على رأس كلبها وتناغيه أكثر مما تفعله مع طفلها، سمعتها تنادي كلبها باسم الدلع المصغر ، وتنادي طفلها بيا ايها الطفل، وعندما حان موعد الغداء فتحت علبة الغداء لكلبها اولا، وبعد ذلك نادت على طفلها واعطته شطيرة ليأكلها، وقالت له محذرة ( اسمع ياولد انا لست امزح، ان وقعت منك الشطيرة على الأرض ثم أخذتها من الأرض واكلتها فسوف اعاقبك سوف املأ فمك ترابا، انا اعني ما اقوله ، هل تفهمني !!) كان صوت الام جهوريا، وكان تهديدها مخيفا ، وكانت لكنتها جادة ..

عندما رأيت كل هذا وسمعته، علمت ان شيئا ماسوف يحدث ، واحسست بتيارات سلبية تملأ المكان ، كان الطفل يمسك شطيرته بيده ويجري هنا وهناك، والام تتربص به وتقول له ( انتبه ) ، ولكن امر الله وقع ، ووقعت الشطيرة على الارض ، وسارع الطفل بأخذها من على الارض وادخلها في فمه ، وبطريقة آلية التفتّ الى الام انظر اليها ، فاذا بها تقوم من مكانها والشرر يتطاير من عينيها ، ولسانها يرمي بكلمات السباب ، توقعت ان تشده مع اذنه  او تصفعه على قفاه ، ولكني رأيت شيئاً آخر !!

ذهبت الأم الى طفلها غاضبة ومسكت فمه ثم فتحته عنوة ، واخذت بيدها الاخرى كومة من تراب الملعب وحثته في فمه وهي تقول ( ذق !! هل يعجبك طعم التراب والامراض ؟؟) ،وبدأ الطفل يصرخ ويبصق التراب من فمه، استبد بي الغضب وجريت اليها ، أعاتبها على صنيعها الاحمق امام الجميع ، ظننت انها ليست امه لان هذا العمل لا يصدر الا عن مربية مستأجرة ولايمكن ان يصدر عن ام عاقلة ، فقالت لي ( لا تتدخلي ، عودي الى بلدك، واتركيني اربي ابني بالطريقة المناسبة ) عندها قررت فاتصلت بالشرطة ، التي سرعان ماتواجدت، وشهدت على عملها جميع الامهات اللاتي شاهدن صنيعها الغبي ... ولا ادري ماذا تم في القضية، لاني انصرفت سريعا قبل حلول الظلام ..

رجعنا الى البيت وقد خيم الصمت على الجميع، حتى سارة سكتت طويلا قبل ان تقول ( صدقت ، يجب الا ننخدع بالمظاهر)، قلت لها : نحن على الاقل ننطلق في تربيتنا لاطفالنا من منطلق ديني ، نرجو به الاجر من الله ، ونحتسب الخير بإيجاد لبنات صالحات وغراس طيب ، يرفع شأن الامة ويعزها ، ويرفع عنها الجهل ويجعلها في مصاف الامم المتقدمة ..والحديث لا ينتهي ..

المصدر: الفريق الاجتماعي